أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير














المزيد.....

المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 12:19
المحور: كتابات ساخرة
    


كم كانت فتوى مولانا ومولاكم الشيخ الجليل عبد المحسن العبيكان، الفاتح العربي الكبير في مجال حل مشكلة الاختلاط المستعصية التي تؤرق بال حراس الفضيلة وتقض مضجعهم، وذلك بعد أن عجزت كلية العلوم والتكنولوجيبا "الكاوست" التي، غرقت في فيضانات جدة، عن إيجاد حل لهذه المشكلة العويصة، وذلك من خلال فتواه الرائعة والجريئة لإرضاع الكبير، والكبير ها هنا، هم جيوش الهنود، وجحافل الآسيويين، والمقيمين والوافدين العرب المهاجرين من تحت دلف أنظمة الإفقار الشامل، إلى تحت "مزراب" فتاوى التهريج الشامل، والذين-أي الهنود والآسيويين- تعج بهم ما تسمى بجزيرة العرب حتى تظن لوهلة أنك في بومباي، أو كيرالا، ولاهور، أو في إحدى مقابر القاهرة، ويرحمنا وإياكم العزيز الرحمن.

وبالطبع، إذا ما فكر أحد بالشروع في تطبيق فتوى الإرضاع، فلن تستطيع كل مزارع هولندا المشهورة بأبقارها الهولندية المدرارة للحليب، من إشباع نهم هؤلاء وجوعهم كون اشتراط الفتوى خمس رضعات مشبعات أي يجب ان يتجشأ الهندي بعد أن "يكرع" المقسوم من حليب مكفولاته، كما لن تستطيع كل مزارع تكساس، وحتى تلك التي يمتلكها طيب الذكر بوش حبيب، من إيجاد اللبن الكافي لإرضاع الكبار في الخليج كي لا يثبوا على النساء في ليلة ليلاًء. ولذلك فقد اجتمعت هيئة كبار السفهاء، في عدد من الدول المعنية بأمر تطبيق هذه الفتوى اللبنية، لإيجاد مخرج لكيفية تأمين خمس رضعات مشبعات لحوالي أكثر من خمسة عشر مليون آسيوي ومقيم في الخليج يشكلون الهدف من الفتوى التاريخية التي أصدرها، مولانا، ومولاكم سماحة الشيخ الجليل، والعالم الفهيم ابن العبيكان. وبعد مداولات استمرت عشرات الجلسة نظراً لخطورة الأمر على صعيد الأمن الجنسي، تخللها، أكل بعض الزبادي مؤقتاً، وشرب الحليب، تجنباً لمرور أية أنثى أو حصول اختلاط عير محمود العواقب، يؤدي للفاحشة والمعصية والعياذ بالله، فقد تم التوصل ، وبعد استشارة وزراء المالية في مجلس التعاون مع أمريكا وإسرائيل، والتوصية لأصحاب القرار، بإصدار قانون خاص وملزم بتخصيص علاوة خاصة اسمها علاوة إرضاع الكبير، مع الدفع نحو الاعتماد على الزراعة والمحصولات العشبية وزيادة الأراضي المزروعة من الشعير، والقمح، والبرسيم و"الفصة" والحشائش المدرة للحليب.

وقد جاء في شرح القرار، وتفسيره، وعلى لسان أحد الأعضاء البارزين، والناطق باسم لجنة إقرار علاوة إرضاع الكبير، رفض ذكر اسمه، بما أن النساء المرضعات سيكنّ بحاجة ماسة لكميات كبيرة من الحليب، والله أعلم كما قال، فإن هذا سيتطلب أضعافاً مضاعفة من الغذاء لإنتاج الحليب، وبما أن الرواتب والعلاوات الحالية لا تكفي وضروريات الحياة ومستلزماتها المتصاعدة تستهلك الراتب و"تقشه قشاً كما قال ممازحاً" على غير عادته، غير قادرة على سد احتياجات المتطلبات الغذائية للمرأة المرضعة التي تزداد حاجتها للطعام بسبب تشكل الحليب، فقد تقرر احتساب علاوة جديدة، وبتوصية خاصة من هيئة كبار السفهاء، تحت مسمى علاوة إرضاع الكبير تصرف شهرياً نظراً لزيادة الطلب المتوقعة على التهام الطعام، على أن تقدم المرأة المرضعة كشفاً خاصة يتضمن أسماء الهنود الذين أرضعتهم، ومكان أعمالهم، ورقمهم الوطني، وعدد الرضعات لكل هندي من هؤلاء. كما تضمن القرار فرض رسم إرضاع، وطابع رضاعة على كل هندي وآسيوي يستقدم للدول المعنية، يحول عائده إلى صندوق الإرضاع التابع لوزارة الإرضاع،وقضى القرار بتسليم كل هندي ينزل في مطارات مجلس التعاون مع أمريكا وإسرائيل "ببرونة" لشرب الحليب بها، حسب فتوى الشيخ الجليل.

وبما أن النسوة المرضعات لن تتمكن من الذهاب إلى أعمالهن حتى إرضاع آخر هندي، وإشباعه بمشيئة الله، فإن هذا سيخلق أزمة على الصعيد الوظيفي أيضاً، ولذا سيعتبر غياب جميع المدرسات، والطبيبات والممرضات وجميع الموظفات المرضعات غياباً مبرراً، تحت مسمى غياب بعذر لإرضاع كبير وفق استمارة خاصة معتمدة، ويحتسب الغياب من المدة القانونية للخدمة في الوظيفة، ويصرف له علاوة تقاعد خاصة باسم علاوة إرضاع كبير، وتمنح المرأة المرضعة في نهايته شهادة إرضاع كبير موقعة ومصدق عليها من لجان الإفتاء والإرضاع في الدول المعنية بتطبيق الفتوى اللبنية.

وسيتم لذلك التعاقد مع موظفات ومدرسات وطبيبات جدد من دول الجوار، لسد الفراغ الوظيفي الحاصل، بسبب غياب وانشغال المرضعات المواطنات بإرضاع الهنود المساكين، ويا عيني عليهم وألف صحة وبـ"الهنا والشفا"، ما سيؤدي إلى حل لمشكلة بطالة الخريجين والخريجات في بعض دول الجوار، وهذه نقطة إيجابية وإنسانية أيضاً في فتوى الإرضاع، غابت عن أذهان كل أولئك المغرضين الحاقدين المتربصين بفتاوى التهريج لأصحابها وعاظ السلاطين.

هذا ويتوقع أن تنتعش الأسواق ويزداد الطلب على الحليب والأعشاب المدرة للحليب، وستعج الأسواق والمولات بالنسوة اللواتي سيتبضعن كافة المأكولات والمشروبات والحشائس والأعشاب كالخس والبقدونس والسبانخ وغيره، ما يزيد الطلب على الاستيراد، وبذا ترتفع الحاجة لليورو والدولار، ما سيرفع حتماً من سعر هاتين العملتين الرئيسيتين في أسواق المال، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تقليص الكساد والانكماش الذي يشهده الاقتصاد العالمي أو الـ Shrinking، (لا بيع ولا شراء)، بلغة ألمال، ما سيخفف، حتما، ونتيجة لدورة رأس المال، العجز الملحوظ في الموازنات الأوروبية والأميركية، الذي سيفضي بدوره إلى التخفيف تدريجياً من الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها الكارثية، وكله بفضل المفكر الاستراتيجي والمالي والعبقري الخطير صاحب فتوى إرضاع الكبير، التي كانت هدية وهداية منه للعالمين في هذا الزمن الضال العسير، ودرءاً للاختلاط والفجور والعياذ بالله.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم على أية حال، وربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إنك أنت الحليم العليم المجيب، لدعوات عبدك المؤمن الفقير. ومبروك للجميع بالزيادة في الرواتب و علاوة إرضاع الكبير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة المفكر العربي
- عولمة رياضية
- الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني
- نعم لإرضاع الهندي الفقير
- العرب والسطو على التاريخ
- أيهما أهم الأخلاق أم الأفكار؟
- الأساطير الدينية تحت الاختبار: إنتاج أول خلية حية والإنسان ا ...
- هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟
- من أين ستأتي الخليجيات باللبن الكافي لإرضاع هنود الخليج؟
- متى ينسحب البدو العرب الغزاة كما انسحبوا من إسبانيا؟
- هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟
- لا حضارة من غير بشر حضاريين
- طلاق الصغيرات


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير