أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - عباءة ام صباح من نوارس الغربة














المزيد.....

عباءة ام صباح من نوارس الغربة


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2711 - 2009 / 7 / 18 - 08:10
المحور: الادب والفن
    


تضّم مجموعتهم بضعة سواقي شاحنات نقل الغاز من العراق لتركيا مع مدير الرحلة، عصر إنجاز التفريغ كانوا يتسكعون سوية في شوارع مدينة غازعينتاب الساحرة، الإستمتاع حسب الأذواق فالنساء لهن مذاق تصويري خاص يأسر الألباب متميز بالبشرة البيضاء والحمرة المشرقية تأسر الوجن والعيون ذات الطيف اللوني التنوعي والشفاة المسبوكة من اللون القرمزي دون احمر الشفاه وغلبة التشقر على الشعر بينما سحنات السواقين يغلب عليها التصّحر! الفاترينات وجمالية العرض تخلب ايضا بعض المتذوقين للتبضع ومشاهد الحياة الشعبية لها مساحة في مسرح الرؤية التمعنّية فكم من عائلة على دراجة نارية واحدة تلتوى بهندسية على سروجها اقدام النساء حسب أرتداء هن للزي فمرتدية البنطلون تفرج الردف والقدمان يتوسطان سرج حصان زوجها البخاري !ومرتدية التنورة تجلس بطرف الردف فقط وتثني القدمين بجهة واحدة محتضنة طفلها بيد وخصر فارسها القائد باليد الاخرى!
دلفوا لشارع للمشاة فقط لا دخان عوادم ولاضجيج منبهات ،الإكتظاظ البشري على أشُده،دردشة السواقين لاتنتهي ومسارها يصعد سهولا وجبالا وشلالات وحفر.. تسّمر الجميع لمشهد بعيد عن طرازية مايرون أمراة ملتفعة بعباءة فضفاضة تنطق للناظربعراقيتها أستغرب الجميع فالسفر كان ممنوعا الاالايفادات الرسمية مالذي جاء بها الى هنا؟ كانت صاحبة الجلالة العراقية قصيرة مكتنزة لم يتبينوا من زحمة المرتصفين ،من معها فقد احتوى مشهد العباءة حواراتهم والغى كل مرتسمات الجمال التي تُشغل الشبكيات العينية..أقتربوا منها.. وفجاة اطلق احد السواقين الحمقى رصاصة الرحمة على المرأة..قال إنها شغل؟! وهوترديد إستفزازي توتري إستنكاري وصفي عراقي شعبي متداول للمرأة السيئة السمعة الرقحاء التي تبغي بأجر!ظن الحمق السائق انه بفراسته اصطادها وبتحليله المُتّعجل التحليل احتواها ولأن كلماته باللهجة العراقية وسط رطانة الاتراك المحلّقة في كل صوب،سمعت المرأة ترددات موجة القذف وشرارة التهمة الوصفية الوضيعة التي نالتها فالتفتت بعد توقف كتلتها التي تسير بتوئدة ومالت حول مصدر الرصاص الذي كان مصوبا لها خصيصا لتتبين بفراستها انهم عراقيون معها في نفس الرصيف الشارع، لفت بحّدة ومهارة فضافضية العباءة وأحكمت إلتفاعها لتشمرّ عن راحة يدها المغطاة الزند وتقول لهم ياللاسف عليكم! انا اختكم العراقية أم صباح التي هجّرها صدام لانها كردية فيلية بحجة التبعية الإيرانية وزوجي تاجر معروف في الشورجة ودارنا قصر في حي الخضراء أستملكوا كل شيء وتركونا على الحدود الإيرانية ولم نبق هناك الاقليلا وذهبنا لسورية وها انا منها جئت لتركيا ،اراكم من طينة بلدي تفوح منكم رائحة الشماتة والظن من لبس العباءة وتصورون لااذواقكم ما تشاؤون ظلما! أين غيرتكم وشمائلكم وشهامتكم ؟وانسكبت دموعها مدرارا عند كل كلمة وقالت تمنيت إحتضانكم وتقبيلكم لاان اسمع بلهجتكم مالايسرني في دار الغربة!
بقيت مرتدية العباءة لم أبدلها بالشادور او بقطعة حجاب سوري ،محرومة من رؤيتكم لان السفر ممنوع عليكم،أندلق زيت حديثها على صمت وخيبة ماتفوهوا فغادرتهم بهجة الاحاديث ومسرورية التسكع وبهجة القشفات فلم يؤذها فقط الوصف القاسي بل لانه صدر ظالم التعجّل من عراقيين في دار غربة ، تحلّقوا حولها وسوروها مطاطيء الرؤوس متأسفين لايعرفون أي كلمة تُطفيء نار الحماقة التي بدرت منهم ،لانها عراقية كانت تعرف ادب الصمت العراقي عند فوضى الاساءة للغير فتبسمت بعد إكتظاظ المآقي بغيوم الدموع ودعتهم فورا لاقداح العصير من محل قريب فتهالك الجميع على دفع الحساب ورفضت رفضا قاطعا قالت لهم حتى تتذكروا ان العراقي حتى الاساءة يغفرها لاخيه فقط ارجوكم تذكروني عند الاولياء وقبّلوا لي وجنات تراب الوطن فلن نصدق مسار العودة ولاتسيئوا الظن بمرتديات العباءة في الغربة ابدا!فودعتهم منكسرين عن إتمام جولة التسكع ومضتْ بوميض عبائتها المنير عراقة عراقيتها!!!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وميض في قتمة أحراش محرّمة
- ذبيحا رقصة تانغو
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - عباءة ام صباح من نوارس الغربة