أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية














المزيد.....

كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 13:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا هذا الولع والهوس بمشاهدة مباريات كأس العالم لدرجة أن طلبة الجامعات طلبوا تقديم الامتحانات النهائية ليتفرغوا لمتابعتها؟ ولماذا البشرية تنشدّ لمتابعة (22) شخصا" يتقاذفون كرة بأرجلهم في نشاط يعتمد على مهارة وليس فيه ما يعدّ منجزا" بشريا" يتسم بالابداع،وليس فيه نظافة واناقة وجمال العاب رياضية أخرى كالجمناستك؟
أقول هذا وانا نفسي انشدّ واستمتع بها. وأرى أن الذي جعلها بهذا التفرّد أسباب سيكولوجية تخص الطبيعة البشرية وما ورثته من تاريخها الذي يعود لمرحلة الصيد قبل ملايين السنين. فما بين مباراة كرة القدم وعملية الصيد شبه كبير. فالصياد يجري وراء الطريده، ينفعل، ويصوّب، ويسدد، وأن صادها جرى له احتفال واستقبل استقبال المنتصر. والآلية السيكولوجية نفسها تعمل في لاعب كرة القدم والجمهور. وهذا يعني أن حاجة الانسان الى "التغلّب" وقهر الخصم قديمة في الطبيعة البشرية، والفرق حصل في طريقة التعبير عنها التي تطورت من الصيد الى المصارعة الحرّة..الى كرة القدم التي اخضعها التطور المدني لقوانين تضبط الصراع.
والسبب الثاني يرتبط أيضا" بحاجة متأصلة بالطبيعة البشرية هي نزعة الانسان الى الصراع مع الآخرين، الذي تطور الى صراع بين الدول. وفيها أيضا" شبه كبير بين ساحة الحرب وساحة اللعب. ففي الاولى جيشان يتقاتلان من اجل فوز احدهما وهزيمة الآخر، وهذا ما يحصل في كرة القدم..حتى رفع الاعلام!. وبهذا الاختراع سجّلت كرة القدم فضلا على البشرية بأن نقلت الصراعات بين الدول من ساحات الحروب الى ساحات كرة القدم، وان كانت احيانا" سببا في تأجيجها.
والسبب الثالث هو حاجة الانسان الى التماهي بـ "المنتصر". ونعني بالتماهي تمثّل الشخص صفة من الآخر ليتحول كليا" أو جزئيا على غراره، وهي هنا الفوز على الخصم والشعور بالزهو وتوكيد الذات الفردية والجمعية التي توحّد الجماهير بصيغة الـ "نحن" وقولها: "غلبناهم، هزمناهم" وتفريغ للعنف وتنفيس للعدوان المكبوت.
والسبب الرابع، أن الحياة مملة وأن الدماغ يحتاج الى تنشيط، وأن كرة القدم بما فيها من ترقّب وتوتّر وصراخ، تزيح عن الدماغ انشغاله اليومي بالهموم، وتنعشه بما تحدثه فيه من انفعالات وايعازات بافراز هرمونات منشّطة.(ابتكرت حديثا" العاب السبايدر والمقص وسكة الموت لاحداث صدمة تجدد النشاط).
واللافت أن العراقيين ينفردون بأسباب اضافية خاصة بهم. فقد حصلت ظاهرة غريبة لمتابعتهم قبل اسابيع مباريات برشلونه والريال، لدرجة أن بائع لبن وزع اللبن مجانا" بفوز فريقه الريال!برغم أنه من "البياع!". وطاف شوارع مدينة ببغداد موكب دراجات هوائية لمناسبة فوز فريقهم برشلونه!.ووعد مدرس رياضيات باقامة دورة مجانية للطلبة اذا فاز الريال.وانطلقت العيارات النارية بسماء بغداد لحظة احرز الريال هدفا"، فيما هلهلت بمكان آخر حين ردّ برشلونه بهدف. ولا يعود ذلك لغياب المنافسة الحقيقية بين الفرق الرياضية العراقية كما يرى رياضيون، انما السبب الحقيقي هو توالي الخيبات على العراقيين وتكرر الاحباطات التي تولّد لدى الجماهير المحرومة حاجة البحث عما يشفي غليلها وتمنّي مجيء "البطل المخلّص"..فضلا" عن أن مشاهدة مباريات كأس العالم تفعل في المضنوك ما يفعله المخدّر في المحبط الهارب اليه من واقع خشن..فكيف بالمواطن العراقي اذا كان رئيس جمهوريته ورئيس وزرائه يتقاضيان 150 مليون دينار شهريا! فيما هو يكدح "والعشا خبّاز "..وفي طرق ملغومة بالموت!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف
- ثقافة نفسية : 12 طنطا!
- اثقافة نفسية -11: الرهاب الاجتماعي
- نتائج الانتخابات ..وسيكولوجيا العراقيين
- السطوة ..والديمقراطية
- في وداع برلمان 2005
- تشكيل الحكومة العراقية المقبلة -قراءة نفسية-سياسية-
- حين يخفق السياسيون ..وينجح السيكولوجيون!
- ايها العرب..ديمقراطية العراق زاحفة نحوكم!
- نتائج الانتخابات العراقية..في تنبؤات سيكولوجية
- يوم الانتخابات..يوم القيامة للعراقيين!
- النائب في البرلمان..وازدواج الجنسية
- الانتخابات ..وامتحان الوطنية والأخلاق


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية