أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - حتمية البناء الديمقراطي














المزيد.....

حتمية البناء الديمقراطي


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 07:50
المحور: المجتمع المدني
    


رسمت حالة الاستقرار المؤجلة في العراق خرائط لطرق مختلفة للوصول اليها ، بدايتها عاطفية ونهايتها مشروع مخطط له منذ تسعينيات القرن الماضي ايام اعلنت بداية سقوط دولة البعث المؤسسة في شباط عام 1963 لانها وسعت من قاعدة وجودها وخلخلت الحيز المرسوم لها التحرك فيه ، وانا هنا استعير تفسيرا للاستاذ ليث عبد الحسن الزبيدي في رسالة الماجستير حول حياة عبد الكريم قاسم اول حاكم عراقي بعد ثورة 14 تموز1958 المطبوعة في كتاب في نهاية السبعينيات اذ يقول "ان كل حاكم يطرح مسألة الكويت تبدأ نهايته وتتحقق فعلا" ولم يضع الزبيدي نظام البعث ضمن قائمة من شملتهم هذه الرؤية .. الا انها تحققت فعلا ، لكنها هذه المرة لم تقتصرعلى حاكم وفكر محددين انما تجاوزت هذا الى نسف اسس الدولة المشكلة منذ عشرينيات القرن نفسه ..
ويبدو ان هذا التفسير لايعني لعنة تصيب فاعلها انما هو رد فعل طبيعي لتوازن سياسي تفرضه موازين القوى العالمية نظرا لاهمية المنطقة بالنسبة الى مشاريع التطور السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي عالميا .. وبعد انهيار نظام البعث الصدامي وسقوطه بواسطة الالة العسكرية الغربية طرحت الديمقراطية بديلا قسريا كنظام عالمي جديد ، و اختير العراق المنطلق الاول لها في المنطقة.
لكن الديمقراطية ومنذ استخدام ادواتها بعد التغيير مباشرة دخلت في صراع تناحري عنيف مع الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي المتخلف والذي كان منتجا لمشروعية السلطة المحمية بواسطة آلتها العسكرية والامنية .. فالقوى الاجتماعية وما يمثلها سياسيا والمتنافسة هنا لاتعتمد في تطلعها نحو السلطة على برنامج انقلابي اساس قوته االجيش كما حصل في جميع الانقلابات في التاريخ العراقي الحديث بل على متاح وفرته ارادة المنتصر في الحرب الباردة والذي حظي باحادية قيادة العالم .. كما فقدت القوى المعتمدة على الثورية الكلاسيكية وشعاراتها الميتة امكانية تثوير الجماهير لان ذلك يتطلب ثقة مفتوحة الافق لقدراتها في تلبية مطالبها وتناقض شعاراتها مع واقع ثقافي متخلف حتى في المجال الذي يمكنها المناورة فيه الا وهو الطبقة الوسطى .. اذن فالمتبقي من القوى الاجتماعية الفاعلة هي الاتجاهات القبلية والدينية والطائفية الملقحة سياسيا وثقافيا من التراث السلطوي الممتد عبر سنين تشكيل الدولة العراقية الحديثة وان ظهرت تشكيلاتها باوجه تعلن عن برنامج سياسي وطني .. وتطلب التنافس السياسي قدرة وخبرة لوجستية اثبتت التجربة ان الامكانيات المتاحة فقيرة حد التلاشي في حالة الاعتماد عليها في هذه المنافسة ما دفع هذه القوى الى التحرك نحو التلاقي مع مصالح القوى الاقليمة والدولية وتحددت الاتجاهات بشكل صريح وواضح وتم الفرز تبعا الى امكانياتها في الوصول الى ثقة الاطراف الساندة والمؤثرة فعلا في الواقع العراقي .
غير ان هذا الواقع يستند على مجتمع ذي بنية اقتصادية منهارة تماما ويكاد ان يكون الانتاج النفطي المتخلف ايضا (برغم ان الاحتياط النفطي يصل الى 115مليار ولم يصل الانتاج في احسن حالاته الى 3 مليون برميل يوميا) هو الرافد الوحيد لتمويل حاجاته الاساسية والذي من خلاله تحول مجمل النشاط الاقتصادي الى الشكل الريعي الاستهلاكي خصوصا بعد الحروب الذي خاضها نظام البعث والتي ادت الى تأخر جميع ما طرح وفق برنامج عمله السياسي والذي كان يستمد من تقاريره السياسية المنبثقة من المؤتمرات الحزبية الدورية ما ادى الى خراب حقيقي في الانتاج الزراعي والصناعي سواء في قطاع الدولة الواسع او القطاع الخاص المسيطر عليه تماما من قبل الدولة .. فاصاب الخراب مجمل النشاط الاجتماعي ومنه الثقافي والتعليمي .. وضمور اسس المجتمع المدني وغوصها عميقا في لجة الاقتصاد الطفيلي وخصوصا بعد بروز مؤشرات سقوطه وتحول مجمل نشاط الدولة الى حماية راس السلطة ..
اذن فالقوى السياسية الجديدة ليس امامها الا التعكز على هذا الواقع الاجتماعي البعيد عن المدنية (الضرورية لنمو الديمقراطية) لكنه الفاعل وفق الاصطفافات الجديدة والمطلوب منه فقط ( الصوت الانتخابي ) و لا سبيل للحصول عليه الا من خلال ثقافته فتطلب تفعيلها والوصول بها حد الميل العاطفي والنفسي..
ولعلنا لا نجد تناقضا حين نلمس توجهات في هذا السبيل لدى نخب كانت بالامس القريب تسوق شخصياتها على اسس اقل ما كانت تظهر عليه بانها علمانية ..
ولكن .. لماذا اصبحت الادوات الديمقراطية(الانتخابات.. الحريات.. الاعلام المتعدد المنابر تحفر طرقا للعنف والفوضى ومستقبل ضبابي يؤشر تشاؤما مرعبا ؟
السبب كما يبدو لي هو شدة المنازلة بين السلطات الاقليمية والمشروع الغربي المهدد لاستمرار هذه السلطات والتي اصبح العراق هو الحلبة الاكثر ملائمة لاشتداد معاركها
فتحولت بعض من اوجه هذه المنازلة وبشكل واضح علنية ضمن الشكل السياسي الاخير .. المعبر عنه بمجالس البرلمان والوزراء والمحافظات والرئاسة
لكن المشروع الديمقراطي رغم ما جره من ويلات ومآس يبعث بصيصا من الامل اكدته الحركة البطيئة في تقنين اسس وشكل المجتمع ديمقراطيا .. المؤسسات.. فصل السلطات .. نمو منظمات المجتمع المدني .. الحراك الدولي للاستثمار في العراق ..
والاهم من ذلك ان العراق رغم تناقض ثقافاته الا انه مجال خصب لنمو الديمقراطية وان اولى خصوباته انه مستوعب رحب وطيع للاستثمار المادي والثقافي .. بارضه ونفوسه.



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد عبد الحسين
- الكفاءة ...الضرورة والادعاء
- الواقعية السياسية
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان النقاش - حتمية البناء الديمقراطي