أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناهده محمد علي - قصة تسجيلية مستمدة من احداث واقعية حدثت في مدينة بغداد في الماضي القريب














المزيد.....

قصة تسجيلية مستمدة من احداث واقعية حدثت في مدينة بغداد في الماضي القريب


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شاهد عيان A
كان ابني الذي تربى في الغربة ونشأ حتى اصبح شاباً لا يعرف معنى الظلم ولا الاستهتار بحقوق الانسان
وخاصة الفئات الضعيفة من البشر كالنساء والاطفال , لكنه لايعرف ايضاً معنى الوطن والانتماء , فاصبح
كالطيرالذي لايحتاج إلا لفتح جناحيه ليطير وكل العالم وطنه , سألني ذات مره عن حقوق المرأة العربية
ولماذا هي متخلفة عن نساء العالم !! , قلت له لهذا اسباب كثيرة اجتماعية واقتصادية وسياسية , ونصحته
بأن يقرأ التفصيلات في بطون الكتب والدخول الى المكتبات العربية والاعلام الالكتروني , وياليتني لم
ارسله الى هذا , جلس لفتره من الزمن واطلع على مصادر عربية مكتوبة بأيدي نساء عربيات عن
مشكلات المرأة العربية ومقومات الابداع لديها والاسس التي تقف بوجه هذا الابداع , وإطلع على ظروف
المرأة في السودان ( ظلم وإحتقار وختان ) ثم ما شابه هذا في مصر , اما في الجزائر فقتل فتيات المدارس
الابتدائية ادعاء كاذب بإسم الاسلام , وتدرج الشاب بالقراءة حتى وصل الى العراق , ولا أدري كيف قفز
الى الكمبيوتر ذلك السايد الذي تفوح منه رائحة الدم ومرض السايكوباث قبل ساعة من النوم , ثم سمعت
صراخ ابني , فقفزت لارى ما الامر , قال انظري , فنظرت الى وجهه اولاً , فرأيت فزعاً كابوسي
وغضب جامح , ثم نظرت الى شاشة الكمبيوتر , فرأيت إمرأة تُذبح وببطئ شديد امام رجل وهي
نصف عارية , كانت تصرخ وقد قطّعت السكين حبالها الصوتية , وهي ممددة ترفس بعُنف وتصرخ
بألم ماقبل الموت الدموي , ثم علمت فيما بعد بأن الضحية هي صحفية عراقية قامت بالصدفة بعملية
تصويرتفجير مرقد الامامين في سسسسامراء . أقفلت الكمبيوتر وتذكرت مارأيته ليلة أمس لتكريم
نساء مبدعات في البلد الذي اُقيم فيه , وكيف أن رئيسة الوزراء والتي تتمتع بحب شعبي واسع ,قامت
بتهنئة المسلمين في هذا البلد بكلمة ( إيد مُبارك ) , وتدخل الى بيوت المبدعات لتقوم بتكريمهن بنفسها
في حين ان العيد ليس مباركاً في كثير من الدول الاسلامية وخاصة العربية منها .

*******************************************************************************************
شاهد عيان B
قالت لي صديقة عراقية ان ابني مجرد طفل في العاشرة من العمر لكنه وبذاكرة صافية يحفظ كل احداث
الشهر الماضي بما فيها من دماء وفزع يومي , ولكن هل ترين علامات الفرح على وجهه !؟ , قلت لا :
قالت لم يعد لدينا اطفال , فاطفالنا اليوم شيوخ وحكمتهم بالغة بروح النكته حين يُثار موضوع الموت ,
اسمعي مايقوله ولدي , قلت : ماذا تقول يا أيمن ؟ قال : لقد رأى جارنا الطالب الجامعي ماحدث امام
الجامعة المستنصرية , انه رجل عجوز كالح السواد وأشعث الشعر مصاب بالهلوسة ولا يبدو انه عراقي
واضافت الأم انهم يتناولون حبوب مخدرة قبل العملية الاجرامية , ثم اكمل الصبي وقال , جلس الرجل
العجوز في الحافلة بين البنات وضايق البعض منهن فإبتعدن عنه , كُن جمع من خريجات الصف الرابع
وبعض المسجلات في الصف الاول , جُمعن في حفلة واحدة وكانت النهاية واحدة , واصل الصبي , اخذ
الرجل العجوز يهلوس واضعاً يده على قمصلته ويقول سافجر نفسي .. بصوت خليط من الفرح والجنون
ثم مرت دقيقتان وانفجر الجميع منتشرين في الهواء اشلاء متناثرة , وكان الطالب الشاهد قد ابتعد عن
الحافلة بعد أن لم يجد له مكان فيها وسمع ماسمع , وشاهد ما شاهد , ثم حدث انفجار آخر امام البوابة
بعد دقيقة او دقيقتين وحتى لا يجد احداً للهروب والتفكير .. قالت احدى الطالبات جمعنا في اليوم التالي
أشلاء ورُفات صغيرة متناثرة من ضمنها يد فتاة بخواتم عديدة لانعلم من هي ومن اهلها , فحفرنا حفرة
في وسط الجامعة ووضعنا الاشلاء المتناثرة بخواتمها , ثم وارينا التراب عليها , ونحن نبكي زميلاتنا .
أفقت حينها من الظلام الدامس الذي احاط برأسي وحدثت نفسي قائلة , سيبنى هنا ذات يوم نصب لطالبة
مجهولة ,ودّعت اهلها ذات صباح من اجل العودة الامنة في المساء , لكنها لم تعد , وبقيت امها تنتظر
امام الشباك شابكة كفيها ومرسلة النظر الى نهاية الشارع ..لكن الشارع كان مليئاً بالضحايا , ولم تتعرف
على وجه ابنتها التي لن تعود الى البيت !! .. ادرت وجهي بعد ذلك الى الاشجار المحيطة بالمنزل وانا
ساهمة , وامعنت النظر بأللون الاخضر , وقلت لاشجار البيت , انك حتماً اكثر حضارة منا نحن البشر
تعطينا بسخاء ولا تعرفين سفك الدماء وشهوة الموت الغير مُبرر , ثم مرّ امام عيني طابور من النساء
بسلاسل من حديد واحياناً من ذهب والنتيجة واحدة , إستلاب يومى وغُبن حتى الموت , ثم مرّ بشكل
سريع وجه اُمي وهي تناديني قبل ان تغمض عينيها , تعالي اريد ان اراك لآخر مرة , ما يمنعك !؟
قلت لها , يمنعني انك على جرفٍ صُنع من نار ودم , وخوف وفزع , وقد بُنيّ هذا الجرف من قرون
حتى اصبح كالطود الشاهق لا استطيع القفزفوقه حتى يفتته الزمن , فاغمضت عينيها وذهبت بعيداً .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ?ماذاعن اطفال العراق
- مشكلة العنف_نتائج هذه المشكله في العالم
- العنف والشباب والعقاب / الجزء الثاني
- من أغضب من في 11 سبتمبر !؟
- العقاب البدني والعقاب المعنوي
- مقدمة كتاب العنف و الشباب والعقاب


المزيد.....




- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...
- “سجل الآن واحصل على 1350 ريال” التسجيل في منفعة دخل الأسرة ف ...
- ضحايا الأسيد في مصر .. جرائم عنيفة وقوانين غير رادعة
- عربيا وعالميا.. ترتيب الدول من حيث تعداد أفراد الأسرة الواحد ...
- احتجاجات في موريتانيا بعد اغتصاب وقتل طفل من ذوي الإعاقة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ناهده محمد علي - قصة تسجيلية مستمدة من احداث واقعية حدثت في مدينة بغداد في الماضي القريب