أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - جردل الخطيئة














المزيد.....

جردل الخطيئة


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


رؤيتها في الزقاق تبعث السرور في كل نفس، الحديث معها له ملكوت حتى الجاهل بالدراسات النفسية يعي إشراقته في الإغراء الإنصاتي لصوتها الهاديء الرخيم الذي لايرحم لاطبلات الإذنين ولا شغاف الأذينين بعذوبته! الجميع يظن ان تواجدها بينهم خطأ وخلل إجتماعي ما فهي اميرة وسط الصعاليك وبعض الرعاع لايعرفون تحصيلها الدراسي الجميع يصفها كبرفسورة في التصرف الإجتماعي محياها حين يطل يستظل بدفقه المنتظرون وحرس الزقاق المفترضين! وجه مدّور مسّور بفوطة تضفي جمالا على كماله، شعر مقفل اللون سجين التفوط لاينسدل حتى بالغفلة ونظرية زحزحة الفوطة!
نظارات سوداء تخفي مذاق التمتع بالعينين المجهولة الزهو اللوني وعذرية الإكتحال.. نمش وزعته الطبيعة كقطرات ندى على حديقة الوجه الصبوح وتجمّر خدودي رباني المذاق ،قرمّز الشفتين فصاغهما بصفة إبتسام دائم! صياغة جسدها الكتلوي يجعلها فريسة انظار الذئاب الرجالية تناسق رياضي حتى مثقفوا الزقاق كانوا يتندرون بالطروحات الوصفية ويقولون إنها غير إنتهازية! مع انها لم تحاور احدا منهم حول مفاهيمها والسبب التحليلي هو إنها لاتحمل عجيزة رجعية نشازية الرؤية والتمدد! ولاتحمل مفاهيم تقدمية في تكور تضخمي مقيت للثديين! كان جسدها متجانسا مثالي التمعن للمتفرسين غريب التناسق التضاريسي ،أضفى عليه البياض الناصع النقاء سمة صورة ملائكية رسمتها مخيلات الرسامين. يغّلف الغموض حياتها لااولاد وزوج دؤؤب بعمله فهي وحيدة جدران دارها التي لم تكن مزارا لنساء الزقاق لايطل منها شباك عليه للفضول فمع شرقية البناء لم تكن الدور تطل بارتفاعها على دار توران ولم يشاهدها احد في سطح مملكتها تنشر غسيل الملابس ابدا. وفي نوادر وبفدائية تدلف بعض نساء الجيران الفضوليات بحجج واهية لطلبات منزلية منها، لسبر غور مملكتها لتجدها مثلا ترتدي بيجاما كحلية براقّة و مطلقة العنان لشعرها الأشقر السجين تقرا كتابا ما لتصبح في الغروب هذه البيجاما الوصفية مادة حديث كل ألسن الزقاق لاأسابيع! في كل الوسط الشعبي كانت توران لوحدها محيرّة.. لم تعتد النساء على إنعزاليتها ومشاركتهن جلسات العصر في عتبات بيوت محددة مع تواجدها في كل مناسباتهن الفرحية والحزائنية وتهب نقودا للواجبات الإجتماعية أبهى من نظيراتها ولكن ماكان يغيظ النساء هو منعها للاطفال من اللعب امام دارها عندما تكون الدار جزءا من مساحة لعبهم وبقمة الخلاقيات كانت ترشّ على بهجتهم جردل ماء اعدتهّ لاإطفائها سلميا! وكانت هذه صفارة نهاية المباراة بحنق منهم وسرور منها فيتشتت شمل تجمعّهم غاضبين دامعين متناسين غزو التراب لشعر راسهم ووجناتهم حين يشكون لعوائلهم مانعة ماعون السرور الطفولي!لم تبادر ام ما بعتابها لانهم يعرفون حنقها على الصخب المصاحب للاطفال وتصاعد الغبار من الزقاق على كل البيوت وضربات الكرة لكل الابواب فتجفل منها بعض النساء وهن يمارسن مهام التنظيفات اليومية. لم تكن لتوران مغامرات تثير الشبهات لتلوكها أنياب المتربصين فهي لاتغادر دارها الا للتسوق المتقطع التواصل اليومي يومان في الاسبوع لاغير، لاتدخل دار أحد من الجيران ففي دارها فقط تلفون أرضي يمثل كل الترف الذي تستحق وصفها به. ذات ظهيرة قائظة تقلّ فيها حركة امواج الناس كان بعض اطفال الزقاق يتهئيون لمباراة كروية مع فريق زقاق اخر يتحسبون للمعارضة التورانية ويتناقشون توقيتات ذهابها للتسوق فهي معضلة بهجتهم! واذا يتراى لهم مشهدا يحمل غرابات تشكيلية في لوحة مساحة الرؤية! توران تخرج مسرعة من دار مقابل دارها! توران بلانظارات! توران لاتلتفع جيدا بعبائتها فالبيجاما الكحلية الشهيرة واضحة السطوع! توران تحمل شيئا ما بقبضة يدها اليسرى أبيضا متدليا كعذق الموز الكثيف! ماهو؟ لم تكن اعين الاطفال لاتمّيز مابقبضتها! انه غلاف بيت لذتهاّ! دلفت لباب دارها بعد إستعمال المفتاح بإرتباك وعجالة تفرقّ الاطفال كومض البرق! ودلفوا كل في بيته يرسمون لااهاليهم فلم الظهيرة الكارتوني التوراني! سقطت توران في مضيق الخطيئة فحان وقت مغادرتها الزقاق للابد!أنتصر فريق الاطفال على جرادلها فهي اليوم لاهم، تستحق الجردل على خطيئتها!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2
- مرؤة في طعام تقود للاعدام!
- لاتضللونا فإيران ليست ارض المعاد لشيعة العالم!
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج1


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - جردل الخطيئة