أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - دانيال بايبس بروفيسور مزور وعنصي















المزيد.....

دانيال بايبس بروفيسور مزور وعنصي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دانيال بايبس بروفيسور ومن عتاة المحافظين في الولايات المتحدة ومدافع شرس عن نهج إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه دول المنطقة. بلغ من غلوائه أنه تبنى بالمطلق سياسات إسرائيل ، لدرجة أنه نظم شبكة من الطلبة الجواسيس في الجامعات الأميركية تبلّغ عن كل أكاديمي ينقل " أخبارا مغلوطة" عن الشرق الأوسط،، كأن يدعي أن إسرائيل تضطهد الشعب الفلسطيني. وبذا فهو يفرض توجها محابيا لإسرائيل في البحث الجامعي، يشطب كل موبقاتها التي كتب عنها مؤرخون من جنسيات أميركية او بريطانية أو إسرائيلية يعتنقون اليهودية كدين. بايبس الأكاديمي يقف ضد حرية البحث الأكاديمي، وينشر مع غيره من الأكاديميين المحافظين مناخا من الإرهاب في عموم الجامعات الأميركية .
نشر في واشنطون تايمز مقالا يوم 20 تموز الحالي بمناسبة الذكرى العشرين ل"الغزو التركي لقبرص"، وهدف المقال الرد "على ضوء ألنقد ألتركي لسياسة إسرائيل في غزة وما تسميه بسجن الهواء الطلق، لا بأس من مراجعة سياسة البلدين في هذا ألأمر". ترجم المقال إلى العربية سداد جواد التميمي ونشر بالعربية على موقع " الحوار المتمدن" يومي 25 و26 تموز. في مقاله أجرى بايبس مراجعة تاريخية للعلاقات التركية ـ الإسرائيلية فزعم أن " الفتور بدأ يدب فيها بعد وصول الإسلاميين للسلطة في أنقرة عام 2002. تحول الود إلى عداء علني، كما يقول بايبس، أثناء حرب إسرائيل ضد حماس في 2009" . ولكي يقيم المقارنة على ساقين منتصبتين أغفل بايبس تاريخية غزو قبرص ، فاكتفى بالقول، "غزت تركيا قبرص". أراد بذلك التغطية على أن غزو قبرص حدث في عهد نظام عسكري حكم تركيا. اما ملابسات الغزو فقد انقلاب عسكري في جزيرة قبرص بقيادة يميني مغامر أهوج موال لنظام الكولونيلات السود الذي اغتصب الحكم في اليونان فترة ثم انهار. انهار الانقلاب اليوناني في قبرص وانهار كذلك نظام الكولونيلات السود ؛ ولكن بقيت العداوة بين تركيا واليونان، وبين القبارصة الينان والأتراك. في هذه الأثناء اندلعت الاشتباكات المسلحة بين الجارتين ، عضوي حلف الأطلسي . أنهت حكومة طيب رجب أردوغان حالة العداء مع تركيا، وأنهت علاقة العداء مع أرمينيا . باختصار انتهجت حكومة " الإسلاميين" في تركيا سياسة سلام وتعاون مع جميع دول الجوار ، بينما تواصل إسرائيل نهج الحروب العدوانية ضد دول الجوار وتهدد إيران ولبنان وسوريا بعدوان مسلح.
رغم أن قرارا صدر عن الأمم المتحدة يمنع التهديد بالعدوان فإن جنرالات إسرائيل وساستها لا يوقفون التهديد بالحرب والتدمير الشامل وضرب مؤسسات الحكومة في لبنان أو سوريا او إيران . هذا الفرق يغفله الباحث الأكاديمي؛ وهو كباحث لا يشير إلى مذكرات موشيه شاريت، القائد الصهيوني التاريخي ووزير الخارجية الأول في إسرائيل، وفيها يورد أن إسرائيل منذ تأسيسها انتهجت سياسة المواجهة مع الجوار العربي، ودأبت على الاستفزاز كي تتخذ من الرد مسوغا للعدوان. تقول مذكرات شاريت أن رئيس دولة إسرائيل، بن زفي ،"تساءل في 11 تشرين الأول 1953 ’أليس ثمة فرصة لاحتلال سيناء، ويا حبذا لو بدأ المصريون بأي عمل عدائي يمكن إحباطه، وبالتالي غزو تلك الصحراء‘. ويا لخيبة أمله عندما أخبرته بان المصريين لا يظهرون أي ميلٍ نحو تسهيل ذلك الاحتلال…". ثم تواصلت الاستفزازات الإسرائيلية تمهيداً لاستدراج السوريين لكن من دون طائل. "وفي 12 كانون اول 1954، خطف سلاح الجو الإسرائيلي طائرة مدنية سورية واحتجز ركابها لمدة 48 ساعة وقد شكلت هذه العملية مادة خلافية مع شاريت الذي اتهم خصومه بأنهم يريدون فرض شريعة الغاب على العلاقات الدولية وإخضاع العالم لإرادتهم ومصالحهم. والذريعة الإسرائيلية لعملية خطف الطائرة السورية هي انتهاكها للسيادة الإسرائيلية وهو ما نفاه شاريت.
وفي الفصل الثامن بعنوان " ناصر: التعايش مع إسرائيل ممكن " أورد شاريت ان جمال عبدالناصر لم يكن معادياً لإسرائيل بالصورة التي يظهر فيها في الإعلام . فقد عبر عبدالناصر أكثر من مرة عن خطه التسووي والتوفيقي، منها قوله لـ"روجر بالدوين" موفد منظمة حقوق الإنسان الأمريكية بأنه "ليس من أولئك الذين يريدون أن يرموا إسرائيل في البحر المتوسط". فهو يؤمن بالتعايش مع إسرائيل وبان المفاوضات ستبدأ في يوم من الأيام".
وبعد افتضاح أمر العمليات الإرهابية التي نفذت في القاهرة والاسكندرية لم يغير عبدالناصر حسب تحليلات المخابرات الأمريكية، موقفه من إمكانية عقد اتفاقات مع حكومة شاريت، إلى أن نفذت جماعة بن غوريون عملية عسكرية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 39 وجرح 30 مصرياً.
تتوقف مذكرات شاريت عند العام 1956 ، لكن ممارسات العدوان الإسرائيلي لم تتوقف كضرورة وجودية تمليها وظيفة الدولة بالنسبة للاستراتيجية الامبريالية. وهذا ما يتجاهله بايبس أيضا، وهو يكيل المدائح لإسرائيل ويستثير العطف عليها من مؤامرات يدبرها جيرانها "المتوحشون".
في هذا السياق يميز بايبس إسرائيل على تركيا في مقالته المنشورة في ذكرى العدوان على قبرص ، إذ يقول في البند الأول من تفضيل إسرائيل " استعملت تركيا قنابل النابالم حين غزت قبرص ناشرة الإرهاب بين القرويين القبارصة حسب تقارير مجموعة حقوق الأقليات العالمية. إسرائيل لجأت إلى أسلحة تقليدية متفادية خسائر تذكر بين المدنين". هكذا تكون الجسارة على الكذب . فإسرائيل أقرت أخيرا باستخدام القنابل الفسفورية، قبل كتابة مقال بايبس. الصهيوني غولدشتاين يحمل إسرائيل مسئولية جرائم حرب اقترفتها أثناء العدوان على غزة ، بينما يزعم بايبس من بعيد ما زعمه في مقالته الموجهة إلى قراء أميركيين. ويدعي في البند الثاني أن إسرائيل "طهرت غزة من اليهود في 2005" مقابل تطهير عرقي لليونانيين . المراجعة الدقيقة للأحداث القبرصية قبل عشرين عاما تحمل المسئولية لعناصر فاشية ، غير أن من غير مصلحة بايبس إدانة الفاشيين أو ربطهم بجرائم حرب. إسرائيل نقلت المستوطنين من غزة بعملية ممسرحة على التلفزيونات العالمية ، كي تقول لا تطلبوا منا الانسحاب من الضفة! ونفذت العملية ضمن خطة لإحكام الحصار حول القطاع ولترويج دعاية " رجل السلام " لشارون كي تغطي على برنامج تهويد القدس والضفة. وهذا ما أعلنه شارون صراحة في حينه. وساعدت عمليات إطلاق الصواريخ من غزة والرد عليها بتشديد الحصار على غزة ستارا ضبابيا يخفي عملية تهويد القدس وما تخللها من طرد للعرب ومصادرة عقاراتهم.

يمضي بايبس في مقارنته العرجاء فيزعم أن " الحكم الذاتي في شمال قبرص صوري، و في غزة حقيقي" ، متجاهلا بضمير ميت المعاناة القاسية لجماهير القطاع ، والتي تتعرض للإدانة في كل بقاع العالم، وىخرها إدانة رئيس وزراء بريطانيا الحالي، ومغفلا فضيحة العدوان على أسطول الحرية وهو ينقل الإغاثة للشعب المحاصر دليلا على ان القطاع مازال منطقة احتلال .
دانيال بايبس يغفل ملابسات التدخل التركي العدواني وتاريخ وقوعه السابق لوصول حزب العدالة والحرية التركي إلى الحكم عن طريق انتخابات ديمقراطية ،كي يوهم القارئ أن الإسلام مسئول عما حدث على قيرص ؛ فهو محارب صليبي ضد الإسلام ، شأن بوش الابن وأعوانه من الأصوليين المسيحيين. كشف الصحفي جهاد الخازن، الذي يتتبع باستمرار أكاذيب المحافظين الجدد ودفاعهم عن جرائم إسرائيل، كشف العلاقات المشبوهة لبايبس وتحريضه على الإسلام في صحف أوروبا ، خاصة وقوف دانيال بايبس خلف نشر الرسوم الكايكاتيرية في صحيفة بيلاندس ـ بوستن، بحكم علاقة الصداقة مع محررها فلمنغ روز . كما تتبع نشر مقال كتبه بايبس في صحيفة نيويورك بوست يوم 27/8/2002 بالتعاون مع الصحفي الدانيماركي، لارس هيديغارد يهاجم فيه الإسلام بشدة . و نشر فلمنغ روز حديثا مطولا مع دانيال بايبس، جاء فيه أن بايبس «مذهول»، لأن أوروبا ليست خائفة من تحدي الإسلام، فهي تنكر الحقيقة. ونحول روز إلى دراسات الشرق الأوسط واتهم الأساتذة بمحاولة تصوير الجهاد (الإسلامي) على غير حقيقته، فهم يزعمون انه محاولة ليصبح الإنسان إنسانا أفضل، وينكرون انه ’جهد عسكري لتوسيع رقعة الإسلام‘".
يلاحظ المراقب أن دانيال بايبس يؤلب ضد الإسلام مباشرة ، بينما تتكئ وفاء سلطان على غيرتها على العقل المسلم، الذي تعرض للتخريب بتأثير "بيئة قمعية" عاشتها المجتمعات الإسلامية؛ وكأن شعوب أوروبا لم تمر بالبيئة القمعية وشفيت من خلال نهضة تنويرية ، وكذلك اليهود عاشوا في غيتوهات جد قمعية من الداخل ومن الخارج بتدابير رؤساء الأسباط ممن حافظوا على " البيئة القمعية". ولكن في رأي الباحثة الاجتماعية غير الموضوعية وغير المحايدة "فالعزلة التي ضربت حول المسلم لقرون طويلة تركته عاجزا عن إحساسه بالكون الذي ينتمي إليه، وبضرورة الإنسجام مع ذلك الكون"؛ ومن ثم تشير على عزل المريض"وتحريره ببطء وتدريجيا من القيود التي فرضتها تعاليمه حوله،" بالطبع تحت الرعاية الرحيمة للاحتلال الرؤوف ، الأميركي بالطبع ضمن الظروف الراهنة. "فالمهارات لا تكتسب في ليلة واحدة ولذلك الحرية لا تمنح في ليلة واحدة. اما عالم الاجتماع العربي الدكتور مصطفى حجازي فيجد العلاج من آثار هدر كرامة الإنسان وعقله وإرادته ضمن البيئة الاجتماعية وبالنضال من اجل تطوير المجتمع اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ـ تعليميا.
يفضح العنصرية المتربعة في فكر المحافظين الأميركيين وفي غربي أوروبا، الكاتب الفرنسي ألان غريش . فقد لاحظ رئيس تحرير اللوموند ديبلوماتيك أن الحملة على الإسلام بمسوغ صدام الحضارات قد بدأت عام 1957 على يد المؤرخ الدكتور برنارد ليويس ، حليف بايبس في الحرب الصليبية. إذ اكتشف "صدام الحضارات" في ذلك الحين، وأرجعه إلى زمن خروج المسلمين من الجزيرة إلى سوريا وغزو إسبانيا وشمال إفريقيا و"كلها مناطق مسيحية ". برنارد لويس، شأن بايبس ، ينكر مسئولية الغرب وإسرائيل في حالة العداء السائدة ، فيكتب ألان غريش:" غريب أمر هذا المؤرّخ الذي يتجاهل الوقائع الملموسة، النفط ومنفى الفلسطينيين والتدخّل الغربي.. فيزعم ’ يمكن فهم المشاعر العدائية الراهنة لدى شعوب الشرق الأوسط، عندما نلاحظ أنها ناتجة، ليس عن صراع بين دول أو أمم، بل بفعل الصدام بين حضارتين‘". في وقت سابق امتدح الإسلام في تركيا وأنكر مجازر الأرمن، و"بآلاف الأعذار التي وجدها لتبرير الجنرالات الأتراك الذين احتكروا السلطة طويلاً في أنقره". ثم انقلب "منذ وصول جورج والكر بوش الى سُدّة الرئاسة الأميركية، أصبح برنارد لويس مستشاراً مسموع الرأي ومقرّباً من المحافظين الجدد، لاسيّما منهم السيد بول ولفويتز. "وقد خصّه هذا الأخير، عندما كان مساعداً لوزير الدفاع، بتحيّة مُدويّة، خلال حفل تكريميّ أُقيم للويس في تلّ أبيب في آذار/مارس 2002:"علّمنا برنارد لويس كيف نفهم التاريخ المعقّد والمهمّ للشرق الأوسط واستخدامه، ليقودنا نحو المرحلة الجدّية من أجل بناء عالم أفضل للأجيال الصاعدة ".
يواصل ألان غريش عرضه تزوير التاريخ على يد ليويس، فيقول : "الزمن: غداة حرب السويس والشرق الأوسط يغلي. القومية العربية تتأكّد بقوّة في كلّ مكان. الإسلام السياسيّ مُهمّش. ومع ذلك، لا يرى برنارد لويس، في إرادة الشعوب بالتحرّر من الوجود الغربي، موقفاً سياسياً بل عداء، من حينه، للثقافة الغربية ....موقف لويس لا يهتزّ، بل يهزأ بما يعصف بالمنطقة من اضطرابات ويستعيد فكرته الثابتة حول صدام الحضارات في العام 1990 ؛ لكنه يترك لكاتب آخر، صموئيل هانتنغتون، ان ينشر هذا المفهوم على صعيد واسع. مختصر الكلام، انهم ’لا يحبّوننا‘، ليس بسبب ما نفعله؛ بل لأنهم ’يرفضون‘ قيم الحرّية الخاصّة بنا، ولأنهم فقدوا جبروتهم قبل قرنيْن من الزمن. كيف نفسّر تأميم قناة السويس من قبل جمال عبد الناصر في العام 1956؟ بكراهيّة المُسلم للغرب... وسقوط شاه ايران وثورة 1979؟ بكراهيّة الغرب... والانتفاضات الفلسطينية المتكرّرة ضدّ تجريدهم من أرضهم؟ كراهية الغرب... المقاومة في العراق؟ كراهية الغرب... "
ومن جانب آخر ينقض المؤرخ البريطاني الدكتور أفي شلاييم طهارة الصهيونية ودوزلة إسرائيل ويبرهن على نهجهما العنصري؛ فأورد في كتابه " جدار الفولاذ..إسرائيل والعالم العربي" الذي رحب به وترجمه إلى العبرية يعقوب شاريت ابن موشيه شاريت، إذ وجد فيه إنصافا لوالده. الكتاب يبرهن، اعتماداً على الوثائق، أن موشيه شاريت كان يختلف عن بن غوريون وغولدا مئير وديان والون، إذ كان يريد فعلاً حوارا مع العرب والاتفاق معهم ولذلك تحالفوا جميعاً ضده وعزلوه كلياً، ونهائياً.
يقول شلاين: القول إن اللاجئين الفلسطينيين تركوا وطنهم "عن طيب خاطر" هو قول كاذب؛ الملك عبد الله، ملك الأردن، اتصل مراراً لتحقيق سلام مع إسرائيل، فرفضت لسبب أساسي وهو أنها لم تقبل أن تعطي شرعية قانونية لضم الضفة الغربية إلى الأردن وظلت تعتبر الضفة "جزءاً محتلاً من أرض إسرائيل" سيكون بالإمكان "تحريره" في المرحلة المناسبة!
النظام الملكي في مصر بقيادة الملك فاروق بادر ووسّط دولاً غربية لتحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل، فرفضت أولاً لأنها لا تعترف باحتلال مصر لقطاع غزة، وثانياً لأنه كانت مطامع إسرائيلية تقليدية باحتلال سيناء وصولاً إلى شرق قناة السويس.
النظام الجمهوري المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر أراد سلاماً مع إسرائيل، وعبد الناصر بعث رسالة إلى مؤسسة شاريت بواسطة طرف ثالث صديق للجانبين (سوفييتي)، ولكن إسرائيل رفضت العرض.
بن غوريون صرح أكثر من مرة، في حلقة أعوانه "شباب بن غوريون"، موشيه ديان، يغال ألون، شمعون بيرس، يغال يدين وآخرين، أن الحلم النموذجي هو " تحرير الضفة والقطاع، احتلال كل سيناء احتلال جنوب لبنان، وفرض إقامة "دولة مارونية" في النصف الشمالي من لبنان، وعندئذ تأخذ إسرائيل مكانة استراتيجية وعالمية، وتصبح حليفاً ذا وزن للغرب في تقرير أمور العالم العربي وآسيا وأفريقيا".
كانت نظرية بن غوريون أن إسرائيل "تريد دفن القضية الفلسطينية نهائياً، تحقق أوسع هجرة يهودية ممكنة إلى إسرائيل، تتقدم اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً، تقيم قوة عسكرية ضاربة أقوى من العالم العربي مجتمعاً". كان بن غوريون يهاجم اليهود خارج إسرائيل وردد مرارا رغبته في إرسال شباب يكتبون على جدران الكنس اليهودية العبارات السمجة " أيها اليهودي القذر إذهب إلى وطنك إسرائيل!". وبالفعل شوهدت في العراق شعارات من هذا القبيل على محلات يمتلكها يهود .
فضح شلاين مؤامرة تهجير يهود العراق بين بن غوريون ونوري السعيد. أورد في كتابه أن اليهود في العراق عاشوا حياة جيدة وكانوا على علاقات مع العرب، المسلمين والمسيحيين، ومع الأكراد. كانوا النخبة الاقتصادية والعلمية، ولم يكونوا متعصبين دينياً، ولم تتغلغل بينهم أفكار صهيونية. وقد تم ترحيل أكثرية يهودية دفعة واحدة إلى إسرائيل في أعقاب صفقة مالية سياسية بين إسرائيل ونظام نوري السعيد، ويقول شلاين أن مذبحة فرهود ضد اليهود في بغداد نظمها"عملاء" مدسوسون ويلمح إلى أن عملاء المؤسسة الإسرائيلية افتلعوا أعمالا تخيف اليهود وتدفعهم إلى الهجرة.
ضمن الدكتور آفي شلاين كتابه (573 صفحة) الوثائق والحقائق، هو مؤرخ فقط، ملتزم بكل صرامة بالحقائق والوثائق "يكشف التاريخ ولا يخترع التاريخ" كما قال عنه أحد النقاد الإسرائيليين.ينسف الكذبة الضخمة بأن العرب أرادوا "تصفية الكيان الصهيوني" بينما إسرائيل كانت "تدافع عن النفس"، الكذبة العزيزة على قلب دانيال بايبس. ويفضح شلاين في ذات الوقت استغلال إسرائيل الزعيق الرسمي العربي والقومي المتشنج لتغطية الأهداف العدوانية التوسعية و لوضع العرب في موقع "المعتدي"، الذي يهدد بمأساة يهودية ثانية. ودفع الشعب الفلسطيني ثمن تلك المقامرة خلال الستين سنة الماضية نكبات وفواجع.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهلوة السنية في تشويه الإسلام والماركسية
- إصرار على بديل تآكل الحقوق الفلسطينية
- الزهد داخل صومعة العقلانية الإنسانية
- معالم الفكر الثوري وتبعاته
- أوباما ينحني للريح والريح يمينية
- العلة المستنزفة للطاقات الكفاحية الفلسطينية
- لمن تقرع أجراس الليبراليين الجدد؟
- الدين بين ليبرالية الدكتور حجي والليبراليين الجد
- قرصنة بحرية وبرية
- رغبات مهشمة
- صمت التواطؤ
- هذا التوحش الرأسمالي
- جموح نتنياهو .. الغايات ووسائل كبح الجماح
- الترهيب بالإسلام: المنابع وإمكانيات تجفيفها
- قضية المرأة إحدى قضايا الديمقراطية في مسيرة التقدم الاجتماعي
- نتنياهو يريدها صراعا دينيا مسلحا فالحذر الحذر
- إسرائيل دولة بلا جذور تاريخية
- القضية الفلسطينية مركز تجاذب وتدافع
- الليبراليون الجدد يستظلون بالفاشية ويقومون على خدمتها
- مأزق المجتمعات ومحنة المفكرين في ظل نهج القهر


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - دانيال بايبس بروفيسور مزور وعنصي