أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد سعيد الصگار - تعالو انظروا حرية الرأي














المزيد.....

تعالو انظروا حرية الرأي


محمد سعيد الصگار

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 21:44
المحور: حقوق الانسان
    



في‮ ‬ظرف أسبوعين تعرّض الرأي‮ ‬وحرية القول إلى أربع هزّات شغلت محيط العمل الإعلامي‮ ‬والدبلوماسي،‮ ‬وحاصرت الرأي‮ ‬في‮ ‬زاوية لا نشك في‮ ‬وجود أمثالها مما لا‮ ‬يصل إلى وسائل الإعلام فنعلم به،‮ ‬ونعلم بها‮.‬

الهزّة الأولى كانت مع هيلين توماس الأمريكية من أصل لبناني‮ ‬التي‮ ‬قضت سبعاً‮ ‬وخمسين سنة محررة في‮ ‬البيت الأبيض،‮ ‬وعلى حين‮ ‬غرة وجدت نفسها مستقيلة من وظيفتها لما أثاره تصريحها بأن‮ ‬يعود‮ ‬يهود إسرائيل إلى بلدانهم التي‮ ‬جاءوا منها‮. ‬ولا نتحدث عن أصداء تلك الهزة في‮ ‬الوسط السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬في‮ ‬الولايات المتحدة وإسرائيل وسواهما‮.‬

الهزّة الثانية جاءتنا من أهلينا،‮ ‬من محيطنا العربي،‮ ‬ومن أقصى قمة فيه،‮ ‬من جامعة الدول العربية،‮ ‬حيث قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية‮ (‬عمرو موسى‮) ‬فصل الكاتبة والشاعرة الإماراتية‮ "‬ظبية خميس‮" ‬التي‮ ‬تعمل بجامعة الدول العربية منذ عام‮ ‬1992 ‮ ‬كمدير لإدارة شؤون البعثات بدرجة وزير مفوض‮ ‬،‮ ‬بسبب مقال لها على مدونتها‮ " ‬روح الشاعرة‮- " ‬عن كتاب‮ "‬جامعة الدول العربية ماذا بقى منها؟‮" ‬الذي‮ ‬يتناول بالنقد أداء جامعة الدول العربية في‮ ‬السنوات الأخيرة؛‮ ‬ولم‮ ‬يتوقف الأمر عند فصل الكاتبة ظبية خميس،‮ ‬بل وصل الأمر لحد حرمانها من دخول الجامعة تماما،‮ ‬ومصادرة متعلقاتها‮. ‬بهذا جاءت الأخبار‮.‬

الهزة الثالثة كانت مع قناة السي‮ ‬إن إن الني‮ ‬فصلت على وجه السرعة المذيعة أوكتافيا نصر بسبب رثائها للسيد فضل الله‮.‬

أما الهزة الرابعة فكانت مع السيدة فرنسيس ماري‮ ‬غاي،‮ ‬سفيرة بريطانيا في‮ ‬بيروت التي‮ ‬أشادت بدور السيد فضل الله في‮ ‬مدونتها الشخصية،‮ ‬وسببت لنفسها إشكالات دبلوماسية لم تنفع معها الترقيعات‮.‬

أنحتاج إلى شواهد تؤكد لنا بأننا في‮ ‬غابة من أرباب القرار العابر للأصول،‮ ‬والمتجاوز لكل ما هو متعارف عليه من حرية الرأي‮ ‬والإختلاف‮.‬

كيف‮ ‬يكون الحصار إذن،‮ ‬وتكميم الإفواه،‮ ‬ومصادرة الرأي،‮ ‬إذا كان‮ ‬يأتينا من أربع قمم‮ ‬يفترض أن تكون كل قمة منها راعية وحامية لحرية الرأي؛ أعني‮ ‬البيت الأبيض وهيلين توماس،‮ ‬وجامعة الدول العربية وظبية خميس،‮ ‬والسي‮ ‬إن إن واوكتافيا نصر‮. ‬والسفارة البريطانية في‮ ‬بيروت والسفيرة فرنسيس ماري‮ ‬غاي‮.‬

هذا ما أعلن لنا،‮ ‬فلا نتحدث عن ما لم‮ ‬يعلن،‮ ‬فهو مما لا‮ ‬يبعث على الإعتزاز،‮ ‬ليس في‮ ‬بلداننا العربية وحدها،‮ ‬وإنما في‮ ‬دول في‮ ‬أقاصي‮ ‬الأرض‮. ‬وماذا عسى أن تفعل الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان،‮ ‬ومنظمات حقوق الإنسان هنا وهناك،‮ ‬وهي‮ ‬ترى هذا الإنتهاك لحرية الرأي؟

نحن نتماسك ونضغط على أعصابنا،‮ ‬ولا ندري‮ ‬لمن نتوجه إذا كانت هذه القمم تعبث بحقوقنا وتتصرف بها كأنها من أملاكها الصرف التي‮ ‬تتصرف بها كيفما تشاء‮.‬

يؤسفنا ويوجعنا أن‮ ‬يمتد فساد الرأي‮ ‬من أوطاننا التي‮ ‬ألفته،‮ ‬إلى المؤسسات الدولية التي‮ ‬كنا نظنها الوقاء لما نقول في‮ ‬أخلاقيات العمل الصحفي‮ ‬والإعلامي،‮ ‬والإلتزام بما تظنه ضمانة من دساتير وقوانين الدول‮.‬

آمل أن لا‮ ‬يمحق هذا التجاوز ما نعتمد علبه من أمل في‮ ‬مؤسساتنا الإنسانية،‮ ‬وينقلنا إلى الكفر بها وبمشاريعها التي‮ ‬تملأ الأوراق،‮ ‬وتزدحم بالقرارات والرجاء الذليل الفارغ‮ ‬من أي‮ ‬جدوى‮.‬

حرية الرأي‮ ‬وحرية القول في‮ ‬حدود القانون ليست حكراً‮ ‬على أرباب القرار،‮ ‬ولا فضلا من أحد،‮ ‬إنها لكل الناس،‮ ‬كالماء والهواء،‮ ‬وما من حق لأي‮ ‬مخلوق أن‮ ‬يصادرها،‮ ‬مهما كان موقعه في‮ ‬إدارة الأمور،‮ ‬إنها حقنا المنتهك في‮ ‬مجمل حياتنا،‮ ‬ونحن أولى بأن نضع حدودا لهذه الإنتهاكات؛ فلنفعل‮.‬



#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونديال بلا سيكارة
- فضل الله وابو زيد حضور في الغياب
- يصرياثا بالإنكليزية
- أتعبتمونا أما تعبتم ؟!
- فلسفة الدروع التكريمية
- ناظم رمزي آخر سلالة الفن الموسوعي
- غزة نموذج عربي للنفاق السياسي
- غرفة سمير الكاتب (رواية)
- الباء تتدخل في مصائرنا
- شؤون تنحتُ‮ ‬في‮ ‬القلب
- نحو المربد السابع
- غداً موعدنا مع الغد
- الصگار في حوار مع جريدة المدى
- برمكيات
- البرد وعلي الشرقي والإنتخابات
- إحماض قبل الإنتخابات
- ايمان صبيح والوعي الرياضي
- قداس الميلاد في‮ ‬كنيسة الكلدان في‮ ‬ ...
- سيدات محافظة واسط
- سامي‮ ‬عبد الحميد‮ ‬ لا‮ ̷ ...


المزيد.....




- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تصعيد القتال لن يقتل المحتجزين ف ...
- دعوات في موريتانيا لإلغاء قانون حماية الرموز الوطنية لـ-تضيي ...
- الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدني ...
- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا
- الأمن العراقي : اعتقال متهم بتهريب الأموال بحوزته 113 بطاقة ...
- مصدر يؤكد اعتقال طلال ناجي في سوريا
- -الأغذية العالمي-: هناك -حاجة ماسّة- لدخول المساعدات إلى غزة ...
- قضى 8 ساعات فوق شجرة.. شاهد عملية اعتقال رجل من قبل إدارة ال ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطنين -تعزيرا- بالمنطقة الش ...
- معاناة الصحفيين في فلسطين ولبنان.. في اليوم العالمي لحرية ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد سعيد الصگار - تعالو انظروا حرية الرأي