أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - رواء قافلة الموت السرمدي،جليل














المزيد.....

رواء قافلة الموت السرمدي،جليل


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 01:45
المحور: الادب والفن
    



لاتحفر الذكريات بأناملها الوهم في عقول الإطفال.. ولكنها تحفر بماكنةأنصال كالأظافر، بلامعاول.. مشاهد سطوع الفرح أو قتامة سحائب الحزن في مرتسمات شبكياتهم الغضّة..
كان الجليل جليلا في وثبته الإنسانية الإجتماعية المتميزة الصروح..وعندما رحل جليل كانت المحطة التي لاتُنسى ليس كيفية التوقف في تراجيديا موته المفاجئة بل دار موته الجغرافي الشاخصة بعد 50 عاما ،بعيدا مئات الكيلومترات عن ارض صباه وطفولته وماكنة خياطته التي أستوحشتْ انامله البارعة وبصماته اللامرئية وفنانية إستعمال قدمه وتطريزات كان يصوغ مهاراتها بإناقة المحنك.. ذو الثغر الفاضح الإبتسام..
لم يكن ممكنا لطفولتي ان تستجمع كل المشاهد التي جمعتني وجليلا في شبكية واحدة.. لم أعد مطيقا جمع شتات شذى عطر رحيله الأبدي المتنسّم.. فذاكرتي فقط تعلقت بنزر يسير من سحنته البشوشة التي ذوت كغصن بان متيبس نفضّ عنه عبق رحيل رحيقي... ولكن التأمل في تقاسيم سحنته البشوش.. يبثّ السرور في خيالات أجنحتي المُهيئة للاستبحار في ذاكرتها...عن نسمات رؤية جليل..
كنت ارى جليلا ،قارورة عطر فاقدة الحجمية نادرة النوعية أفتضّ الموت سداّدتها... كنت ارى ظل اخواله يحيط بيتمه كجناح الملائكة الهلامي ليعيش سامدا بين المقلتين والأجفان محبورا بمرقده الرؤؤم... كلوحة حديقة ورد غناءّ أفترست جنة الأرض ثم مزقّتها أنامل القدر الأحمق الخطى فحصد منجل الموت حتى عشب حديقة رؤيته.. أحدّق بصوره النادرة فلااظن حصاد الموت.. قد شمله
رحل جليل بالسحايا ولم تفهم طفولتي التسمية ولم اظنها إلا نوعا تسمميا من حلوى ..أعتدنا شرائها.. لم يترك أرملة وأطفالا..أيتام يرضع صغيرهم من حليب فراقه... ترك أمّا كانت جبلا من صبر تبكير الترملّ ...وعاطفة لاتسطرّها كلمات مُنتقاة مهما عبقت .. ترك حسرة في قلبها جذوة نار بقت اكثر من 40 عاما تتامل كيف الان جليل الحي ينمو جسده امام نواظرها رويدا رويدا ترك أمّا كانت غصتها شاخصة كالتنفسّ كل لحظة حتى لحقت بقافلة الرحيل الأبدي هناك في اللامنظور.. ترك لي جليلا بيت موته من هنا فاح طيب رحيله السرمدي ..ومن بعيد أرسلتْ الأحزان اجوبتها .. تشدو:
زرع ريّان من كلبي ترابه وطعم العسل يالعالم ترابه دللتله وعلى شوفي تربه
أجه الحوم وخذاه من بين إيديه



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعي العراقي يدعو لتغيير قانون الإنتخابات
- إعطوا وزارة التجارة للشيوعيين
- فراغ دستوري غريب مسكوت عنه
- محمود ..غائب حنين الارصفة
- نورس برحلة مجانية للخلود
- الرصاصة المجانية 15
- الرصاصة 15 مجانية
- باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية
- الآبهق
- صريع فرحة نجاته
- الاقهدية
- هل القادم رئيس عراقي جديد؟
- تمثال لحسين سعيد
- دَفِينْ مقبرة الغرباء
- للظلم فروع طفولية
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - رواء قافلة الموت السرمدي،جليل