|
ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 12:44
المحور:
الادب والفن
قبل ما ينيف على الشهرين قرأت ومن خلال الثقافة الشعبية للصباح الغراء ، موضوعة تتحدث عن الزوج الأبله ، والجميل أنها بقلم امرأة عراقية ، في وقت نفتقر فيه لكاتبات يوثقن لتراثنا الشعبي ، والأجمل من ذلك كله أن الكاتبة ربما ابنة لصديق راحل جمعتني وإياه صفوف الدراسة الابتدائية ، أخذت الموضوعة ونشرتها باسمها في جريدة الفيحاء الحلية والتي أحرر فيها صفحة الأدب الشعبي ، توالت المواضيع من قبل الكاتبة على الصباح الغراء ، ونشر لها أكثر من موضوع حلي تراثي شيق ، في أحد المواضيع التي كتَبتها تتحدث فيه عن (الخانات) أيام زمان ، وقد أوردت في موضوعها أكثر من دالة تجانب فيها الحقيقة ، إذن لا بد من التحرك من قبلي للوصول للكاتبة والاستفسار منها ، سيما وأن أحد أبناء صاحب ( الخان ) بعث برسالة لي يستنكر ما جاء من معلومات غير دقيقة عن والده ، كيف ومن أين استقت معلوماتها عن موضوعة (الخانات ) التي أثارت حفيظة ورثة الرجل الذي تحدثت عنه ، قلت بنفسي أن المسألة ليس هناك أسهل منها ، فأنا أعرف أن والدها رحل لرب رحيم بحادثة قطار بداية سبعينات القرن المنصرم ، وعمها القاضي المرحوم فريد برتوا رحل أيضا ، ولم يبقى إلا الأستاذ عدنان برتو – عمها - لإيصالي لها ، ذهبت له واستأذنته بأن يدلني كيف أصل لابنة أخيه ضحى يحيى برتو ، أجابني أن أخاه ليس له بنتا بهذا الأسم ، قلت له لربما استعارت هذا الاسم لتخفي به أسمها الحقيقي ، أتصل بإبنة أخيه ونفت هذه المعلومة ، وعلى كل حال سواء أسمها الحقيقي او المستعار هناك إشكالات بما أوردته الكاتبة أو الكاتب في ما يخص موضوعة الخانات القديمة ، ومعلوم أن أيام زمان لا يملك الناس السيارات كأيامنا هذه ، ولا توجد ساحات لوقوف السيارات ، والخانات التي ذكرناها هي بمثابة مرابط للحيوانات ، والناس تمتلك لهذه الحيوانات لاستخدامها بالتنقل من الريف الى المدينة كل حسب إمكاناته المالية ، الغني له الفرس الأصيل وهكذا نزولا ، وقد ذكرت الست ضحى أن ( خان) الحاج حسن خنوس يمتلك موقفا للحيوانات – طولة - للحمير والبغال والخيول ، وليس مهمة الخان تقتصر على إيداع الحيوانات فقط ، بل يستعمله القصابون لوضع أغنامهم وأبقارهم فيه قبل تهيئتها ليوم الذبح ، وقد أوردت الست ضحى أن الحاج حسن خنوس كان يُغري طلاب المدارس الإبتدائية لترك مدارسهم ومساعدته بعمله لقاء أجر زهيد ، وهذا غير دقيق لأن أولاد الحاج حسن خنوس وأحفاده وأبناء أخوته وأبناء أخواته أكثر من أن يطلب من أحد ما لمساعدته بعمله هذا ، ومن الطريف ذكره أن أهالي بابل سابقا يستهزئون من أولادهم أن لم يتفوقوا بمدارسهم فيقولون لهم ، ( لو رابطك إبخان حسن خنوس هواي أحسن إلك وإلي) ، وليس هذا وحسب فالطلاب حينما يتمازحون في ما بينهم ويقول أحدهم للآخر من أي جامعة تخرجت ؟ ، فيأتي جوابه أنا تخرجت من جامعة بغداد وهاهي شهادتي ، وأما أنت فقد تخرجت من جامعة (حسن خنوس) ،آخر ما نشر للسيدة ضحى يحيى بالصباح أيضا موضوعة تتحدث فيها عن شخصية تراثية حلية تدعى ( أبو حية) ، وقالت بمجمل حديثها ان الرجل كان له محل يبيع فيه الحبال ومنتجات سعف النخيل ( الحصران والمهافيف والمكانس) ، وأنا أدركت الرجل الذي عاش لثمانينات القرن المنصرم ، وكان يعمل حمالا ، وإن لم يحصل على ( إحمالة) ذلك اليوم ، فيعوض عنها ببيع ماتيسر من الحبال ومنتجات سعف النخيل بأسواق الحلة وأزقتها ، ويشترك مع شخصية تراثية أخرى تسميها العامة ( عبد العمص) بمفردة مقززة لهما يثورا حين سماعها ويرميا من أطلقها ضدهما بأي حجارة تقع بيده ، والمفردة هي ( حية) ، وما قالته السيدة ضحى عن المحكمة التي سيق لها من تتحدث عنه ليس الشخصية التي كتبت عنه ابو حية ، بل هو ( عبد العمص) وسأكتب عنه لا حقا بعد أن أحصل على صورته الشخصية الموجودة في أستوديو الزنابق ، أتمنى على السيدة او السيد المستعار ضحى الدقة بتدوين ما يصل لها لأنها أمانة توثيقية كما أعتقد .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
-
الرحيل المبرمج
-
الخرسان وقوة البيان
-
أركب عالصعاب
-
الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
-
وعلى هذه وقس ما سواها
-
وطن وهموم
-
( يمه بشري )
-
موالات
-
( تيتي تيتي ، مثل ما رحتي إجيتي )
-
(تجيك الحمه من الرجلين)
-
الغناء فسق وفجور !!!
-
الحداثة ذوق رفيع أرسى قواعدها اليسار العراقي
-
غنائيتان من سامراء
-
المرضَع
-
بيع و رهن
-
حمامة بيت
-
مضيف الحلة
-
التلاعب بالمفردة الشعبية لدى الشاعر الرائد شاكر السماوي
-
يا سامر الحي الى الشهيد قاسم عبد الأمير عجام
المزيد.....
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
-
رحلات القاصة والروائية العراقية لطفية الدليمي
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|