أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - تحول سايكولوجية الطفل العراقي .














المزيد.....

تحول سايكولوجية الطفل العراقي .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 08:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لقد تغيرت وسائل اللعب لدى الطفل العراقي من اللعب الإنسيابي الجماعي الى اللعب الإنفرادي العنيف , وإمتلأ السوق العراقي بأنواع من اللُعب العسكرية كالمسدسات والسيوف والبنادق ومسدسات الماء ( والصجم ) , ومما يسترعي الإنتباه أن الطفل قد يلعب بيديه ممارساً اللكمات والكدمات بدون قصد ولا يعترض على هذا النوع من اللعب غير الوالدين حيث يضطران لعلاج طفلهما أحياناً من الكسور ونزيف الأنف .
إن مسار اللعب سواء كان مُسالماً أو عنيفاً سلبياً أو إيجابياً يعتمد على منهاج الحياة الإجتماعية وتعامل المجتمع مع الفرد والفرد مع المجتمع .
إن الطفل مخلوق ذكي بشكل عام يمتص الإطار العام للحياة الإجتماعية ويتقمصها ثم يفرزها على شكل سلوك إجتماعي في البيت والشارع , وأضرب مثلاً على ذلك ما شاهدته من مظاهر العُنف في القنوات الإعلامية العراقية ثم ما رأيته حقيقة في الشارع العراقي حيث أمسك أحد الأطفال بزميل له واضعاً إياه بين قدميه مع وضع أحد قدميه فوق رأس الطفل المُلقى وتوجيه رشاشته البلاستيكية الى رأسه وهو مُقنع . كان الطفلان يضحكان لأنه وببساطة مجرد لعب , إلا أنه إنعكاس واضح لنفسية الطفل العراقي الذي إمتص كل ما حوله من مشاهد العُنف اليومي والتي قد خفتت نسبياً إلا أن ذاكرة الطفل لا تنسى بسرعة بل تبقى وللأسف لسنوات طويلة تحمل هذه البصمة وكأنها مطبوعة على طبقة من الإسمنت لا تمحوها إلا تراكمات مضادة عكسية تعكس إتجاهاً آخر مسالماً وردياً لا تشوبه الكثير من الأزمات ولفترات زمنية طويلة إذ أن من المعروف أن العلاج النفسي بعكس العلاج الجسدي قد يطول مداه , كذلك يستوجب تعاون العائلة والمجتمع مع جماعة الأقران الذين يُوجهون أيضاً إتجاهاً سلوكياً إيجابياً وهذا يترافق مع حركة المجتمع السلمية الإيجابية لكي يُمكن أن تُصقل وتُزال تراكمات الماضي من نفس الطفل وذاكرته .
إن ذاكرة الطفل أشبه بمخزن تتزاحم فيه الذكريات والتجارب السلبية والإيجابية , وهناك تجارب ومعلومات أساسية حول الحياة بمختلف إتجاهاتها ونواحيها , الغذائية , الصحية , الدراسية والعلمية , العاطفية والعلاقات الإجتماعية , ولكل هذا تدرج في الأهمية , وفي نفس المجال , وأضرب مثلاً على ذلك في مجال العلاقات حيث تتدرج فيه المعلومات تدرجاً هرمياً لدى الطفل وتتكون من معلومات وذكريات حسب أهميتها وتجاوب الطفل معها , وذلك يتبع أُسس ذوقية ومزاجية وتربوية وأحياناً وراثية , فقد يُفضل الطفل في مجال المعلومات الإجتماعية , كيفية إقامة العلاقات بأنواعها , الترابط بينها ومدى إستقامتها , كيفية ديمومتها , وعلى هذا الأساس يبني علاقاته , كذلك بالنسبة للمعلومات الصحية فلديه أيضاً أفضليات وإتجاهات يحددها نمط تفكيره وتربيته ومحيطه الإجتماعي . وهكذا تتراكم المعلومات المفضلة في كل نوع لتصبح الخزين رقم ( 1 ) لديه وتشكل ملامح ثقافته الأولية وشخصيته وميوله , والتي يُمكن التحكم الجزئي بها خاصة في السنوات الأُولى من عمره . ويبقى مزاج الطفل وميوله هو المتحكم الرئيسي في أفضليات المخزون .
إن العائلة والمجتمع هما الممولان الرئيسيان لهذه المعلومات وعلى هذا الأساس يجب الحذر من نوعية التراكم الكمي لأية معلومات نوعية لأنها ستشكل شخصية الطفل وميوله كما ذكرت نحو الصحة والنظافة أو اللامبالاة الصحية نحو العلاقات الإجتماعية الصحية أو المريضة , نحو العُنف أو اللاعنف , نحو حب المعرفة أو مقتها , نحو بناء المجتمع أو تحطيمه .
قد يتبادر الى الذهن أن ذاكرة الطفل يُمكن أن تمتلأ بشاشات معرفية بالصوت والصورة لمعارف مختلفة , إلا أن الحقيقة هي أن الطفل يعيش داخل هذه الشاشات المعرفية , يتعايش مع ما يريد ومن يريد ويرفض ما يريد أن يرفض وذلك بسبب التكوين السايكولوجي والمعرفي المسبق . وهكذا تتكامل شخصية الطفل وما دور المجتمع والعائلة إلا في التمويل المعرفي والتوجيه , لكي يحيط به جو صحي وسليم لا يجعله يغرق في تجارب خطرة مثل العُنف والمخدرات والأُمية الثقافية أو الرغبة في تحطيم العائلة والمجتمع الذي ينتمي إليه ثم الذات جزئياً أو كلياً عن طريق إدمان المخدرات والبطالة أو العُنف والسلاح .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الإنتحار قمة العقل أو قمة الجنون ؟
- التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1
- لم يمُت بعد .
- الأسباب النفسية لتناول المخدرات .
- نساء على الطريق ... سيناريو تسجيلي من الواقع العراقي
- خرج ولم يعُد ... قصة تسجيلية
- الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!
- الأطفال والمراهقين ذوي الإحتياجات الخاصة - المُعاقين
- خاتمة كتاب العنف والشباب والعقاب


المزيد.....




- صاروخ -سجيل- الباليستي.. ماذا نعرف عن الصاروخ الجديد الذي تم ...
- روسيا تخشى من خسارة أخرى في الشرق الأوسط جراء مواجهة إيران م ...
- من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
- ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي ا ...
- مع تصاعد القصف .. غياب الملاجئ يزيد من معاناة الإيرانيين
- قيادة الأمن السيبراني الإيراني: صد هجوم كبير على الشبكة المص ...
- الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت بقنبلة جوية نقطة تجمع للقوات ...
- الخطوط الجزائرية تلغي جميع رحلاتها إلى الأردن حتى إشعار آخر ...
- ما هدف ترامب من حرب إسرائيل ضد إيران؟
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الحرب الإسرائيلية على إي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - تحول سايكولوجية الطفل العراقي .