أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومرونة النص














المزيد.....

قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومرونة النص


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومرونة النص
سعيد حاشوش

أستطاعت القصة القصيرة أن تخترق أسوار الخطابات الجاهزة لتبتدع مجالاً أوسع لتحرير الذاكرة والمخيلة عبر لغة الحياة اليومية متحررة من سجن البلاغة الموروثة وسفاسف العبارات الطنانة الجاهزة والتي ما ينفك النقاد أعتبارها لغة أدبية ثرة وفي الحقيقة أن مفاهيم جزالة اللفظ أو متانة اللغة والصفاء .... الخ
هي مفاهيم لغة متعالية على الحياة اليومية ... لغة الحياة اليومية يجسدها لنا القاص علاء شاكر حين يصف المحسوسات ويستبطن المشاعر ويرصد أدق التفاصيل في جميع القصص حيث لا يمكن رصد متغيرات العالم الجديد بكل تعقيدها وتباين سرعة تطوره بدون لغة جديدة أختارها أقرب ما تكون للغة الصحفية وهذه ليست أنتكاسة لغوية بعد أن غابت المصطلحات البدوية في عمق التاريخ وإنما محاولة لتطويع اللغة من خلال تهجين أيجابي يربط التعبير بالمعيش وينصر نسخ الحياة على لغة القواميس مثلما يقول الباحث المغربي محمد برادة وخير مثال هو لغة أوديس جميس جويس ورائعة بروست (البحث عن الزمن الضائع) .
أن أهم ما أضافه علاء شاكر للقصة البصرية هو التوغل في مناطق أستكشاف الذات المسكوت عنها وخاصة العلاقات الأسرية والجنسية في قصة (رغبة ) وقصة (رسالة حب فيزيائية ) وقصة (أسود وأبيض ).
كما أن القاص وظف اللهجة العامية مثل ( هذا الولد مخيل علي ) ص 134 أو ( ما أظل هيج ) ص 120 بل ويحاول ترجمة العامية للفضيحة مثل ( قبل أن يرتد أليك طرفك ) ص 125 أو ( ملأ حمدان رأسه بالدخان ) ص 92.
إذا عرفنا أن كل لغة في العالم لابد أن تنسلخ منها لهجات عامية للتعبير عن واقع أقتصادي وأجتماعي وجغرافي معين بل أن مستوى التلفظ بين الأستاذ والعامل بالتأكيد سيختلف من أجل أيهام القارئ بالواقعية ... ولا أعني هنا بالتقوقع على المحلية لأن كل واقع في العالم هو عالمي وتكمن العالمية في زاوية الرصد الفني وتأثيث الرؤية الفنية حسب قول أحد النقاد الرؤية الخيالية النموذجية هي أكثر واقعية من الواقع نفسه إذا أدركنا أن الواقع العراقي هو سريالي وعجائبي وخيالي ولا يمكن تقبله وفق أي منظار علمي ولأن النسيج القصصي لا يتم إلا بتصور العالم الذي يحيط بنا .

فليس من المستغرب أن تعنون المجموعة برجل في عقل ذبابة ولعل فلسفة العنوان أو ثريا النص هنا تخون كل الدراسات المطروحة من وجهة نظر بنيوية أو حداثوية ولذلك بالرغم من غرابة العنوان هو في حقيقته وسم مباشر وليس عتبة للنص أو إضاءة وأنما توجد في ثنايا القصة نفسها ( كأنها وضعتني في رأسها الصغير ) ص 50 ويعني رأس الذبابة .
الذبابة تلاحق الأنسان ، العجائبية هنا ليس تخيلنا أحداث خارج القوانين العلمية تحدث في هذا الواقع وإنما ما يحدث فعلاً في الواقع العراقي ...
ومن هذه السيرة الذاتية للقصص ننطلق الى أفق آخر غير محصور بسلوكية الأنسان بالرغم من أهميتها ،هذه الذاتية الجريئة أنجبت أحدى أهم القصص مثل أصابع الجزرورجل في عقل ذبابة بمستواهما الفني المدروس الذي يقدم التفاصيل نفسها بدون تدخل مباشر .
الذباب نجده في أروع قصائد السياب (المخبر ) أنه يرمز للمخبرين وعبيد النظام السابق ولا يمكنني الإطالة بالرغم من أن مجموعة (علاء شاكر) القصصية تستحق البحث لتحديها التخلف الفني والإجتماعي والدكتاتوري ...
قصص تنضح بالمرارة من الحرب وويلاتها وبالرغم من الأخطاء اللغوية والتي أعتقد أنها بسبب الطبع السريع وبدون مراجعة من الكاتب وكذلك أعتماده الوحدات القصصية الصغرى التي تتبلور بالتبئير في الجملة الأخيرة ...إن بؤرة القصة في النهائية وهي بالتأكيد نهاية مفتوحة لأنه لا توجد نهاية مسدودة عند جيل خاض الحروب والجنون والعنف والسجون ...نهاية تؤمن بالتأويل والمستقبل .





#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومرونة النص