أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائعة















المزيد.....

ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائعة


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 07:07
المحور: الادب والفن
    


المحاكاة التي تقلد الواقع تمدنا بتصور خاص لذلك الواقع نطلق عليه بالجو العام في المجموعة القصصية مثلا رغم إن الدراسات الحديثة (اللسانية)تشكك بمفهوم أرسطو مثل مناهج البنيوية وما بعدها والتفكيكية حيث لاتشير اللغة إلا إلى نفسها بينما تقول البديهة اللغوية إن اللغة لاتشير للأشياء بل إلى أفكارنا عن الأشياء (دي سوسير)لان عقل الإنسان هو المفكر عن طريق اللغة والمجسد للوعي الذي يحاكي البعد الإنساني في المتغيرات والصراعات والمتناقضات ...بهذه المقدمة أحاول تبرير الأسلوب اللغوي والإيقاع الموسيقى للجمل في مجموعة مرزوك ..الإيقاعات الضائعة للقاص عبد الحسين العامر الذي يتجاهله النقد الأدبي مثلما تجاهل طاهر ظاهر حبيب في مجموعته ذاكرة الميتين لإعتناقهما رؤية لغوية وفكرية متقاربة للواقع والحقيقة انه لايوجد ألان نقدا أدبيا وإنما نقدا ثقافيا يمارسه كل من مارس الكتابة ويمتلك المتين للثقافة الواعية إذا أدركنا إن النقد الثقافي هو النقد الأحدث في استيعاب النصوص الادبيه ويستوجب كل المناهج في النقد (بعد تعريقه والاستفادة من بعض الصروحات ) وخاصة إن عبد الحسين العامر من جماعة (12 قصة) في السبعينات التي أرست قواعد القصة البصرية الحديثة بالتأكيد إن التجاهل لاينبع من ثقافة بقدر ماينبع من انفصام في وعي المثقفين ...أنهم يتحدثون بالبنيوية والتفكيكيه ونحن لم نصل بعد المستوى الرأسمالي الذي أنجب هذه المدارس ..بما جعل اللغة عندهم لغوا وهذيانا وخاصة عند بعض الشعراء المعروفين وهم يطلقون عليها غموضا باعتبار الرمز إن أجمل مافيه غموضه مما جعلهم يبتعدون كثيرا عن جوهر الشعر وأدواته من الرمز والاستعارة والمجاز ...إن تعلق عبد الحسين العامر بموروث سرد الحكاية الشعبية بجمله الخبرية الطويلة والتقريرية ينبع من كون الريف العراقي مكونا من خزين هائل من الحكايات والمضامين التي لم تطرقها القصة المدينيةالحديثة مثل مرزوك وإيقاع الخشابة أو (الكسارة )أو دفوف وطبول صيادي الأسماك في البحر وضياع الإيقاعات نتيجة الحروب ولم يبق إلا إيقاع الدوشكا المميت ..إن وقفة مرزوك الحائرة في العشارورفيف أجنحة النوارس المبتعدة الخائفة بعد إن كانت ترافق الصيادين بل يعرفون مواعيد المد من صوت (النوارس واللقائق )ص36 و(من صوت إيقاعات طبلته بمعية البحارة)ص 43 فمرزوك جاهر للرقص حتى الموت,إذا سمع صوت الإيقاع )ص45 و(بضربة واحدة من كل الإيقاعات ,يقفز للأعلى ,ويهبط منهيا بذلك ,رقصته الأخيرة ..بلا حراك ,لحظتها حلقت حوله مجموعة من النوارس ,كانت في طريقها نحو الجنوب حيث مدينته المستلقية على حافة البحر ...فحملته على أجنحتها ورحلت )ص46 هذه القصص هي النواة للوعي الجديد الذي هشم انفصام بين اللغة والواقع رغم إن القاص يفشل في الحوار حيث يفتقد الشحنة النفسية والاجتماعية والنبرة والنغمة التي تميز ابن القرية عن ابن المدينة وبين الأمي والمثقف ويفقد أهم أركان الواقعية التي تعاني ألآن من هجوم شرس من قبل العولمة وماتنظرة حول الأدب الملتزم ...تنشد قصة (الضفاف الأخرى ) وتنتمي لجيل متقدم في كتابة القصة مما يحير القارئ عن التزام القاص بلغته الإخبارية في القصص الأخرى ..القصص التي يوحدها الطائر ...ذلك الحب الأفلاطوني الصوفي العجيب للطبيعة وللطائر بالذات لأنه يجسد الحرية حتى ان رقصات البحارة بااكتافهم وأيديهم تحاكي جناحي الطائر المنطلق للسماء الفسيحة ...لمرزوك حجم المأساة والعبودية التي عاشها الفاو و (أبو الخصيب ) في زمن الدكتاتورية ففي قصة ( رحلة الأسى ) و ( منذ زمن بعيد – لا اعرف كم من السنين مرت ، فقد ضاعت من ذاكرتنا كل التقاويم .. وأنا لم أسمع صوت أي طائر ) ( ص74) وفي قصة ( رياح القلق ) التي هي قصة تاريخية للطيور ( كيف للأشجار ان تتحمل وقوفها انتظارا لمواسم بلا رفيف للأجنحة ، بلا غزل ، متحولة ، الى بيوت بلا نزلاء .. بلا حكايات ، ومن يستقبل ويودع المراكب غير النوارس ، ومن يتنبأ عن لحظة سفر النجوم وأول رعشة لولادة الفجر غير الديكة ...) ( ص94) .
وفي قصة ( الحمامات والساحة ) ( أخرج خمس حمامات وأطلقها كالمنشورات في فضاء الساحة المزدحم باللافتات والرايات المرفوعة وهي تعلو فوق الرؤوس تدريجيا بحركات رشيقة ملاعبة الريح الخفيفة تحت ضوء الشمس بمعية مجاميع من النوارس القادمة من الشط القريب ) وتردد في أغلب القصص جملة ( وسط بحث بعض الطيور ذات القوائم الطويلة بين ثقوب السرطانات البحرية ) ...
وأنا أدرك بحكم انتمائي القروي ان العوائل الفقيرة جدا يصبح الطائر في البيت مقدسا فالدجاجة البياضة تعوض عن البقرة التي لا يربيها إلا إذا كان بمرتبة أعلى طبقيا ويملك أرضا او ( فلاحا في أرض ) بحيث يمكنه جلب الحشيش فتصبح الدجاجة للفقراء الطائر الطوطم . وفي اليوم الذي يذبح فيه الطائر هو يوم غير اعتيادي وثمة حب عجيب بين أفراد العائلة ، وهذا الطائر وينسحب الحب على كل الطيور والقاص يؤكد ذلك بإيقاعات طبال السحور الذي هو مرزوك في قصص أخرى ...

( بأننا وجدنا نحن الفقراء الذين نصوم ، اما الأغنياء فلا يعذبهم ذلك ..!) بل ان التلميذ بطل قصة
( الأماني المؤجلة ) يسمع طبال السحور ( مرزوك ) ينادي ( أنهضوا أيها النيام ، أنهضوا أيها الفقراء، لتضيفوا الى صيامكم الأبدي صيام يوم آخر ) . ان السر في تضامن الشكل مع المضمون في القصص هو الحس الأولي ( الوثني ) بالطبيعة ، هذا الحس لم تشوهه الثقافة الحديثة رغم أقحام القاص أسماء مثل ( بيتهوفن – تشايكوفسكي – تريلاند ) ان الالتصاق بعالم القرى لا يعني ان القاص يحمل وعيا زراعيا او قرويا متخلفا .. إنما التخلف هو التنصل من الواقع الحقيقي الذي يجب ان ننطلق منه فيكوّن محليتنا الخاصة او هويتنا الخاصة والانطلاق بها للعالم خوف الضياع في عاصفة العولمة المفروضة على الاقتصاد كتطور طبيعي كوني ومسح الهوية الثقافية الخاصة للشعوب ، هو ليس تمسكا بموروث ماضوي بائس وإنما إذا لم ندرك الماضي بأحداثه والمشاعر والأفكار للحدث لا يمكننا ، إدراك كل الحاضر وبالتالي نفقد النظرة المستقبلية مثلما يقول لوكاش في الرواية التاريخية .. لأن القصة البصرية بحاجة لوقفة طويلة وخاصة حيث يتماهى الكاتب والسارد معا ويحاول السارد ان يكون عليما ولكن القاص غالبا ما يتدخل ويفرض وجوده السري المختفي بموضوعية خلف السارد .. هذه الموضوعة يجب ان ينصب النقاش عليها لإفراز الجيد من الردئ .



#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائعة