أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - ما بين القصرين وبين القبرين














المزيد.....

ما بين القصرين وبين القبرين


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


قصة تسجيلية حدثت في الماضي العراقي القريب

أصبح مصير الفرد العراقي مثل كرة اليد برمي بها أشخاص عديدون , وتظل الكرة تدور حتى نهاية اللعبة , ومرمى الهدف هو ما بين قصرين كبيرين , الأول أجنبي والآخر عراقي , فيرمي كل منهما الكرة الى ملعب الآخر ولا يتلقفها وبكيل الإتهامات كل منهما بألقصور وعدم المهارة , ثم ينهار القصرين بفعل ضربات الآخر , ويبقى الفرد العراقي مُتعباً ومُثخناً بألجراح ولكنه باقِ .
تبدأ حكايتنا لإحدى النساء العراقيات , في صباح ذات يوم حيث يُقام مأتم لإمرأة عجوز متوفاة , إجتمع النساء في بيتها وأخذت كل واحدة تحكي قصتها للآخريات .
قالت ( أُم علي ) , إسمعن قصتي يا أخواتي وإبكين معي على ولديَّ . نحن نقيم في منطقة الشعب وهي منطقة شعبية ساخنة , وقد أراد إبني ( علي ) الخروج صباح ذات يوم , فمنعته بسبب الإنفجارات والقناصة , لكنه لم يمتنع وأراد الخروج ولو لساعة واحدة , كان يوماً ماطراً لكنه أبى وكان عصبي المزاج بسبب طول تواجده في البيت , فأراد الخروج وخرج , أحسست بوخز في قلبي فركضت الى الشارع , لم يُعلمني أحد بشيء وبقيت أبحث عنه في الأزقة ثم وجدته لكنه كان ممدداً والدم يسيل من فمه , فصرخت ومرَّغت وجهي بألتراب , وحمله معي الآخرون إلى البيت , وبكيت طويلاً على ولدي البكر وأشعر به من حولي أينما ذهبت .
ثم جاء رمضان وأراد إبني الصغير ( عثمان ) وهو في السابعة عشر من عمره أن يشتري قميصاً للعيد وهو لا زال صائماً , قلت له اُصبر يابني حتى يأتي العيد فقال لي ( منو أبو باجر ) , أمسكت الباب فإبتسم وقال سأعود بسرعة فإنتظريني , قلت سأنتظر عند الباب , وكنت أسمع صوت الرصاص طوال اليوم لكنني وللحظة سمعت صوت رصاص مميَّز وكأنه نعيق البوم أو عواء ذئب جائع , فركضت الى الشارع وقالو لي إنه هنا , فوجدته متيبس الشفتين عطشان , نظر اليَّ نظرة واحدة وأغمض عينييه بهدوء , وظممته الى صدري وبقيت أصرخ , ألم أقل لك إنتظر العيد , ألم أقل إنتظر العيد , وذهب عثمان ودفنت ولديَّ في كربلاء وقد وجدت بيتاً صغيراً قديماً ما بين القبرين لأبقى بينهما ولا أبتعد عن أحد منهما , ثم طلبت الى زوجي أن يذهب لجلب متاعنا وأثاثنا من بيتنا القديم , ولم يُمانع وذهب , لكنه ذهب ولم يَعُد الى الآن .
وبعد شهور من هذه الحادثة شاهدتها إحدى الحاضرات في المأتم تدور حول قبري ولديها وهي ترش الماء وتقول :
نطرتك يبني ساعات العمر كلها ... مثل الحمايم لشوكت دتطــــــــــير
ونطرتك يبني آهات العمر كلها ... مثل نطر العطاشى لحين حفر البير
نطرتك والدمع جوى على خدي ... مثل جوي الجدم تلهب على الجيــر

ثم أقفلت المرأة بابها ولم تُشاهَد بعدها في أي مكان .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الفرد العراقي في مراحل التغيير
- دار سينما ( الأيماكس ) الحديثة بعد التغيير
- ماذا عن المرأة بعد التغيير
- نحن أطفال العراق الى انظار اليونيسيف
- بغداد
- أطفال تحت الأنقاض
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثاني
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الاول
- من كتاب - العنف والشباب والعقاب- - الادمان والعدوانية
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل القاص العراقي المعروف مهدي عيسى ...
- قصة تسجيلية مستمدة من احداث واقعية حدثت في مدينة بغداد في ال ...
- ?ماذاعن اطفال العراق
- مشكلة العنف_نتائج هذه المشكله في العالم
- العنف والشباب والعقاب / الجزء الثاني
- من أغضب من في 11 سبتمبر !؟
- العقاب البدني والعقاب المعنوي
- مقدمة كتاب العنف و الشباب والعقاب


المزيد.....




- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهده محمد علي - ما بين القصرين وبين القبرين