أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تناقش ”معوقات“ التطور العلمي مع إمام جامع!!















المزيد.....

مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تناقش ”معوقات“ التطور العلمي مع إمام جامع!!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 10:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نقلت الاخبار نبأ زيارة وفد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لامام جامع براثا جلال الدين الصغير في مكتبه يوم الثلاثاء 14 تموز 2009. وقال الخبر ان ”الوفد عرض امام الشيخ اهم المشكلات التي تواجهها الجامعات العراقية والمعوقات التي تحول دون النهوض بالواقع العلمي الى المستوى المطلوب !“.

خبر عجيب حقاً ولكنه بالتأكيد يستحق التعليق. فامام جامع براثا في بغداد جلال الصغير يناقش شؤون العلم والبحث العلمي في العراق و"يشخص" المعوقات. رائع حقاً !. انتهينا من معالجة تدخل مشايخ وملالي الدين في الحياة العامة وفرض الدونية على النساء والفتيات وجرائم القتل والارهاب والحجاب الاجباري وتطبيق الشريعة الاسلامية العنصرية ضد المرأة، والان علينا ان نلتفت الى نفس الملالي وهم يقحمون انوفهم ”الطاهرة“ في شؤون البحث العلمي ويفتون في شؤون العلم !. الملالي لا شغل لهم سوى نشر الاكاذيب والترهات الفكرية والخرافات والفكر التمييزي والقدري يقررون لملايين الطلبة والطالبات في الجامعات والكليات والمعاهد والدراسات العليا في العراق معوقات البحث العلمي ؟!.

ان الشيخ امام الجامع وممثل كتلة احد اكبر القوى الاسلامية الطائفية في ”البرلمان الاسلامي والقومي“ وهي كتلة المجلس الاسلامي الاعلى، معذور بالطبع بحكم موقعه السياسي كممثل لاكبر حركة رجعية وارهابية، اسلامي لا يعتقد حتى بان المرأة انسان كامل وربما مازال يظن ان الارض مسطحة وان الشمس هي التي تدور حولها، ولكن الوزارة التي تسمي نفسها وزارة البحث العلمي تصر على انه لديه الجواب على معضلات البحث العلمي في العراق.

ان تاريخ حياة الملله الاسلامي المحترف (حتى وان كان لا يمثل سياسيا اي قوة من قوى الاسلام السياسي الحالية) هي حياة مسخرة لبث ونشر الخرافات والنفايات الفكرية والترهات التاريخية بين اوساط الجماهير. رجل الدين هو الوحدة الاساسية من جهاز دعاية الطبقة البرجوازية التي تسعى في كل دقيقة لبث الافكار القدرية واشاعة اليأس والخنوع للاوهام وللميتافيزيقيا، وفي تحقير المرأة وتأليب الرجل على ضربها واهانتها والزواج باكثر من امرأة وفرض الحجاب عليها ومنعها من التمتع بحقوقها وحرياتها.

من يقرأ الخبر دون ان يسمع باسم "سماحته" المقدس سيظن حتما ان الوزارة اوفدت وفدا للاجتماع باكاديمي مرموق له مؤلفات ومقالات وبحوث، واسمه يتداول في الاوساط العلمية والاكاديمية. ولكنه رجل دين معمم، اسلامي محترف، امام جامع مسؤوليته تتمثل في اقامة الصلوت وتناول شئون الايمان التي يفترض ان تكون الهية ليست بحاجة الى شرح. ولكن يبدو ان الوزارة اذكى من ان تقوم باستشارته لتلك الاسباب وانها قامت بذلك بسبب منصبه كمسؤول في حزب المجلس الاعلى الاسلامي وربما بسبب علاقته بالجمهورية الاسلامية واموالها الوفيرة! وكما قلنا فان العتب ليس على امام الجامع نفسه بل على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي ترسل وفودا لاشخاص بهذا العيار الرجعي لكي يقرروا في الشؤون العلمية والاكاديمية والبحثية.

لذا فاني لا اوجه السؤال سوى للوزارة ومسؤوليها ووزيرها واطلب منهم الاجابة:

ماذا يفعل وفد الوزارة يجتمع مع رجل دين يدبج الخرافات والاكاذيب اليومية ويلفق التاريخ ويزيف الحقائق العلمية ويستبدلها بالترهات الدينية ؟! ماذا تفعل هكذا وزارة تدعي انها تدافع عن البحث العلمي مع رجل دين مهمته الاساسية الحط من شأن الملايين من النساء، لتناقش معه مستقبل وحياة الملايين من طلبة الكليات والجامعات والمعاهد في العراق ؟!. بامكان وزبر التعليم العالمي بالطبع اعتبار هذا السؤال موجها من لدن الطلبة والطالبات انفسهم. الا تدعي الوزارة انها تخدم مساعيهم في البحث العلمي المنزه عن المقاصد والاغراض، وفي اجواء بحثية حرة لا يتدخل فيها ”الايمان“ والخرافات؟!. الا يستحق الطلبة والطالبات وحتى التدريسيين والباحثين جواباً ما ؟

ان وظيفة رجال الدين هي رعاية شؤون الايمان والمعتقدات الدينية التي تؤمن بالجن وبالحوريات النواهد الكواعب الــ 77 وبان المرأة مخلوق من ضلع الرجل وانها ناقصة العقل وليس لها كيان او ذات ومرتبتها اوطئ من الرجل وهي مسخرة للانجاب ولخدمته وتربية اطفاله وارضاء حاجاته الجنسية. والدين ملئ بالقصص الخرافية التي يناقضها العلم في كل تفصيل. ولكن الوزارة تصر على ”استخارة“ رجل الدين جلال الصغير في شئون العلم والبحث العلمي. الوزارة ذهبت لتناقش معوقات البحث العلمي مع ممثل احد اكبر معوقات البحث العلمي في العراق، حركة الاسلام السياسي وطاقم الملالي والائمة المأجورين التابعين لتلك الحركة الرجعية .

يا طلبة وطالبات العراق،

لا اظنكم ترضون بهكذا مستوى منحط. ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تدعي انها تمثل مصالحكم وتريد تطوير واقعكم العلمي والبحثي والدراسي. فبدلا من الالتقاء والتشاور مع اساتذة وباحثي الجامعات الاوربية والامريكية والعالمية وتزويد الجامعات العراقية باحدث المراجع الاكاديمية العلمية والمواد البحثية، والاجهزة والمختبرات، وبدلا من جعل مصادر العلم متوفرة لكم جميعا بشكل مجاني وتوفير ارقى المكتبات الالكترونية والمطبوعة وجعل الانترنيت متوفرا لكل مواطن وخاصة الطلبة، وبدلا من انشاء وتجهيز مكتبات عامة بملايين المجلدات العلمية والمصادر الحديثة، وبشكل مجاني، وبدلا من منع تدريس الدين وخرافاته للاطفال والتلاميذ كيما يستطيعوا تطوير ملكاتهم العلمية والتحليلية بحرية، دون خوف ورعب بقصص خرافية رهيبة تترك ندبا ابدية في ارواحهم، فاذا بالوزارة تذهب الى الاتجاه المعاكس، انها تذهب الى اعداء العلم، الى من يمثل نفي العلم، الى شيوخ الجوامع والملالي ليسلموهم مصير التطور العلمي في مجتمعكم وعلى طريقة: "الصالح" و"الطالح" !.

اعترضوا على ما تقوم به الوزارة بحقكم وبحق العلم والبحث العلمي. نظموا اعتراضاتكم بشكل جماعي على سياساتهم. قولوا لهم لا نريد ربط العلم بالدين ولا برجال الدين وملاليه. لا مكان لاعداء العلم في الجامعات والمعاهد وقاعات الدرس. لا مكان للدين ورجال الدين في قاعات العلم.لا تقبلوا بسياسة الوزارة التي تريد تفضيل مصالحها ومصالح الدولة التي تمثلها على مصالح الملايين منكم؛ الملايين المتعطشة الى الحرية والمساواة والحق في العلم والبحث العلمي الحر وفي التعبير عن ارائهم بحرية كاملة وفي مجتمع مدني بعيد عن تدخل الدين وتفجيرات الاسلام السياسي واظطهاد البشر.

ويا اساتذة وتدريسيي واكاديميي العراق،

لا تسمحوا ولا تقبلوا بهذه السياسات المعادية لمصالح طلبتكم ولكل قيم العلم والموضوعية العلمية. انتقدوها وهاجموها. لا تقبلوا اهانة ضميركم العلمي !. ان العلم يعني تقدم ورفاه وتطور البشرية لا تحقيق المصالح السياسية لقوى الاسلام السياسي ورجال الدين والملالي والسلطة التي تروج الخرافات والجهل. لنكافح من اجل فصل الدين عن الدولة، بجميع اجهزتها. بامكانكم ان تتبنوا مطلب فصل الدين عن التربية والتعليم، عن مناهج الدراسة، عن وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عن اللقاء بالملالي ورجال الدين واعتبارهم اناس مرموقين مسموعي الكلمة.

لا رابط بين العلم والدين. هناك تنافر بينما وعلاقة نفي. يجب الا يسمح بتدريس الدين للطلبة. الدين خرافة مبنية على الميتافيزيقيا والعلم حقائق مبنية على التجربة المخبرية او الامبريقية empirical .ان دمج الدين بالتعليم والتربية يجعل طلبتكم وملايين من الشباب والشابات في العراق عاجزين فكريا ومشلولين عن الاندماج مع ركب الحضارة الانسانية وتطوير الحياة وعن التفكير الحر والخلاق وتحقيق مساعي ملايين البشر لتحقيق السعادة لهم. العلم عدو القدرية بينما الدين يرسخ القدرية. العلم يطلق حرية الانسان وخلاقيته وابداعه والدين يكبحها ويجمدها، ويشيئ الانسان ويجعله عبداً مسلوب الانسانية. انتقدوا مساعي السلطة الاسلامية والقومية في جلب الدين الى قاعات الدرس والى الجامعات والمراكز العلمية. التفوا حول مطالب فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وابعاد الدين عن الحياة العامة واعتباره شأنا ايمانيا شخصيا خاصا بالافراد. التفوا حول العلمانية والتمدن.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني
- حول الحركات العلمانية في العراق
- أي قانون ؟!
- حول البنك الدولي: سياساته واهدافه
- وداعاً يا رفيق
- البنك الدولي: الخصخصة للعراق والتأميم لامريكا
- مقابلة - حول الانتخابات الامريكية والاوضاع المعيشية والانسان ...
- البشر، من يكفلهم ؟
- حذار حذار من الانسياق وراء سياساتهم
- الجهاد ضد العلمانية الغربية !
- هل تقبل النساء بترهات ملالي مجلس النواب حول أين تقف حدود مطا ...
- لم تنته القصة بعد !
- الفقر - حقائق واحصاءات
- الالحاد والفكر المادي
- الحل بيد الطبقة العاملة
- اكاذيب الرئاسة
- البشر لا الاديان !
- كلاهما رجعي
- فتنة - فلم يؤجج العداء والكراهية !


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تناقش ”معوقات“ التطور العلمي مع إمام جامع!!