فخ جنة الكمال

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 03:14
المحور: الادب والفن
    

الإهداء
إلى هذه البذرة التي تنمو في كل الفصول

عندما تكون نسبي إلى حد النخاع
ينتابك شك دفين في الكمال
وفي اكتمال الدائرة
وفي مليء النصف الفارغ من الكأس
وفي الإجابة النموذجية للسؤال
وها قصة الجنة .. تقول لك هذا
النقص انتصر .. وفخ جنة الكمال انكسر
وها روميو وجولييت يموتوا مغتربين
وها المسيح توج على الصليب فقط ملكاً
ولأجل هذا وأكثر أخاف من سراب الكمال
من اكتمال الدائرة
ومليء النصف الفارغ من الكأس
وما لم تراه عين اليأس
ووسوسة كل ما لا يخطر على قلب بشر
أخاف من أن تمسك بيديك الترابية إجابات مثلى في لحظة مباغتة
تكسر باب شكك .. بحثك
وتلقي في حضنك أيقونتك
التي لم تتخيل يوماً أنها موجودة
وأنها محبوبتك
أنها مخلوقة على صورتك تتنفس مثلك
تتخبط مثلك
تحزن وتفرح وتشك مثلك
بعد أن هرولت كل هذه السنين وهدأت الآن
بعد أن انسدل الستار عن كثير من العطش
وقليل من الأحلام
بعد أن جفت عيون من الينابيع كانت تزرع بعض بوارك
واقتناعك شبه الكامل بالربيع وبالخريف
وعصمة الوحي المـُحرّف
عجيب هذا الزمن .. عجيب هذا القدر
بعد أن أعطيت ظهرك لكثير من الأحلام
الآن تراودك عن نفسها أجمل الأحلام ..
أبعد الأحلام
الآن وأنت في ذروة شبه الناس بحق
وأنت في كمال البهتان
وفي ضلال معادلة لم يعد فيها الإنسان للسبت ولا السبت للإنسان
الآن وأنت تغمض عينيك بعد أميال من السفر
وشراء خيوط الكفن
وكسر قارورة الطيب على خريطة الوطن
بعد كل هذا وأكثر
الآن يقرع بابك الخشبي البني العجوز
ويهمس لكوخك الآن بالعرفان
بعد أن كاد شكك يكتمل
فتؤمن بالكمال
ليصبح الكأس كله فارغاً
بلا خمر رديء .. ولا خمر جيد
ولا ممنوع مرغوب .. ولا عبيد في جنة سيد
اكتمال النقص أكثر ألفة لنا
وظمأ الروح لا نجهله .. نعرفه
فقد كان كالظل منذ صبانا
عرفنا كيف نسقيه وكيف نروضه
وعرف هو كيف يعطشنا وكيف يضللنا
كيف ينادينا فنهرول نحوه
وكنا نسأله في جنته فيطردنا
كان الصليب دائماً إجابتنا
لأجل كل هذا وأكثر
اليوم ليس يوم خلاصك
والآن ليس وقت مقبول
وكل شيء تحت السماء ليس له وقت
وقت مجدليتك رحل
وقت قيامتك رحل
وقت اغترابك هو الوحيد الذي لا يريد أن يرتحل

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل