أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .














المزيد.....

الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 08:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المطلع على التراث العربي القديم والأقدم وعلى سِمات وجه الإنسان العربي وعلى فحوى الأحاديث الدائرة بين الأصدقاء والأقرباء يرى أن السمة الأساسية لذلك الإنسان وهذه الأحاديث هي الحزن وعلى الماضي البعيد وليس المستقبل , وعن الذي فُقِد وليس الذي حصل عليه , ويبقى الرجل العربي مُحباً في الغالب للشيء الذي فقده ولم يحصل عليه , ويبقى مُعذباً نفسه بذكرى الأموات والخسارة , ولا نجد أُماً لم تُشبع أطفالها من الحديث عن ماضيها وشبابها الضائع وشقائها الحالي , وهكذا يبحث الإنسان العربي عن الفردوس المفقود بلا جدوى .
إن ردود الأفعال السلبية لدى الفرد العربي هي أكثر من ردود الأفعال الإيجابية لذلك يبقى الفرد مُحبطاً ونادماً على المكسب الذي لم يحصل عليه والعمل الذي لم يتقنه والدراسة التي لم يستطع الحصول عليها .
ومن سمات ردود الأفعال السلبية ايضاً هو عدم التسامح , فالفرد العربي غالباً ما يرد ( الضربة بضربتين ) وهذا ما يُسنده العُرف العربي عن كيل ( الصاع صاعين ) , لذا فهو غير متصالح حتى مع نفسه , ومتحسراً دائماً على ما فاته , والتشكيلة النفسية هذه تحدد أهم الأسباب الذاتية لسمات الحزن للإنسان العربي , وهناك أسباب موضوعية تحيط بالفرد وتسبب الأسباب الذاتية علاوة على العوامل الوراثية , وتشكل هذه الأسباب الموضوعية ركيزة للأسباب الذاتية , فإنتشار العطالة وتدني مستوى الفقر ومستوى معيشة الفرد وسوء توزيع الثروة الوطنية وإنتشار الأمراض البيئية بسبب عدم الإهتمام بالصحة العامة والبيئية الطبيعية , وقد شكلت هذه الأسباب أُسس رئيسية للحرمان من رفاهية العيش والفرح الشخصي والإختيار الناجح للزيجات والإضطرار الى ترك الأوطان والعمل المهاجر في الغربة , كما يتعرض لأحزان الإنسلاخ من المجتمع القديم والدخول الى المجتمع الجديد ويدفع هذا الفرد العربي الى العيش على الأطلال أحياناً والحزن الشخصي والمجتمعي أحياناً أُخرى .
إن الكثير من أبناء المجتمع العربي هم مغتربون سواء كانوا في المشرق ألعربي أم في مغربه ويعيش الكثير من المثقفين العرب في المهجر وقد يموتون وهم فقراء بعيداً عن أوطانهم , لكن مؤلفاتهم ودواوينهم تنشر فكرة الحزن والإغتراب النفسي بين الناس , ويبدو أن هذه الأفكار والمؤلفات تجد لها رواجاً كبيراً بين القراء العرب , ولِما لا والإنسان العربي مُغترب داخل بلده حيث الأسباب التي ذكرتها سابقاً من فقر وإنعدام الديمقراطية وإنخفاض مستوى صحة الفرد وإرتفاع نسبة الوفيات مع قصر عمر الفرد العربي , فتتكاتف هذه العوامل جميعاً لتخلف إنساناً مغترباً وحزيناً في داخل وطنه .
إن الأمراض النفسية المنتشرة في الدول العربية هي متعددة وكثيرة إبتداءً بالكآبة وهي مرتبطة ومسببة لمشاعر الحزن ومرض التشنج العصبي ومرض الوسواس القهري وأنواع الفوبيا وخاصة بين النساء والأطفال والمراهقين , ولا يخلو الذكور من هذه الأمراض إلا أن الضغط الإجتماعي يبدو أكثر ثقلاً على فئة النساء والأطفال والمراهقين من الجنسين .
إن هذه الأمراض مسببة لمشاعر الحزن والأحزان المتنوعة , منها ماهو على المسافة الفارغة ما بين الفرد وعائلته وثم مجتمعه والحزن على آمال الفرد العربي الضائعة وعدم فاعليته بسبب هذه الأمراض ثم النبذ العائلي والإجتماعي والشعور بهذا الرفض حسياً سواء تواجد أم لا .
إن الحروب الداخلية والخارجية التي مر بها الإنسان العربي تخلف إنساناً قلقاً مركباً خائفاً ورافضاً , وتجتمع هذه جميعاً لتخلق مشاعر الحزن لدى الفرد , وقد يكون الحزن على الذات وأيضاً على المجتمع , كما أن حرمان الفرد العربي من كثير من حقوقه الإنسانية بسبب تفشي الضغوط السياسية والتخلف الإجتماعي مما جعل من الإنسان العربي بشكل عام فرداً غير مبال بالحياة وغير مستمتع بها وهو يدور في دائرة البحث عن لقمة العيش لسد الرمق وليجد سقفاً يستره , وهو كمن يبتلع الطعام إبتلاعاً دون أن يتذوق طعمه , لذا نجد الفرد العربي وخاصة الشباب يمتلك الوقت الكافي لكل شيء ولكن ليس لديه الرغبة لأي شيء , وما تواجد مجاميع الشباب في المقاهي بعيون ساهمة وملامح حزينة إلا رغبة في قتل الوقت وليس للتمتع بالحياة , ولم يعُد لمفهوم متعة الحياة معنى إلا لفئات معينة وجدت الكفاية الإجتماعية وأُتيحت لها الفرصة لدخول مواقع الحياة المختلفة أو للخروج الى المجتمعات الأخرى للتعرف والتمتع بالحياة , أما أغلبية الأفراد في المجتمع العربي فيبقون خارج فكرة الفرح ويؤمنون بأن الفرح إحساس مؤقت ومحدود لأن الإطار العام في هذا المجتمع ملون بلون قاتم يدور ليبحث عن الكفاية الإجتماعية ولا يجدها , وإن وجدها فهو يبقى خائفاً على فقدانها وخائفاً أيضاً من حروب مفاجئة أو وباء ينتشر فجأة أو من كارثة طبيعية تحدث فجأة أيضاً ولن يجد في مجتمعه الإستعداد الكافي ولا المؤهلات الإقتصادية أو العلمية الكافية التي تحميه وتحمي أولاده لا من هذه ولا من تلك , فيجد الإنسان العربي نفسه سائراً لوحده في غابة موحلة .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...
- أخلاقية المرأة من يفرضها ؟
- متسولون .
- الذوق العام أم الذوق الخاص .
- هل المرأة العربية غبية !؟
- الإختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية .
- التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
- إزدواجية الشخصية للفرد العربي
- بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي ... نساء في قلب الوطن
- تحول سايكولوجية الطفل العراقي .
- فلسفة الإنتحار قمة العقل أو قمة الجنون ؟
- التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي


المزيد.....




- بوتين ولاريجاني يبحثان النووي الإيراني والتطورات في الشرق ال ...
- ترامب -تفاجأ- بالقصف على سوريا.. انتقادات في واشنطن لسلوك نت ...
- محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة بشأن برنامج طهران النووي
- شاهد.. كمين لسرايا القدس يستهدف أسر جنود إسرائيليين
- مظاهرة مؤيدة لفلسطين تنطلق في برلين رغم رفض السلطات الأولي
- هآرتس: إسرائيل تستضيف مؤثرين أميركيين لتلميع صورتها بالولايا ...
- اتفاق السويداء يثير ارتياحا ومخاوف ومغردون: الهجري يخالف في ...
- سيول جارفة في إب ومغردون ينتقدون تعاطي السلطات مع الظاهرة
- إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول
- عاجل | مسؤول إسرائيلي: تجري مناقشة إنزال جوي للمساعدات على ق ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .