أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إسرائيل ... إلى أين؟














المزيد.....

إسرائيل ... إلى أين؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كالعالم في حركة دائمة وفي تغير مستمر. وسياسات الكثير من الدول هي الأخرى غير جامدة ومجبرة على الحركة بفعل التغيرات الحاصلة على الصعيد العالمي, رغم الاختلاف في وجهة أو اتجاه ومضمون أو سرعة الحركة والتغيير. ففي الوقت الذي نرى أن حركة التاريخ للعالم كله وكمحصلة نهائية تسير نحو الأمام وبالاتجاه الصحيح عموماً, نجد في الوقت نفسه أن حركة الدول والتغيرات الجارية فيها تعبر أحياناً غير قليلة عن حركة متعرجة زگزاگية فيها تقدم وفيها أحياناً تراجع أو مراوحة في المكان, وبالتالي تخلف عن حركة واتجاه تطور العالم. وهنا يمكن أن نجد نماذج صارخة لهذه الاحتمالات في الشرق الأوسط على نحو خاص, كما نجدها في الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية وغيرها من بلدان العالم.
وإذا كانت سياسة الدول العربية لفترة طويلة جامدة جداً إزاء القضية الفلسطينية والموقف من إسرائيل, فإنها في السنوات الأخيرة قد تحركت وتميزت بالديناميكية والموضوعية حيث طرحت مشروعات أكثر نضوجاً ووعياً بالمسؤولية إزاء مصائر الشرق الأوسط بغض النظر عن طبيعة الحكومات في هذه الدول ومواقفها من شعوبها ومن الحريات العامة وحقوق الإنسان. وقد تجلى ذلك في مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي طرحه حين كان لا يزال ولياً للعهد في المملكة السعودية. وهو يتكامل بهذا القدر أو ذاك مع خارطة الطريق التي طرحت في عهد جورج بوش الابن.
ولكن ما الذي لم يتغير في هذا العالم المتغير؟ إنها دولة إسرائيل بحكوماتها المتعاقبة. فهي لم تتحرك قيد أنملة عن مواقفها السابقة التي تريد التوسع على حساب القسم المخصص للفلسطينيين من دولة فلسطين السابقة في العام 1947 وقبل قرار التقسيم. فمنذ حرب الأيام الستة وإسرائيل تحتل أراضٍ عربية في الضفة الغربية وتحاصر غزة وتحتل القسم الشرقي من مدينة القدس وتحتل مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وترفض الانسحاب منها إلى الآن وترفض عملياً التفاوض بفعل ما تمارسه من سياسات تفصيلية ويومية في مختلف تلك المناطق وخاصة في الموقف من قيام الدولة الفلسطينية.
حين نقول أن العالم في تغير مستمر, فهذا يعنى بوضوح أن إسرائيل لا تستطيع أن تحتفظ بالأراضي العربية المحتلة وممارسة القمع والعقوبات الجماعية ضد سكان غزة والضفة الغربية أو ممارسة التمييز ضد العرب من سكان إسرائيل طويلاً بالاعتماد على تأييد الولايات المتحدة وبريطانيا أو سكوتهما, ولا على امتلاك السلاح النووي وبقية أسلحة الدمار الشامل, إذ أن القوة العظمى (الولايات المتحدة) تفقد قدرتها سنة بعد أخرى على فرض سياساتها على كل دول العالم كما كان يحصل في القرن العشرين أو إلى الآن, إذ أن ميزان القوى في تغير تدريجي ولكن مستمر ومتسارع نسبياً. ولهذا لا بد لإسرائيل أن تستبدل سياسة القوة والعنف والمجابهة المستمرة من جهة, واقتطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وإضافتها إلى إسرائيل من جهة أخرى, وإقامة المزيد من المستوطنات اليهودية في الأرض التي هي لدولة فلسطين التي يفترض إقامتها من جهة ثالثة, بسياسة جديدة تتميز بالرغبة الصادقة والحكمة الضرورية لمعالجة المشكلات مع العالم العربي والتي يفترض أن تلتزم بما يلي:
** الانسحاب الكامل من الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة في العام 1967.
** أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية, في حين تكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل.
** الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض التي احتلت في العام 1967 ومنها غزة والضفة الغربية.
** الانسحاب الكامل من هضبة الجولان السورية ومن مزارع شبعا اللبنانية.
** إيجاد حل عملي وإنساني لمهجري ومشردي العام 1948 بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية وبالتعاون مع الأمم المتحدة.
** التوقف عن بناء المستوطنات أولاً وتسليم المستوطنات الحالية إلى حكومة فلسطين ثانياً, إذ أن وجودها كان وسيبقى مصدر صراع ونزاع دموي لا يجوز استمراره بين الشعبين العربي في فلسطين والإسرائيلي.
** إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وثقافية بين دولة إسرائيل والدول العربية وإنهاء حالة الحرب التي لا تزال قائمة بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
إن حل قضية فلسطين يعتبر مفتاح الحل للكثير من المشكلات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر واحدة من أكثر مناطق العالم سخونة ومحملة ببراميل البارود والنفط سريعي الاشتعال.
إن إسرائيل التي هي جزء من دول منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تعيش بسلام ووئام وتعاون دون حل المشكلة الفلسطينية أو عدم التوقف عن الرغبة الجامحة في التوسع على حساب الأرض العربية, إذ أن هذا سيقابل برفض مستمر وعداء متبادل وصراع ونزاع دموي وقتل مستمر ومتبادل للبشر وخراب واسع.
إن على إسرائيل أن تختار بين مواصلة السياسة غير الحكيمة الراهنة واحتمال نشوب حروب جديدة وموت وخراب جديدين في المنطقة بأسرها, وبين مبادلة الأرض بالسلام والعيش المستقر في المنطقة. وليس هناك من خيار ثالث. وإذا تصورت إسرائيل غير ذلك فهي مخطئة, كما كانت الحكومات العربية وبعض القوى القومية والدينية التي كانت تعتقد وتسعى لإزالة إسرائيل, ولكن الأيام أقنعت بعضها بغير ذلك. إن تحول سياسة إسرائيل صوب السلام الفعلي سيساهم في توجيه ضربات سياسية نوعية ضد القوى المتطرفة في المنطقة سواء أكانت دينية أم عنصري ويقوض القاعدة السياسية التي تستند إليها في العالم العربي والإسلامي.
وعلى إسرائيل أن تقرر إلى أين المسير بعد أن قررت الحكومات العربية السير على طريق السلام والذي لم يتقرر بعد من جانب حكومة إسرائيل!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينفع حكام إيران ترحيل مشكلاتهم الداخلية صوب الخارج؟
- كلمة كاظم حبيب في احتفالية تكريمه في أربيل
- إيران تواصل سياستها العدوانية إزاء العراق!
- متى يمكن تطبيق مبدأ التداول الديمقراطي للسلطة في العراق؟
- خلوة مع النفس: هل القسوة وعدم التسامح يشكلان جزءاً من سلوكنا ...
- حول صياغة مشروع مدني ووطني ديمقراطي حديث للعراق الاتحادي
- العراق والسرقة الأدبية... !
- في الذكرى العاشرة لوفاة عامر عبد الله / عامر عبد الله الكاتب ...
- مات صديقنا العزيز أبو عشتار ... مات عبد الرحمن الجابري..
- أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟
- جريمتان ترتكبان في العراق , فما هما؟
- هل ناضلنا حقاً من أجل هذا الواقع التعليمي المزري في العراق؟
- اتساع الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في العالم الرأ ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز سمات الخطاب السياسي للمؤتمر القو ...
- هل يمكن مواجهة وجود الطائفية السياسية بشعار -الدين لله والوط ...
- خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !
- هل يمكن بناء الديمقراطية في العراق ؟
- هستيريا الصراع على السلطة في العراق ... إلى أين؟
- رسالة إلى رابطة الأنصار الشيوعيين فرع ألمانيا
- هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إسرائيل ... إلى أين؟