أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟














المزيد.....

لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتقد أن المنتخبات العربية لكرة القدم لا تذهب إلى كأس العالم، أو بقية الأنشطة الدولية، إلا من أجل "البهدلة"، و"سخام" الوجه وتظهر وجهها المفكك المهلهل الضعيف، فـ"الناس وين ونحن وين"، وكي تكون تكملة عدد وكومبارس و"مكسر عصا"، لبقية فرق العالم التي تعتبر الرياضة والفن والجمال قيماً مقدسة، فيما هناك احتقار عام ضارب الجذور للفن والمواهب والإبداع ولقيم الجمال والتنافس الشريف في عمق الوجدان والمخزون النفسي والعقلي في منظومتنا البدوية الظلامية ، فالعربي لا يؤمن بالتنافس الشريف، ويعتقد في قرارة نفسه بأنه يستطيع بالغزو والسبي، و"السلبطة" والبلطجة والتآمر أن يحوز أي شيء، في ميادين تتطلب الإبداع، والموهبة، وصفاء النفس والذهن والقلب، وقيماً أخرى لم يترب عليها العرب في مدارسهم وجامعاتهم ومجتمعاتهم التي تشتهر، فقط، ولحسن الطالع، بتفريخ وتخريج الإرهابيين وشيوخ التهريج والدروايش البهاليل الذين يعتقدون أن كل شيء سيأتي لهم بالدعاء والبركات والشفاعة والتبرك بالأولياء.

فكما كان منتظراً ومتوقعاً، فقد سحق المنتخب السلوفاني "المتواضع"، وليس منتخب البرازيل أو الأرجنتين، وإيطاليا، الفريق الجزائري "الشقيق" الذي بدا بلا حول ولا قوة، أمام منتخب من الدرجة العاشرة بالمعايير العالمية، ولو كانت المباراة مع فريق من الدرجة الأولى كالبرازيل مثلاً لكانت أكثر من مجرد فضيحة. وهذا هو حال المنتخبات العربية عموماً في هذا المهرجان والعرس الكروي العالمي الذي يبدو وكأنهم دخلاء عليهم، وليس صنعتهم أو شغلتهم، وخارج السياق، وفي وضع نافر وغير متناسق مع قيم الحياة العالمية. ولو كانت مصر في نفس الموقعة لحصل لها نفس المصير، ومن هنا كان على المصريين أن يفرحوا لعدم التأهل، لا أن "يزعلوا" لأن الجزائريين أنقذوهم من ورطة وفضيحة وقبل الجزائريون تحمل الإهانة على المستوى الدولي، وأن تكون الفضيحة و"البهدلة" لهم، واكتفي المصريون بذلك بالبهدلة المحلية أفضل من أن تكون بدرجة "أم جلالجل"، أو "الواه الواه".

إن من يأتي بالصدفة إلى كأس العالم، لا بد أن يخرج بفضيحة، في الوقت الذي تكرست فيه قيم وتقاليد وأدبيات وأبجديات لهذا الفن الراقي، والمنتخبات الرياضية العربية تأتي على العموم بالصدفة، ولذا تخرج بفضيحة، كالفضيحة التي حصلت لفريق التوحيد، سابقاً، والذي لم تنفعه كل الأدعية والصلوات والدروشة وبركة الأسياد، في الإفلات من هزيمة مذلة ومنكرة أمام منتخب ألمانيا الذي أذاقه المر والحنظل، وأتحفه بثلاثة أرباع الدستة من الأهداف في مونديال سابق، وبعد ذلك، وعلى ما أعتقد، والله أعلم، "حرّم" فريق التوحيد العودة للمونديال، وعرف أن الله حق، وأن هذا المكان والمحفل الدولي ليس له على الإطلاق.

الحضارة، هي ، بالمحصلة، عملية تراكمية مستمرة وعلمية إلى حد بعيد، وليست "هوشة وطوشة وفزعة ولمـّة" عرب كما يفعل العربان دائماً، والتفوق هو إعداد طويل يتطلب جملة من المستلزمات والقيم النبيلة التي ما نزال وبكل أسف، جميعاً، بعيدين عنها، هذه القيم لم تتكرس، مجتمعياً، بين ليلة وضحاها، ولا تأتي بمرسوم ملكي أو أميري ورضا مكرمة عليا من ولاة الأمر، بل عبر وقت طويل، بحيث أصبحت تقليداً وعلماً، من أتقنه وفهمه وصل إلى قمة المجد، في الوقت الذي تنعدم فيه لدينا أية معايير أو أسس متبعة يمكن الالتزام بها أو السير عليها، والصدفة كما قلنا، والارتجالية والفجائية والتسرع والاعتباطية، ناهيكم عن الوساطات والمحسوبيات والمحاباة والرشوة والفساد، والقيم الأخرى المعروفة التي لا ضابط لها، هي أهم ما يميز عملنا بشكل عام.

ومن هنا، ونصيحة أخوية، ومن قلب مكلوم ومجروح، لكل المنتخبات العربية، وحتى تترسخ لدينا جميعاً تلك القيم التي أنتجت الحضارة الغربية المذهلة، ونتخلص من كل أمراضنا وعقدنا وهواجسنا وثاراتنا وقبليتنا وعشائريتنا وولاءاتنا الضيقة والمريضة، أتمنى عليهم مقاطعة أي نشاط رياضي دولي، في المدى المنظور، كي يرتاحوا ويريحونا ويخلصونا من كل هذه المصائب التي تنهال على رؤوسنا وتسيء وتشوه صورتنا أكثر مما هي مشوهة وكل الحمد والشكر لله، ، ودرءاً لهذه الفضائح والانكسارات، وأن نبقى ضمن محيطنا الذي تعودنا عليه من الفشل والإحباط والمخازي والفضائح والتراجعات ونبقي "خبزنا بدبسنا"، كي لا يشمت بنا الحساد و"أولاد" الحرام من "الشعوبيين" والحاقدين على أمتنا المتربصين بها على الدوام، وذلكم أقرب للتقوى، وخير لكم إن كنتم لا تعلمون.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم على أية حال، وكل مونديال وأنتم من فشل حضاري، إلى آخر، بمشيئة الواحد القهار، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نرى يهودياً عربياً زعيماً لحزب قومي عربي؟
- تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين
- أطالب بوطن قومي للمسيحيين العرب
- المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير
- خرافة المفكر العربي
- عولمة رياضية
- الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني
- نعم لإرضاع الهندي الفقير
- العرب والسطو على التاريخ
- أيهما أهم الأخلاق أم الأفكار؟
- الأساطير الدينية تحت الاختبار: إنتاج أول خلية حية والإنسان ا ...
- هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟
- من أين ستأتي الخليجيات باللبن الكافي لإرضاع هنود الخليج؟
- متى ينسحب البدو العرب الغزاة كما انسحبوا من إسبانيا؟
- هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟