أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - ازمة حكم لا ازمة حكومة















المزيد.....

ازمة حكم لا ازمة حكومة


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




افرزت العملية السياسية التي تلت التغيير التاريخي العراقي قبولا بادوات الديمقراطية كسبيل متفق عليه لتعديل المسار التاريخي لحركة المجتمع، بغض النظر عن فعالية هذه الادوات الجديدة على الواقع السياسي العراقي، ولم يأت هذا القبول بسبب الايمان الكامل بمباديء الديمقراطية او كحالة ثورية واعية كما تشير اليه معظم نظريات العمل في ادبيات الاحزاب والحركات السياسية والتي كانت مطلبا رئيسيا لها حيث تضمنتها كافة مقررات مؤتمراتها المشتركة قبل النظام (مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين) بل هو الخيار الاوحد المتاح امامها لشغل المساحة المناسبة لكل منها على ارضية القاعدة السياسية الجديدة التي باتت تستوعب الجميع، ولاول مرة في التاريخ العراقي الحديث تكون الكلمة الفصل للجماهير عمليا في تحديد ملامح الصورة الجديدة للنظام السياسي واصبح للمواطن دور ثمين يتمثل في صوته الذي سيدليه في صناديق الاقتراع. وهكذا تم رسم خارطة طريق للبناء الديمقراطي من الناحية الشكلية بالارتكاز على المشروع الغربي (الشرق الاوسط الكبير).
لكن الديمقراطية الوافدة وفق حسابات استراتيجية وسياسية للقوة العظمى حسب هذا المشروع الذي يهدف الى القضاء على الارهاب وتجفيف منابعه واقامة انظمة ديمقراطية تؤسس لمجتمعات مزدهرة اقتصاديا ومتحررة ثقافيا في المنطقة، التقت ولاول مرة مع خطط ونشاط القوى السياسية ذات التاريخ المعادي للامبريالية والاستعمار وما الى ذلك من شعارات فترة الحرب الباردة ورسمت خارطة طريق معدة سلفا على شكل مراحل بدءا باسقاط النظام الشمولي بواسطة الآلة العسكرية الامريكية المفوضة من مجلس الامن الدولي
وتطبيقا لبنود الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة مشفوعة بقرار 1483 على اعتبار القوات الاجنبية العاملة في العراق قوات احتلال وعليها صيانة وحماية الشعب العراقي والتهيئة لتسليمه الى قيادة عراقية مؤقتة حددت في 30/حزيران /2004 حسب القرار 1546 الصادر من المجلس نفسه، وتنظيم قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي يحدد مرحلة الحكومة المؤقتة التي تهيء للانتخابات الجمعية الوطنية التاسيسية في 30/1 /2005 التي سوف تنشىء حكومة انتقالية تشرف على تنظيم لجنة لكتابة دستور دائم في العراق يحدد الشكل النهائي لادارة المجتمع العراقي الحديث وتنظيم استفتاء شعبي عام للتصويت عليه وفي حالة قبوله يصار الى انتخابات عامة في 15/12/2005 لانتخاب مجلس نواب عراقي دائم وحكومة دائمة.
وتم الزام الجانب العراقي بهذه التوقيتات بدقة متناهية ومررت هذه المراحل كما خطط لها بنجاح ضمن عملية نشر الديمقراطية التي تبنتها واشنطن حتى لو طالب الشارع العراقي بالاسلاميين لادارة احوالهم، فان ادوات الديمقراطية في الحكم سوف تدفعهم الى الاعتدال وهذا يتطلب وقتا ريثما تستوعب الجماهير اهمية هذه الادوات لحياتهم ومستقبلهم، فخرج ما لا يقل عن 60% من العراقيين المسجلين في قوائم الانتخابات لانتخاب الجمعية الوطنية وبمقاطعة فئة اجتماعية محددة عدلت من رأيها لاحقا للمشاركة في كتابة الدستور والانتخابات العامة الثانية لانها ادركت بان هذا الطريق هو الوحيد لاثبات وجودها السياسي، وبين هذه المراحل كان هناك حراك اخر يدفع باتجاه افشال هذه الخطة متكئا على ثوابت ومرتكزات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تشكل تناقضا حادا مع المشروع الديمقراطي ومن اهمها وفي مقدمتها المواجهة العالمية مع الارهاب الذي يمثله تنظيم القاعدة الذي تمترس في حاضنات عراقية تعرضت الى صدمة مروعة فايقظ سكونها ووجومها بتفجيره لمقر الامم المتحدة والسفارة الاردنية واغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم واضعا فئة من المجتمع هدفا (عملاء) يجب تصفيتهم تمهيدا لقيام الدولة الكونية الاسلامية المنطلقة من ارض المواجهة مع العدو الاول (امريكا) التي اسقطت صدام ليشتد التناقض حينما اصبحت دول الجوار لاعبا رئيسيا بمجمل الوضع العراقي وتبلورت منظمات وفرق وجيوش مدعومة بميزانيات مالية مفتوحة والدخول في معارك عسكرية مستمرة مع القوات المسلحة العراقية والقوات متعددة الجنسيات اضافة لعصابات منظمة ومحترفة تأتمر باجندات سياسة محلية واقليمية ودولية، وفي لقاء مع هوشيار زيباري وزير الخارجية مع مجلة نيويورك تايمز الامريكية كشف عن وجود ما تسمى (المؤامرة الجدية) التي بدأت قبل تشكيل حكومة المالكي عندما قام رؤساء اجهزة المخابرات في دول ما تسمى بـ(مجموعة الستة زائد اثنين التي تضم الكويت والسعودية والامارات ومصر والاردن وتركيا فضلا عن الولايات المتحدة وبريطانيا) بتشجيع العرب السنة على المشاركة في الانتخابات العامة لاحتواء ايران وقد وضع هؤلاء جميع امكانياتهم المالية والاستخبارية لتحقيق هذا الهدف وبواسطة العملية السياسية نفسها توغلت هذه التنظيمات داخل المؤسسات الرسمية مخترقة جميع خططها الامنية والتنموية جاعلة من الجهاز التنفيذي مكبلا وعاجزا ومتجها بقوة نحو الفشل في بناء دولة حقيقية تحمي المواطن وتصون الثروات.
هي ذي اذن المساحة التي اتيحت للسيد المالكي المنتخب وفق الالية الديمقراطية المتفق عليها من جميع الاطراف والمطالب بتطبيق برنامجه السياسي الذي تلاه على مسامع مجلس النواب، وهي ذي الوزارة التي شكلها مستهلكة من عمرها سنوات اربع بعد مخاض عسير وهؤلاء شركائه في العملية السياسية اعضاء مجلس النواب الذين من المفترض ان يدعموا خططه وبرامجه.
ارادة وطنية جادة ومندفعة ومطبات من الاحباط يصنعها حتى المقربين في كتلته، اضافة الى الضغط الشديد الذي تحاصره به الادارة الامريكية بعد تلكؤ مشروعها واحراجه بسلوكيات ميدانية على الصعيد العسكري واتصالات مع اطراف صنفوا حسب الوجهة الامريكية بانهم ارهابيين
وفي خضم استعدادات المالكي للاضطلاع بمهامه الموكلة تتفجر قبة سامراء كضربة موجهة تماما اليه ولوزارته في الوقت الذي كان يدعو جادا لمصالحة وطنية وفق برنامج معد بعناية يشمل كل من له وجهة نظر مخالفة لعملية التغيير شرط ان لا تكون يده ملطخة بدماء العراقيين الابرياء، لكن الاصطفافات اخذت منحا آخر وتوقدت الجذوة الطائفية المفتعلة وفق صياغات مبرمجة ومتقنة لتضع العصي بين عجلات مسيرته فما كان منه الا ان رمى بجميع ثقله لدرء حرب اهلية وشيكة الوقوع واستمر بالدعوة الى المصالحة فكانت وثيقة مكة محاولة جادة ومخلصة لتقريب وجهات النظر بين من يبدون بانهم المختلفون. وبدا اصراره على الاصلاح واضحا من خلال دعوته الى اطلاق الاستحقاقات المالية بعد اقرار ميزانية الدولة لعام 2007 لجميع الوزارات والمحافظات والحث على انفاقها في مشاريع اعادة الاعمار وتلبية خدمات المواطن، كما حقق انتصارا سياسيا دوليا حين جمع اكثر من خمسين دولة في مؤتمر شرم الشيخ اقرت للحكومة باحقية ان يعيش الشعب العراقي بحرية وسلام ومتنعما بخيرات ارضة وثرواته المتعددة وتم اصدار وثيقة العهد الدولي حيث تلتزم جميع هذه الدول باطفاء جميع ديون العراق او معظمها وتتعهد باعادة اعمار جميع البنى التحتية للعراق مقابل ان يحقق العراق منجزات سياسية على طريق المصالحة الوطنية، لكن العربة تبدو واقفة والخلل يعلمه المالكي وشركاؤه في العملية السياسية انه ازمة حكم لا ازمة حكومة..
اذ قال زيباري لنفس المجلة (ان المالكي يرى ضرورة الاستعجال في تحقيق منجزات سياسية ينتظرها الامريكان بفارغ الصبر لكن التغيرات التي حدثت في المشهد السياسي في الاونة الاخيرة ستجعل مهمته صعبة خاصة بعد الانشقاقات التي يشهدها الائتلاف الوطني والوتيرة المرتبكة التي يسير بها مجلس النواب) فحكومة الوحدة الوطنية التي ظهرت على انها مساهمة جميع الاطراف لبناء دولة القانون والمؤسسات تحولت الى محاصصة تابعة تماما لمرجعية الكتل النيابية ورئيسها بالذات ولتنتقل عدوى الفوضى الضاربة اطنابها في البرلمان نتيجة نظام المحاصصة الى الوزارة لتتفاقم مشاكل المواطن ويأخذ لغطا ما طريقه الى الاسماع بان هناك حركة لقلب النظام السياسي (حكومة الانقاذ) التي تعني نسف خارطة الطريق التي دفع فاتورتها شعب رضي ان ينشر غسيله المرقع امام الملأ دون ان يخجل لان ارضه وتاريخه كفيلان باعادة عزته المستلبة وهاهو المالكي لم يخف عجزا ولا يناور بادعاء سطوة جلبتها اصوات الناخبين واذا كان لابد من انقلاب فليقم به المالكي نفسه ويمارس حقه الدستوري في الاصرار على الانتهاء من مشروع بناء دولة القانون والمؤسسات.



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الاشتباك السياسي الحتمية
- المحاولة الاخيرة
- البحث عن ثورة
- حتمية البناء الديمقراطي
- احمد عبد الحسين
- الكفاءة ...الضرورة والادعاء
- الواقعية السياسية
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - ازمة حكم لا ازمة حكومة