أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - (أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة















المزيد.....

(أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


لم يتح جابر خليفة جابر فرصة للخلاص من الموت والدمار والحروب في كتاب أصوات أجنحة جيم لأن أمة عاشت وما زالت تعيش بشكل أستثنائي تحت مظلة الحروب والجوع والميليشيات لابد أن تخضع لعزلة موحشة أشبه بعزلة ماكوندو غابريل غارسيا ماركيز، تجسد العزلة فنياً كمن يعيش في دائرة يدور ويدور حول نفسه ( هنا عاش الرجل الغريق ،باك الأول ...لا أحد يعرف متى ولد )ص 10 و (للأول أسماؤه المتعددة ،باك أحدها ،سماني أستاذي به حين أختارني وهو أسمك من الآن) ص 12 و ( أغرق أنا لحظتئذ وتولد أنت ، ستحل فيك روح باك ،وسيحج اليك ثلاثة وعشرون ،أحدهم سيسمى باك من بعدك )ص 17وفي الصفحة الأخيرة ( هيئة تليق بأمين المختبر ، رئيس أستاذة طريدون وسادن علومها ، تلفت حوله ،رأى في أقصى الصالة جماعة تسعى اليه ثلاثة وعشرون تلميذاً ، ووجد البلور والكيس على المنضدة ، وثمة رسائل عن السواد شعت مخطوطة أمامه على رقائق من نار ) في مقدمة الكتاب نقرأ ( وعند صدر القاعة وراء باب زجاج مائج الزرقة في مختبر لعلوم الطبيعة ، قعد ثلاثة وعشرون تلميذا في حضرة أستاذهم سادن المختبر ، حجوا اليه ليصطفي فرداً منهم ، يجعله خليفة له ويملي عليه .

هنا عاش الرجل الغريق باك ، باك الأول ، سيد الأساتذة وأولهم ) ويقول باك الذي هو الراوي الأول ( أصغ الي ، ماحدث لباك الأول حدث لكل من حمل الأسم والسر من بعده ، قصته هي قصتي وستغدو وقصتك ..)ص11 على ما يبدو أن الواقعية العجائبية أستطاعت أن تبدع أدباً أخترق خيالية الواقع المعاصر والموروث التاريخي وكان الزمن دائري لأن الأنسان في البصرة مطارد منذ آلاف السنين ، منذ أن قال الأسكندر الأكبر أن طريدون ( أرض القنص والطرائد ) ص 97 وصولاً للأنتفاضة الشعبانية والتجويع والحروب الأخيرة مروراً بثورات القرامطة والزنج وهي مخطوطات بأوراق صفر ( تجسد اللا شعور الجمعي ) أطلع عليها شهاب البحر عند نزوله من القارب المشدود لسفينته الغارقة طريدون قبالة أبي الخصيب القضاء الذي تغيرت خارطته طوبغرافياً والذي تدور فيه أحداث الرواية المتسلسلة .

وباك في أصوات أجنحة جيم وقارئ الدم ( حكاية الدم الطازج الطريد )ص 44 أحدى تلك المخطوطات القديمة – الحديثة في واقع معيش يدور بشكل دورة الحلزون أي أن هناك ثمة بصيص أمل وليس هو زمن دائري بالكامل كدائرية الزمن في الأسطورة ..يكاد يتوقف الزمن عن التغير والتطور حين يأخذ الحدث تفرداً في طريدون وأصوات الأجنحة الا وهو الأعدام ( قضى وظهره الى الجدار ) أنتصب الجدار شاهدا وحيداً ) و ( شرع قارئ الدم يقص ما يتجلى له من أسرار ، كل سر يطرح الحكاية من بداية مغايرة ، لكنها جميعاً ، تلتقي عند نهاياتها في مكانه – حيث يقف ) ص 45 يكشف المؤلف في هذا المقطع من قارئ الدم عن الشفرة الخفية في البناء الفني لهذه السلسلة الروائية ، حكايات عديدة سرد بعضها عن طريق لوحة فنية أو مقلاة صاج أو مكعبات بلورية مثلما هي حكايات أصوات جيم بأنزياح لغوي هائل بل أن الجملة اللغوية في أية صفحة كانت ستنتهي اليها دون أن تؤثر على التصاعد الدرامي لتأثيث الحدث مما جعلني أعتقد أن الكتاب مفتوح المتن والنهاية وينتظر من أي طريدوني أن يسرد حكايته ، كما أن تأثيث الحدث لم يبتدأ في طريدون وأنما في هذا الكتاب الذي بين أيدينا مما جعلني أجزم أن أصوات جيم هي الجزء الأول أما طريدون – الجزء الثاني – كما يمكنني التنبؤ بأن حكاية الرجل الغريق الذي هو باك والذي لا يكل الرواة من الأشارة اليه سيكون الجزء الثالث ، وفي الحقيقة لن تنتهي حكايات الرواة لأن كل حكاية سفر جديد ولن تنتهي هذه السلسلة أبداً كما لا يتمكن المؤلف نفسه بالنجاة من مستنقع طريدون لأن الواقع ما زال يدور كاللولب ويفرز أسفاراً جديدة ..هذا هوالسر الخفي بتسمية روايتة بكتاب قصصي لأن هذا المصطلح يضع الكتاب بين القصص والرواية بأيهام مقصود بأنها مجاميع قصصية والحقيقة رواية حديثة أمتازت بوحدة الحدث والمكان الجغرافي والمكان الفني حسب منهج باشيلار والتقاء زوايا الرصد في فضاء زمكاني محدد كما أن الجملة في الكتابين لا تنسب لأسلوب السرد في القصة القصيرة وأنما للرواية مع أختلاف شعرنةالسرد في طريدون وتراثية اللغة في أصوات جيم ...تنحى اللغة في كل الأحوال للأبتكار بسرد بروستي يعتمد على الأنثيال اللغوي والمونولوج الداخلي والتداعي وتيار الوعي بمرجعية الواقع وأفرازه للشعور الذاتي والجمعي وتوظيف فن الكولاج والقطع عن طريق نصوص سواء كانت حكايات ضمنية أو مخطوطات أو أو مذكرات الحروب (لا أرى سوى جحيم الحرب ولا أقرأ غير رسائلها( المختبر خانق والخارج قيظ )أي هو ، ها هي الحرائق تلتهم طريدون ...أرى طريدون عربة تتدحرج من حالق منحدر وحاد وسحيق ) ص 58 أنها مدينة اليوتوبيا ..مدينة غارقة في الظلام أو الماء ( غرق الحضارة أو الخصاء الحضاري الذي يشير اليه في مقدمة أخرى ) وتلك الرؤيا في
الكتابين عن شهاب البحر وقاربه المشدود لسفينة غارقة والقارب المشدود الى أحدى قوائم المائدة في أصوات جيم والذي يبحر فيه الرواة في أغرب رحلة خيالية ( لوحة الغلاف أفضل ثريا نص برمالها الصفر والقارب المقلوب والمهجور ) تنمذج الواقع الحقيقي وتكثفه بمدينة تحرسها كلاب أبي وسيدها ببغاء ولا يخفى على القارئ أن الأب هو السلطة والكلاب رجال الأمن والببغاء هو الدكتاتور المخلوع الذي ينسى ما تحدث به قبل دقائق من على شاشة التلفزيون وكأن هناك من يلقنه بتصميم عجيب (فقد صنع أبي بواسطة آله أحيائية مئات النسخ من ببغائه ونشرها في كل مكان ، كنا نشاهدها تنتقل بريشها الزيتوني ...) ص 54 و ( كنت أحد هؤلاء المطاردين ) ص 55 ورحلت ( كان القارب يسري بي على الرمال ) ص 56 حيث ( لا أمان في طريدون حتى لحالم ) ص57 هي رحلة العرب عبر البادية سبق وعبر عنها الشاعر سعد يوسف أبن جغرافية مكان وأحداث الرواية والشاعر العماني سيف الرحبي ( حتى أنتهيت مجهدا ، متوترالأنفاس بمحاذاة مستشفى المدينة على ضفة النهر المواجهة للشروق ) ص 56 تقفز بنا هذه الجمل للعصر الحديث والتي نجدها أيضا في طريدون قصة البحارة – أحد – والمعني هنا هو المستشفى التعليمي – أما البحارة أحد هو كل واحد منا – ( أحد الذي يشهد الأعدام عند هذا المشهد فز قارئ الدم وأحجم عن القراءة لأن ما تبقي من خطوط الحكاية أضحى واضحاً .. ولأن الوراق أثر المضي ليصحب قارئا آخر على الطريق الى الجدار ... فعانقة الشيخ الشاب مودعا وأستدار الى مطارديه متنهداً في أنتظار أصطفافهم فأختلطت تنهداته بأصداء رصاص آخر مزق هدوء المستشفى لا طخاً على الجدار حبات دم شاحب وخدوشاً ) ص 56





#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة
- قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومر ...
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - (أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة