أطول .. أمة أخرجت للناس !!

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 02:18
المحور: كتابات ساخرة
    

إهداء

لكل من تظاهر في يوم 6 ابريل وطالب بإلغاء قانون الطواريء ، وبتعديل الدستور
من أجل دولة ديمقراطية بحق ، وتحترم حقوق الإنسان بحق
كل الشباب الذين كانوا معنا في مواجهة دولة العسكر بلا نخبة جوفاء

مقدمة سايكو " منفسنة " يعني ..
" كل طويلٌ هابيلٌ "
التفسير للمقولة العبقرية دي طبعاً مش مقصود بيها الطول الجسماني ولا القـُصر الأوزعاني لأن محدش خلق شكله
لكن المقصود بيه الناس اللي عايشة في الدور واللي حاسة إنها أطول من كل بني البشر القصيرين طبعاً .
واللي شايفة نفسها شويتين تلاتة اربعتاشر .. اللي مليانة " شو " واللي بتخبطك على كتفك لما تكون مش واخد بالك منها وتقولك بُصلي .. إنت مش شايف مين واقف قدامك .. يا أعمى .
طبعاً بتقولك كده مش بصوت مسموع ، بهمس الوسوسة " الشووية " .
وفعلاً كل طويل " عايش في دور طويل " هابيلٌ .. مش قابيلٌ

دي المقدمة
أما الموضوع أهه ....

احتمال كبير إنك تعرف حد كده .. عايش في الدور
أو تعرف فكرة كده .. عايشة في الدور
أو جماعة كده .. عايشين في الدور
أو أمة كده .. عايشة في الدور
الفرد الطويل هو البذرة اللي تكبر وتنمو وتنتشر لحد ما تكون هواجس العماليق اللي بيشوفوا كل الناس التانية كالجراد في أعينهم .

والطويل بيتعرف بسهولة ..
بيحب " الشو " موت .. ممكن يكون كمان منذ الصغر عنده بوادر نجومية وانطفت .. قام كملها افتعال واندماج وتجسيد لدور النجم الأوحد .. النجم الأفضل اللي بيعرف اللي متعرفوش
واللي بيشوف اللي ما بتشوفوش .. واللي بيفهم اللي ما بتفهموش
" الحتة الجاية دي نثر "
بغيره تضل الطريق .. وتصبح ملعوناً
ترجم من مريديه بصدر رحب .. وضمير مرتاح
وتصبح من القلة المندسة المنحرفة .. مبدع من أصحاب البدع والهرطقات .. لوسيفري التوجه
والتاريخ البشري مليء بهذا الداء .. داء امتلاك المعرفة .. امتلاك الحـُب .. امتلاك الرحمة .. امتلاك الأخلاق .. امتلاك التقوى .. امتلاك القداسة .. امتلاك الحقيقة المطلقة
فالأسئلة من نصيب القصيرين فقط
أما الطوال هم من يمتلكون الإجابات

القصير محني كاهله بالشفرات والألغاز وعلامات الاستفهام والتعجب
والطويل بلا نير .. نائم في العسل .. ضاحك بلا شجن
يضمن أمسه ويومه وغده .. ويطول أكثر فيضمن آخرته
بلا مجهود .. بلا نضال .. بلا جهاد قانوني أو حتى غير قانوني

الطويل كالطاووس يتبختر حتى وهو يمشي على البوار
والقصير يجني بتواضع الباحث .. بعرفان الشك .. بدهشة طفل يتلعثم

الطويل .. لا يأتيه الباطل أبداً
ومستحيل أن تضل بوصلته
معصوم العينين والرؤيا حتى وهو مغمض .. حتى لو كان كفيف .. كفيف البصيرة
والقصير .. يحمل تيه الابن الضال
وخطأ بوصلته من بديهياته
نسبي حتى وهو في ذروة يقينه
ترابي حتى وهو يلبس تاج الملوك

الطويل لا يعرف إلا طريقاً واحداً لروما
وهو الوحيد الذي لم يزور روما إلا الآن
ولا يعرف أين تقع على الخريطة
والقصير .. هو الذي يخاف من إدمان أفيون الشعوب
وكل أنواع المخدرات التي تجعله .. ليس هو
وتجعل روما .. ليست هي
يخاف من سراب المخدر الذي يجعله يتخيل أنه يشرب طول العمر من بئر
وهو ليس بئر .. وليس ماء
يتخيل أنه ارتوى وهو مازال عطشاناً جداً
ويكاد يموت عطشاً

الطويل يحكم حـُكم نهائي أحادي مغلق بالشمع الأحمر
إذ كنت معه أنت براءة .. وإذ كنت ضده أنت متهم
وما بين براح البراءة وضيق قفص الاتهام مسافة لا تـُعبر
لا شفيع فيها ولا سند
والقصير .. لا يجلس قط على عرش القضاء
لا ينظر من ثقب إبرة على البشر ليراهم ملائكة .. أو شياطين
بل يراهم بشر من لحم ودم

الطويل .. لا يخدم أحد كما يدعي
يدعي هذا لكي يظلوا يخدموه
يتوارى لكي يظهروه
يتصنع أنه آخر الكل ليكون أولهم
حيث الصف الأول بل حيث الجلوس على العرش الوحيد " تخمة الأنانية "
والقصير .. احتجاب أو حضور بلا افتعال
لا تعرف يمينه بحق ما تصنعه شماله ..
وإن عرفت .. تتأسف يمينه
وتتوب عن هذا الفعل الفاضح

والفرق بين ثمار بذرة الطويل هذا .. وبذرة القصير تلك
هو الفرق بين هرم من الأكاذيب
وهرم حقيقي من العرق والدموع
بين أوطان سرابية مفتعلة تحمل روح القبيلة
وبين أوطان حرة عادلة تحمل روح الحداثة
بين أمم تصعد بخيالها إلى القمر .. وإلى الجنة
وأمم تصعد حقيقة إلى هناك وتجسد الجنة هناك

الفرق بين بذرة مائتة تثمر موت
وبذرة حية تثمر حياة
بين الطويل الهبيل .. والقصير المتواضع

"وحدها الأسئلة هي التي ترى أما الإجابات فعمياء"
أندريه جيد

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل