أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للظلم فروع طفولية














المزيد.....

للظلم فروع طفولية


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


كان ولده أيمن الطالب في الرابع الثانوي بليدا ولم يكن التدريس الخصوصي منتشرا ولان جلّ وقته الوظيفي خارج الدار كان يتعذر عليه التواجد فيما لوحضر المدر س الخصوصي وزوجته الجميلة جدا لوحدها وطبعهم العسكري يجعل الشكوك والريبة حدس المواقف. أهتدى للحل بأن يدرس أبنه مع اشطر طلاب الصف الدراسي على ان توفر لهم امه مستلزمات الضيافة التي تفوق فقرهم بدرجات. كانت الضيافة وموائد الطعام والفواكه التي يسيل لها لعاب الفقراء تغزو مشاهد الجلوس الدراسية ويوما بعد يوم اصبح ابنه البليد في طور متقدم بالدرجات الشهرية. وبحكم نشاته العسكرية ومنصبه الحزبي كان يحتفظ بسلاح شخصي مسدس ورشاشة من هبات البعث،يوما ماتفقد دولاب ملابسه فلم يجد المسدس دخل في دوامة الحيرة والغضب الشديد ارتبكت زوجته تأسرها الحيرة وهي تصفق الراح بالراح بحثا عنه دون طائل مالعمل؟ هل سرقه احد؟ لايدخل الغرفة حتى ابنه البليد الوحيد فقط هولاء الغرباء الطلاب الثلاثة يدخلون الدار،قطع الشك باليقين وقرر الإبلاغ عن الفقدان خوف عواقب الامور فمسدسه مجاز ومعرّف ومسجل رسميا، سجل الاخبار وعاينت الشرطة المكان جيد لااقتحام ولامشبوهين.احالت الشرطة القضية لمكافحة الإجرام وهو فرع شرطوي متخصص بهذه الحالات،دخلوا في خضم التقصي فقرروا ان الجناة السراق هو احد الطلبة! وبدون علم الاب قررت المكافحة بقرار قاضيها القبض على الطلاب زملاء ولده وهم بعمر الورود وكانوا يرتعبون لمناظر شرطة المكافحة بل بكى الثلاثة وهم ينساقون مكبلين بدون كتب الدراسة الى سجن المنطقة!
حصلت في الزقاق الهاديء زوبعة الآهالي وهم يتوسلون بالجار المتنفذ المزعوج من فعلة الشرطة لكي يُطلق سراح اولادهم ولانه يعرف الاجراءات واعدهم خيرا فلما راجع قالوا له سنطلق سراحهم عند نهاية التحقيق فبّشر الاباء والامهات الدوامع العيون بالامر. مرت ثلاثة ايام واذا به يجد المسدس داخل الدار فقد نساه في حقيبةعندما عجلّته مكالمة إستدعاء مستعجلة لقيادته العسكرية فدّسه في موضع نساه لاحقا، اخفى المسدس في جنبه ،حمل إجازته الحكومية ،إرتدى ملابسه العسكرية وتوجه لمركز مكافحة الاجرام ليغلق الدعوى ويطلق سراح الصغار الاحداث الذين صعقتهم التهمة وانستهم طعم السمر والفواكه والعشاء دخل على المدير فاجلسه وضيفه فاخبره الضابط حول إسقاط الدعوى وآراه المسدس المفقود،تبسم ماكرا مدير المكافحة وكان أقل منه رتبة: لايمكن ياسيدي إسقاط الدعوى!! أستغرب الضابط مندهشا مذهولا صاغيا متسائلا لماذا؟ قال المدير لان الطلاّب الثلاثة اعترفوا!! بالسرقة وأعترفوا ببيع المسدس !! لابل جلبنا المشتري ايضا!!!! ورفعنا قضيتهم للمحاكم وسيتم تكريم المحققين لسرعة كشف الجريمة وسرعة تنفيذ اعتقال المذنبين! قفزت كتلة عضلات تقاسيم الغضب والحنق عند الضابط نهض وهوى بقبضته على الطاولة بعنف وعصبية؟! تساقط قدح الشاي اللامُرتشف على الارض مكسورا كيف يحصل ماتقول؟ هاهو المسدس مادة الجرم بيدي وجدته فكيف اعتقلتم المشتري! كان يزبد ويرعد غضبا وطلب منه ان يرى الطلاب المتهمون المعتقلون فقال ياسيدي تعرف الاجراءات لايمكن ووو ولكن الضابط تركه فورا وتوجه للمعتقل وهو يسمع صراخ الطلاب عمو ابو أيمن إنجدنا! وهم يتباكون وصل لحافة القضبا ن ليرى وجوها بشعة الملامح من شدة التعذيب! متورمة الوجنات والاحداق والازرقاق فلم يحتمل المشهد كان كبرياؤه أقسى من ان ينتظر دمعة تهرب من عيونه مسك لجام نفسه،تماسك دون ان يهديء روعه وخرج غاضبا من المركز وتوجه فورا لقيادته العسكرية دخل على آمره بعد اداء التحية وجلس دون ان ينتظر السماح له بالجلوس لاحظ الامر هيئته ولاتماسكه وأضطرابه الشديدين هدّأ من روعه سلامات ابو ايمن هل حصل مكروه ما لااعرفه؟ قال لاسيدي متحشرج الصوت دامع العينين على منظر اصدقاء أيمن، سيدي تعرف قصة مسدسي المفقود والمجلس التحقيقي قال نعم بسيطة سنغلق الموضوع قال لاياسيدي لقد وجدت المسدس وهاهو في جنبي وسرد عليه حكاية ماحصل وماجرى ليصبح مرجل الغضب ذو شعبتين في الغرفة! اتصل الآمر بوزير الدفاع الذي اتصل بوزير الداخلية على الفور ،أطلق سراح السراق الثلاث ومشتري المسدس الموهوم وفي المساء كان الخبر الابرز، إلغاء شعبة مكافحة الاجرام من التشكيلات لانها هي التي كانت مجرمة تكافح الاجرام بإأجرم منه!



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية
- طؤاريء لاتحتمل التاجيل
- صرخة الهضبة الوسطى
- ماهو حق المرأةالمسلمة في حج بيت الله؟
- الكاميرا البؤبؤية
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟
- حقوق الطالبات العراقيات المتفوقات في البعثات
- إرث المرأة في التشريعات الإسلامية
- ماهي صفات الأحقّ بإمامة الجماعة عند مذاهبنا؟
- ماهو حكم المراة المفقود زوجها في التشريعات الاسلامية؟
- من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح
- عباءة ام صباح من نوارس الغربة
- وميض في قتمة أحراش محرّمة
- ذبيحا رقصة تانغو
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للظلم فروع طفولية