أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي شايع - دموع السياب














المزيد.....

دموع السياب


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 07:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


جرت الانتخابات الهولندية قبل أيام، ويقول المثل عندهم : “لا تستطيع وضع الحذوة لحصان يجري”. فلكل شيء لدى أهل الأرض المنخفضة إيقاعه السريع في الحياة، لكنهم يشترطون البداية الصحيحة الثابتة لأن فيها حسب تصورهم؛ نصف العمل. لذا بقيت البلاد تديرها حكومة مستقيلة لأربعة أشهر، دون حدوث فراغ يذكر، وجرت الانتخابات الجديدة وفاز من فاز فيها دون أن يحدث ذلك تغييراً في الحياة العامة.. قبل وبعد الانتخابات،لأن الدولة ثابتة.
مع هذا لمس كلّ مواطن في هذا البلد حركة دعاية انتخابية لم تفسد منظر المدن، اشترطت لها الدولة أمكنة -مؤقتة- يمكن حسابها بالأمتار القليلة. ففي مدينة يفوق تعداد سكنها 30 ألف نسمة، كان مكان الدعاية الانتخابية الأهم؛ قطعة خشبية عرضها أربعة أمتار وارتفاعها متران ونصف، اجتمعت فيها جميع صور المرشحين، و قس على باقي مدن دولة يبلغ تعداد سكانها 16 مليون نسمة.
الدعاية التلفزيونية لم تستهلك أوقات الناس وتثقل كاهلهم، فالالحاح الدعائي يجلب نتائج عكسية لدى إنسان يريد أن يطالع ويقارن البرامج الانتخابية، لذا كان رصيد المناظرات بين كبار المرشحين وافراً، أثبت خلاله الساسة قدرتهم على طرح برامجهم وخططهم المستقبلية.
ظهيرة يوم الانتخابات، وفي ذروة القلق، بث التلفزيون الأول ندوة ضمّت الفرقاء السياسيين الكبار جميعهم، حضرها وأدارها أطفال لم يبلغوا السن الانتخابي بعد، وكان النقاش حماسياً أحرج بعضهم.. طفل هولندي أشقر في العاشرة من عمره، سأل زعيم حزب متطرف يظهر العداء للاسلام: سيد خيرت فلدرز..ماذا كنت ستفعل لو كنت مسلماً في هولندا؟. وانهالت أسئلة أخرى بالعشرات تتحدث عن الاقتصاد والحاجات اليومية للناس، حتى كأن المشاهد يرى من خلال حماس هؤلاء الصبية ونقاشهم؛ محاكمة المستقبل للحاضر.
الجميل إن بعض المدارس الابتدائية تجري استطلاعات رأي وتوقعات للطلاب عن احتمالات فوز الأحزاب، تنشر في صحف المدينة، وتكون في متناول أحزاب يرى المتابع لنشاطاتهم بأنهم لا يهملون كبيرة ولا صغيرة تشغل الشارع الهولندي.شاركتُ في الانتخابات ولم استغرب مطلقاً أن يكون المكان المقدس الذي سأضع فيه ورقتي الانتخابية هو حاوية نفايات طويلة توضع عادة في بعض البيوت، تباع بثمن بسيط في السوق، تم تحويرها ووضع قفل لها لتكون صندوقاً انتخابياً، فلا أموال تنفق عبثاً، والشكل غير مهم مادامت القيمة في المحتوى.
لم يكن المركز الانتخابي للحي سوى مكان جانبي من بهو دار للعجزة، تذكّر وجوههم وهم يعيشون يومهم المطمئن بأن الديمقراطية لها عمر راسخ وقواعد ثابتة.وأنا أغادر المكان لا أدري أي الأشياء أعلاه دفعت بدمع عراقي غزير، تدحرج من عيوني، مع مطر هولندي انقذني من ملامة الناس، متذكراً العراق والسياب وهو يقول: وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع..ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر.

[email protected]



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذر إخوتك يا يوسف
- الأرملة السوداء..مقال في ذم الأم!
- تصانيف النهب
- حق عراقي مغصوب بالتقادم
- دور نشر سودانية، والقراء في الأردن!
- سؤال إلى ضمير عربي
- على الطريقة الفرنسية!
- قضية ضدّ الحكومة العراقية
- وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات .. ولكنه ضحك كالبكا
- عزايم عراقية!
- برلمان.. أيْ تام
- فيروز تغني عن الشخص الإيراني
- عصور ما قبل الحلاقة
- !الصفصاف يثمر أجاصاً
- ربطة عنق
- ! العراق.. خطية
- كمبيوتر كوفي عنان !
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن


المزيد.....




- كيف يظهر -شكل الشيطان- في بورتريه الملك تشارلز؟.. تلاعب ونظر ...
- -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام ...
- شاهد.. إوزة بالغة تقود -تيارًا لا نهاية له- من صغار طيور الإ ...
- الملك سلمان يعاني من ارتفاع بالحرارة وألم مفاصل ويجري فحوصات ...
- شعر مستعار مذهل لأميرة مصرية بالعصور القديمة.. ما حقيقة الصو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثة رهينة من غزة
- مصر -غاضبة ومحبطة- ـ العلاقات مع إسرائيل في -أسوأ مراحلها-! ...
- دراسة: انخفاض التستوستيرون لدى الرجال يزيد من خطر الوفاة
- مجموعة علماء تكتشف علامات على وجود حضارة خارج كوكب الأرض
- -طلبي غريب شوية-.. عمرو أديب يوجه طلبا عاجلا لرئيس الوزراء ا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علي شايع - دموع السياب