ناهده محمد علي
الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:44
المحور:
حقوق الانسان
الى العم مهدى مع اطيب التمنيات .
تركتَ العراق وهو مُثقل بالهموم , والتي اثقلت قلبك الكريم , فطلب الراحة ووجدها إكراماً لتاريخك الجميل
ولنخل البصرة الباسق , وللفقراء الذين كتبت عنهم , كرّمك الله وإنتشلك من هموم الشوارع المثقلة بالدم
والدموع , ومن هموم الشعب الذي تبكي شرفاته ليل نهار , ولا تعرف نساؤه غير اللون الاسود , اما اطفاله
فتنتشر اشلاؤهم كالزهور الدموية في حدائق المدينة .
لم تعد تخرج ليلاً كما تعودت لتشم رائحة النسيم الصافي , فلا رائحه اليوم غير رائحة الجثث والنفط السائل
والذي خرج من تحت الارض رافضاً مالكيه الجدد . لقد رفضتَ كل الثقافات الفاسدة ولم يستطع قادة هذه
الثقافات تغيير مسارك , ولا قتل نخيل بيتك الباسق , بل بقيَ عالياً وثمره يطعم الجياع . حكيتُ لك ذات يوم
قصة النخلة التي زرعها والدي مع ولادتي واعجبتك كثيراً , فقد تعوَد والدي ان يضع فسيلة في حديقتنا مع
ولادة كل بنت لديه , لكن هذه النخلة قد ماتت بعد سفري من العراق وظلت كذلك لسنوات , وحزن الجميع
ثم اصبح ذات يوم فإذا النخلة تزهر وتخضر , ولم يكن هذا خيالاً بل هو حقيقة , فنخل العراق قد احرقته
القلوب السوداء لزمن طويل ثم عاد وإزدهر , ثم قص جذوعه مرضى السياسة ومُدعي ( العملقة ) , إذ
ظنوا أنهم اكثر شموخاً وطولا من النخلة , لكنها سخرت منهم وعادت وأزهرت , فاغمضت عينيك سريعاً
وكانت آخر كلمة نطقت بها هي ( يارب ) وكأنك تدعو لشعب يلفظ انفاسه ولثقافة تخشى النطق وتتبع
فلسفة ( لا أسمع , لا أرى , لا أتكلم ) , مِثلك لا يُنسى أبدا ايها الجيل الجسر .
#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟