أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - أحاديث من بلادي














المزيد.....

أحاديث من بلادي


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 06:41
المحور: حقوق الانسان
    


1 – حينما أُستُبدل النفط بالشوكولاتة .

ظل قرار النفط مقابل الغذاء سيفاً مُسلطاً على رأس الشعب العراقي رغم تغيير النظام لكن الشعب العراقي لم يتغير ( والمعنى في قلب الشاعر ) .
يركض أطفال العراق مهرولين ومسرعين أمام الدبابات الأمريكية , وقد يتساءل البعض هل إستبدل الأطفال العاب ( العسكر والحرامية ) من داخل البيوت الى خارجها أو هو حُب للسوبرمان الأمريكي ! , لا طبعاً فأطفال العراق لا يهتمون بهذا أو ذاك , قالت لي مرة إحدى الأُمهات المهاجرات هل ترين حجر الألماز في إصبعي هذا , إن الطفل العراقي يرى حبة الشوكولاتة كهذا الحجر ومنذ زمن بعيد وقد زاد هذا في العهد الجديد , عَلِمَ الجنود الأمريكان بهذا فراحوا يملأون جيوبهم بقطع الشوكولاتة وهي لهم طبعاً وقد يتبقى منها لطفل أو طفلين من المهرولين خلف الدبابات .
ذات مرة أخبر الطفل ( س ) صاحبه ( ص ) بالأمر فقررا ملاحقة الدبابة الأمريكية بالحصول على الشوكولاتة , وقررا أن أفضل وسيلة لإيقاف الدبابة هو المرور من أمامها بسرعة , كان ( س ) أسرع من ( ص ) بكثير لأن ( ص ) كان مصاباً بـ ( اللوكيميا ) , عبرَ ( س ) بسرعة وهو يتوقع صاحبه ( ص ) خلفه أو مع الدبابة الأمريكية بائعة الشوكولاتة , لكنه لم ير أحد , كان ( ص ) قد تطاير في الهواء جثة هشة والدبابة قد ضاعفت من سرعتها وكادت تختفي عن الأنظار , أنتظر ( س ) قرب جثة صاحبه ليخبره بأنه لم يحصل على الشوكولاتة , لكن ( ص ) لم يفتح عينيه .
لا أذكر هذا للقاريء لأُبكيه على مقطع درامي يتكرر يومياً بل لأجعله يفكر معي أو يساعدني على التفكير , بماذا إذاً يُقايَض النفط , هل بأجساد الأطفال الخاوية من الدماء أم بصولجان الخلافة , وهل دعت الملكة الناس لأكل الشوكولاتة بدل الخبز حيث لا خبز ولا شوكولاتة .

2 - من بلد المبدعين الى بلد المُعَوَقين .

تذكُر إحدى آخر إحصائيات وزارة التخطيط العراقية بأن هناك حوالي مليون مُعَوَق في العراق يتركزون في الجنوب والوسط بسبب اليورانيوم وأبخرة السموم الكيمياوية ثم التفجيرات اليومية . ذكرتني بمأساة الإعاقة هذه رسالة أحد الشباب المُعَوقين مع أُختيه المعوقتين أيضاً من مدينة الحلة على بريدي الألكتروني ولا يربطني بهذا المواطن سوى رباط المواطنة وهورباط لا يستهان به .
يذكر الشاب بأنه وُلِد مع أُخواته معوقاً لكنه اصر على مواضبة الدراسة وإختص في مجال الكومبيوتر وأصبح متفوقاً في هذا المجال في بلد لا يُقيم وزناً للعلماء حيث لا أساتذة جامعيين ولا كهرباء ولا إعتماد على أي تقنية متطورة في العلوم أو التكنولوجيا , ويصر الكثير من الشباب على إقتباس العلوم من خلال الإنترنيت بعد إحراق مكتبات بغداد ومكتبات الجامعات , مع طموح قديم لإيجاد الأرضية المفضلة في الغرب لتحقيق طموحاتهم وفكرهم الخلاق , ولا عجب فالعراق كان دوماً بلد المبدعين والعلماء والأُدباء يتميز أهله بحب العلم والأدب وقلما يخلو بيت من مكتبة تحوي عشرات الكتب وحتى في بيوت الفقراء وأبناء الأرياف حيث يقوموا
بجمع كتب التراث والعلوم والآداب القديمة . لكن الهجمات الشرسة على الفرد العراقي دفعته الى البحث عن مواقع بعيدة عن الوطن لتحقيق طموحاته .
إن هذا البلد لا يقف فيه الإنسان على رِجلين أو قدمين بل يقف على رأس إمتلأ دائماً بحب العلم والمعرفة وهو لا يتوقف عن هذا حتى يتوقف نبض العقل فيه بالموت .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب
- ما بين القصرين وبين القبرين
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير
- دار سينما ( الأيماكس ) الحديثة بعد التغيير
- ماذا عن المرأة بعد التغيير
- نحن أطفال العراق الى انظار اليونيسيف
- بغداد
- أطفال تحت الأنقاض
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثاني
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الاول


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - أحاديث من بلادي