أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عصام شكري - احسان فتاحيان - اعدام مواطن *














المزيد.....

احسان فتاحيان - اعدام مواطن *


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 17:35
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


صباح يوم الاربعاء 11 تشرين الثاني 2009 تم اعدام المواطن من كردستان ايران، احسان فتاحيان.

بالنسبة للقراء في العراق، قد يثير هذا الخبر انتباههم لثانيتين او ثلاثة. قد يقال: " مئات او الاف في العراق يقتلون ! فما معنى ابراز هذا الخبر عن انسان اعدمته السلطات الايرانية، ربما لانه قام بعمل ارهابي ضد السلطة ". تعليقات اخرى قد تكون اقل ايضاحا، ساخرة، لا ابالية، تبريرية، او اي شئ اخر. ولكن توقفوا رجاءاً. فالمسألة ليست هكذا. المسألة ليست مجرد "قتل" . انها "قتل" ترتكبه طبقة مسيطرة وظالمة ضد طبقة اخرى مظلومة. انها اذن سياسة. اعدام مواطن مسألة سياسية بل هي في صلب السياسة.

اعدام مواطن بلاغ سياسي، عمل سياسي، ممارسة سياسية، في غاية الاهمية، للطبقة البرجوازية، عمل له مكانة مرموقة لدى تلك الطبقة؛ تتبجح به وتفتخر بمراسيمه، تلك الطبقة التي تحمي رأس المال من " الانسان "، من العامل. المسألة تتجاوز حدود انسانية مهدورة وانسان يتم اعلامه بساعة فناءه. الاعدام وسيلة، سلاح، اداة، ممارسة بكل طقوسها، قوانينها، حكامها، قضاتها، محاكمها، محامييها، موظفيها، "عرضه حاجييها "، سجونها، جلاديها، ملاليها وشيوخها، اعلامييها وصحفييها، ومثقفيها، متصلة، ومتجذرة في قلب النظام السياسي المعاصر، ممارسة تنبع من القرآن، من السنة والاحاديث، متصلة بالاسلام، بالاديان، بايديولوجيا الاوطان والاقوام، باليمين الاجتماعي، بكامل الفكر البرجوازي المعاصر. الاعدام يبرز في ملامح وسيماء الطبقة الحاكمة التي لن تتمكن من البقاء كطبقة استغلالية، لا في العراق، ولا في ايران، ولا السعودية او الباكستان، الخليج، اليمن، الصومال، المغرب، او مصر، بل حتى ولا في قلب امريكا، دون ادامة الاعدام، دون قتل المواطنين بحجة حماية المجتمع من الجريمة. "اعدام مواطن" اذن، هو نقطة شروع هذه العملية برمتها.

اعدام مواطن، سياسة، تحتضن في احشائها كل جرائم وظلم الطبقة البرجوازية المعاصرة ضد البشر. من هنا فقط يمكن ادراك جانبها المتصل بالانسانية ( اللا انساني ). انها جريمة من يحمي رأس المال ويدافع عنه ضد الانسان المستغَل؛ جريمة طبقة البرجوازية ضد (كل) البشرية.

انا لا اطلب، ولا اتوهم الطلب، بمن يدافع عن الرأسمالية محاربة او نقد جريمة الاعدام، لا من موقع انساني ولا من موقف وادراك سياسيين، ولكني اطلب ممن يدعي الشيوعية، الاشتراكية، والانتصار للاشتراكية، ولانسانية الانسان، للعامل المستلب والمرأة المظطهدة، والكادح المحروم، ذلك، واقول: اعدام مواطن او مواطنة عراقية او ايرانية او سعودية او كويتية او مصرية او مغربية او باكستانية او امريكية هو مثال مكثف محمل بالالم ليس لانتهاك "جلاد" ما، ملثم، لضحية ما، بل لكل البشر. في كل مرة يعدم فيها انسان، فان نفس حبل المشنقة، نفس رصاصة موته وفناءه، سيلف حول رقبة، او تخترق قلب، كل البشرية. وبرأيي، فانه فقط من خلال هذه الرؤية يمكن تبين " لا " انسانية الاعدام. فقط من خلال البشر يمكن تبين معنى "اعدام مواطن". تماما كما ان عبودية انسان في بقعة ما منفية، هو عبودية كل البشرية.

لنناضل ضد اعدام احسان فتاحيان، لا لانه كان بريئا او مجرماًً، لا لان محاكمته لم تكن "عادلة"، لا لانه قتل ام لم يقتل، ارتكب جريمة ام لم يرتكب، بل لان اعدام البشر هو وسيلة الطغاة الضرورية، لانتاج المزيد من الطغيان والظلم، ولانتاج المزيد من النقمة والمرارة، ولانتاج المزيد من حاجة الافراد للقتل والعنف، وسيلتهم لاشاعة المزيد والمزيد والمزيد من الوحشية وانعدام الضمير واللا انسانية في المجتمع. انها وسيلتهم لادامة الخوف واللا انسانية. لنوقف ذلك.

ليس النضال ضد الاعدام وظيفة البرجوازيين والرأسماليين او ابواقهم ومثقفيهم وساستهم؛ انها وظيفة الانسانية وممثلي الانسانية: العمال، الاشتراكيين، المساواتيين، اليساريين، التحرريين، الانسانيين، والعلمانيين. وظيفة البشرية المتمدنة.

لنمحي "اعدام مواطن" للابد.
-------------------------------------------------------
* العنوان الاصلي للمقالة هو "اعدام مواطن" وتم تغييره لاسباب تقنية تتعلق بالنشر.






#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل - بلاغ من منظمة العفو الدولية – مكتب النشاطات العاجلة، ...
- الشارع ، البرلمان، و”تكتيك“ المهزوم
- هل ثمة منابر مجانية ؟
- قلب عالم لا قلب له !
- لم يعتبر المالكي قتل الناس اعمالا ”تافهة“ ؟!*
- مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم ال ...
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني
- حول الحركات العلمانية في العراق
- أي قانون ؟!
- حول البنك الدولي: سياساته واهدافه
- وداعاً يا رفيق
- البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا
- مقابلة - حول الانتخابات الامريكية والاوضاع المعيشية والانسان ...
- البشر، من يكفلهم ؟
- حذار حذار من الانسياق وراء سياساتهم
- الجهاد ضد العلمانية الغربية !
- هل تقبل النساء بترهات ملالي مجلس النواب حول أين تقف حدود مطا ...
- لم تنته القصة بعد !
- الفقر - حقائق واحصاءات


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عصام شكري - احسان فتاحيان - اعدام مواطن *