أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟














المزيد.....

هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل أن يتخلص المجتمع من قتلة مجرمين تسببوا في موت المئات بل الآلاف من بنات وأبناء الشعب العراق وخربوا البلاد ودمروا البنية التحتية وشاركوا في تعطيل البناء والتنمية من أمثال أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي أو قبل ذاك الزرقاوي, وهو عمل لا شك يحسب لصالح المسؤولين, وخاصة أجهزة الأمن والشرطة وقوات الجيش ومن تعاون معهم وساعدهم في إنجاز هذه المهمة غير السهلة. ولا شك في أن هناك الكثير من هذه العناصر الخبيثة والتي تقف خلفها منظمات إرهابية يفترض دحر مخططاتها الشريرة الموجهة ضد وحدة الشعب العراقي ومن أجل إشعال الفتن الدينية والطائفية في البلاد.
وعلى أهمية هذه الخطوة والتي لا يجوز التقليل منها, إلا أن المسائل الأساسية التي تهم الشعب العراقي أيضاً والتي تفسح في المجال إمكانية فعلية لإزالة العوامل التي تسمح بوجود الإرهابيين والنشاط الإرهابي, وأعني بذلك سبل معالجة المشكلات الأساسية التي تواجه المجتمع جنباً إلى جنب مع مكافحة قوى الإرهاب والفتنة في البلاد, هي التي يفترض أن تحتل موقع الصدارة في المعالجة لا أن تهمل تحت ضغط الصراعات السياسية الراهنة.
فهناك أولاً إشكالية تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتهاء من التيقن من النزاهة النسبية التي تمت بها عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة وفق القرار الأخير لمحكمة المفوضية, والتي تستوجب الاتفاق على رئيس الوزراء وعلى بقية المشاركين في الحكم, إذ من الصعب حقاً تسيير دفة الحكم بحكومة تصريف أعمال وعدم عقد اجتماعات لمجلس النواب, بغض النظر عن رأي الناس فيه. كما لا بد من مواصلة الجهد السياسي لتفتيت البؤر السياسية الإرهابية التي تمارس القوة والعنف والسلاح في مقارعة الحكم القائم من خلال ممارسة سياسة حصيفة قادرة على تحقيق الفرز الواقعي بين تلك العناصر والكتل بما يسهم في شلها عن العمل وإبطال مفعول تأثيرها وعزلها عن الكثير من قواها وعن المجتمع. ومثل هذه السياسة تتطلب تخلصاً واقعياً من المحاصصة الطائفية التي لم تنته مع هذه الانتخابات بل تكرست بطريقة أخرى, وهي إشكالية تحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والجدية في مكافحتها. ولدي القناعة الشخصية بأن من الصعوبة بمكان, إن لم يكن مستحيلاً, الخلاص منها بوجود أحزاب تؤمن أصلاً بالطائفية السياسية لأنها قائمة من حيث المبدأ على أسس مذهبية متناحرة.
المشكلات التي تؤرق الشارع العراقي في يومنا هذا كثيرة وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي الصعب حيث البطالة الواسعة والفقر الكثير في المناطق الفقيرة والكادحة من العراق والتي يقع أغلب سكانها تحت خط الفقر المعترف به دولياً للدول النامية, إضافة إلى غياب الجهد, رغم وجود وزارة تخطيط, لوضع إستراتيجية للتنمية والجدوى الاقتصادية وإعادة بناء الاقتصاد العراقي بإقامة المشاريع الصناعية أو توفير مستلزمات تطوير وتحديث وتنشيط القطاع الزراعي وتعزيز العمل لإنجاز مشاريع البنية التحتية وخاصة الماء والكهرباء والصحة والتعليم..., بل يبدو أن كل الجهد موجه الآن لصالح الاستيراد, فهو الأسهل للمسؤولين, في حين أنه, وكما يجري اليوم, يشكل إساءة كبيرة للاقتصاد الوطني وبنية الدخل القومي وهدراً للموارد المالية وتقليصاً لقدرات التشغيل وتحقيق التراكم المنشود للثروة الوطنية, إنها وبالصورة الجارية تعتبر شكلاً فاضحاً من أشكال إفقار المجتمع والاقتصاد الوطني.
إن الانشغال السياسي للفائزين بالانتخابات في الصراعات والحوارات اليومية وتعطيل عمل الوزارات وجهدها لوضع إستراتيجية تنمية وطنية شاملة من جهة, وتوزيع ذلك على خطط وبرامج ومشاريع توضع قيد التنفيذ من جهة ثانية, هو الذي يساهم في تهيئة المناخ الداخلي العراقي لنشاط الإرهابيين. كما أن استمرار الفساد المالي والإداري يمنح الإرهابيين فرصة ثمينة لتمرير عملياتهم الإرهابية وتنفيذها في الزمان والمكان المرغوبين منهم.
نحن أمام سلة كاملة من المهمات السياسية والأمنية والإعلامية والتنويرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية, والأمر الوحيد القادر على وضع كل تلك المهمات في مكانها وزمانها المناسبين يتلخص في توفر رؤية واقعية سليمة وعقلانية لدى الأحزاب السياسية الحاكمة لما هو مطلوب إنجازه في العراق على المديين البعيد والقريب, أي أن يتجلى ذلك في إستراتيجية تنمية اقتصادية وبشرية قادرة على استثمار قدرات العراق المالية, وخاصة إيرادات النفط الخام, والبشرية لتحقيق إعادة الإعمار وتغيير وتطوير البنية الاقتصادية مقترنة بسياسات مالية ونقدية سليمة, باعتبارها الأداة التنفيذية لإستراتيجية التنمية الوطنية. وهنا لا بد من العمل الجاد من أجل توزيع عقلاني لموارد النفط المالية, أو عموم الدخل القومي, بين حصتي التراكم والاستهلاك, بما يساعد على تنشيط عملية البناء وتحقيق التراكم الرأسمالي الضروري من جهة, ويوفر مستلزمات الاستهلاك الفردي والاجتماعي أو الخدمات العامة من جهة أخرى. وبغير ذلك سوف تكون قضايا الشعب الملحة ومطالبه العاجلة قد تركت خلف ظهر الفائزين في الانتخابات وبعيداً عن أي شعور بالمسؤولية إزاء المجتمع والاقتصاد الوطني.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهد ...
- الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
- هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟
- رسالة شكر وتقدير واعتزاز
- قراءة حزينة في كتاب -شاهد عيان: ذكريات الحياة في عراق صدام ح ...
- المرأة والكتابة والنشر في موقع الحوار المتمدن
- هل من علاقة بين نتائج الانتخابات والإرهاب الدموي في العراق؟
- الإرهابيون القتلة يمارسون مهنتهم بنجاح .... فهل فشلنا في الم ...
- تحية وفاء ووقفة إجلال لشهداء الكُرد الفيلية , شهداء الشعب ال ...
- أسئلة موقع ومجلة زهرة النيسان وإجابات الدكتور كاظم حبيب
- رسالة مفتوحة إلى الأخ السيد عباس العگيلي
- خلوة مع النفس ...القطط السمان المتنفذة وحديث الناس ...!!
- ملاحظات مطلوبة على تعليقات حول مقالاتي بشأن تصريحات السيد طا ...
- إذا كانت أحداث عبد السلام عارف في الفترة 1958-1963 كمأساة .. ...
- رسالة مفتوحة إلى الزميل رئيس الهيئة الإدارية لنادي الرافدين ...
- الانتخابات تدق الأبواب .. وصوتي لن يضيع هدراً, فهو لقائمة وب ...
- إجابات كاظم حبيب عن أسئلة صفحة المثقف حول الانتخابات العراقي ...
- حمى الانتخابات ونسيان مشكلات الطفولة في العراق
- سياسيو الهدايا وهدايا السياسيين! من كان بيته من زجاج, لا يرم ...
- المعايير الهشة في الموقف من الديمقراطية الغربية وواقعنا العر ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟