أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !















المزيد.....

مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف رئيس اللجنة العليا للتخفيف من الفقر يوم الاثنين 24 ايار 2010 عن وجود قرابة 10 مليون عراقي يعيشون دون خط الفقـر. واضاف ان خط فقر الغذاء في العراق هو 34,250 دينار اي حوالي 29 دولار شهريا. اما خط فقر السلع والخدمات غير الغذائية فقد حدد ب 42,646 اي 36.2 دولار امريكي بما مجموعه 76,896دينار اي حوالي 65.2 دولار امريكي شهريا وهو ما يمثل مستوى خط الفقر في العراق. وقال نفس المسؤول ان هناك بالتحديد 9.6 مليون انسان في العراق يعيشون تحت هذا الدخل، اي ان دخلهم الشهري اقل من 65 دولار. واللجنة العليا للتخفيف من الفقر هي هيئة شكلت بالتعاون بين وزارة التخطيط و البنك الدولي لتوضيح الواقع الاقتصادي في العراق.

وهنا نورد عدة ملاحظات حول ما يسمى بتخفيف الفقر:

اولا:
المجتمع في العراق ليس محطما اجتماعيا وسياسيا فحسب بل قد حطموه اقتصاديا. ومعيشيا فالجماهير العمالية والكادحة والمحرومة وملايين النساء لا تعاني فقط من ارهابهم وتفجيراتهم وقتلهم الجماعي وميليشياتهم الاسلامية والقومية والعشائري والهمجية بل من افقارهم وتجويعهم وسلبهم لحقوقهم المعيشية وكل مكتسباتهم وتحت تسمية ”الفقر“.

ثانيا:
ولنفكركيف انهم يستخدمون الفقر وكأنها ناتج عرضي لعملية طبيعية !. يجب ان نمعن التفكير في معنى ان تشكل هذه السلطة الميليشياتية التي انهالت على المجتمع تمزيقا وترويعا وتهجيرا وتفجيرا وافقارا لجنة بمعية اكبر مؤسسة لصوصية عالمية للتخفيف من الفقر!. ولكن، من المسؤول عن الفقر ؟ هل القوات الامريكية؟ ميليشيات مقتدى الصدر؟ تنظيمات القاعدة؟ اياد علاوي وجماعة القوميين العرب والاسلاميين في جبهة التوافق وبقية ”المشايخ“، نوري المالكي ام عمار الحكيم وميليشياته ؟ ام اصحاب القصور الفاحشة الثراء على رؤوس جبال كردستان المليئة بالمسابح والمتزهات بعشرات الكيلومترات ؟ من المسؤول عن الفقر الان في العراق؟. وهنا ايضا اود ان اسأل مادخل البنك الدولي في العراق؟ ولم يمد خزانة الميليشيات بملايين الدولارات ويسجلها ديونا بفوائد باهظة؟ اليس لديهم ما يكفي من اموال النهب والسرقات ليدعموا على الاقل البطاقة التموينية ويبنوا مجمعات سكنية بحدود انسانية دنيا ؟ ما انجازات البنك الدولي على صعيد مكافحة او تخفيف الفقر في اي بقعة من العالم ؟. خذوا اي دولة ”حررها“ البنك الدولي وستروا مافعله بجماهيرها العمالية والكادحة وحالة الافقار الفظيعة التي خلفتها ”برامج التنمية“؛ من مصر الى البرازيل ومن افريقيا الى روسيا والصين والارجنتين، ملايين العمال العاطلين والفقراء والمحرومين وديون متراكمة تعجز الدول عن سداد اجزاء من فوائدها. لم يقدم البنك الدولي طوال تاريخه غير المشرف سوى السياسات التقشفية والشروط التسليفية الحقيرة التي تشترط الخصخصة للادانة. فهل ان مثل هذه المؤسسات ستحل مشكلة الفقر في العراق وهي جزء من قوى الافقار والاستغلال العالمي؟. اسألوا اي انسان يعمل في منظمات اليونسكو او بقية المنظمات الانسانية الدولية وسيقول ان العالم يعيش في كارثة وان هذه المؤسسات المجرمة هي المسؤولة عن تلك الكارثة. وها هم يتحدثون اليوم عن تخفيف الفقر في العراق وكأن الفقر قد هبط من السماء وليس بفعل سياساتهم الاجرامية، لبث الرماد في عيون العمال والكادحين والمحرومين والظهور بمظهر المخلص والمنقذ للجماهير من الفقر.

ثالثا:
نقطة اخرى تتعلق بدقة الاحصاءات الواردة في عمل تلك اللجنة. ان من المشكوك به جدا ان تلك الارقام واقعية. فمن جهة فان العينات التي يتم اخذها في هذا الصدد لها مشاكل جدية حتى في الدول والمجتمعات العادية فما بالك بمجتمع يقتل فيه الناس بسبب اسماءهم ! يفجر فيه الاطفال في الاسواق؟ وتتناثر فيه جثث المارة على الارصفة وعلى واجهات المحلات؟. يضاف الى الاوضاع غير الطبيعية ان اجراء الاحصاء من قبل لجان مشكلة من قبل الدولة الميليشياتية نفسها وليس مؤسسة بحثية او جامعة مستقلة يعني واقعيا ان الارقام ستتعرض الى التغيير لتلائم الهدف السياسي لتلك السلطة ولاظهار الفقر بشكل ”مناسب ومعتدل“. فمن يريد ان يظهر عجزه عن توفير الحياة اللائقة ؟

رابعاً:
العراق فيه اعلى نسب بطالة للعمال في العالم وفيه اجواء وظروف حرب ودمار وقتل ووضع المرأة فيه في الحضيض وكذلك وضع الاطفال والشباب والطلبة في اسوأ احواله. هناك تراجع شامل على كل الاصعدة؛ الخدمات والصحة والتعليم واالفساد في الادارات واجهزة ما يسمى الدولة وهناك غلاء الاسعار مقارنة مع الدخول والجمود في معظم مفاصل الاقتصاد. في العراق الناس لا تشرب المياه النظيفة والكهرباء ليست موجودة في كل المناطق او في كل الوقت بشكل طبيعي والملايين يعيشون في بيوت لا تمتلك ادنى المواصفات اللائقة بالسكن وحتى ضمن نطاق ما يسمى دول العالم الثالث. دخول الناس لا تسمح لهم بدفع الايجارات المرتفعة او وان من المرجح بشكل مؤكد ان نسبة الفقر داخل الطبقة العاملة العراقية اكثر بكثير من الارقام المعلنة ولا اتصور انه سيكون اقل بكثير من 20 مليون انسان في الواقع.

خامساً:
وفي كل الاحوال ولنفترض ان ما يقولونه صحيح فان هناك الان وحسب اعتراف تلك السلطة 10 ملايين انسان جائع في العراق ؛ ملايين من الاطفال والنساء والشباب والرجال يعيشون على الكفاف ولا يدرون كيف سيسدون رمقهم ورمق اطفالهم في اليوم التالي ولا من اين سيدفعون الايجار او اجرة النقل. ان عشرة ملايين انسان هو ثلث سكان العراق. اي ان ثلث سكان العراق جوعى ويعانون في فقر مدقع!. ولكن هل ان الجماهير التي دخولها تقع فوق خط الفقر بقليل مرفهة وليست فقيرة ؟ كم عدد هؤلاء البشر؟ 5 مليون، 10 مليون اخرى ؟!

******

ليس سبب الفقر في العراق اقتصاديا بل سياسيا. فلو كانت الاوضاع طبيعية والسياسة مستقرة والمجتمع طبيعي لقلنا ان الاسباب اقتصادية وتتعلق بالنضال ضد الدولة او الرأسماليين من اجل تحسين الاوضاع ورفع مستوى الاجور او الخدمات ولكن الاوضاع تسيرها الميليشيات وهي كارثية على كل صعيد وبالتالي فان الجوع والفقر هي نتائج للوضع الاجتماعي—السياسي الكارثي وليس العكس.

القوى الحالية ليست قادرة على حل الوضع السياسي بمعنى تشكيل الدولة المتعارفة وارجاع المجتمع الى الحالة الطبيعية وبالتالي فان تشكيل عشرات اللجان لن يحل ابسط مشكلة اجتماعية ناهيك عن الفقر او البطالة او الفساد او ظواهر فظيعة كجرائم قتل النساء بداعي الشرف والمتاجرة بالجنس للالاف من الفتيات اواسلمة المجتمع ب“البغاء المستتر“ المسمى زواج المتعة او الصيغة او تعدد الزوجات واستشراء المخدرات وترك ملايين الطلبة لمقاعد الدراسة وغيرها.

ان الفقر في مجتمع حطموه بالدبابات والهامرات والطائرات الامريكية وزرعت فيه الميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية والعشائرية والطائفية وجمعوا فيه كل حثالات الارض وسحقوا حقوق المرأة واحلوا الشريعة الاسلامية البربرية والقوانين العشائرية محل القانون المدني والمجتمع الممزق طائفيا ودينيا محل المجتمع المدني ووضعوا ملله اسلامي وئيس عشيرة في كل زقاق ليس سوى مظهرا اخر من الكارثة الواسعة التي تعيشها الطبقة العاملة في العراق على ايدي هذه الحفنة الرجعية.

ان الفقر مسألة سياسية في العراق وان نضالنا ضد الطبقة المستغِلة يجب ان يكون، على ذلك الاعتبار نضالا سياسيا لا مطلبيا محدودا او جزئيا، ناهيك عن تركه بيد نفس القوى التي اجرمت بحق الجماهير وجوعتها وانتهكت حقوقها. ذلك لا يعني مطلقا عدم خوض النضال الاقتصادي من اجل تحسين ظروف معيشة الجماهير باقصى الحدود ولكنه يعني فقط تحويل النضالات المطلبية والاحتجاجية للطبقة العاملة والجماهير المعترضة الى جزء غير منفصل عن نضال سياسي اوسع بكثير تشنه الطبقة العاملة ضد الطبقة البرجوازية المستغِلة من اجل ازاحة بدائلها واحلال البدائل الانسانية محلها؛ نضال سياسي لانهاء كل الكارثة التي احلوها في العراق وليس اجزاء او عوارض تلك الكارثة.

ان ذلك النضال السياسي للطبقة العاملة يتخذ بالضرورة اليوم شكلا اشتراكيا ويجب ان يشن على اوسع جبهة اجتماعية؛ نضال من اجل المساواة والحرية بين كل البشر، باوسع معاني المساواة واكثرها راديكالية، بكل الاشكال وفي جميع المجالات، نضال يستجلب اوسع الجماهير العريضة الى ميدان الصراع من اجل استرجاع ارادة المجتمع المسلوبة.

النضال السياسي الاشتراكي هو المسار الصحيح لحل مسألة الفقر وانهاء كل الدمار الذي جلبته هذه الطبقة الوحشية للمجتمع في العراق . ذلك النضال يمتلك اداته السياسية في العراق وهو الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. ساندوا هذا الحزب من اجل الفوز بالحرية والمساواة والرفاه.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بايدن واغاثة القومية العربية!
- فوكوياما واندحار ايديولوجيا اليمين الامريكي
- دعوة الى سيمنار بنيويورك - اليسار وافاق الديمقراطية في الشرق ...
- كيف ينقذ المجتمع من أسهموا في دماره ؟!
- من قتلَ مدينة ؟
- ثمن التفرج على مهرجي ”الديمقراطية“ !
- اقصاء ومصالحة
- الانتخابات، البعثيين، وجواب الازمة !
- نجاح الثورة الايرانية سيصعد الحركة الثورية في العراق
- الانحطاط السياسي في العراق
- احسان فتاحيان - اعدام مواطن *
- عاجل - بلاغ من منظمة العفو الدولية – مكتب النشاطات العاجلة، ...
- الشارع ، البرلمان، و”تكتيك“ المهزوم
- هل ثمة منابر مجانية ؟
- قلب عالم لا قلب له !
- لم يعتبر المالكي قتل الناس اعمالا ”تافهة“ ؟!*
- مهزلة الحكومة الاسلامية القومية في العراق - وزارة التعليم ال ...
- نداء لمساندة جماهير ايران الثائرة
- هانتنغتون - بوش بهيئة جديدة - الجزء الثاني
- حول الحركات العلمانية في العراق


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - مواجهة الفقر في العراق مسألة سياسية !