أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ورود:غريمة الموت القَنِيصْ














المزيد.....

ورود:غريمة الموت القَنِيصْ


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


للموت ذئابية وأنياب وإفتراس وأذرعة منجلية ومقيت مواء وعواء،كلنا نعي ذاك ولااعلم لماذا تحوم طيور الموت دائما عند ينابيع الطفولة وحدائق بهجتهم ومراتع لهوهم؟
لماذا يفترس الموت ويتلذذ ب نعومة وطراوة وندى أجسادهم؟ ورود.. نسمة من اللون الابتهاجي المُباح.. نسمة لاتعي المساء ولاالصباح.. خرجت من زمن فرحنا لخلود ترحنا مخترقة زمن الرحيل بفروسية.
عشرون عاما مرت كاملة على سفرها الخلودي المميز والممزق لشغاف القلب لم يستطع أبوها و وجراح أنامله ونزف خلجاته وصبره المُستحيل التصديق وشهيق سكونه وزفير آناّته، ان يُسطّر ومضة واحدة لها تحيي على الاقل قافلة صراخ الرحيل الابدي! وترفع القبعة لقبة الموت المشيدة فوق شاهقة قبرها الطفولي البعيد الجغرافي حتى عند زيارة قبور الموتى...
عشرون عاما؟ اصبح اليوم 21 عاما عمر ورود الإفتراضي ولكن الموت يقرض الاماني ويلوك التمنيات بين اسنانه وانيابه.. محبورا لايرقص طربا
بعض الحكاية ان أباها لايراها إلا ميتة لامحالة؟! كانت فراسته أن غربان المنية تحوم حول ينبوعها الدافق العذب النقي البهي الندي، كل حين ولكن انىّ بلاداء ولا زكام ولاحمى ان يلج الوجل إليه؟ ويخترق حصون مملكة السرور و تلك الجبهة اللجينية السامدة المعجونة صياغة حزن! وتلك قصة الشعر الافحمي القاتم المتميزة التي اطلت على الجبين فتدلت كعنعاقيد العنب السوداءالمتراصة ،لتشكل لوحة صُنع الخالق بسواد الشعر ولجينية الجبهة السطوعي .تُسّر الناظرين وتثير أحقاد المنية الدفينة الترّبص..
كانت العينان فصّي ألماز مصيوغ بتوئدة.. يفترس الفرح كل آن منها عمرا ووجناتها بعيدة عن التوصيف فقرمزيتها ساطعة الهدوء أقهدية.. ورسومات الجمال الصامتة تركناها للتخيل ومشاعرية الناظر الوالج الواله أسواق السرور ودكاكين الحبور.. في عينيها كوكتيل حزن الرحيل القادم الذي لاتنتظره وفرح الطفولة اللهوي العصفوري اليومي..
كل ناظر كان يعي ان قافلتها لن تصل! وان الحادي تائه في حيرة أيمكن للموت ان يقطف هذه الباقة من الأوراد؟ أيمكن لمنجل حصاد المنية أن تقترب من هذه النحلة الدؤو ب أ يجوز للمنية التنكر للاقتناص الغدري؟ ؟ لايمكن رسم سيناريو موتها المُقنعة مهما أسوّدت في المآقي عيون عُمْيٌومهما برع كتاب سيناريوهات تراجيديا المغادرة الابدية
ذات ظهيرة جمعة مشؤومة كان الوالدان مشغولان في حوار يومي بارد وهي إخر العنقود يومها تلج الغرفة وتسامرهما وتبتسم وتتمتم بكلمات متقطعة الإرسال بتعمد نمازحها عليه ونترك حواراتنا ونوجه الانوار وكل الاضاءات البصرية نحو مسرح إطلالتها وبهي رونق حضورها الطفولي القاسي.. كانت في سن ال19 شهرا ..في الجوار ..هدير محرك الباص الضخم جنب جدار البيت الخارجي... هناك من يصعد الباص.. جلبة اطفال الدار لاتجلب الإنتباه هل من المعقول لاتشارك ورود في عرس الطفولة الابتهاجي لإخوانها وجُلبتَهم؟ ولكن إخوانها الثلاثة نسووها ولحبورهم اهملوا قدومها وهي تلاحقهم بجسدها الدبدوبي المتمايل وبشرتها الناصعة الصعق! تحرك الباص وورود جنبه لايكاد السائق ان يراها ولكن المنية كانت بالمرصاد ضربتها حافة الباص فارتطم رأسها بمجرى الماء وسط الشارع ليتركها تغادر الحياة بإنشغال والديها عنها دقائق !كان الجو رمضانيا.. يعني العيد قادم والمنايا والبلايا لاتهمها إنتظارات الفرح، هنا أقتنص رمح المنية فريسته ...طرقٌ على الباب عنيف! ثارت ثوائر الوالدين المتحاورين الصائمين.. إمرأة تحمل قطوف ورود بين ذراعيها هذه هل هي بنتكم! حركة الناس تلك الظهيرة قليلة كم دقيقة ياترى عانقت ورود الغافية تراب الاسفلت؟! لاجواب إنه برق موت البريق لامحالة! وبإنفعالية الامومة ظنت امها فقدانها الوعي فقامت بغسل رأسها دون جدوى لن تبتسم لنا ورود بعد الان أبدا وتنتهي القصة بأن ورود ستقف في القيامة ..غريمة الموت القنيصْ الذي كان لها بالمرصاد ليسرق من قلوب إهلها صخب فقدانها الذي لاتمحوه الذاكرة مهما تفنن القدر وتظاهرنا بالنسيان.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 40 عاما مدرسة عراقية لم يتخرج من سادسها طالب!!
- أمريكا تنُشيء جيلا شبابيا مستقبليا من النجف الأشرف
- نبش قبر التعويضات الإيرانية حاليا له مغزى سياسي
- إيران الإصلاحية لاتريد السيد نوري المالكي
- الكهرباء في العراق تقتل الاطفال حتى وهي مقطوعةفي بيوتهم!
- هل بدأت حرب المياه ضد المنطقة العربية؟
- جريمة قتل جماعية لعائلة تحت تأثير المخدرات
- أيهما اهّم عند العراقي الحصة التموينية أم مكافحة الإرهاب؟
- فتاة الإرجوحة السلسلية
- هل للموظفة العراقية حقّا بطلب الرشوة إسوة ب الرجال؟
- يوم قصم الفاشست وداعتنا
- إمنحوا العراقية فرصة تشكيل الحكومة القادمة
- 115 ألف وظيفة عراقيةشاغرة تنتظر وساطة منْ؟
- رواء قافلة الموت السرمدي،جليل
- الشيوعي العراقي يدعو لتغيير قانون الإنتخابات
- إعطوا وزارة التجارة للشيوعيين
- فراغ دستوري غريب مسكوت عنه
- محمود ..غائب حنين الارصفة
- نورس برحلة مجانية للخلود
- الرصاصة المجانية 15


المزيد.....




- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير
- نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامع ...
- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ورود:غريمة الموت القَنِيصْ