أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - من سيكون الاب الروحي لفقراء العراق















المزيد.....

من سيكون الاب الروحي لفقراء العراق


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 22:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


,((من سيكون الاب الروحي لفقراء العراق))
العراق عرف قديما ببلد الانبياء ,بلد الاديان ,بلد الحضارات ,بلد متعدد الثقافات ,متعدد القوميات ,متعدد الاعراق والاجناس,متعدد المذاهب,,
أن كل هذه النعوت والصفات لم تنصهر في بودقة واحدة ,ليعيش جميع ساكنيه بألوانهم المتعددة بامن وامان من خلال مفهوم فكري ثقافي يؤمن بالتعايش السلمي وفق مفهوم الدين لله والوطن للجميع,ولم تطرح في خلال عمره الحضاري نظرية تربوية بهذا الخصوص رغم تعاقب الحضارات والحكام عليه,حيث أن السطوة تكون بيد افراد السلطة الحاكمة والجميع يخضون لاوامره وتعليماته متخذين من الدين الوسيلة المناسبة لاخضاع عموم الشعب بحجة انها أوامر ألهية قد سلمت بمقتضاها مقاليد أمورهم بيد الحاكم المنصب,حيث أن الجميع يدعون بانهم يأخذون تعاليمهم ويحكمون بأسم الالهة.....
بعد دخول الاسلام الى العراق في عصر الفتوحات الاسلامية ,بدات الانقسامات تدب في الجسد الاسلامي حيث ظهرت فرق وجماعات اسلامية متعددة ومختلفة في تفسير القران وتأويله كل وفق رغباته ومصالحه الخاصةلاحكام قبضته على السلطة (اي بدء مرحلة تسيس الدين )
فالهاشميين والاموين والعباسيين كلهم أبناء عمومة ومرجعيتهم واحدة وهي قريش ,لكن الدين وتسيسه لغرض السلطة هو من اوجد الانقسام والاقتتال بينهم منذ وفاة النبي محمد(ص)ليومنا هذا.أما بقية الاديان المتواجدة في العراق (المسيحية,الايزيدية ,الصابئة,وغيرها)فهي دائما مرغمة للعيش تحت ظلال سيوف الاسلاميين أو الرحيل من العراق,
فالعراق ولاكثر من ألف عام حكمه مكون واحد (السني )ومارس الاضطهاد والتمييزضد بقية المكونات الاسلامية والغير أسلامية بحجةبأن الحاكم هو منصب بأمر الله ويجب أطاعته ولو كان فاسقا وظالما,مستندين الى الاية الكريمة(يا ايها الذين أمنواأطيعوا الله والرسول وأولي الامر منكم)سورة النساء,أيه 59,بغض النظر عن صفات هذا الحاكم سواء كان مرتبطا بجهات اجنبية أو أقليمية وخائنا لشعبه أو مخلصا ,مرتشيا او نزيها ,عادلا او ظالما,فعندما تسود له الامور يبتعد عن الدين والاسلام ويتقرب الى اصحاب العلم والمعرفة وكانه علماني يريد بناء دولة مؤسسات مدنية,وعندما تشتد عليه الامور يلتجأ الى الدين ورجالاته المغيبين لوعي أتباعهم كمنقذين له وقت الازمات,فالتلون والتلاعب بمقدرات الشعب لا يهم بقدر المحافظة على السلطة والجاه ,
اليوم وبعد سقوط النظام الشمولي العفلقي ,وادعائات المحتل بجلب الديمقراطية للعراق ,نجد العكس تماما ,حيث زادت الفرقة والانقسامات بين المكون الاسلامي الواحد وبين المذهب الواحد ,فكل طرف متخذا له الاب الروحي الذي يرجع اليه في أزماته وينفذ أوامره واجندته على الارض العراقية وغير مبالين بمصير الملايين من فقراء العراق المضطهدين,
فالمجلس الاعلى الاسلامي الذي نشأ وترعرع في ايران فأن الاب الروحي له كان الخميني,وبعد وفاته اصبح الخامنائي هو الاب الروحي له,حيث يأخذ اوامره وتعليماته منه ويطبقها في العراق حتى وان كانت ضد مصلحة الاغلبية من الشعب ,فبعد السقوط مباشرة عمد المجلس الاعلى الى استيراد السيوف والقامات والزناجيل من الجارة المسلمة بحجة أحياء الشعائر الحسينية ,لكنها في الحقيقة هي الوسيلة الناجعة لتغييب عقول المتديين الجهلة لاستغلالهم في تنفيذ اجندات خاصة بهم.وقاموا على أنشاء مليشيات خاصة بهم تعرف بفيلق بدر,وفرق خاصة للاغتيالات.
الصدريون كان الاب الروحي لهم محمد صادق الصدر ,وبعد مقتله أصبح الاب الروحي لهم السيد كاظم الحائري الموجود في أيران وهو من يرسل تعاليمه اليهم لتنفيذها,مزعمين بأن السيد الصدر قد اوصى قبيل مقتله بان الامور بعده تصبح بيد السيد الحائري ,وبذلك يكون قد اوجد الوصايا على مقلديه واتباعه ,وهم اول من أنشأ جيش المهدي وفرق المجاميع الخاصة لترويع العراقيين وترهيبهم وبسط سطوتهم على الاخرين بقوة السلاح.
حزب الدعوة أتخذ من محمد حسين فضل الله المرشد الروحي له بعد انشقاق المجلس الاعلى عنه,وها هو المالكي يترك البلد وبما فيه من امواج الاضطرابات والازمات ويتوجه الى لبنان لتقديم التعازي بوفاة الاب الروحي له فضل الله وكان الامور في العراق على ما يرام,متناسيا الازمة العراقية وأستحقاقات تشكيل الوزارة,والفراغ الدستوري السلطوي الذي يعيشه الشعب العراقي منذ ما يقارب الاربعة أشهر ,
ان ألاحزاب الاسلامية السلطوية كلها تتمتع بالحمايات الخاصة لمقراتها وافرادها والنفوذ السلطوي والمليشيات والقدرة على قتل واغتيال خصومهم والتلاعب بمفردات الدستور العراقي وفقا لرغباتهم ومصالحهم الخاصة رغم معرفتهم الاضرار بمصالح الشعب وطموحاته في التغيير الحقيقي لبناء دولة المؤسسات.
احزاب السلطة الاسلاموية مختلفة فيما بينها على تقاسم السلطة والنفوذ,مختلفة في تقديم الخدمات الى الشعب ,لكنها متفقة في نفس الوقت على نهب موارد العراقيين ,والاحتفاظ بالسلطة,وجميعهم متفقون على التصريحات والخطب الرنانة وتبادل الاتهامات بسوء الاوضاع الامنية والخدمية ,وكل طرف يرمي بفشله على الطرف الاخر وكأنه لم يكن طرف أساسي في العملية السياسية ولا عمليات النهب المنظم ,والسعي الحثيث لاقامة ديكتاتورية أسلامية جديدة بعيدة كل البعد عن النهج الديمقراطي,وان جميع الاطراف الاسلامية متفقة على محاربة الفكر المعتدل والعلمي والوطني والتقدمي وكل التيارات الوطنية بفتاوي التكفير والالحاد والتخوين والابتعاد عن المقدسات الاسلامية بحجة ان العراق طابعه أسلامي لا يجوز المساس بقدسيته,لهذا نرى ان اغلب المتنورين والمثقفين هم من المهمشين والمضطهدين فكريا في العراق الجديد.وأن من أبسط التهم الموجة اليهم بأنهم علمانيون كفرة دون ان يفهموا معنى العلمانية بالشكل الصحيح والعلمي ,.
وهذا الحال ينطبق على الاحزاب الاسلامية السنية ,فقسم منها متخذا من حارث الضاري مرجعا روحيا لها بحجة شرعية المقاومة ضد المحتل ,والقسم الاخر تراه يتعكز بقدمين ففي الصباح مع العملية السياسية ,وعند حلول الظلام مع المقاومة والتفجيرات ,لا يهم تزايد اعداد القتلى الساقطين نتيجة عملياتهم الارهابية,وقسم متخذين من بن لادن الوهابي النزعة الاب الروحي لهم وينفذون توجيهاته واوامره بقتل أكبر عدد من الشيعة لاثارة المزيد من الفتن الطائفية وعدم الاستقرار في البلد, فأن أغلب عملياتهم المنفذة قد أستهدفت تجمعات ومساطر عمال البناء والكسبة ,والمجمعات السكنية للطبقات الفقيرة تحت عناوين مقاومة المحتل ,
وهناك قسم متخصص في عمليات هدم دور العبادة (الجوامع والحسينيات)بشقيها السني والشيعي,وتهجير العوائل لغرض اذكاء النعرة الطائفية والمذهبية.
أن كل هذه الاعمال الاجرامية تجري تحت مسمى الدين والاسلام ومراجع الدين هي من تفتي لهم بذلك ,وضحاياها من الفقراء والمعدمين ...
ان أخر الاحصائيات الرسمية تشير الى أن حوالي ثلث الشعب العراقي يعيش دون مستوى خط الفقرعدا شرائح المثقفين والمتنورين وأصحاب الديانات الاخرى من غير الاسلامية الذين همشوا واقصوا أجتماعيا وسياسيا لتعارض مواقفهم الفكرية مع الاسلاميين,فهؤلاء جميعابلا مرجعية روحية ,بلا مدافع حقيقي عن مصالحهم وتوجهاتهم المستقبلية ..لان اصحاب الكروش المنتفخة لا يشعرون بحاجة اصحاب البطون الخاوية,وهذا هو واقع مجتمعنا المأساوي....
فمن سيكون الاب الروحي لفقراء العراق ومضطهديه ؟؟؟؟؟؟
ولمن ستؤول مرجعيتهم الفكرية والسياسية؟؟؟؟؟؟؟
وهنا اترك الاجابة وأبداء الرأي للاخوة القراء والمعلقين.......



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي ثقافة في عاصمة الثقافة الاسلامية /الحلقة الثانية_ثقافة ال ...
- أستقالة الوزير وتبريرات الرئيس لتغطية الفساد
- ضرب المتظاهرين جزء من ديمقراطية الاسلاميين
- أي ثقافة في عاصمة الثقافة الاسلامية/الحلقة الاولى _ثقافات مت ...
- هدر الاموال العراقية في ظل الحكم الاسلامي
- نفس الطاس ...ونفس الحمام
- شبح قادسية المالكي يلوح في الافق
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام/الحلقة الثالثة و ...
- صورة من فساد المؤسسة الدينية
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام /الحلقة الثانية
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام
- الوليمة االرئاسية/ تقاسم قلادة الملك أم تقسيم العراق
- الشرف والمال خياران لا ثالث لهما
- نزيدالايتام لنضمن المستقبل
- دولة........بطيخ
- جيب ليل واخذ عتابه/تشكيل الحكومة العراقية:الحلقة الثانية /أت ...
- جيب ليل وأخذعتابه/تشكيل الحكومة العراقية
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- البطاقة التموينية لغزا محيرا,ما بين السوداني والصافي
- الفساد يستشري بالمؤسسة الدينية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - من سيكون الاب الروحي لفقراء العراق