أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - معرض الفنان عبد الرزاق سوادي .....الفطرة الفنية















المزيد.....

معرض الفنان عبد الرزاق سوادي .....الفطرة الفنية


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


يجب ان لا نفهم ان الفطرة الفنية تعني السذاجة في طرح الخطاب الفني وانما فطرة الانسان الاولى التي تصنع التخيلات التي لاتعطل تساؤل المتلقي وانما تحفزنا لقضايا تاسيس انواع معينة من التاثر الفني لان( الانسان كائن فنان ).

قد ينحدر الفنان في بعض اللوحات ويننقل الى الواقعي عن طريق توظيف الحقيقة شبه الوثائقية معتمدا على وعيه الذاتي الانعكاسي "ذاتي المرجعية " في لوحات قليلة يدين فيها الارهاب بكافة اشكاله وهي لوحات مقبولة فنيا لتعبيرها عن العطب في الحس الانساني وقلقه على بخس الحياة وحرية الانسان واضطهاده ،لكن مفهوم الفطرة الانسانية تظل ركيزة تساعد على فهم العالم والخروج من المفهوم الضيق للمحاكات وهي نزعة زاوجت بين تقاليد الواقعية الموروثة والتجريدية المعاصرة مبتعدة عن التشخيص والتجسيم التقليدي .

المثير للجدل في هذا المعرض هو الهروب المتعمد من الحرفية او الاكاديمية والاعتماد على الفطرة الفنية في الرسم والتجسيم والتشكيل .

وقد تبدو اللوحة الاولى في المعرض الذي ضمّ اربع وعشرين لوحة اختراقا قصديا للتابو المحرم ،مثلما اتجه الكثير من الادباء لاختراق هذا التابو بهدف الشهرة لكن فنانا في سن السبعين وبعد دراسة اللوحة وبعد تفحص لايحمل من القبلية الثقافية بل بتفرج المحايد جعلني اعود للمعرض في اليوم الثاني حتى قال الفنان عني ،بأني الوحيد الذي زرت معرضه مرتين على الرغم من تصويري الفوتوغرافي لكل اللوحات في المرة الاولى .... تلك الفطرة رصدت المرأة على انها كائن جميل يعطي الحياة اكثر مما ياخذ فيما تغطي اغصان الزيتون كل تشريح رائع قد يثير في العقل الظلامي هواجس العقد الجنسية ،وجدت هذه المرأة في عشرين لوحة اخرى بسطوح تكعيبية ذات بعد واحد في وجهها الجميل المضطهد ،لكن الفنان يرسم وجوها ملثمة بدوائر مظلمة في مساحات مدروسة في فضاء اللوحات ، حيث يمزج بين التكعيبية ورسم الوجوه "السكيج " للرسامين المبتدئين ، تارة تشارك المرأة في ثورة تطغي على اللوحة وبرسم على الطريقة الشرقية (البعد الواحد) لرأس الامام الحسين "ع" وتارة في بوستر حيث يمتد ساعد بعضلات ذكورية ، لوحة اخرى يتيمة لاتمت لكل اللوحات بصلة هي لوحة تعبيرية اقرب لمنهج " بير مونار " الانطباعي الصوفي ،حيث تتامل المرأة مع الرجل سماء صارخة الالوان ..... لم يكن هناك تشائما في اللوحة ، ندرك مرة اخرى المعادلة الصعبة في تضامن الرجل مع المرأة في اللون "انوثة الفرشاة " ان صح التعبير ،قد يبدو مصطلح انوثة الفرشاة غريبا لكني ارمي الى مصطلح انوثة اللغة في الكتابة عند غادة السمان ولطفية الدليمي واحلام مستغانمي ، فلماذا لاتكون انوثة في لغة الرسم اذا ادركنا ان المرأة هي الساق الاخرى للكائن الذي يمشي على الارض وهو الانسان ،والغريب ايضا ان الفنان مجبر على مايبدو ان يشرح مضمون كل لوحة للاستاذة الذين افتتحوا المعرض ،على الرغم من المباشرة المسيئة للفن ..... هذه المباشرة في الطرح تقلص من ساحة تأويل الشفرات الفنية .. بل توقف التاويل في لوحات عديدة وخاصة في اللوحات الاقرب للبوستر وتلك التي اخذت من نزار سليم بعض اجوائها وخاصة الازقة الشعبية .

على الرغم من رفض الفنان ذلك .

ان ايقاف التاويل والذي اطلق عليه فوكو الارساء اشبه برسو السفينة وتوقفها على ضفة ما,واطلق على هذا الايقاف ب"التمعني "وهو ضعف وقبح في الكثير من المعارض الفنية الاخيرة في البصرة ..

الفطرة وحدها تنقذ الفنان ،لان الفطرة الفنية تشفر اللاوعي الجمعي " نظرية كارل غوستاف يونج "في الفن .

والمسكوت عنه تطرحه بدون وعي ،نرى التابع ينفض الغبار عن وجوده وهو "المراة " ،المراة الرافضة للتهميش والارهاب والمحبة للجمال والخير لكل البشرية ، نموذج المراة يرتبط بكل اللوحات بالشجر والورد خاصة ، ولاتعتبر الفطرة الفنية عيبا فنيا وانما الفكرة الفنية وهي (تلبس ثوبها ) ،اي انطلاق الفنان من اللوحة ذاتها وليس من ادلجته الفنية ،لان المدارس الفنية باتت في مطلع القرن الحديث اشبه بالقيد المؤدلج المسبق الذي يحوي الافكار قسرا ، نحن نعيش في عصر تحررت فيه الاجناسية واختلطت اجناس الادب فلماذا لاتختلط مدارس الفن؟؟ .

ان هذا التخندق في اطار مدرسة ما دون الانطلاق من النص الادبي او اللوحة ذاتها ، ولعل مجايله الفنان عباس السعد انطلق اخيرا من الفطرة وحدها تاركا الاغلال حسب قوله جانبا ، يجب ان يكون المبدع حرا .

الفنان عبدالرزاق سوادي وظف الكولاج "اللصق "باقتطاع وجوه معبرة لنساء يحملن من الثقة والجمال يؤهلهن (اللصق) على لوحة زيتية تطرح خطابها بشكل مباشر ... افتتح هذا المعرض في اليوم الاول من الاسبوع الثقافي لجامعة البصرة ,معرض التغلغل بمفهوم المقدس والمدنس ، وبجراة استطاع الفنان أن يخترق التابو المقدس دون ان يسلك طريق المدنس " انا خلقنا الانسان في احسن تقويم " انما يعطي مفهوم على ان المقدس المتعال بتجلياته ونفوذه ومجالاته انما هو ظاهرة موجودة منذ الازل , منذا ان تحول التجمع البشري الى مجتمع بشري ويعتبر من البنى الشديدة العمق في اللاوعي البشري لان الانسان في لحظة اختراقه المقدس يحمل روموزا وقد تكون اوشاما تدل على مقدساته "التاتو " ان علم نفس الدين يؤكد- ان كل مقدس هو ديني ويؤكد ان المقدس يرتبط بطبيعة المجتمعات ،ويلاحظ هذا في علم انثرولوبوجيا الدين ،ومهما تطورت البشرية فان الرموز الدينية والمقدسات التي تعود لاول فلسفة دينية حتى ولو كانت وثنية فانها لاتختفي من اعماق اللاشعور الجمعي ،مثل الياس وعيد الشجرة وارتباطهما في "المراة والثعبان " في الديانات "السومرية والبابلية والصابئية والاسلامية فيما بعد .... المقدس ينمو في العقل البشري ولايختفي وانما يطرح نفسه في مجالات اخرى .

ولعل النوذج الاولي حسب تعبير "يونج " للمرأة على انها حافظة النسل والدفْ والحنان والحب المرتبط بالشجرة والوردة هو الذي جعل الفنان بفطرته يرسم الخفايا في العقل البشري ويصل الى اماكن ممنوعة ،اماكن لانفكر فيها اصلا ، ان رحلته هذه تطرح اسئلة عديدة !! مجرد اسئلة ليس بالضرورة ان نجيب عليها .



#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المختارة لجمان حلاوي ....عاصمة الزنج
- المختارة
- ازاحة الاقنعة
- عبد الحليم مهودر في ظل استثنائي... مدينة الانهار
- قراءة في مجموعة (اللوحة) القصصية لمجيد جاسم العلي
- ادباء بصريون : (شواهد الاشياء لباسم الشريف... شواهد الماء)
- (أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة
- كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة
- قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومر ...
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - معرض الفنان عبد الرزاق سوادي .....الفطرة الفنية