أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - المهمة أُنجزت؟.. ليس للشعب العراقي!!















المزيد.....

المهمة أُنجزت؟.. ليس للشعب العراقي!!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 10:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"ما زالت بغداد مدينة عظيمة،" المهندس موفق الطائي (68 عام)- دليل متطوع- يؤكد ذلك ونحن نسوق في حي الشيخ معروف.
نحن، حرفياً، على أرض مقدسة sacred ground. على مقربة منا قبور: النبي يشوع العهد القديم Old Testament prophet Yeshua ، قبور تعود للقرن السابع عشر للرهبان المسيحيين والمزارات الصوفية للقديسين، قبر زبيدة- نصب تذكاري للحقبة العباسية من القرن الثاني عشر.. نحن في رحلة خطرة إلى حد ما (أوقفنا البوليس العراقي مرتين، مرة من قبل شباب قساة)، يجب أن تُسجل كافة الحقوق في قائمة اليونسكو UNESCO، باعتبارها موقع تراث عالمي.
وبدلاً من ذلك، فهي تقبع في حالة سيئة عبر شارع لمدينة (لضاحية) أكواخ من الصفيح المموج التي يسكنها بضع عشرات من ثلاثة ملايين مشردين داخل العراق. هذا النموذج الرائع القائم على الطراز السلجوقي وقبر زوجة الخليفة العظيم (هارون الرشيد) يقبع بجوار موقع نفايات يمتد على طول خطوط التماس الطائفية (وليد الاحتلال) التي اندلعت بعنف قبل بضع سنوات.
في الوقت الراهن، هناك هدنة غير مستقرة على طول شوارع هذه المدينة (الضاحية) القديمة، وفي غياب دولة فعالة، فالشباب يُمنحون فرص عمل مع بنادق من قبل المليشيات ليقتلوا بعضهم بعضاً باسم الله. وبعد ثلاثة أشهر من ظهور حصيلة الانتخابات التي أسفرت عن برلمان مُعَلّق، في سياق فوز ضيق لـ أياد علاوي ومحل نزاع من قبل رئيس الوزراء الحالي (لحكومة الاحتلال)- المالكي، وقبل بضعة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية(جزئياً)، تبقى الأوضاع أبعد من أن تكون عادية.
ما يقرب من خمسة ملايين عراقي صاروا لاجئين في الخارج أو مشردين في الداخل، ونصف الشعب العراقي تقريباً يعيش في فقر مدقع- هذا رغم 53 بليون دولار "معونة" (عدا إيرادات النفط)، اُنفقت منذ الغزو/ الاحتلال العام 2003- المبالغ التي دخلت في جيوب المقاولين الأجانب والرسميين الفاسدين، وتركت 70% من العراقيين دون مياه صالحة للشرب أو إمدادات كهربائية مناسبة ومنتظمة.. مجتمع كان علمانياً متعدداً، رفيع التعليم.. تم تمزيقه إرباً نتيجة الطائفية الفاسدة العنيفة. برزت المليشيات المتطرفة (المدعمة من الاحتلال)، ولا زالت تشكل سلطة قوية فعالة في ترويع النساء والأقليات الثقافية، حيث اضطر أعداداً منهم للهروب إلى خارج البلاد في ظروف استمرار انعدام الأمن، وفي ظل سلطة دُمية تَحكم من وراء أسوار المنطقة الخضراء "وسواء كان الخيط بيد إيران أو أمريكا فالحصيلة متماثلة".
ومع ذلك فإن مآسي شعب العراق غائبة فعلياً عن تقارير وسائل الإعلام الرئيسة. الكارثة الإنسانية المستمرة محل تجاهل، في حين أُعفي الغازي من جريمته تحت ستارة تعزيز "ديمقراطية" فاسدة، لتشكل مثالاً قبيحاً لمقولة "المهمة أُنجزتْ". أقوم (كاتب المقالة) بزيارة العراق بصورة مستمرة منذ العام 1997، معظم العراقيين يسخرون من النظام الجديد مقارنة مع النظام القديم. في عراق يُصنّف حالياً البلد الخامس (أو الثالث) من بين 180 دولة في العالم من حيث درجة الفساد، وفي غياب القوانين التي تخص تمويل الحملات الانتخابية، ومع نهابي أموال الدولة لتعزيز مصالحهم الخاصة، ووزراء حكوميين يحتفظون بمليشياتهم الخاصة، تصبح الديمقراطية بعيدة المنال..
صديقي موفق- كان مختصاً بتخطيط المدن a town planner في ظل نظام البعث، وباعتباره شيوعياً غير نادم، بقي تحت المراقبة بعناية من قبل الشرطة السرية لرأس النظام، وكاد أن يُقتل في وقت لاحق من قبل القوات الأمريكية بعد الغزو/ الاحتلال- يبقى يحمل فلسفته بشأن حظوظ بلاده السياسية.
"قصف "مراكز الاقتراع"، شجّع الناس فعلاً للخروج والإدلاء بأصواتهم- وبدون هذا القصف كان المتوقع أن يقل عدد المقترعين كثيراً. أنتَ تعلم بأن العراقيين يُحبون التحدي. علاوي يُمثل البعثي السيئ... والأحزاب الدينية فاسدة ورجعية. ولكن مازال العراقيون بإمكانهم أن يحققوا الديمقراطية بطريقة فوضوية anarchistic way، لذلك أنا متفائل لأن الفوضى هي أم كل النظام،" حسب قول المهندس موفق. على أقل تقدير، فإنه يأمل في ظهور "معارضة لائقة"، طالما أن "العراقيين يحبون القتال الجيد"- وهذا أمر لاحظه كل من الأسكندر الأكبر والإمام علي على حد سواء."
عندما وصلنا إلى القبر، واجهَنا الحارس، يرافقه اثنان يُلاحظ عليهما نظرة تهديدية. هذا ليس بالمكان المناسب لمقابلة أصدقاء. وكما قال لي صديقي محمد- صحفي عراقي شاب، بلغ نضوجه أثناء الغزو وأسوأ سنوات الاقتتال الطائفي: "نحن لا نزور الأضرحة في هذه الأيام. نحن مشغولون جداً بزيارة قبور أحبائنا." تم أخذنا إلى داخل القبر، ولاحظنا شكلاً رائعاً لهيكل مخروطي حيث يمتلئ أساسه بالشقوق، وصارت محل اعشاش طيور السنونو swallows. ولكن شاهدنا حالاً حارس الضريح وقد تغيرت سحنته، يومئ برأسه لمرافقيه باتجاهي، وكأنه خرج باستنتاج كوني من "مخابرات الموساد". إنه وقت الخروج سريعاً وترك المكان على عجل!
أفترض أنه في منطقة معزولة خطرة، حيث قلة من الزائرين وفي فترات متباعدة، فإن أي شخص يقوم بمثل هذه الزيارة لا بد وأن يكون مجنوناً ليعرض نفسه إلى المخاطر والشكوك بأنه عميل للموساد.. ومع ضآلة البنية التحتية وفرص العمل، كيف ستكون حال هذه الضاحية بعد خمس سنوات من الأن؟
يبتسم موفق في وجهي. "أنا سعيد للغاية بمرافقتك لي هذا اليوم." هذه ما زالت مدينتي، وما زالت عظيمة. الأمور ستتحسن قريباً، أنا متأكد. "ولكن إلى أن يتم الوفاء بالحاجات الأساسية لشعب العراق المحاصر.. السلام- ولنقل فقط الديمقراطية- ستبقى بعيدة المنال بغض النظر عمّن سيُشكل الحكومة القادمة، وبغض النظر عن عدد القوات الأمريكية المتبقية أو التي ستترك الأرض على عجل بعد سبع سنوات من غزوها.
دولة العراق The State of Iraq
الصحة: بلغ معدل وفيات الأطفال في العراق 150% منذ العام 1990، مع بداية فرض عقوبات الأمم المتحدة.
التعليم: بحلول العام 2008، بلغ حضور الأطفال في سن الدراسة الابتدائية 50% فقط، مقابل 80% العام 2005، مع وجود 1500 طفل في المعتقلات.
الأطفال: في العام 2007، كان هناك خمسة ملايين يتيم عراقي وفقاً للإحصاءات الحكومية الرسمية.
اللاجئون: أكثر من مليوني عراقي لاجئون، وما يقرب من ثلاثة ملايين مشردون داخلياً، و 33% من مجموع 1.5 مليون من المشردين داخلياً، ممن أُجبروا على النزوح من ديارهم في العامين 2007 و 2007، يعيشون في أراض خالية وفي مناطق فقيرة.
المياه: لا يحصل 70% من العراقيين على مياه صالحة للشرب.
فرص العمل: تصل نسبة البطالة إلى 50% رسمياً، و 70% وفق تقديرات غير رسمية.
الفقر: يعيش 43% من العراقيين في فقر مدقع abject poverty.
المساعدة: ثمانية ملايين عراقي بحاجة إلى مساعدات عاجلة فوراً.
الغذاء: أربعة ملايين عراقي يُعانون من نقص الغذاء، وهم بحاجة ماسة dire need للمساعدات الإنسانية.
الصرف الصحي: يفتقر 80% من العراقيين للصرف الصحي الفعال.
القتل والاغتيالات: تم اغتيال ما لا يقل عن 210 من المحامين والقضاة منذ الغزو/ الاحتلال العام 2003.. اختفى ما لا يقل عن 15 ألف عراقي خلال السنوات الأربع الأولى من الاحتلال الأمريكي. ووفقاً لمحكمة بروكسل قُتل 437 من الأكاديميين العراقيين منذ الغزو.. (واقع الحال، تمت تصفية خمسة ملايين عالم ومفكر ومهني متخصص- قتلاَ أو هروباً- كانوا يُشكلون الثروة العلمية للعراق).. وهناك ما لا يقل عن مليون أرملة في العراق..( تقديرات أخرى ترفع الرقم إلى ثلاثة ملايين)..
المرأة: في دراسة ميدانية حديثة صدرت عن Oxfam: لم تتلقَ 33% من النساء مساعدة إنسانية منذ العام 2003.. لم تحصل 76% من الأرامل على معاش التقاعد.. 52% عاطلات عن العمل.. 55% مشردات منذ العام 2003.. 55% تعرضن للعنف.. 25.4% تعرضن للعنف العشوائي في الشوارع.. 22% تعرضن لسوء التعامل منزلياً.. تعرضت 14% لعنف المليشيات.. 10% لسوء المعاملة أو الاختطاف.. 9% للاعتداء الجنسي.. 8% للعنف الذي تمارسه القوات المتعددة الجنسيات (قوات الاحتلال)..
مممممممممممممممممممممممـ
Mission accomplished? Not for the Iraqi people,Hadani Ditmars,uruknet.info, June 27, 2010.
Compiled by Hadani Ditmars
Hadani Ditmars is the author of "Dancing in the No-Fly Zone," (Olive Branch Press, 2005).



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد الاحتجاجات بسبب قصور إمدادات الطاقة في العراق
- هل للعراق صفقات سرية مع جيرانه بخصوص المتمردين الأكراد!؟
- العراق.. إعادة ترحيل اللاجئين قسراً.. تُعرض الأقليات للخطر..
- تركيا وإسرائيل.. التحالف المجروح
- العمل التجاري الأكثر شهرة في أفغانستان
- القوات الأمريكية تُحول العراق إلى مقلب نفايات سامّة
- العراقيون يواجهون صيفاً حارقاً آخر بدون كهرباء!!
- صارت تركيا بطلاً حقيقياً للفلسطينيين
- سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..
- تلوث ساحات المعارك باليورانيوم المنضب.. ولّدت محنة السرطان..
- المسيحيون العراقيون متمسكون بإيمانهم في المنفى الأردني
- قمة المخاوف العربية.. تتركز في سباق تسلح نووي إقليمي
- مشكلتان مصيريتان في العراق المحتل..
- الاضطراب السياسي في العراق يمكن أن يؤدي إلى الحرب الأهلية
- غضب عارم في الموصل بشأن إدعاءات حقيقية للتعذيب في سجن سري ل ...
- من محصلات الاحتلال.. الانتحار، الاختطاف، الدعارة، والمتاجرة ...
- إيران.. القنبلة والدببة السعيدة..
- الرياح العاتية.. الإبادة الجماعية السائبة
- اوباما يهدد إيران بالقنبلة النووية
- جرائم حرب في العراق وأفغانستان


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - المهمة أُنجزت؟.. ليس للشعب العراقي!!