أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إيران تواصل سياستها العدوانية إزاء العراق!















المزيد.....

إيران تواصل سياستها العدوانية إزاء العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك من بلد في العالم يتعرض إلى الإيذاء في منطقة الشرق الأوسط من قبل دول الجوار ومن قوى سياسية فيها بقدر ما يتعرض له العراق, تلك الدول التي تحيط به من جهات أربع, إنها إيران وتركيا وسوريا والسعودية وبعض دول الخليج أو قوى سياسية فيها. ولم يكن في مقدور هذه الدول أو قوى فيها أن تتحرش بالعراق لو كان الشعب موحداً ولو كانت قواه السياسية متعاونة ومتضامنة في ما بينها وبعيدة عن ممارسة الطائفية في السياسة بكل أبعاد هذه الهويات الطائفية القاتلة, ولو كانت للعراق حكومة مدنية وديمقراطية تدرك أهمية وحدة الشعب وتماسكه ومخاطر ممارسة سياسات طائفية مقيتة. إلا أن غياب كل ذلك تقريباً وبشكل خاص غياب مثل هذه الحكومة واستمرار الصراع حول موقع رئيس الوزراء, أوجد حالة غير سليمة تهدد الوضع الأمني بمخاطر جديدة ويمكن أن تنسف كل ما توصل إليه العراق خلال السنتين الأخيرتين من نجاحات في المجال الأمني وليس في المجالات الأخرى ذات الأهمية الفائقة للمجتمع. ورغم تقلص عدد القتلى شهرياً, فهو لا يزال مرتفعاً ويتواصل الموت في مدن مهمة مثل بغداد وديالى وغيرها.
إن الدولة الإيرانية وقوى سياسية فيها تعمل اليوم بدأب ومثابرة استثنائية على تأسيس قاعدة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وثقافية متينة ومتماسكة لها في العراق تستطيع من خلالها التأثير المباشر وغير المباشر على السياسة العراقية وعلى استقلالية القرار العراقي في المجالات الأخرى. وفي هذا تنشأ المصادرة الفعلية للقرار العراقي المستقل الذي يفترض أن يصان ويعزز.
فاستثمارات إيران في مدن ومحافظات الوسط والجنوب آخذة بالزيادة المستمرة والكبيرة, وكذلك في كُردستان, رغم أن كردستان أصبحت موقعاً أساسياً ومهماً للاستثمارات التركية, إذ أن الأخيرة تسعى إلى تكوين وبلورة لوبي لها في العراق من خلال تجديد التعاون مع قوى الإسلام السياسية السنية, كما لإيران مثل ذلك اللوبي في الوسط والجنوب وبغداد بشكل خاص وبين الأوساط الإسلامية السياسية الشيعية. وبهذا نعود إلى الصراع التقليدي القديم بين الدولة الفارسية والدولة العثمانية, رغم إنهما يتفقان في مكافحة حركة التحرر الوطني الكردية في كل من كردستان تركيا وكُردستان إيران.
لا نريد نبش تاريخ العلاقات العراقية الإيرانية وما فيها من إيجابي وسلبي, ففيها الكثير من الإشكاليات التاريخية لسنا بحاجة للعودة إليها. ولكن تاريخ العلاقات العراقية-الإيرانية بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق لا يدعو إلى الارتياح, علماً بأن إيران كانت أول دولة اعترفت بالوضع الجديد في العراق بالرغم من موقفها المناهض للولايات المتحدة الأمريكية, إذ أن الحرب وسقوط الدكتاتورية فتح لإيران, كما لدول الجوار الأخرى, أبواب العراق وجعلها مشرعة بالتمام والكمال أمامها, فولجت في العراق عمودياً وأفقياً وأصبح العراق ساحة فعلية للسياسية الإيرانية إلى يومنا هذا.
وبدلاً من أن تتجه إيران إلى معالجة المشكلات القائمة مع العراق عبر التفاوض والحوار السلمي ومساعدته على النهوض من عثرات الماضي الكبيرة, عمدت إلى التدخل في شؤونه الداخلية بشكل فظ ويومي وواسع النطاق, ثم بدأت أخيراً بتوجيه نيران مدافعها الثقيلة صوب الأراضي العراقية في إقليم كُردستان فشردت الكثير من أهالي الريف والفلاحين الآمنين وقتلت البعض الكثير منهم وأحرقت المزارع ودمرت بيوت السكن على رؤوس ساكنيها. إنها الجريمة بعينها من دولة جارة.
لا تزال نيران المدافع الإيرانية تشتعل في الأرض العراقية وتحرق الأخضر واليابس في آن, وهي التي تدعي الرغبة في إحلال الأمن والاستقرار والسلام في ربوع العراق.
لقد مارست إيران هذه السياسة في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين ودفعته إلى إعلان الحرب وتجاوز الحدود واحتلال الكثير من الأراضي الإيرانية وأسر العوائل فيها ونهب سكانها. وقد أدين صدام حسين بسبب شنه الحرب وعدم رفع شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي. لقد انجر الدكتاتور للاستفزازات الإيرانية على حدود البلدين في حينها بدلاً من طلب المساعدة من الأمم المتحدة لمعالجة المشكلات بالطرق السلمية. أما اليوم فإيران تدرك بأن العراق لا يزال ضعيفاً وغير قادر على الرد الزجري لاستفزازاتها بسبب أوضاعه الداخلية المعقدة وبسبب اللوبي الإيراني الذي سيمنع تقديم شكوى فعلية ودعوة لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمواجهة اعتداءاتها على الحدود العراقية الإيرانية.
ولكن على إيران أن لا تفكر بهذه الطريقة, فالعراق حالياً ووفق الاتفاقية المعقودة مع الولايات المتحدة يعتبر حليفاً للولايات المتحدة ويفترض عدم تجاوز هذه الحقيقة. وبالتالي سيكون من واجب الحكومة الأمريكية وفق تلك الاتفاقية مساعدة العراق في رد العدوان عليه. ولو كان جورج بوش في السلطة لسارع إلى استغلال العدوان الإيراني على الأراضي العراقية ليقوم بتوجيه ضربات عسكرية ضدها. وأتمنى أن لا يحصل ذلك حالياً. ولكن لا يجوز لإيران أن تستثمر ضعف العراق ووجود لوبي داخلي لها بممارسة اختراقات عسكرية مستمرة في الأراضي العراقية والقصف المدفعي المتواصل بذريعة تطهير المنطقة من عناصر كردية من مواطني إقليم كردستان إيران, وهي ذريعة باطلة ولا يجوز التعكز عليها لضرب مواقع عراقية بحتة.
إن على الحكومة الإيرانية إيقاف تجاوزاتها الحدودية وقصفها للأراضي الكردستانية وشعب كردستان وعدم التدخل في الشأن العراقي. عليها أن تحل مشكلة الشعب الكردي في إقليم كُردستان إيران في بلادها وليس عبر الحدود.
كما أن على حكومة التركية إيقاف التدخل الفظ في الشأن العراقي, كما حصل ويحصل اليوم أيضا عبر الضربات العسكرية الجوية والولوج في الأرض العراقية واحتلال مواقع فيه أو إقامة قواعد عسكرية للمراقبةً, فهو تجاوز على السيادة والاستقلال الوطني.
إن العراق يعاني من تسلل قوى إرهابية من بوابات الدول العربية على العراق, وإلى تدخل فظ في الشأن العراقي وفي مجرى انتخاباته والتأثير فيها وفي الحوارات السياسية بين قواه الداخلية. ومثل هذا التدخل يعني بصراحة مشاركة تلك الدول وبعض القوى فيها في مسؤولية الإساءة للشعب والجيرة والوجود المشترك في منطقة الشرق الأوسط وللأمن والسلم في المنطقة والعالم. لقد فاض الكأس ومات الكثير من البشر بسبب التدخل المتواصل في الشأن العراق ومن حق الشعب أن يطالب المجتمع الدولي بالعمل من أجل إيقاف هذه التدخلات المتواصلة في الشأن العراقي, وعلى مجلس الأمن أن يتخذ التدابير الضرورية لدعم العراق في موقفه ضد تلك التجاوزات غير المنقطعة. ومن المؤسف أن نداءات الشعب العراقي لحل معضلة رئاسة الوزراء وسد الفراغ السياسي الواسع لم ولن تسمع ولا يريد أحد سماعها وكأن في أذانهم صمم.
24/6/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يمكن تطبيق مبدأ التداول الديمقراطي للسلطة في العراق؟
- خلوة مع النفس: هل القسوة وعدم التسامح يشكلان جزءاً من سلوكنا ...
- حول صياغة مشروع مدني ووطني ديمقراطي حديث للعراق الاتحادي
- العراق والسرقة الأدبية... !
- في الذكرى العاشرة لوفاة عامر عبد الله / عامر عبد الله الكاتب ...
- مات صديقنا العزيز أبو عشتار ... مات عبد الرحمن الجابري..
- أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟
- جريمتان ترتكبان في العراق , فما هما؟
- هل ناضلنا حقاً من أجل هذا الواقع التعليمي المزري في العراق؟
- اتساع الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في العالم الرأ ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز سمات الخطاب السياسي للمؤتمر القو ...
- هل يمكن مواجهة وجود الطائفية السياسية بشعار -الدين لله والوط ...
- خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !
- هل يمكن بناء الديمقراطية في العراق ؟
- هستيريا الصراع على السلطة في العراق ... إلى أين؟
- رسالة إلى رابطة الأنصار الشيوعيين فرع ألمانيا
- هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟
- أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهد ...
- الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
- هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إيران تواصل سياستها العدوانية إزاء العراق!