|
المُخلِّص الأمريكي
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 00:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد أكون من المتابعين المغرمين و الجيدين للأفلام ، سابقاً فترة الفتونة والشباب ، وحاليا فترة الكهولة والشيخوخة ، أيام زمان كنت أدخل الى السينما لأشاهد أي فلم يعرض فيها ، ومن ثم وصل البث التلفزيوني منتصف الستينات لمحافظة بابل حيث أقتنى والدي هذا الجهاز الجديد ، وكان رحمه الله يمنعني من مشاهدة الأفلام إن أكملتُ بأي درس منهجي ، لذلك كنت من المتفوقين ليس حبا بالدراسة ولكن شغفا بافلام التلفزيون ، حتى أني حفظت أسماء الأفلام وأسماء الممثلين كحفظي لدروسي ، و امتدت معي هذه الهواية ليومنا هذا ، حتى أني أجد أن التغيير السياسي الذي طال العراق أصبح فاتحة خير وحيدة لي ، وهي ممارسة هوايتي لمشاهدة ما تعرضه القنوات الفضائية التي لا تعد وتحصى . سأترك الحديث عن الأفلام العربية والهندية والفرنسية وسآخذ الأفلام الأمريكية وخصوصا لهذه العشرة سنين الأخيرة ، البطل شاب وسيم بعضلات مفتولة وذكاء خارق ، يستخدم كافة الأسلحة الشرقية والغربية بمهارة لا تصدق مع ملاحظة أن عياراته النارية لا تنفذ ، ناهيك عن انه يجيد استخدام الحواسيب ومهما كانت صناعتها ، بطلة الفيلم لا تختلف عن بطلها بالمواصفات التي ذكرتها ، قصة الفلم محبكة بشكل جدي يشد إليه المشاهد ، سيارات حديثة متطورة تمتلك المواصفات التي لا يملكها إنسان ، فهي مرة سيارة مدرعة ، ومرة أخرى تدخل جوف البحار كأي سفينة أو غواصة ، مع قدرتها على أن تتصل بالأقمار الصناعية الأمريكية وغيرها لتحديد موقعها ومهماتها ، أغلب القصص تدور حول سرقة مبتكر علمي أو قنبلة ذرية سرقت من منشئها يرام بها تدمير الحضارة الأمريكية ، أو دوّل أوربا ، أغلب الممثلين كأنهم من الجنود الأمريكيين الذين عملوا أثناء غزو الكويت وما بعدها ، ويبدأ الصراع من أجل جلب تلك المعلومة المسروقة أو القنبلة المستحوذ عليها ، يبذل بطل الفلم وبطلته قصارى جهدهما من أجل العودة وأن كانت باللحظات الأخيرة لهذا الفتح العلمي أو لتلك القنبلة المسروقة ، ويضج مكتب الرئيس الأمريكي ونائبه ومكاتب الاستخبارات بالتصفيق لذلك البطل العظيم الذي أنقذ أمريكا والبشرية من دمار محقق ، و لربما يختلق كاتب السيناريو قصة مزعومة لبطولة الرئيس الأمريكي نفسه ، حيث يبدوا من خلال أحداث الفلم بأن الرئيس لا تهمه حياته الشخصية بقدر اهتمامه بشعبه الأمريكي أولا وبشعوب جيرانه ثانيا ، يقدم كل ما أتيح له من عقل وتمييز من أجل حياة من يرأسهم مضحيا بعائلته الشخصية من أجل سمو الهدف الذي حمّله به شعبه ، خلا صة القول أن البطل الأمريكي حاضر وجاهز عن الدفاع عن وطنه ورئيسه وإنقاذ البشرية المنوط بدولته العظمى . التساؤل الذي بودي طرحه هنا ، هل أن السياسة الأمريكية هي فعلا كما نشاهدها بهذه الأفلام ؟ ، أم أنها فبركة فلميه لغرز أسطورة المخلّص الأمريكي بعقول السذج من الأكثرية الغالبة من المشاهدين من دول العالم الثالث ؟ ، وهل أن مقدم السيد (بايدن) نائب الرئيس الأمريكي بزيارته للعراق يمكن إدراجها بهذا الباب ؟ ، وهل إستجاب المتصارعون والمتكالبون على كعكة العراق لهذا المخلّص وأوامره لهم ؟ ، أني أجد أن الحل للمعضلة تشكيل الحكومة ، بل معضلة العراق بأجمعه بأيدي هذا المخلّص ومن بعث به للعراق ، وما عدى ذلك ماهم إلا بيادق تحركها أيادي هؤلاء .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابيت اللعن
-
( أثياب حيه )
-
( إشكال بقو )
-
مفيد الجزائري والثقافة العراقية
-
نسمات حليه
-
ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
-
الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
-
الرحيل المبرمج
-
الخرسان وقوة البيان
-
أركب عالصعاب
-
الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
-
وعلى هذه وقس ما سواها
-
وطن وهموم
-
( يمه بشري )
-
موالات
-
( تيتي تيتي ، مثل ما رحتي إجيتي )
-
(تجيك الحمه من الرجلين)
-
الغناء فسق وفجور !!!
-
الحداثة ذوق رفيع أرسى قواعدها اليسار العراقي
-
غنائيتان من سامراء
المزيد.....
-
وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني -
...
-
-لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق
...
-
أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
-
شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر
...
-
قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل
...
-
وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال
...
-
أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا
...
-
آلهة الحرب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|