أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك - الفصل السادس والأخير















المزيد.....



بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك - الفصل السادس والأخير


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 936 - 2004 / 8 / 25 - 12:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل السادس
___________
- 6-
ترجمة
كامل السعدون

المقاومة المضادة للتغيير
___________________


" أنا جزء من إيقاع الخلود ونبض الحياة وتيارها الذي هو دوما في حالة تغير "

الانتباه هو الخطوة الأولى في الطريق للشفاء والتغيير
____________________________________


إذا ما كان لدينا جملة أنماط للتفكير مغروسة بعمق في داخلنا فإننا ملزمين لأن نكون يقظين متنبهين لتلك الأنماط لكي ما يتسنى لنا اتخاذ موقف تجاهها .
ربما نبدأ بالحديث عن مشكلتنا مع خبير سيكولوجي أو صديق ، مما يؤكد أننا نعي المشكلة ونسعى للحل من خلال الإقدام على طرحها على بساط البحث وتلك بداية جيدة ، أو ربما نحاول أيجاد العذر لأنفسنا وذلك لن يفضي بالمطلق إلى حل المشكلة إن لم يزيدها تعقيداً ، أو ربما نقارن حالنا بالآخرين وننظر باهتمام وتعاطف صادق مع متاعبهم لكي ما نوحي لأنفسنا بأن مصيبتنا أهون .
بشكل أو بآخر ننتبه نحن لمشكلتنا ونحاول التأقلم معها ، وغالبا ما يحصل إننا نتجه لمعلم ما أو كتاب معين أو نهج معرفي جديد أو ربما ننظم إلى فصل دراسي في بناء الشخصية .
بشكل أو بآخر نحاول نحن جاهدين للإمساك براس الخيط ، وقد ننجح وقد نخيب .
لقد حصلت اليقظة الروحية عندي شخصيا من خلال اقتراح عرضيٍ من قبل صديق بشان محاضرة ذات طابع روحي .
رغم إن صديقي هو الذي اخبرني عن موضوع وموعد المحاضرة فانه لم يذهب ، وذهبت أنا ، لم تكن المحاضرة ذات قيمة كبيرة إلا في إنني فجأة ، في ذلك المكان ، وجدت نفسي استيقظ من غفوة طويلة ، بالرغم من أن المحاضرة لم يكن لها أي دور ملحوظ في استيقاظي ، في ذلك المكان في لحظة من ذلك الزمن الهارب بسرعة وجدت شيئا ما ينفجر في داخلي ، وعي جديد يستيقظ ، أنتباهيةٌ عاليةٌ واخزةٌ مستفزة تتولد فجأة .
قد يبدو الأمر غريباً في البدء ، أو ربما غبي بشكل أو بآخر ، أو ربما يبدو بغاية البساطة ، أو انه مناقضٌ بالكامل لنمط تفكيرنا .
نفاجئ بالهزّة القوية ، اليقظة الفجائية ثم تجدنا لا نملك رغبة في أن نفعل شيئا ، المقاومة في أعماقنا لتلك اليقظة تكون في البدء قوية جدا . بل ربما نشعر بالغضب لمجرد التفكير ….بأننا قد استيقظنا …..!
رد الفعل هذا ، هو بحد ذاته شيء ممتاز خصوصا لو فهمنا انه يتعلق بالخطوة الأولى في مشوار الشفاء والإصلاح ، ومهما تكن نوعية ردود الأفعال التي تواجهنا في هذه المرحلة فإنها تخبرنا بأننا قد بدأنا فعلا في عملية الشفاء رغم إننا لم نفعل شيئا جديا بعد ولا زال طريقنا طويلا .
الحقيقة إن عملية الشفاء تبدأ منذ اللحظة الأولى التي نبدأ بها بالتفكير بالتغيير ….!
عدم الصبر هو شكل من أشكال المقاومة للتغيير ، بل هو مقاومة للتعلم والتغيير معا ، لأننا إذا ما طلبنا الحل لإشكالية ما ووجدناه جاهزا وعولجت المشكلة وانتهينا منها في الحال فإننا لا نكون قد أعطينا لأنفسنا الإمكانية والوقت للتعلم من هذه ( المشكلة ) التي نحن أصلا من سببها ، وبالتالي فإننا لن نتعظ ولن نتغير .
انك إذا ما أردت أن تنتقل من غرفة إلى أخرى في بيتك ذاته ، فان عليك أن تنهض وتمشي خطوة فخطوة . وإلا فلن يغنيك أن تظل جالسا على مقعدك بذات الوقت الذي تأمل فيه الانتقال إلى الغرفة الأخرى ، وهذا هو ذاته ما يحصل في حالة الرغبة بحل مشكلة ما ، عليك أن تعمل شيئا لكي ما تحل المشكلة ، عليك أن تقوم بخطوات صغيرة كثيرة …!
لكنك لا تريد وتقاوم إنجاز هذه الخطوات الصغيرة بهمةٍ وتفاؤل ودأب .
الوقت مناسب أحبتي القراء ، للإقرار بحجم مسئوليتنا عن حدوث هكذا مشكلة أو موقف ، أو وضع ما …!
قطعاً لا أتحدث هنا عن الذنب ، أو تأنيب الذات وسوطها بسياط الشك والاتهام ، لا نحن لسنا سيئون أبداً …!
أنت وأنا لسنا سيئون ، والمشاكل لا تحل مطلقاً باللوم الذاتي أو حمل عبء المسؤولية المطلقة والعار الأبدي ، إنما عنيت بالمسؤولية هنا الفهم … فهم أننا نملك على الدوام قدرة على إنتاج أفكار ، وإننا في مرحلة متدنية من الوعي وفي ظروفٍ لم نكن فيها نتألق بفيوض القوة والثقة ، أنتجنا سلوكيات وأفعال أدت بنا إلى هذا الذي نحن فيه الآن من وضعٍ إشكاليٍ معقد ، وبالتالي فإننا مسؤولين بدرجة ما عن ما أنتجناه من أفكار ومن متاعب لاحقة كثمرة لتلك الأفكار .
بلا … في السابق فكرنا أفكارا سلبية ( دون فهم أو معرفة منا للعلاقة بين الفكر والعمل ) وهذه الأفكار تحولت إلى تجارب ووقائع ومعايشات حياتية ما كنا راغبين حقا فيها ، وبالتالي فعبر إقرارنا بالمسؤولية لما حدث نغدو منتبهين اكثر لهذه الآلية ونقرر مع أنفسنا أن نتعلم كيفية استخدامها من جديد بشكل إيجابي وسليم ومتقن .
عندما اقترح على من يطلب مني استشارة ، حلا معينا لإشكالية حياتية تواجهه ، أوجه نظري بعناية لحركات الشخص وملامح وجهه ، والحظ غالبا إن هناك متغيرات تجري على صفحة الوجه وحركة اليدين ، متغيرات تفصح عن مقاومة داخلية للتغيير ، من خلال ارتجاف الشفاه وشدّ الفكين أو ضغط الكفين المعقودتين أمامه بقوة على بعضهما ، فأستنتج أن هناك مقاومة واضحة للغاية ، وهذا بعض ما يفصح عن حجم ونوع المشكلة الحقيقية .


التعلم من خلال القلب والبصيرة والذهن المفتوح
___________________________________


إذا كنت تفكر بذلك الذي يبدو لك اصعب الاختيارات للنتائج التي تود الحصول عليها وكان لديك مقاومة داخلية للسعي لنيل هذا الشيء ، فان من الجدير بك بالحال أن تعمل على تعلم كل ما يتيسر عن هذه الإشكالية وكيفية التعامل معها ، وكلما كنت حاسما مع نفسك ، ملحا في ضرورة معالجة هذه الإشكالية ، فان المقاومة الداخلية ستختفي تاركة لك المجال لتعلم ما تحتاج تعلمه ، عندئذ سيغدو من السهل عليك التحول إلى الخطوة التالية التي ستكون بدورها اسهل .
لا تسمح للمقاومة أن تمنعك من الإصرار على التغيير ، دون أن نعني بهذا أن لا نولي الاعتبار للمقاومة ، لا بل نعاملها بالصبر والتفاهم والحوار الذاتي ، وبذات الوقت نشرع بالعمل على جبهة التغيير الذهني ، تغيير أنماط تفكيرنا ، لكي ما يتغير سلوكنا ، فتتغير النتائج التي تصيبنا من النشاط في الخارج .
وأؤكد عزيزي القارئ أن من المهم بالنسبة لك أن تحب نفسك بقوة وتحترمها كثيراً ولا تقسو عليها في اللوم ، لأن نفسك هي أداة التغيير فإن رجمتها فلن تتغير ولن تدفعك لأي نجاح .


كيف تظهر لدينا سلوكيات المقاومة :
________________________

- نغير موضوع الحديث
- نغادر الغرفة
- نذهب إلى الحمام
- نأتي متأخرين
- نصاب بتوعك صحي
- نعمل شيء آخر
- يكون لدينا الكثير مما يجب عمله
- نضيع الوقت
- نبحث عن طريق آخر أو ننظر من خلال النافذة
- نقلب مجلة أو نعبث بالأشياء التي أمامنا على الطاولة
- نتحاشى توجيه الانتباه
- نأكل ، نشرب ، ندخن
- نقيم علاقة معينة أو ننهي علاقة قائمة
- نخلق لأنفسنا المشاكل أو ندّعيها ( السيارة توقفت فجأة في الطريق ، أحد المعدات المنزلية تحطم أو احترق ، نضح في الحمام )


استثناءات
_______

إننا غالباً مندفعون في إطلاق الأحكام القاسية عن الآخرين لكي ما نقنع أنفسنا بعدالة وشريعة المقاومة الناشئة لدينا نحو التغيير ( انظر ما فعل فلان أو علان ، إنني على الأقل احسن حالا منه ) ، ويغلب أن تخرج منا الأقوال التالية :
- زوجتي / زوجي لا تستطيع أن تفهمني
- إنني على أية حال يجب أن أغير كامل شخصيتي
- المجانين فقط هم من يحتاجون للعلاج أو الإصلاح الروحي
- لا أحد يود مساعدتي في مشاكلي
- لا أحد يتقبل مزاجي ويتفهم غضبي
- الأمر يختلف معي
- لا أريد أن أثير اهتمام الآخرين حولي
- إن متاعبي يمكن أن تذهب من تلقاء نفسها ولا داعي لان أغير شخصيتي

الخ … الخ …الخ


قناعات سلبية
________

إننا نترعرع مع جملة مفاهيم وقناعات تتحول مع الزمن إلى قوة مقاومة لأي تغيير نرجوه مثل :

- هذا ما لا يمكن أن يفعله أحد
- هذا ليس صحيح
- هذا لا يناسبني أن افعله
- هذا أمر غير أنساني
- الناس الروحانيون لا يمكن أن يغضبوا
- الرجال / النساء لا يفعلون مثل هذا
- عائلتي لا تفعل شيء مثل هذا أبدا
- الحب ليس شيء من اهتماماتي
- هذا أمر غبي
- هذا المشوار طويل علي أن اقطعه بالسيارة
- هذا الأمر يتطلب عملا كثيرا
- هذا غال جدا
- هذا يأخذ مني زمنا طويلا
- لا أؤمن بهذا
هذه بعض العبارات الشائعة التي تمثل في حقيقة الأمر بعض اوجه المقاومة للتغييرات التي نود إيجادها في سلوكنا وأنشطتنا .

الآخرون
______

إننا نمنح الآخرين قيادنا ونستخدم هذا كتوضيح لأسباب مقاومتنا للتغيير . نعبر عن هذا من خلال المقولات التالية :

- هذا مخالف لله
- هذا مخالف للشرع
- أن انتظر تبليغا من الأعلى لأفعل هذا
- لا المكان ولا الزمان مناسب لهذا الآن
- الذين حولي لا يمكن أن يقبلوا بالتغيير
- ليس لدي معلم مناسب أو كتاب مناسب يمكن أن يساعدني في الاستدلال على دروب التغيير
- الطبيب يعارض مثل هذا
- لا أستطيع أن اخذ إجازة من العمل
- لا أريد أن أقع تحت التأثير
- هم يجب أن يغيروا أنفسهم أولا
- انه ذنبهم وليس ذنبي
- انه / انهم لا يفهمون
- ليس لدي رغبة بان اجرحهم
- هذا مخالف لتربيتي ، ديني ، فلسفتي
- حالما اصبح________________، سأفعل ذلك

القيود الذاتية
________

هناك قيود نضعها نحن لأنفسنا لمقاومة التغيير ، هذه القيود عبارة عن مفاهيم دوغمائية مثل :
__________________________________________________________

- إنني كبير السن لفعل هذا
- إنني صغير السن على هذا
- إنني سمين جدا
- إنني نحيف جدا
- إنني قصير للغاية
- إنني طويل اكثر مما يجب
- إنني قوي على هذا
- إنني ضعيف لفعل هذا
- إنني حكيم
- إنني غبي جدا
- إنني فقير على مثل هذا الشيء
- إنني لا املك الوقت الكافي
- إنني مسؤول
- إنني مرتبط
- إن القيمة الذاتية تنقصني





التأجيل
______

تأتى المقاومة لدينا من خلال أشكال مختلفة للتأجيل . إننا نستخدم أعذار من قبيل :

- سأفعل هذا لاحقا
- لا أستطيع أن أفكر الآن بالذات
- ليس لدي وقت الآن في هذه اللحظة بالضبط
- هذا الأمر سيأخذ القسط الأكبر من وقت العمل لدي
- نعم…. هذه فكرة جيدة . سأفعل ذلك قطعا يوما ما
- سأفكر بهذا في الغد
- حالما انتهي من ________________
- حالما أعود من سفرتي هذه
- هذا غير مناسب الآن
- الوقت متأخر الآن ، أو الوقت مبكر الآن لفعل هذا


الرفض
_____


هذا النمط من المقاومة للتغيير يعبر عن ذاته من خلال رفض الحاجة للتغيير . مثلا :
___________________________________________________

- ليس هناك شيء خطأ في
- ليس هناك حل لهذه المشكلة
- كان الأمر جيدا في المرة السابقة
- ما هي الفائدة من التغيير ؟
- لو أني بدوت وكأني لا شيء لحلت المشكلة نفسها من تلقاء نفسها .


الخوف
_____


الخوف هو السبب الأكثر حضورا في رفض ومقاومة التغيير ، خوف من المجهول …
___________________________________________________

- يجب أن انظر للأمر ثانية
- ربما لا أوفق
- تخيل انهم سيرفضونني
- ماذا سيقول الجيران عني ؟
- لا أستطيع أن اخبر زوجتي / زوجي بهذا الأمر
- لا اعرف الكثير عن هذا الأمر
- ربما أتعرض للإصابة
- ربما أكون مضطرا لتغيير نفسي
- ربما يكلفني هذا مالا
- إنني افضل أن أموت عن أن أطلق زوجتي / زوجي
- لا يجب أن يعرف أحد إن لدي مشكلة
- إنني أخاف من التعبير عن مشاعري
- ليس لدي رغبة بالحديث عن ذلك
- لا أستطيع
- لا أحد يدري ماذا سيكون مصيري
- ربما اخسر حريتي
- هذا صعب للغاية
- ليس لدي نقود بما فيه الكفاية
- هذا سيقصم ظهري
- لا يمكن أن يكون هذا صحيحا بالكامل
- لا أثق بأحد
- لست جيدا بما فيه الكفاية
- ربما أتعرض للإشاعات الجارحة

الخ … الخ … الخ … إلى ما لا نهاية .

أتعرف أنت واحدة أو اكثر من تلك المفاهيم والأفكار التعويقية التي ذكرناها أعلاه مما تعتمده بلا وعي أو بوعي منك كسبيل لمنع آفاق التغيير في حياتك ؟
انظر للأمثلة التالية التي صادفتني في عملي كمرشدة سيكولوجية :

جاءتني ذات مرة إحدى الزبونات والتي كانت تعاني من آلام شديدة ، إذ تعرضت لكسر في الظهر والرقبة والركبة اثر ثلاث حوادث مرورية .
على أية حال جاءتني المرأة متأخرة عن الموعد ، لماذا …؟
لم تستطع العثور على عنوان منزلي بسهولة ، وقد اضطرت للوقوف بالسيارة زمنا طويلا بسبب الازدحام المروري .
في الواقع لم تكن لدى السيدة مشكلة في الحديث عن متاعبها ، لكن حالما قلت لها " دعيني أتحدث قليلا معك ، حصلت لها كل اضطرابات العالم بذات اللحظة …!
عدساتها اللاصقة بدأت تضايقها ، تريد الجلوس في كرسي آخر ، يجب أن تذهب إلى الحمام ، يجب أن تنزع عدساتها ثانية .
بالنتيجة … لم يكن ممكنا لي أن أحافظ على انتباهها معي لأكثر من ساعة ، فقد كانت تقاوم الشروع بالتغيير بمنتهى القوة .
السيدة تلك لم تكن مهيأة في تلك اللحظة للتخلي عن مقاومتها وأفكارها السلبية وبالتالي أن تنال الشفاء من اضطرابات حياتها …!
مما عرفته لاحقاً عنها ، إن أختها أيضا قد تعرضت لحوادث كسر في الظهر لمرتين ، بل وأمها كذلك .
زبون آخر من زبائني كان ممثلا ثانويا يظهر على المسارح المحلية ، كان على أية حال ممثلا ناجحا ، بل وكان ناجحا في خداع الناس بمن فيهم رجال الشرطة والمسؤولين المحليين .
مشكلته انه كان دائما مفلسا رغم انه كان يتقاضى الكثير ، كان دائما مدانا لمالك البيت ولشركة التلفونات ، كانت ملابسه من النوع الرخيص للغاية ، وكان غذاءه من النوع البسيط ، لم تكن لديه زوجة وكانت حياته العاطفية فاشلة بكل المقاييس .
حين حاورته قال انه لن يستطيع التخلص من أسلوبه في خداع الناس ، قبل أن يحصل شيء إيجابي في حياته يدفعه حقا للتغيير والتحول إلى إنسان منضبط ، رحيم بالآخرين ومتوازن السلوك .
مشكلة هذا الرجل هو إنه يبعث إلى الخارج ، شحنات سلبية من الغش واللاابالية ومثل هذه لا يمكن إلا أن تعود إليه بشكل فوضى وإهمال من الآخرين وإفلاس مادي ، إن هذا هو ما ببعثه ، وهذا ما يعود إليه …!
قلت له عليك أن تكف عن أن تخدع الآخرين لكي ما يتسنى لك إصلاح الخلل في حياتك ، . لكنه لم يكن مستعدا لمثل هذا التغيير .


العمل مع المرآة
____________

المرآة تعكس كل ما نحسه في داخلنا وما نشعره تجاه أنفسنا .
إنها ترينا بكل وضوح ما الذي يجب علينا تغييره فيما إذا أردنا حياة غنية بالمعنى والمحتوى ، وهذا ما أدعو زبائني لفعله باستمرار ، للنظر مباشرة في عيونهم وان يقولوا شيئا ما إيجابي عن أنفسهم في كل مرة يمرون أمام المرآة .
إنها الطريقة المثلى والأكثر فعالية للإيحاء ، أن تتلفظ النص الذي تريد إيحاءه لنفسك واستنباته في العقل الباطن ، بصوتٍ عالٍ ومن خلال النظر في عينيك في المرآة ، لا بل وتستطيع أن تعرف في الحال حجم المقاومة ونوعها لديك ، حينما تكون أمام المرآة وحينما تتلفظ إيحاءاتك لذاتك بصوت عال ، وبالتالي يمكنك أن تخترق حاجز المقاومة بغاية السرعة والفعالية .
إن من الفطنة أن يكون بمتناول يدك مرآة صغيرة بينما أنت تقرا هذا الكتاب .
انظر لنفسك الآن في المرآة وقل " إنني راغب في تغيير نفسي " .
تعرف على مشاعرك في تلك اللحظة ….!!
إذا وجدت نفسك تتردد ، تقاوم ، أسال نفسك لماذا …؟
أي مفاهيم أو قناعات قديمة تشدني إليها في هذه اللحظة ؟
مهما يكون الجواب الذي تناله ، لا ينبغي عليك أن تلوم نفسك . فقط عليك أن تنتبه لما يحصل وأي مفهوم أو قناعة أو تصور يطغي على السطح الآن .
انه هذا بالذات نمطك الذهني الذي يعيقك عن التغيير ، وهذا هو من خلق لك المتاعب ولهذا … عليك إن تتعرف على جذوره ومن أين جاء ، وكيف تكون …!
إننا حين نعمل مع الإيحاءات ونشعر في أعماقنا إنها لا تبدو صحيحة بالكامل أو انه لا يحصل أي شيء مهما كان طفيفا من التغيير ، فما اسهل ما نقول "أف .. كلا .. الإيحاءات لا خير فيها " هذا لا يعني أن الإيحاءات لا تعمل ، بل إننا نحن الذين نحتاج إلى خطوة أخرى قبل أن نباشر بالإيحاء لأنفسنا .

الأشكال التي تكرر نفسها باستمرار تفصح بقوة عن نوع الاحتياجات التي لدينا
_________________________________________________

إن هذا الذي نبحث عن حل له أو نطمع في التخلص منه ما هو إلا عارض من الأعراض ، مظهر أو وضع خارجي ، إفراز سطحي وليس جوهري ، وإذن فمن غير المفيد أن نحاول إزالة العارض دون أن نعمل شيئا مع السبب الذي أنتجه ، لأننا في ذات اللحظة التي نكف فيها عن الالتزام مع أنفسنا بروح الانضباط وقوة الإرادة يطفو هذا العارض على السطح من جديد .


إرادة التحرر من الحاجة
_________________

لقد اعتدت على القول لزبائني " من المحتم أن لديك حاجة لهذا الوضع بالضبط ، وإلا لما كنت قد عشته . دعنا نعود خطوة إلى الخلف ولنشتغل على إرادة تحرير الذات من الحاجة ، إذ حيث تختفي الحاجة فلا تعود لك من رغبة بالسيجارة ، أو المزيد من الطعام ، أو لهذا النمط التفكيري السلبي . "
أحد الإيحاءات التي ينبغي على المرء اعتمادها في البداية " إنني راغب للتخلص من الحاجة للصداع ، أو للامساك أو لمزيد من الكيلوجرامات من الشحم ، أو الحاجة لان أكون مفلسا ، أو كائنا ما كان من النواقص والمتاعب . "
قل : " أنا راغب في أن أتحرر من الحاجة إلى ………." ، فإذا ما حصلت لديك مقاومة بهذه النقطة أو تلك ، فان الإيحاءات لن تنفعك ، بل عليك أن تفكك شبكة العنكبوت تلك التي غزلتها حول نفسك ، ومن جرّب أن يفكك شبكة غزل متداخلة على بعضها يفهم جيدا إن الأمر يغدو أسوأ وأسوأ إذا ما حاول المرء أن يقطع خيط هنا ويشده هناك .
على من يتطوع لهكذا فعل أن يحلحل الخيط بعناية شديدة وصبر .
كن بذات الحذر واليقظة والصبر مع ذاتك عندما تحاول أن ترتب قطعان هواجسك وأفكارك السلبية .
أسعى للعون من آخرين عند الضرورة .
احرص على أن تحب ذاتك طوال هذه العملية التغييرية المتصلة والمعقدة فبالحب وحده يمكنك أن تروض ذاتك .
المهم هو إرادة التغيير، أرادتك في أن تتخلص من أنماط قديمة بالية ومعوقة …!
إرادتك وحدها تحمل مفاتيح نجاحك !!

وعي القيمة الذاتية ودورها في تأجيل التغيير أو تسريعه :
____________________________________

إذا كان أحد القناعات الراسخة لدي يقول " أنا لا قيمة لي " فان هذه القناعة تعبر عن نفسها بتأجيل فعل الشيء الذي أرغب أو احلم في فعله لأننا من خلال أبعاد الأشياء عن وجوهنا نتخلص من السعي للوصول لها ، واغلب الناس ممن يؤجلون فعل ما يرغبون ، يستهلكون وقتا ثمينا وطاقة نفسية وعصبية كبيرة بنقد أنفسهم لهذا التأجيل .
انهم ينظرون لأنفسهم على انهم كسالى وينتهون بشعور بأنهم " أناس سيئون " .

الحسد
____

كان لدي زبون مشكلته أنه كان يعاني من الإهمال …!
إنه لم ينل أي قدر من الاهتمام في حياته ، ولهذا كان يعمد إلى المجيء متأخرا إلى المدرسة لكي ما يعيش بعض الاهتمام من خلال أن الكل كانوا يحدقوا به وهو يدخل الصف .
كان الأصغر في جمع من الاخوة يبلغ عددهم الثمانية عشر ، وكان دوما الأخير الذي ينال شيئا ، و كان شاهدا على كيف إن الكل ينالون الأشياء التي كان هو فقط يحلم بها ، وحتى حين كبر ووصل سن البلوغ لم يكن يسير عليه أن يسعد نفسه لسعادة الآخرين ونجاحهم ، بل عوضا عن ذلك كان من السهل عليه أن يقول " آه ، كم كنت أود لو أني كنت مكانه " أو " لماذا لا احصل أنا على مثل هذا " .
مثل هذا الرجل ، كانت المرارة والحسد هي المعوق لإمكانيات تطوره ونجاحه .


الشعور بالذات يفتح أبوابا عديدة
____________________

ذات مرة زارتني امرأة في التاسعة والسبعين . كانت قد أعطت دروس في الغناء ، وبعض تلاميذها أمكن لهم أن يقدموا عروضا دعائية في التلفزيون ، و كان هذا هو طموحها هي أيضا ، ولكنها كانت خائفة ، وجاءتني للاستشارة فوجدتها عندي إذ أعطيتها كل دعمي وقلت لها " لا أحد مثلك يا سيدتي ، فقط كوني ذاتك ، وافعلي هذا الذي تودين فعله لأجل المتعة على الأقل ، وهناك دوماً الكثيرون ممن يبحثون عن مثلك ، فقط أعلميهم انك موجودة "
اتصلت المرأة العجوز بالعديد من منتجي الأفلام الدعائية وقالت لهم " أنا امرأة عجوز ، عجوز لها رغبة بعمل أفلام دعائية " …!
لم يمر زمن طويل قبل أن يتقدم لها من احتاج لشيخوختها في دعاية لمنتجات غذائية ومنذ ذلك الحين وهي تعمل في هذه المهنة وقد رأيت صورتها بالمجلات الأسبوعية وفي التلفزيون…!
ليس متأخراً أبدا البدء بممارسة مهنة جديدة ، خصوصاً إذا أمتلك المرء الإرادة وأراد أن يفعل ما يريد من أجل المتعة …!
فإننا إن لم نمتع أنفسنا ، فلن يفعلها غيرنا نيابة عنا ، ولن تكون متعةٍ حقيقية …!



حذارِ من الإسراف في النقد الذاتي
_____________________

لا يؤدي النقد الذاتي إلا إلى تأجيل ما نزمع القيام به مرة تلو الأخرى وكلما تأخرنا بالقيام بالعمل المطلوب كلما غدونا اكثر كسلا واكثر سلبية .
الطاقة الذهنية ينبغي أن تركز على التخلص من القديم وخلق نمط فكري جديد .
أوحي لنفسك بالآتي :
( أنا راغب بالتخلص من الحاجة إلى الشعور باني بلا قيمة )
_____________________________________
( إنني استحق بجدارة كل شيء طيب من الحياة ، وهذا ما أجيز نفسي أن أتقبله وأناله )
_____________________________________________________
( سأردد وأكرر هذا الإيحاء مرات ومرات عديدة ولعدة أيام ، وأوتوماتيكيا ستختفي كل ميول التأجيل لدي )
_________________________________________________________________
( إنني وإذ ابني بالتدريج شعوري بذاتي ووعيي لقيمتها واستزرع في ذهني نمطا ذهنيا جديدا ، فانه لا تعود لدي أي حاجة لأبعاد وتأجيل أنشطتي والتزاماتي والأحلام والأمنيات والأفعال الجيدة التي أود أن افعلها )
________________________________________________


إن النقد الذاتي هو عملية استهلاك للوقت والطاقة في شيءٍ ليس بمقدورك أن تفعل شيء تجاهه ، طالما لديك نمطٌ ذهني سلبي .
ما يجب أن يتغير أولاً هو تلك الأنماط المريضة من التفكير .

نماذج في النقد اللاذع للذات :
__________________

كان لدي زبونة كانت تلتهم نصف كيلو زبد وكل ما يقع بيدها من طعام وذلك في المرات التي تسيطر فيها عليها أفكارها السلبية ، وفي اليوم التالي تغدو ساخطة على نفسها وجسدها لأنه ممتلئ .
عندما كانت هذه السيدة طفلة ، كانت تجول حول مائدة الغداء حيث تتحلق الأسرة حولها وتمد يدها ملتهمة كلما تصل إليه مما في أطباق الآخرين ، و كان أفراد الأسرة يضحكون ويعلقون التعليقات السلبية المشجعة .
كان هذا هو السبيل الوحيد بالنسبة لها لنيل الإحساس بحضورها وأهميتها في حياة أسرتها .
وكان اهتماما عدمه أفضل منه …!!
حسناً …من تعتقد انه سيتضرر حين تشتم نفسك وتلعنها ؟
انه أنت وأنت فقط !!…
إن كل البرمجة التي تعرضنا لها ، السلبية منها والإيجابية ، قد تلقيناها في سن الثالثة من العمر أو قبل ذلك .
كل الخبرات والمعايشات اللاحقة التي عشناها نبعت من هذه الفترة ومن تقبلنا لرأي الآخرين عنا وعن الحياة من خلال عيون الآخرين اللذين كانوا على مقربة منا وكان تأثيرهم صارخاً فينا …!!
والطريف عزيزي القارئ أن هناك علاقة بين نمط المعاملة التي عوملنا بها عندما كنا أطفالا ، والطريقة التي نعامل بها أنفسنا الآن .
إن هذا الذي تلعنه وتوبخه هو هذا الطفل الصغير ذو الثلاث أعوام الذي لا يزال يعيش داخلك .
إذا غضبت على نفسك لأنك شخص خائف ومتردد ، عليك أن تفكر بنفسك كطفل بعمر ثلاث سنوات .
ماذا يمكن أن تفعل لو كان أمامك طفل بعمر ثلاث سنوات يرتجف من الخوف ؟
أتغضب عليه ، أم تشجعه وتعيد له الثقة بنفسه .
ربما كان أولئك الذين كانوا حولك حين كنت بعمر ثلاث سنوات لم يكونوا مهيئين ولا مستعدين لتشجيعك وتدعيمك ، طيب الآن أنت هذا الشخص البالغ وأمامك في داخلك هذا الطفل المهان الذي لم ينل الحب والثقة والتشجيع ….!!
ما حصل في الماضي البعيد قد حصل وانتهى و نحن الآن في الحاضر ، وأنت الآن لديك كل الإمكانيات لمعاملة نفسك بالطريقة التي كنت تود لو انك عوملت بها في الطفولة ، فلم لا تفعل ذلك الآن ؟


هامش المترجم :
__________

بهذا القدر من هذا الكتاب نكتفي في النشر في هذا الموقع الرائع الرحب ، لكي لا نحمل أنفسنا مسؤولية قانونية وأدبية في نشر كامل الكتاب دون موافقة المؤلفة الرائعة السيدة لويس هاي ، ونعد بترجمة كتب أخرى لها في القريب وعبر هذا الموقع ذاته …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضيف الغريب - قصة مترجمة - تأليف ليو تولستوي
- منهاج السيلفا للسيطرة على المخ - الفصل الرابع ويليه الخامس
- رحيل - قصة قصيرة
- بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك الفصل الرابع ويليه الفصل ا ...
- بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك - الفصل الثاني & الفصل الث ...
- بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك
- هذا العابث القميء من يردعه ؟
- منهاج ال ( سيلفا ) للسيطرة على المخ - الجزئين الثالث والرابع
- قوانين النجاح الروحية السبع - قانون التباعد المحسوب عن الهدف
- متى تتحرر المرأة عندنا ...كشقيقتها الأوربية ...؟
- قوة بلا حدود -أستنساخ القدرات المتطورة لدى المتفوقين
- قوة بلا حدود -الفصل الأول
- من ليس لديه أزدواجية ولاء فليرمي الشيعة بألف حجر
- شهداء الكلدان ...شهداء العراق الأبرار ...!
- هذا الإعصار الذي كنّا بحاجة إليه
- القصة المحزنة لرجلٍ أطال إنتظار زوجته ...!
- قوة اللحظة الحاضرة -قراءة في كتاب في التنوير الذاتي
- لغة التعامل مع الطفل
- في اليوم الأول للمدرسة - قصة مترجمة
- قوانين النجاح الروحية السبع - القانون الخامس _ الرغبة والهدف


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - بمقدورك معالجة وإصلاح حياتك بنفسك - الفصل السادس والأخير