أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - تركيا وإسرائيل.. التحالف المجروح















المزيد.....

تركيا وإسرائيل.. التحالف المجروح


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 17:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


معتمداً على مَنْ يستمع إلى الآخر في الشرق الأوسط، فالعلاقات التركية الإسرائيلية أما أن تكون قابلة للإصلاح إلى حد كبير أو أن تصل إلى حد اللا عودة، بعد مقتل تسعة مواطنين أتراك على متن أسطول غزّة الحرة قبالة شواطئ غزّة الشهر الماضي.
إن أفضل سيناريو يمكن أن تصل إليه هذه العلاقة هي إمكانية إسرائيل محاولة إصلاح هذه الفوضى الناجمة عن الهجوم على السفينة وفق سلسلة من الإيماءات السياسية political gestures، في حين أن أسوأ سيناريو يمكن أن يصل إلى نشوب الحرب بين البلدين. لكن الحرب ليست في ذهن أي شخص ما عدا قلّة من الصحفيين المثيرين sensational journalists في العالم العربي.
البعض في إسرائيل، مثل like Alon Liel- سفيرها السابق في تركيا لسنوات عديدة- يشعر، مع ذلك، بالقلق بشأن المآل الذي يمكن أن تقود إليه هذه الأزمة. قال: بعد قضية الأسطول "وبعد أن سحبت تركيا سفيرها وعودته إلى أنقرة. يحدوني أمل كبير بأن هذا الحادث لن يقود إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. هذه العلاقات المستمرة منذ 61 عاماً دون انقطاع. وفي حالة قطع هذه العلاقات فسيكون ذلك ضربة شديدة لمكانة إسرائيل الدولية."
بينما تحدث وزير خارجية إسرائيل Avigdor Lieberman بلهجة مختلفة جداً، غاضب بشدّة من حكومته لأنها أطلقت سراح السجناء على متن الأسطول دون تقديمهم أمام محكمة إسرائيلية. وقال أن إسرائيل كذلك "ليّنة/ مرنة" soft مع تركيا. واجه موقفه هذا التحدي من وزير الدفاع Ehud Barak رافعاً العلم الأحمر بأن الأرضية المشتركة بين البلدين- تحالفهما منذ العام 1948- قد اختفت.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ليس في مزاج لقبول التسوية. قطع زيارته القصيرة إلى شيلي، سحب سفيره من إسرائيل، والغى التدريبات المشتركة مع قوات الدفاع الإسرائيلية. وفي تصريح غاضب في البرلمان التركي، اتهم إسرائيل بممارسة "إرهاب الدولة state terrorism"، في حين ألقى كلمة وداعية في مدينة قونية تكريماً للضحايا المدنيين الذين قتلوا على متن السفينة Mavi Marmara. وقال اردوغان "إذا ما أدار العالم كله ظهره للفلسطينيين، فإن تركيا لن تدير ظهرها لمدينة القدس والفلسطينيين." وأضاف "إن الشعبين مرتبطان بمصير واحد- المصير الذي يربط القدس، رام الله، الخليل، وبيت لحم بأنقرة... لو يصير العالم كله صامتاً تجاه غزّة، فإن تركيا لن تصمت أبداً."
بقدر ما يتعلق الأمر بالإسرائيليين، فلهذه الكلمات القوية صداها بالعلاقة مع ما قيل في الماضي من قبل الرئيس المصري جمال عبدالناصر (1950 و 1960) وحسن نصرالله- حزب الله- منذ منتصف التسعينات.
الإسرائيليون المنزعجون، كما هو حالهم أصلاً، وبعد أسبوعين من الأزمة، لم يسحبوا بعد سفيرهم من أنقرة، ولم تلغ إسرائيل صفقة عسكرية مع الجيش التركي بقيمة 180 مليون دولار.
من جانبه، دعا البرلمان التركي، على أي حال، لإجراء استعراض شامل للروابط السياسية، الاقتصادية، والعسكرية بين تركيا وإسرائيل. قال الرئيس التركي عبدالله غول الذي كان يتحدث في مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا يوم 8 يونيو/ حزيران "تركيا لن تسمح لإسرائيل التهرب من مسئولياتها." مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تشعر بألم الخطأ الذي ارتكبته تجاه أسطول غزّة."
إحدى الطرق الإبداعية لحل الأزمة تتمثل في رفع الحصار عن قطاع غزّة والمستمر منذ عامين، حيث قال اردوغان مراراً وتكراراً بأن هذا الإجراء أمر حاسم لتحقيق أي تحسن في العلاقات مع الإسرائيليين.
وبالنظر للمزاج العام في إسرائيل، يبدو من غير المحتمل تحقيق هذا المطلب في المسقبل القريب، رغم ضغوط اللجنة الرباعية- الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوربي، روسيا- والمجتمع الدولي بتخفيف الحصار تدريجياً بهدف إنهائه والاستعاضة عنه بمراقبين دوليين.
هناك أوزان ثقيلة في إسرائيل مثل السفير ليل الذين يسعون بقوة للبدء بمحادثات السلام بين سوريا وإسرائيل تحت الإشراف التركي، إذ سبق وألغي من جانب دمشق في كانون الأول العام 2008 خلال حرب الجيش الإسرائيلي على قطاع غزّة.
منذ ذلك الحين، أبدى السوريون والأتراك استعدادهما لإجراء محادثات غير مباشرة، لكن إسرائيل زعمت مراراً وتكراراً بأن الأتراك لم يعودوا وسطاء صادقين/ محايدين في الشرق الأوسط لأنه من الواضح بأنهم أنحازوا إلى جانب حماس، حزب الله، وسوريا.
إذا قبلت إسرائيل دور الوساطة التركية- الأمر الذي كان محل دفع أنقرة بقوة منذ العام 2008، عندئذ يمكن بالتأكيد أن تخف حدة التوتر. الأكثر أهمية، تحتاج إسرائيل إلى حملة عامة كبرى لتلميع صورتها في نظر عامة الأتراك- إسلاميين وعلمانيين- ممن أُصيبوا بفزع شديد بسبب حادثة أسطول غزة.
هؤلاء ممن يدركون أهمية التجارة من البلدين، يدفعون في هذا الاتجاه داخل مجتمع الأعمال الإسرائيلي، بغض النظر عن التوتر الناجم عن الحرب على غزّة وفورة اردوغان الشهيرة ضد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في دافوس، وذلك بالعلاقة مع التجارة الثنائية بين البلدين والتي بلغت 2.5 بليون دولار العام 2009. بينما تتحدث مصادر تركية أن حكومتهم لم تعد ترغب في تمديد خط الأنابيب الروسية Russian Blue Stream pipeline- أكبر خط لأنابيب البحر الأسود لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا.
لدى تركيا وإسرائيل تاريخ طويل من التعاون العسكري السري يعود إلى الخمسينات. اعتاد المعلقون الأتراك الإشارة إلى هذا التعاون بـ "التحالف الشبحي the ghostly alliance". في العام 1996، وقّع البلدان على إتفاقية تسمح للطيارين الإسرائيليين التدريب في الأجواء التركية، مقابل ذلك جددت إسرائيل الطائرات العسكرية التركية، وقدمت لتركيا معدات تكنولوجية متطورة. ومنذ وصول اردوغان إلى السلطة العام 2002، انخفض تأثير المؤسسة العسكرية التركية في قيادة البلاد.
ببساطة، رغم عدم قطع العلاقات العسكرية، فقد تضررت العلاقات السياسية إلى حدود غير قابلة للإصلاح تقريباً في هذه المرحلة، ولم تعد تركيا تثق بإسرائيل. سيكون من الخطأ متابعة كامل الأزمة لغاية حادثة الأسطول، إذ أن بوادر إنهيار الثقة بين البلدين كان واضحاً منذ ما يقرب من عامين.
في أواخر العام 2008، عندما توسط في المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، على سبيل المثال، كان اردوغان على يقين من أن انفراجاً نوعياً بات في متناول اليد، لكنه كان قلقاً من حديث الجميع بشأن المواجهة المرتقبة في قطاع غزّة.
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تركيا بتاريخ 22 ديسمبر، وسأله نظيره التركي (اردوغان) فيما إذا كانت هناك أية مصداقية لهذه "الشائعات rumors". أجاب اولمرت بأن الحرب لن تندلع في غزّة. بعد خمسة أيام وقعت الحرب، مما دفع اردوغان إلى إطلاق مفاجئته أمام بيريز في يناير/ كانون الثاني العام 2009: "الرئيس بيريز، أنتَ عجوز old، وتطلق صوتك عالياً من ضمير يشعر بالذنب a guilty conscience. عندما يتعلق الأمر بالقتل، أنتَ تعرف بشكل جيد كيف تقتل. أنا أعرف جيداً كيف تضرب وتقتل الأطفال على الشواطئ."
وثمة حجة من السهولة الوقوف عندها، وهي أن الإسرائيليين لم يعودوا يثقون بالأتراك. امتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالقصص حول كيفية استقبال اردوغان لزعيم حماس- خالد مشعل- في تركيا العام 2004، في حين رفض استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وهم (الإسرائيليون) يشيرون إلى جميع التصريحات التي أطلقت من جانب المسئولين الترك الكبار ووسائل الإعلام التركية ضد إسرائيل منذ منتصف العام 2008، وحجتهم أن تركيا بحاجة إلى التغيير قبل حصول أي تحسن حقيقي في مكانتها لدى إسرائيل.
اردوغان في السلطة منذ سبع سنوات. أي شخص يتوقع له أن يتغير- أو يُتابع مسار الاقتراب من إسرائيل، فإنه لا يفهم رئيس الوزراء التركي الذي يمثل حزب العدالة والتنمية أو 80 مليون مواطن تركي. طالما أن اردوغان في السلطة، تبقى العلاقات التركية الإسرائيلية جزءً من التاريخ. إيماءات خاصة، مثل رفع الحصار عن غزّة أو مسعى لإعادة تنشيط المحادثات مع سوريا، يمكن أن تساعد على التئام بعض الجروح، لكن الضرر النفسي والمعنوي الناجم عن إراقة دماء تسعة مدنيين أتراك ليس من المرجح أن تلتئم طالما بنجامين نتنياهو- رئيس الوزراء الإسرائيلي- في السلطة.
مممممممممممممممممممممممممـ
Turkey and Israel: The broken alliance,By Sami Moubayed,uruknet.info, June 17, 2010.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل التجاري الأكثر شهرة في أفغانستان
- القوات الأمريكية تُحول العراق إلى مقلب نفايات سامّة
- العراقيون يواجهون صيفاً حارقاً آخر بدون كهرباء!!
- صارت تركيا بطلاً حقيقياً للفلسطينيين
- سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..
- تلوث ساحات المعارك باليورانيوم المنضب.. ولّدت محنة السرطان..
- المسيحيون العراقيون متمسكون بإيمانهم في المنفى الأردني
- قمة المخاوف العربية.. تتركز في سباق تسلح نووي إقليمي
- مشكلتان مصيريتان في العراق المحتل..
- الاضطراب السياسي في العراق يمكن أن يؤدي إلى الحرب الأهلية
- غضب عارم في الموصل بشأن إدعاءات حقيقية للتعذيب في سجن سري ل ...
- من محصلات الاحتلال.. الانتحار، الاختطاف، الدعارة، والمتاجرة ...
- إيران.. القنبلة والدببة السعيدة..
- الرياح العاتية.. الإبادة الجماعية السائبة
- اوباما يهدد إيران بالقنبلة النووية
- جرائم حرب في العراق وأفغانستان
- الولايات المتحدة تدفع باتجاه تصعيد العدوان في الصومال، لكنها ...
- تورط أطباء عراقيين في سرقة أعضاء بشرية
- حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف بحقيقة خطط إيران النووية
- الأمم المتحدة- اللجنة العليا لشئون اللاجئين: تصاعد حاجات الل ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - تركيا وإسرائيل.. التحالف المجروح