نتائج الانتخابات ..وسيكولوجيا العراقيين

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 20:12
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق

لماذا انتخب العراقيون أربع كتل بامتياز: العراقية، دولة القانون، الائتلاف الوطني، والتحالف الكردستاني، فيما لم تأت دعاية "أحرار" وتضحيات اعرق حزب سياسي واكثرها ضحايا، ومن قدّم ولديه قربانا"، وكيانات وطنية أخرى .. ولو بمقعد واحد!.ولا تدري أتحزن على هذا أم تشفق على ذاك..أم تلعن العملية السياسية بكاملها؟!.
قلنا، ونعيد، أن سيكولوجيا الناخب العراقي هي العامل الحاسم في اعطاء صوته، وانها مختلفة عن سيكولوجيا الشعوب الأخرى. فلو كانت الدعاية الانتخابية تؤثر- كما في امريكا– لأتت "أحرار" التي دفعت لفضائية العربية وحدها ثلاثة ملايين دولار وحشدت خبراء العالم في الدعاية..ولو بخمسة مقاعد!، فيما فازت مرشحة في محافظة النجف لم تعلّق لها صورة واحدة. ولو كان النضال والنزاهة والكفاءه تشفع لجاءت بشيوعي أو بمثقف واحد من قوائم أخرى.
لكنها سيكولوجيا أزمة التحول من فوضى التغيير الى تغيير يؤسس لاستقرار ، وزعت الناس في فهمهم لحلّها على اربعة اصناف الأول، من "قفل" على اختيار قائمة بعينها مدفوعا بآليات الاحتماء بسلطة دولة من طائفته، والتماهي برموزها، والتحرر من اذلال خبر قسوته. و"العامه" هم هذا الصنف الذي حسم فوز الأربعة الكبار الذين تحكّم في اغلبهم العقل الانفعالي وحصرهم بزاوية المفاضلة بين من ينتمون لطائفتهم فقط حتى لو كان في القوائم الأخرى من هو أفضل من اغلبهم. وكما للسياسيين رذائلهم، فللشعوب رذائلها أيضا..وهذه واحدة منها أن " الشعب" ينتخب أبن طائفته المحدود الكفاءه ولا ينتخب عالما" أو مثقفا" كبيرا"!. وما يشفع لهذا الصنف ان ممارسة الديمقراطية بوعي لن تحصل الا بتوافر الثقة بالآخر، فكيف بهم وقد خرجوا للتو من " جمهورية رعب" اهدرت دماء عشرات الالآف ودفنت احبتهم احياء.ولن يتعافوا منها الا بعد أن يعمل البرلمان الجديد على اعادة بناء الثقة وايصال الناخب الى ادراك أن الديمقراطية مشروطة بـ "المسؤولية " التي تعني انتخاب الأكفأ والأصلح لخدمة من يتولى أمور البلاد والعباد بغض النظر عن طائفته وقوميته ودينه،ولن يحصل هذا بقفزة على القوانين الاجتماعية- النفسية.
والصنف الثاني، هم الذين تحكّمت بهم سيكولوجيا المصالح الشخصية، فاختاروا من تكون "اللقمة معه ادسم" و " المركز الوظيفي معه اضمن ". فيما الصنف الثالث هم الذين عزفوا عن المشاركة بالأنتخابات من الذين تحكّمت بهم سيكولوجيا الأحباط واليائسين من اصلاح الحال، فخدموا - من حيث لا يدركون- صنف العامة .
اما الصنف الرابع، فهم الذين انتخبوا بوعي من وجدوا فيه مواصفات البرلماني من قوائم فائزه وغير فائزه ، غير أن كثيرين منهم اصيبوا بالخيبه ..حين لم يفز من بين الكتل الصغيرة أحد برغم أن بينهم حصل على أكثر من عشرة الآف صوت ، وبينهم من هو بمواصفات عضو برلمان.والكارثه أن آخر من قائمة كبيرة سيدخل البرلمان بألف صوت!..وأن 61 مرشحة فزن بفعل الكوتا وأزحن عشرات المرشحين حصلوا على عشرات أضعاف ما حصلنّ عليه من أصوات!.
ومع كل السلبيات فثمة مفارقة أشارت لها صحيفة الواشنطن بوست بقولها : انها المرّة الأولى على صعيد دول العالم الثالث التي يشتكي فيها رئيس جمهورية ورئيس وزراء من وجود خروقات ويطالبان باعادة العد والفرز اليدوي ،ويرفض طلبهما رئيس المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات!.
ونرى ان أهم ما يحسب للناخب العراقي أنه جاء ببرلمان فيه معارضه دستوريه قوية " تعقلن" الحكومة والبرلمان. وأنه وجه صفعه قوية لسياسيين يعدون أنفسهم ( كبارا!) فايقضهم سقوطهم من وهم كبير ، وفي هذا عبره للبرلمانيين الجدد ، ولفت أنتباه أن حلوا – ياسياسيين – ازمة أنتم تعقدونها ،وكافئوا شعبا انتخبكم والا سيرفضكم كما رفض من قبلكم سياسيين مصابين بمرض سطوة السلطة في زمن الديمقراطية!.

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ) Qassim_Hussein_Salih#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك ()	تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1	العدد: 111847 - قرأءه... سياسيه
2010 / 4 / 14 - 19:37 التحكم: الحوار المتمدن	شمران الحيران
بعد قرأتك السيكولوجيه لواقع الانتخابات.. دعني ان اضع لك قرأءه سياسيه خاصه لواقع المجمتع العراقي...لاغرابه في ماحصل والنتاتج اعتياديه في ظل وجودمجتمع كالشعب العراقيي يسوده فهم خاطىء للسياسه والسياسيين ومقدار التخلف الذي اغرقه على مدى عقود من الزمن طال حتى مثقفيه ومفكريه جعل منه اداة بيد السياسيين يستتروا به ويحرصوا ان يتعلم او يعي لكى يبقى ضمان لوجودهم وبقائهم في السلطه والشق الاخر هو التقصير الشديد للاحزاب العلمانيه في اخذ دورها في التثقيف ونشر الوعي دون الانضواء تحت عبائة الاحزاب الاسلاميه الطائفيه......وفي مايخص السيد جمال الدين هذا الرمز الوطني الذي جسد الخطاب العلماني بعد عجز الاحزاب العلمانيه من تحقيقه الذي جاد بنفسه في التصدي للمشاريع الاقليميه والطائفيه وخاطر في وسط يحيطه الموت لااظن انه خسر الرهان بل هو اسس لفهم عراقي حقيقي لواقع السياسه وواقع الدين كما حطم قيود وافكار كانت توهم العراقيين وكلي امل بان تنمو هذه الافكار وتتبلور فهما موضوعيا عراقيا يصبو للغد إرسال شكوى على هذا التعليق 41 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 2	العدد: 111941 - بعدنه حبابوك
2010 / 4 / 15 - 08:15 التحكم: الحوار المتمدن	ابو اصيل
اشرت في احى مقالاتك السابقة بان الاصطفاف الطائفي سيكون حاضرا وهذا ما حدث فعلا . وفي رايي المتواضع اعتقد بان المعادلة كانت كما يلي مع استثناءات بسيطة : القائمة العراقية حصلت على اصوات السنة وعذرا للتسمية وبعض الليبراليين الذين يعتقدون بليبرالية (اياد علاوي) وكذلك الشيعة ممن اصابتهم خيبة امل من ممثليهم والبعثيين الصغار الذين يحلمون بعودة الملكوت المسلوب وما اكثرهم.اما ائتلاف دولة القانون فحصل على اصوات الشيعة المعتدلين ومن تحسسوا التغيير الايجابي بعين المحايد ومن يحملون كرها لايران من الشيعة الملتزمون وهم كثروكذلك من يرى المالكي افضل الموجودين .اما الائتلاف الوطني العراقي فحصل على اصوات الشيعة المثابرين للمحافظة على المذهب من الاخطار المحدقة به كما يظنون ومن اتباع الاحزاب المشاركة والتي ضمنت لهم سلطة وخبز وملاذ عندما شحت هذه الامور على العراقيين. اما التحالف الكردستاني فقد ضمن اصوات اغلب الاكزاد تقريبا. وهده هي مكونات الشعب العراقي تقريبا وماذا تمثل نسبة المثقفين الذين يضعون مصلحة الوطن والمصلحة العامة قبل كل المصالح الضيقة الاخرى وعذرا فقد تكون رؤيتي محدودة . إرسال شكوى على هذا التعليق 83 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 3	العدد: 111963 - احباط نفسي -1
2010 / 4 / 15 - 10:34 التحكم: الحوار المتمدن	عبد الحسين سلمان عاتي
دكتور قاسم ...تحية لك ....تقول ..ولا تدري أتحزن على هذا أم تشفق على ذاك..أم تلعن العملية السياسية بكاملها؟ ..اذا كان دكتور قاسم ..لايدري هل يحزن؟ او يشفق؟ او يلعن العملية السياسية؟ فمن هو الذي يدري؟؟ وعلى من يشفق؟؟ واذا يحزن ويلعن دكتور قاسم العالم النفساني الشهير..فماذا يقول الكادح المعدم؟؟؟؟ دكتور قاسم يعاني احباط نفسي من الانتخابات!! نعم وهذا دليل على الضمير الحي ولكن ......الدكتور يوزع الناس .. في فهمهم ل أزمة التحول الى 4 اصناف الصنف الاول__من -قفل- على اختيار قائمة بعينها مدفوعا بآليات الاحتماء بسلطة دولة من طائفته!!! والصنف الثاني ..هم الذين تحكّمت بهم سيكولوجيا المصالح الشخصية، الصنف الثالث هم الذين عزفوا عن المشاركة بالأنتخابات و الصنف الرابع، فهم الذين انتخبوا بوعي من وجدوا فيه مواصفات البرلماني دكتورنا الفاضل مع فائق احترامي الاصناف الربع هذه في خيالك فقط وليس لها من ارض الواقع من وجود ...تصنيفكم هذا خيالي لا علمي ولا يستند الى أي مدرسة من مدارس علم النفس والذي انت بها خبيرا!!! ماحصل هو ..للحديث صلة إرسال شكوى على هذا التعليق 68 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 4	العدد: 111982 - احباط نفسي -1
2010 / 4 / 15 - 11:55 التحكم: الحوار المتمدن	عبد الحسين سلمان عاتي
ما حصل هو.. عملية خداع كبرى قل مثيلها في التاريخ من ديماغوجية اشترك فيها تلاميذ جامعة ييل وقم ودول الجوار لا ديمقراطية في ظل الاحتلال ولاديمقراطية مع حكومة فيشي وكل المؤسسات الحكومية الان هي ليست قاانونيه والوعي هو مستلب ومغترب والثقافة السائدة هي ثقافة ألوليغاركيه-ثقافة الطبقة السائدة والوعي الجمعي مغيب ومهمش وما المشاركة من الجماهير سوى تنفيس لا ارادي لرغبات مكبوتة لعالم جميل...وكان الاجدر ان لايشارك الحزب الشيوعي العراقي بمهزلة الانتخابات وهو الذي قدم مئات الالوف من الشهداء بوجه الاحتلال البريطاني وفي مقدمتهم المؤسس الخالد-فهد- الذي اغتالته الام سكس-كان الاجدر ان يقف في الضفة الاخرى احتراما لماضيه واحتراما لشعبه الذي وعده بوطن حر وشعب سعيد- لا يا دكتور قاسم المشاركة في الانتخابات من الجماهير وحسب تعبيرنا الشعبي -من ظيمهم_ باقة ورد على ضريح هادي العلوي-الغائب الحاضر وتحية للمناضل علاء اللامي في غربتة وتحية لك دكتور قاسم لفتح طلاسم خواتم القراصنة الجدد إرسال شكوى على هذا التعليق 93 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 5	العدد: 112130 - انتخابات.. نكتة
2010 / 4 / 15 - 21:57 التحكم: الحوار المتمدن	دريد الأمين
الدكتور العزيز الديمقراطية عملية معقدة ومن اهم اساسياتها دولة مستقلة بسيادة ومؤسسات دولة واقتصاد على الاقل متوازن وفعاليات اجتماعية حقيقية وليس مواكب لطمية وتكيات وهابية واصطفافات طائفية ومذهبية وعرقية وسلطات مختلفة تتنازع فيما بينها على السلطة والثروة وتتنازع على اراضي ومناطق داخل دولة كما يدعون اني صورت عملية الانتخابات بال ( البوري ) الامريكي او نكتة الاحتلال ولكنها وما دام النقاش حول العملية الانتخابية فهي تمرين اولي ولحين تأسيس ركائز دولة عراقية لا يتنازعها الاخوة الاعداء , اهم ما افرزته الانتخابات ان الجميع يريد المناصب السيادية وليس هناك استعداد من اي طرف الصغير قبل الكبير ان يكون بجانب المعارضة او اصفاف معارض وهنا عادت نغمة التوافق والمشاركة وحكومة الوحدة الوطنية وغيرها من مفاهيم تقترب من مصالحهم واغراضهم واليوم فقط اليوم صرح السيد جلال الطالباني وبعد استقباله السيد الجعفري اننا سنشارك باي حكومة يتفق عليها الاخوة ( الشيعة ) اي ان الامر شيعي كردي سني يساوي حكومة وحدة وطنية هكذا يريدونها انه السيرك المبكي والاخر يريدها ( كربلة ) للحياة ولاغير اما المواطن فهو اخر الاهتمامات إرسال شكوى على هذا التعليق 49 أعجبنى المزيد-الاشراك

*	الاسم الثنائي او الثلاثي
*	البريد الالكتروني
*	عنوان التعليق
	التعـلـيـق عدد الحروف المتبقية
الاسم يجب ان يكون الثنائي او الثلاثي و بالعربية فقط ولاتقبل الاسماء الرمزية أعلمني عن التعليقات الجديدة على الموضوع