أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهده محمد علي - أولاد سمك القرش .














المزيد.....

أولاد سمك القرش .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه المقالة , لأني عودت نفسي بأن لا أكتب شيئاً إلا بعد أن اتأكد من حقيقة مضمونه .
لقد قرأت قبل فترة بحثاً علمياً عن سمك القرش وعن وحشية هذا الحيوان وقسوته , وعجبت لخصائصه , إذ أنه ذكي وخبيث في آن واحد ولا قلب له , حيث تولد صغاره وهي بدون قلب ولا ضمير , تأكل بعضها البعض حتى وهي أجِنة في رحم أُمها , وهي حقيقة وليست خيال , فصغار القرش تأكل بعضها بعضاً قبل حتى أن تولد . ذكرني هذا بالمشهد العراقي الحالي حيث تتناحر عشرات الأحزاب والكيانات السياسية وتتصارع وتأكل بعضها بعضاً حتى قبل أن تولد , ويتسارع الأقوياء منهم لسرقة أصوات الشعب المنكوب .
حدثني الكثير من الناس الذين إلتقيتهم , وقالوا سابقاً كان هناك ( حرامي واحد ) , أما الآن فالحرامية كُثُر , ولا نعلم من هُم أو من أين جاءوا , قلت في نفسي إن معظم دول النفط تعيش في بحبوحة وتتوسع وتستثمر أموالها لصالح شعوبها , أما الشعب العراقي فيتضور وتُفسَد آخر قيّمه الجميلة , حتى أصبح الإبن يتخلص من والده في دار المسنين , ويسرق الأخوة بعضهم بعضاً , بل ويقتل بعضهم البعض الآخر حتى أصبح الكثير من أبناء الشعب العراقي متسولين وخاصة من النساء والأطفال والكثير منهم ايضاً سُراق , أما الجزء الثالث فهو من يعاني المعاناة الحقيقية , إذ أن التمسك بالقيّم أصبح هدفاً صعباً .
يظهر الكثير من كبار الساسة ليقولوا بثقة وبذكاء شديد بأن قلة المطر تعني قلة الماء وهذا يعني قلة الكهرباء , ويعلم الجميع بأن العراق يعوم على بحر من النفط والغاز الذي يمكن أن يولد الكهرباء لقارة كاملة , فما السر في جعل الشعب العراقي يحترق بنار جهنم , وما السر في الإصرار على تلويث الجو بملايين المولدات الصغيرة علاوة على التلوث الحاصل من دخان السيارات القديمة والمستهلكة والمزابل المنتشرة في شوارع بغداد والمدن الأخرى .
يتحدث الكثير من الساسة عن مشاريع وهمية عملاقة مثل المستشفيات أو المنتزهات , لكن الواقع لا يُظهر غير حفر عميقة يقال عنها إنها الحجر الأساس تُترك طويلاً لتمتلأ بالمياه الآسنة , ولا يُرى أو يُسمع إلا عن شركات أو مقاولين وهميين سرقوا وهربوا وهو ما يثير ضحك المواطن وسخطه .
من المعروف أن في ميزان الأخلاق تترابط صفة الكذب والسرقة وينتج عنهما تكوين إنساني مشوه يضع قيَّمه في جيب وضميره في الجيب الآخر , أما ما يراه من دماء الشعب التي تنزف منذ سنوات فلا تعني له شيئاُ,وهذا دليل بسيط على ما أقول , حيث تعود أحد كبار المسئولين على الظهور بمظهر فاخر في مواقع الدم والإنفجارات , وحينما طُلب منه تفسيراً لذلك في مقابلة أجاب متهكماً وساخراً ( أرجوكم ابلغوني بالإنفجار قبل وقوعه لكي أرتدي السواد ) , لم أُصدق حينه أُذني وأطفأت التلفاز وأنا مصعوقة , ولم أتعود الشتم بطبيعتي إلا أني شتمت هذا المبهور بنفسه كثيراً , وتذكرت سائق السيارة ( الكيَّة ) الذي أوصلني الى مطار بغداد وهو يطالبني بالأجرة للمرة الثانية ويُقسم بأنه لم يستلمها وعيناه ضاحكتان , وشئت أن أدفع للمرة الثانية إلا أني توقفت في اللحظة الأخيرة وإبتسمت بإستهزاء وإبتعدت مسرعة , وتذكرت حينها بيت الشعر المشهور :
( إذا كان ربُ البيت بالدف ناقراً …... ) .
لقد تربى الكثير من أبناء الشعب العراقي وللأسف على هذه المباديء , وبقي أيضاً الكثير منهم شريفاً ومعذباً بشرفه هذا , وهناك الكثير من الشرفاء الواقفين تحت وطأة المطرقة الحديدية يُسحقون كل يوم ألف مرة والكيانات السياسية تأكل بعضها بعضاً لتصل الى ( الكرسي الدولار , أو الدولار الكرسي ) .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...
- أخلاقية المرأة من يفرضها ؟
- متسولون .
- الذوق العام أم الذوق الخاص .
- هل المرأة العربية غبية !؟
- الإختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية .
- التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
- إزدواجية الشخصية للفرد العربي
- بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي ... نساء في قلب الوطن
- تحول سايكولوجية الطفل العراقي .
- فلسفة الإنتحار قمة العقل أو قمة الجنون ؟
- التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناهده محمد علي - أولاد سمك القرش .