أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .















المزيد.....

العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:48
المحور: حقوق الانسان
    


يتميز العُنف الأُسري بأنه ظاهرة عالمية تنتشر في شرق الكرة الأرضية وغربها في الدول المتخلفة والمتطورة تكنولوجياً الفقيرة منها والغنية .
ينقسم العُنف الأُسري الى إتجاهين , الإتجاه الأول نحو الفئة الضعيفة من البشر والتي هي النساء والأطفال وهذا هو الإتجاه الأعم , والإتجاه الثاني نحو الفئة القوية وهذا الإتجاه ضعيف ومتقطع ويحتاج الى أسباب قوية وظروف معقدة لإيجاده .
الإتجاه الأول : حيث يقع الكثير من نساء العالم وأطفاله تحت القهر الجسدي وأحياناً الجنسي من قِبل العنصر الأقوى وهم الرجال , وقد يكون هؤلاء الذكور من داخل العائلة أو خارجها ومن المحيطين بها .
هناك شواهد كثيرة في دول متطورة مثل أمريكا وإنكلترا ونيوزيلندا والمانيا وكثير من الدول العربية على كثير من حوادث التعذيب والقتل والتلذذ بإرتكابه وهو مسلط على ا لزوجات والأبناء ولأسباب كثيرة منها الهوس الجنسي وإنفصام الشخصية في مراحله الخطيرة أو الهوس الديني وحالات الغضب الشديدة والتهور في السلوك العام مع الإدمان على المسكرات والمخدرات .
ولو بدأنا بالهوس الجنسي لرأينا أن من المحفزات هو الإدمان على الكحول والمخدرات والمنشطات , حيث يتحول الشخص المدمن في لحظات الى حيوان شرس ذو شهوة غريزية مسيطرة ويلغي كل من يقف في طريق إشباع شهوته عن طريق الضرب المبرح أحياناً أو التلذذ بالتعذيب أو القتل . أما الضحية فكثيراً ما تكون إمرأة واحدة أو عدة نساء , يصطادهن الشخص المدمن المريض إصطياداً , وكثيراً ما يكون هؤلاء النساء منفردات ضعيفات في سن الشيخوخة أو الطفولة , أو قد تكون الضحية شابة وحيدة , ويتميز عمل هؤلاء المرضى على سلسلة من أعمال العنف والجريمة في داخل عوائلهم ثم تنتقل الى خارج هذه العوائل .
وقد يقوم ممارس العنف الأُسري لمرة واحدة في عمل بشع كالقضاء على العائلة بأجمعها بطلقات مسدسه ثم يهرب ليظهر بشخصية أُخرى مختلفة وهادئة في أجزاء اخرى من البلاد وهو مرتاح الضمير وعلى هذا شواهد كثيرة في الولايات المتحدة وفي نيوزيلنده , وفي الغالب يكون هذا الشخص مصاب بالعُصاب الذهني وقد تظهر شراسته الحادة فجأة ويتوهم الخطر الذي يلاحقه من قبلهم والعيون التي ترصده كما قد يتخيل ملامح بشعة وأصوات مخيفة تلاحقه وقد يتخيل حوادث موهومة تُحفز مشاعره وتجعله مصمماً على الجريمة . وكثيراً ما يتعرض النساء والأطفال الى الإغتصاب قبل القتل وخاصة من قِبل الأب أو أحد أفراد العائلة , وهناك أسباب اخرى لهذه الحوادث قد تحدث في الدول العربية أو في الدول الغربية وهي الهوس العقائدي والديني والإنحراف في هذا المجال , وتقمص شخصية المصلح الإجتماعي والديني كما حدث لراهب امريكي حينما إغتال عائلته كلها وحتى أُمه العجوز التي هي في الثمانين , لإعتقاده بسوء إتجاهاتهم الدينية , أو قد تلاحَق الزوجة أو الإبنة لشبهة حول أخلاقها وهذا مايحدث عادة في دول الشرق ومنها الدول العربية .
وكما قلنا لا حدود لهذا القهر نحو النساء والأطفال فهو ممتد مابين حدود الصين وحتى غابات أفريقيا الإستوائية . إن ممارس العُنف قد لايكون مهووساً أو مريضاً بل أنسان طبيعياً يمر بمرحلة صعبة ولديه مشاعر سلبية نحو أفراد أُسرته فيتخذ قراراً سريعاً لمعاقبتهم , ثم يهدأ هذا الشخص بعد تنفيذ عملية الإنتقام وقد يندم وينتقد سلوكه لكنه يُعاقب من قِبل المجتمع .
وهناك حالات تتزايد في عالمنا المتحضر وبسبب التشنج العصبي الذي يصيب المرأة ويجعلها مخلوقاً هامشياً غير متحضر فتمارس نحو أطفالها سلوكاً حيوانياً لا يمارسه الحيوان نفسه نحو أطفاله , فهناك حالات كثيرة لتعذيب الأُم لأطفالها أو أحد أطفالها وهو عادة من يذكرها بطفولتها فتقوم بتعذيبه في داخل البيت أو في قبو البيت عن طريق الضرب المبرح والتكتيف ومنعه من الطعام وإطفاء السكائر على مناطق حساسة في جسد الطفل أو حبسه في مناطق مظلمة وكيِّه بالنار وتكسير بعض عظامه , وهناك شواهد على هذه الطرق في التعذيب لأُمهات ينتمين الى القبائل الأصلية لسكنة جزيرة نيوزيلنده وكذلك لأُمهات وزوجات أب أمريكيات أو عربيات وكثيراً ما يشترك زوج الأُم بهذه العمليات .
والغريب في الأمر إن المنقذ دائماً يكون شخصاً غريباً أما المُعتدي فهو من أقرب الناس للطفل .
وهنا يبرز تساؤل كبير هو هل يتحول الإنسان شيئاً فشيئاً الى مخلوق أقل حضارة من الحيوان .
وتذكر الإحصائيات بإن في الولايات المتحدة وكندا تقع 50% من جميع الإعتداءات في منزل الطفل أو المُعتدي , 80% من هذه الحالات يكون المُعتدي قريباً للطفل , كما أن 10% من الأطفال المُعتدى عليهم يكونون في سن ما قبل المدرسة , أما الإعتداءات الجنسية فيتعرض لها أربع فتيات وولد واحد من كل عشرة , ونلاحظ هنا إن المعتدي قد تزداد شهوته للعنف ويتوسع الى المحيطين به من الجيران وأبناء المنطقة وتُظهر الإحصائيات أن المعتدين يتعاملون مع 70 طفل بنفس الطريقة أثناء فترة إعتداءاتهم , ويكون السن الأنسب للمُعتدي جنسياً على الأطفال هو دون السادسة وتبلغ نسبتهم 1 من كل 3 .
إن الأمر لا ينتهي بهذه النتيجة فقط بل قد تحدث سلسلة من الإعتداءات الإجتماعية والعُنفية , فإن 90% من المُعتدى عليهم في طفولتهم يقومون بالإعتداء على الأطفال وخاصة أطفالهم .
إن المدمنين على الكحول والمخدرات هم عُرضة للإعتداء العُنفي والجنسي بسبب ضعفهم وإضطراب شخصيتهم وقد يكونوا ايضاً ممارسين للعُنف كما ذكرت سابقاً .
ولهذه الإعتداءات نتائج كثيرة منها التشنج العصبي , العُزلة والخوف والهروب من البيت الى الشارع حيث تزداد الأوضاع بؤساً .
إن اصابع الإتهام تشير أحياناً الى المدرسين والمدرسات حيث تنشر وسائل الإعلام بعض محاولات الإعتداء والإعتداء الجنسي خاصة على الطلاب الصغار , وهكذا تتحول النقاط النموذجية والمضيئة في حياة الطفل والتي هي البيت والمدرسة الى نقاط مظلمة وتبدأ بالإنهيار على الأقل من وحهة نظر الطفل .
الإتجاه الثاني :
أما العُنف المُمارس على الرجل من ٌقِبل المرأة فهو أقل بالقياس الى القهر الذكوري , ولا أعتقد أن هذا مُتحدد بكمية الهوس أو التلذذ المرضي بالقهر إذ إنها ليست قليلة لدى المرأة ولكن هو مُتحدد بقوتها الجسدية وعدم إستطاعتها التغلب على قوة الرجُل مع قِلة نسبة إدمانها على المخدرات والمسكرات علماً بأن معظم النساء يتمسكن بالجانب السلبي للإنتقام ألا وهو الهروب داخل الذات أو خارجها .
يقوم الرجل الشرقي والغربي في الغالب بقيادة أُسرته وقد تكون هذه القيادة خاطئة وتقودها الى الهلاك بنقل مرض الإيدز مثلاً أو المُقامرة باموال العائلة أو حتى قيادة السيارة بسرعة جنونية , وقد تقوم الزوجة أيضاً بهذا الدور الذي يُحطم العائلة معنوياً ومادياً .
وقد تتشابه الأسباب الموجِبة لهذا العنف مابين الشرق والغرب أو ما بين الرجل والمرأة وقد تختلف أحياناً .
1 – الأسباب الإقتصادية وسوء مستوى المعيشة والتي هي مُحفز ودافع لسبب آخر للعُنف والذي هو تناول المخدرات والكحول والرغبة في فقدان الوعي ومن ثَم السلوك المرضي الغير سوي .
2 – دافع الهوس الديني والتفسير المرضي للإيمان والذي قد يدفع أفراد من كافة الأديان الى السلوك الوحشي والغير إنساني بأوهام مرضية سادية وقد تُملرس إبتداء بأُسرة الفرد نفسه متوهماً بفكرة التطهير ومحو الآثام .
3 – الأمراض العصبية : إن المصابين بكثير من الأمراض العصبية كألسادية والتشنج العصبي الحاد والشيزوفرينيا يمكن أن يقوموا بالسلوك القهري لأُسرهم أو لأنفسهم حيث يحتمي المُصاب بجدران الأُسرة لممارسة هوَسه المرضي وعصابه الذهني , لكن هذا لا يعني أن كل المصابين هم مجرمين بل يصبح البعض منهم ضحايا في داخل أُسرهم أو في داخل المستشفيات لغرض التخلص منهم .
إن إصابة الشخص بعُقد نفسية من جراء العُنف الأُسري في فترة الطفولة تتواصل حين يُسقطها على أفراد عائلته ويؤدي هذا الى الكثير من الخلافات العائلية والزوجية وقد يكون الطلاق هو نقطة النهاية للخلافات , أما مشاكل الأطفال فتستمر الى ما بعد الطلاق ومع الأب غير البايولوجي للأطفال حيث تقع سلسلة جديدة أشد عُنفاً للقهر الأسري .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب
- ما بين القصرين وبين القبرين
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير
- دار سينما ( الأيماكس ) الحديثة بعد التغيير
- ماذا عن المرأة بعد التغيير
- نحن أطفال العراق الى انظار اليونيسيف
- بغداد


المزيد.....




- الأونروا: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة كاذبة ومضللة ...
- -الأونروا-: ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة في غزة -كاذبة و ...
- مشاهد من مداهمة الشرطة التونسية مقر عمادة المحامين واعتقال ا ...
- -طعنها بآلة حادة ونحرها-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الأسعد ...
- صحة غزة: استشهاد 493 كادرا صحيا واعتقال 310 آخرين واستهداف 1 ...
- إيران مستعدة لتقديم خدمات الإغاثة لأسر ضحايا الفيضانات في أف ...
- -اليونيسف-: لا مكان آمن ليذهب إليه 600 ألف طفل في رفح
- أغنية الثعبان يستعملها ترمب لـ-ذمّ- المهاجرين
- مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات إعادة الأسرى لم تتوقف
- القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها بمخيم جباليا للاجئين شمال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .