أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - متسولون .














المزيد.....

متسولون .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 15:21
المحور: حقوق الانسان
    


.
لقد تجولت في دول عديدة منها الفقيرة والغنية ولم أر بلداً تتسع فيه ظاهرة التسول مثل العراق وفي بلد يعوم على بحر من النفط .
البعض من هؤلاء يدعي الجنون أو الإعاقة والبعض الآخر مصاب فعلاً بالجنون أو الإعاقة , ويبدو أن هذه الظاهرة تديرالبعض منها شبكات تقسمها الى مناطق يأخذ منها الموزع نصيبه كوكيل أعمال ولا يعتدي أي من هؤلاء على منطقة الآخر فلكل منهم زبائنه , وحينما يُطرق الباب ويُسأل من الطارق يجيب المتسول ( المال مال الله والسخي حبيب الله ) وتعطي أو يُعطي لنفسه كُنيَّة معروفة بين أهل الحي , وهكذا يكون تردده بشل متواصل ويكون معروفاً حتى بصوته .
إن ما يهمني في الأمر هم الأطفال حيث يدخل هؤلاء في هذه الظاهرة أما مُرغمين أو غير مطلعين على فحواها وحيثياتها وهم في الغالب متسربين من المدارس وغير مستفيدين أو يُسيطر على مدخولاتهم الأب أو الأم أو القائم على تربيتهم أو الوكيل الموزع , أما الأطفال الرُضع فهم غارقون في نوم عميق لساعات تبدو غريبة , إذ أن الطفل العادي لا بد أن يصحو طلباً للماء أو الطعام أو اللعب أو أشياء أخرى , أما هؤلاء فهم غارقون في النوم لا لشيء إلا لأنهم مُخدرون فهم يُعطون جرعات منومة تُخدرهم لساعات طويلة .
إن الضغط النفسي والمادي على الأم العراقية جعلتها تقسو حتى على أولادها ولا يستغرب القاريء إذا قلت أن بعض الأطفال مؤجرون , إذ تستلم الأم الحقيقية مبلغاً من المال لقاء خروج المتسولة بإبنها ويكون هذا الصغير هو بقعة الضوء التي تجذب إنتباه المارة وتجلب عطفهم وتفتح حافظات نقودهم .
إن الكثير من منظمات النساء والطفولة ترفع شعاراتها المدافعة عن الطفولة العراقية المعذبة , لكن الطفل العراقي لا يحصل سوى المزيد من الموت اليومي البطيء , وهناك قائمة طويلة لمسببات هذا الموت , منها الجوع والبحث في القمامة وعودة الأمراض الوبائية وحتى التناسلية والمخدرات وإستهداف الأطفال في عمليات الخطف والقتل وتجارة الأعضاء وإستهدافهم في المواقع التربوية إبتداء من الحضانات .
بعد أن فقد العراق الآلاف من الشباب في الحروب وعمليات الإبادة أدى ذلك الى وجود مجتمع يعاني من نقص كبير في فئة الشباب وهم الأيدي القوية لبناء أي مجتمع , كذلك إزداد بشكل كبير عدد النساء ( العوانس ) بسبب إختفاء الرجل المكافيء بالسن وتواجد الكثير من الرجال الذين إقتربوا من سن الشيخوخة والأطفال , والإثنان غير مؤهلين للبناء الإجتماعي , واليوم فإن عمليات الحصد اليومي لأرواح الأطفال ستؤدي بعد حين أي بعد حوالي عشر سنوات الى تفوق عدد كبار السن وسيكون هناك نقص في عدد الشباب ايضاً , وهناك عامل آخر سيقلل من نسبة تواجد الشباب هو قلة الولادات بسبب الظروف الصحية للمرأة الأم والحامل والظروف الإقتصادية الصعبة , وسيعمم هذا ظاهرة العُنوسة , وسيفقد العراق الأيدي العاملة المؤهلة والشابة لغرض بناء البلد وتنميته وتعمير الخراب الواضح فيه حيث يبدو واضحاً لكل من دخل العراق وتجول فيه أنه كالداخل الى مخزن ( للسكراب ) حيث كل شيء مُهدم ومُخرب , وحيث السماء لا لون لها والأشجار قد أعطت خضرتها الى اللون الأصفر .
ومن الواضج أن القتل العشوائي قد شمل الذكور والإناث إلا أن نسبة موت الذكور هي الأعلى لأن العُرف العراقي يسمح للذكور بالخروج الى الشارع للعب وكذلك معظم الأيدي العاملة المستهدفة هم من الذكور , لذا أرى أن العراق سيتعرض بعد سنوات قليلة الى أن يكون مجتمعاً ( عجوزاً ) تزداد فيه نسبة كبار السن على عدد الشباب وخاصة الذكور , وهذا يعني أن المجتمع العراقي سيكون مجتمعاً مفتقداً الى طاقات الشباب لسنوات طويلة .











#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذوق العام أم الذوق الخاص .
- هل المرأة العربية غبية !؟
- الإختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية .
- التربية المدرسية أم التربية الأُسرية .
- إزدواجية الشخصية للفرد العربي
- بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي ... نساء في قلب الوطن
- تحول سايكولوجية الطفل العراقي .
- فلسفة الإنتحار قمة العقل أو قمة الجنون ؟
- التخلف القيَّمي الإجتماعي الشرق أوسطي
- ضرب الأطفال والنساء في البلدان العربية .
- الأمراض النفسية والعصبية لدى النساء في العراق .
- موعد مع الموت .
- العُنف الأُسري مابين الشرق والغرب .
- الكآبة لدى أطفال العراق لماذا ؟؟
- العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .
- مساكن العراقيات أم شرفهن .
- أحاديث من بلادي
- بمناسبة عيد المرأة العالمي . من شوه وجه المرأة العراقية !؟
- من يوجه السادية في العراق بعد الإحتلال .
- نساء من بلادي - 1


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناهده محمد علي - متسولون .