أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !














المزيد.....

انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


افتتاحية العدد 121 من نحو الاشتراكية الصادرة بتأريخ 1 تموز 2010.
--------------------------------------------

تحدثت الاخبار عن استقالة ”وزير“ الكهرباء بسبب المظاهرات العارمة التي جرت في مدن البصرة والناصرية والحلة وديالى وغيرها معلنا عن فشل وزارته في توفير الطاقة الكهربائية وصاحب ذلك فضيحة ان وزارته وعلى مدى السنين الاربعة الماضية كانت تجهز اكثر من 1700 ميكاواط من الطاقة الى بيوت المسؤولين والمنتفعين ورؤساء الميليشيات في مختلف مناطق العراق. رؤساء الميليشيات يتنعمون في "التكييف" واضواء الثريات المبهرجة، بينما الناس يموتون من الحر وتتفصد جباه اطفالهم بالعرق وهم يقرأون دروسهم على اضواء الشموع و"اللالات" النفطية الخانقة.

يخطئ من يظن او من يحاول ان يصور ان تظاهرات الكهرباء دافعها الرئيسي هو فقط الحرمان من الكهرباء والشعور بالظيم من انعدام مياه الشرب. فكل الوقائع تشير الى ان مغزى التظاهرات هو حقد وغضب متراكمين على كامل الطبقة الحاكمة الممثلة بالقوى الاسلامية والميليشيات والعصابات القومية التي سلطتها امريكا وبدعم الجمهورية الاسلامية على المجتمع. فخروج الجماهير الى الشارع ومواجهتها بصدر مفتوح رصاصات هذه الميليشيات البربرية هو تجسيد لغضب متفجر سببه الجرائم والانتهاكات والبطش التي ارتكبتها تلك الميليشيات ضد الناس ونهبها للمجتمع في وضح النهار وفشلها التام في ادارة كل شئ.

لاول مرة، ومنذ احتلال العراق واسقاط الدولة وسلطة البعث وتقسيم المجتمع الى اسلاميين وطائفيين وقوميين وعشائريين اما تابعين لجبهة ارهاب امريكا او لجبهة ارهاب الاسلام السياسي واعوانه، فان جبهة الناس تقف مستقلة، عزلاء، وجها لوجه، ورأسا برأس، هذه المرة، امام سلطة الميليشيات الاسلامية الحاكمة، دون ان تتوفر اي امكانية لتلك السلطة باتهام الجماهير بعمالتها، لا للشيطان الاكبر و لا للاصغر. الجماهير التي لم ترفع شعارا طائفيا او اسلاميا واحدا، ولا شعارا مؤيدا لاي ملله او شيخ او معمم بل الشعارات المطلبية والمعيشية الانسانية كانت في الواقع كأنها ترمي بحذائها الجماعي هذه المرة على رؤوس كل القوى الاسلامية والقومية الحاكمة.

ليس الاحتجاج في العراق مسألة عادية تحدث كما تحدث في دولة متعارفة. الاحتجاج في العراق معناه الرغبة في التغيير السياسي. فجماهير البصرة والناصرية والحلة وديالى وبغداد والفلوجة لا تخرج لانها تريد منهم الكهرباء فقط. الجماهير تعرف انهم لن يقدروا على حل المشكلة ولن يجلب هؤلاء وزيرا اخر اكثر نزاهة او ”آدمية“. ان الجماهير المحتجة تريد ان تقول انها لا تريدهم، تكرههم، وهي غاضبة منهم وقد غسلت اياديها منهم. وان كان الامر متوقف اليوم على الكهرباء ومياه الشرب فان الشعارات ستزداد حدة لتصل الى طلب ازاحتهم واقتلاعهم. اليوم وبعد مرور سنين على تدخل الملالي والشيوخ و“المرجعيات“ واطلاعات الايرانية في تنظيم التظاهرات المزيفة، فان الجماهير اليوم توجه ”صعقتها“ ضد الاسلاميين انفسهم.

لقد ذاقت جماهير العراق ول 8 سنين صنوف العذاب والقهر، الحرمان من الخدمات الاساسية، المياه النظيفة، الكهرباء، الغذاء، المسكن اللائق، من التهجير، من الطائفية والتقسيم الرجعي، من التمييز العنصري ضد المرأة وقتلها في الشوارع، ارغامها على لبس الجبة والحجاب عنوة، من حرمان الشباب والتسلط على حرياتهم، من البطالة، من النهب وسرقة الموارد والثروة التي توفرها الجماهير بعرقها ومن اعصابها، من شرائع الاسلام وقيمه البليدة والبربرية، من تحقير الطفولة وتحويل الاطفال الى باعة ارصفة ومتسولين وحرمانهم من الدراسة وحياة الطفولة واللعب. لقد خرجت الجماهير لتقول يكفينا ذلك. لن نمررها اكثر لكم. نريد حياة افضل، نريد عالم افضل، نريد حريتنا كما نريد كل اساسيات حياتنا. لن نترككم تنهبون اكثر. وستتوحد القوى حول الشعارات الانسانية اكثر فأكثر، حول اليسار، حول المساواة، حول الحرية وحول الرفاه، حول العلمانية وحول مساواة المرأة، حول الاشتراكية، وحول حركة الشيوعية العمالية، امل الجماهير بحياة افضل وعالم اكثر انسانية.

وللاسلاميين والقوميين والطائفيين والعشائريين وكارهي المرأة وحرامية الكهرباء والنفط وثروات المجتمع اقول، انتبهوا، ف“نتلة ” الجماهير القادمة قد تكون مميتة !

****



#عصام_شكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !
- بايدن واغاثة القومية العربية!
- فوكوياما واندحار ايديولوجيا اليمين الامريكي
- دعوة الى سيمنار بنيويورك - اليسار وافاق الديمقراطية في الشرق ...
- كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !
- نجاح الثورة الايرانية سيصعد الحركة الثورية في العراق
- الانحطاط السياسي في العراق
- احسان فتاحيان - اعدام مواطن *
- عاجل - بلاغ من منظمة العفو الدولية – مكتب النشاطات العاجلة، ...
- الشارع ، البرلمان، و”تكتيك“ المهزوم
- هل ثمة منابر مجانية ؟
- قلب عالم لا قلب له !
- لم يعتبر المالكي قتل الناس اعمالا ”تافهة“ ؟!*
- مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم ال ...
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني


المزيد.....




- أسقط رجلا في البحر.. لحظات مرعبة لحوت يصطدم بقارب فتسبب بموت ...
- كيف علق الكرملين على أمر ترامب بنشر غواصتين نوويتين قرب روسي ...
- مستقبل غامض لكيم مين جاي مع بايرن .. هل يطرق أبواب الدوري ال ...
- لبنان: الرقص.. علاج نفسي لتحسينِ المزاجْ ومواجهةِ ضغوطِ الحي ...
- فرنسا تسقط مساعدات إنسانية جوا على غزة.. عملية محفوفة بالمخا ...
- موجة حر جديدة في شبه الجزيرة الإيبيرية وسط تخوفات من اندلاع ...
- -القانون يطال الجميع-... الرئيس اللبناني يتعهد بتحقيق العدال ...
- ملف مرفأ بيروت، أول امتحان أمام السلطة في لبنان
- -آبل- تعمل على تطوير منافس لـ-شات جي بي تي-
- إسرائيل وأميركا تبحثان اليوم التالي بغزة ولبيد يندد بـ-حرب أ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - انتبهوا من ”النتلة“ القادمة !