أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الاستقلال.. بالقدم العراقية















المزيد.....

الاستقلال.. بالقدم العراقية


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 936 - 2004 / 8 / 25 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأعياد والمناسبات في هولندا تفوق الثلاثين يوما من كل سنة. وطالما أضافت مباراة لكرة القدم عيدها وكرنفالها الفريد، في فرح غامض أحيانا يرتبط بطقوس كروية غربية،فما ان تقام مباراة بين فريقين محليين حتى تستنفرّ قوى حفظ الأمن وتختلط مشاعر الحماس الرياضي بكراهية مستترة، بسببها احترقت شوارع أمستردام لمرتين. غير ان هذا الجمهور سرعان ما يتوحد بمشاعر مختلفة نحو أقصى العاطفة الوطنية لحظة يشترك فريقهم في مباراة دولية.ومليا ستقرأ فيضها في بياض وجوه مرسوم عليها العلم الهولندي حيث لا يكتمل في ألوانه حنيني العراقي، فأرض السواد لها سوادها في العلم،أما هذه الأرض المنخفضة عن مستوى سطح البحر فلها لونه وزرقة مداه مرسومة كأدنى خط في العلم..
في موج برتقالي، قبل المباراة وأثناءها، يتخذ الأفق الهولندي لونا يوحد المتناقضات،حتى يصبح هذا اللون رمزا رياضيا ووطنيا بامتياز يعلن الولاء الشفيف ،متجاوزا ان يكون اسما و رمزا لأحد الأجداد المهمين للأسرة الحاكمة.
و في طواف آخر وملابس حجيج رياضي يجتمع في حانات أمستردام وساحاتها من يعنيه الشأن الرياضي ومن لا يعنيه سوى المتعة. و ان هي الا تحية للفريق الوطني،وتحية الأرض الهولندية.
سيقول هذا كبار السن وهم يحملون نياشين حروب سابقة،وسيرتدي كل ذي زي ما يطيب له أعلانا عن أصله ومنطقة سكناه،لا فرق بين أمير او عامل،عيونهم وقلوبهم تتعلق بقدم أول هداف. وأقدامهم تتوحد بارتداء الحذاء الهولندي الخشبي،كتقليد وطني،هاتفين أيضا لتحية المجد البرتقالي.غير ان عجوزا هولنديا قال لي ذات هوس مباراة، ما يذكرني بقول فقيه عربي حين سأل عن رأيه بهذه الرياضة:" احد عشر مجنونا يركضون خلف كرة من الجلد". وما كان الهولندي ليهزأ بهم، بل يرى في تراكضهم عبادة وطنية، ويبصر - بيقين عراف - في الشمس والقمر حيث تسجد الكواكب الرياضية تلك.. ملكا وملكة هولندية تضع على رأسها قبعة برتقالية وتلقي من يد ملئها المباركة بكرة القدم الى حارس مرمى هولندا..حيث ينحني احد عشر نجما عالميا بين يديها..
ذلك العجوز وبفضول هولندي محبب قال منتقدا؛ لا ادري كيف تنسى هذه الملكة ان البريطانيين اخترعوا هذه اللعبة في تقليد حربي قد أسّسوه وهم يتقاذفون رأس الحاكم الهولندي يوم كانت المملكة التي لا تغيب عنها الشمس مستعمرة لأجدادها!.
وكنت تركته في ألمه الوطني مبتعدا صحبة المهاجر المغربي الذي أعانني في ترجمة حديث ذلك الشيخ،فلم يكن لي من الأيام – لاجئا- في هولندا غير أسبوع أوشك ليل اكتماله ان ينتصف تحت فوضى سكر ونشوة هولندية لا توصف،كان المهاجر المغربي يستغرب فيها انتمائي للفريق الهولندي وتشجيعي له دون المنافس السعودي في المباراة الهامة في كأس العالم لعام 1996.
بعد سنوات أصبحت أرى في أمنياتي رأس الديكتاتور تتقاذفه أقدام الصبية في ملعب بغدادي،ومع كل رقم عالمي جديد في الاولمبياد أتذكر قول الماغوط؛ الديكتاتوريات مثل الأرقام القياسية لابد من كسرها ذات يوم"..حتى كـُسِرَ أعتى الأرقام الديكتاتورية قياسا في الفتك..ولم نقم حفلنا الرياضي سريعا،لأن ملعب الشعب أصبح مهبطا للاباتشي ومستودعا للدبابات بينما اختفى الطاغية في البعيد،هاربا برأسه.
وبعد سقوط تمثال الفردوس بأيام، كان الفريق الإنكليزي المتشكل من عساكرهم في البصرة يحصي خسارته أمام فريق عراقي محلي..قلت يا لديموقراطية الإنكليز ويا لخوف الملك البريطاني ادوارد الثاني من فتنة الرأس المتدحرج تحت ركلات الصبية،حتى يأمر بتحريم اللعبة بقانون ملكي قبل 700 سنة.
ولست أظن ان في الفريق الإنكليزي من يعرف حكاية الحاكم الهولندي..
وسائل الإعلام نشرت فوزنا في المباراة،وتباشرنا خيرا باستقلالنا الرياضي المبكر،و لم تكن كوميديا أخطاء بريطانية.. بل كان الأمل العراقي اشد وقعا، وحاجة الى تأمل دقيق..قلت لأدع الحزن الفلسفي جانبا إذن ..ولأتذكر تمرد مبدع كبير حصل على نوبل للأدب في الخمسينيات من القرن الماضي.. وهو يرى في وقوفه كحارس مرمى لفريق جامعة الجزائر ما مهد للكثير من فلسفته وإبداعه،و مثلما كان نجما كرويا بامتياز،أصبح البير كامو نجما في الكتابة،يتكاتف عبرها إنسانيا مع مستقبل الآخر،رغم جحيم (الآخر) السارتري،حيث لا يتفق معه حارس المرمى الجزائري المولد والفرنسي الثقافة والحضور، القائل انما هو خروج بالمحبة من الجحيم أيها الصديق، او دفاع عن مرمى.
ولم يكن دفاعا فحسب بل فوزاً على الفريق البريطاني كنت عبره اهزم بريطانيا مستـَعمِرَة ً بغير ما جاء به نابليون الى الشرق من مطابع وفلسفة أنجبت البير كامو.
قلت: كان في الوقت ما يتسع لهم لبناء الملاعب ،لكنهم بنوا سكك الحديد العراقية في استعمارهم الأول لمصلحة نقل جنودهم ليس الا، وما عادوا قادرين على استعادتها من حيث بعثرها ديكتاتور العراق كسقوف لملاجئ الحرب على امتداد الحدود مع إيران..
الآن و بالتهازم أمام الشاشات العالمية أعاد المحتل اذن مجد النصر في الروح العراقية، بعد ان هزمها ابن الطاغية في سجون الرياضيين بما لم نسمع به في طغاة سابقين..
موسوليني كان محبا للرياضيين،رغم استخدامه نفوذه الضاغط على منظمي كأس العالم في ايطاليا لجعلها مناسبة للترويج للفكر الفاشي..
ومعروف ما فعله هتلر في اولمبياد برلين من دعاية نازية..مع هذا نزع مسدسه وهو يدخل الملعب الرياضي..
وفي رغبة خفية لنيل سبق رياضي عالمي ابتكر عدي أكثر من مئة طريقة للتعذيب الرياضيين مسجلة في سجلات منظمة العفو الدولية..
يدفعني لتدوين هذه الأسطر كأول كتابة لي في حياتي عن حدث رياضي،احتفاء شخصي بسقوط الطغيان الرياضي،و بما تحقق لكرة القدم العراقية في الاولمبياد من فوز على فريق استراليا ،وفخر بمنجز ريادي وصولا نحو مكانة رياضية غير مسبوقة في اولمبياد 2004 وما سبقها،وهو أول وصول للفريق العراقي الى هذه الدرجة في التاريخ.ولست رياضيا بما يكفي لأضع تتبعا دقيقا لإنجازات الفرق العراقية عالميا،لكني استبشر خيرا اذ يمسح هذا الفوز من ذاكرتي وذاكرة من يزعجه ترديد الإعلام الرياضي السلطوي طويلا -في سالف طغيانهم -عن منجز العراق العالمي الوحيد في احد بطولات فرق الجيش!. لم الجيش تحديدا؟! الآن سيجيب هذا الانتصار الفريد عن السؤال.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !اختطاف التاريخ
- المتكرر في النجف بعد ثمانين عام
- استبداد الطبائع
- قمر العرب وشمس 14 تموز
- لعبة التحرير
- ادرأوا الحدود بالشبهات
- -القاسم- في التواد المشترك مع أمريكا
- قالها عكاشة ولم يسمعه من احد؟
- عرب العراق،أم عراق العرب؟!
- بئر سومري
- صحيفة مضيئة
- الانتفاضة الموسيقية !
- بيضة الديك تاتور !
- مقترح لمتحف جديد
- صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
- آلام المغني
- الإرهاب الحميري!
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الاستقلال.. بالقدم العراقية