أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - وميض في قتمة أحراش محرّمة














المزيد.....

وميض في قتمة أحراش محرّمة


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


دلف للشارع التراثي [النهر] بعد نزول جسر الشهداء في بغداد فاترينات الذهب تبرز بعد المحلات التراثية للعباءات الرجالية والريافة التصليحية ومحلات كل انواع الستائر والأقمشة والتنجيد والتطريز والزركشة والنقوشات وبهاء المدرسة المستنصرية وجامع الآصفية مرقد الإمام المحاسبي العلني والمرقد المكتوم للشيخ الكليني..

وقع إتزان الخُطى متميز، لم يكن كعبها عاليا هي قامة غيداء هيفاء شاهقة ولكن حشوة الحديد في طرف كعبيها المنخفضين كانا يموسقان خطواتها المنطبقة على لحن حركة رشاقة فارسة السيقان!فحجر شارع النهر التراثي مرصوف بطريقة تُظهر أصوات السابلة وإطارات عربات الحمل المطاطية والحديدية وذات صوت البولبرنات المهترئة المتحشرجة النشاز ولكن وقع طقطقة الكعوب النسائية ذوات الإتزان الؤئيد هو نبض تراث الشارع وله القدّح المُعّلى على تموجية الأصوات وطرب السا بلة! أزياء وأزياء وموديلات وحجاب ،كل شيء ترتديه النساء هنا لم يأسره الإنبهار حتى لمح غادة هيفاء ترتدي الميني جوب وتصل لضِفاف حافة الميكروجوب ولو داهمتها عطسة وأنحنتْ؟ لظهر قاع بحر الأرداف المتلاطمة الموج كله والطلاحب ولون قناع العجيزة القريب من بدء الشروق في بلاج الناظرين!
كانت السيقان الرياضية التعضّل مكشوفة البضاضّة تزيتت بتعرقّ الطبيعة وتزينت ب تقزّم قطعة قماش الثوب! فتحولت لسيوف تمزّق ناظريها المندهشين ولوقع كعبي خطاها الخيلائي الجذاّب أنتبهت أبراج الأذنينْ لتحترق صمامات الأذينين! هل تتعمد حركات رمال التموج الغنجي لجسدها؟كأن الردفين يمارسان الكونغ فو وتآهبات القتال الاعزل! تتدلى من زنديها العاريتين حقيبة يد تتأرجح ربما لإغاظة المتطلّعين ومتارجحي القلوب، كانت قدماها تلتهم الشارع تخرج من محل على اليمين لتدخل آخرا على اليسار ثم تصعد جبلا غيره لتنحدر لسهل اخر ترسم معادلات رياضية وحروف إنكليزية بمسارها على خارطة رؤيا المتمعنين المتنعمين! مرة حرف أكس مرة زد يتحير مراقبها من سرعة ولوجها المحلات وذهول المُغادرة ؟ علام هذه الزكزكة؟ عن ماذا تبحث الغادة الهيفاء؟ هل تعرض بضاعتها ومامن مشترٍ؟ هل تبحث عن
مفقودات أو مقتنيات؟ مستحيل أن لايتشبث بهيئتها وهندامها أحد من اصحاب المحلات وهو يراهم يمدّون العناق ويغادرون مكاتبهم يطلقون صواريخ فضولهم من منصات العيون المتسائلة من هذه؟ فترتفع منهم المناكب ويتصرفون مع الفريسةكالعناكب! يرمون جزافا حولها واهي الشباك. في غمرة التحيّر ومراوغة جسدها لعدسات الناظرين المترقبين نهاية المباراة تصدّى شاب يحمل كاميرا وهو منظر عادي الصياغة هناك لايحمل غرابة ولكن الغرابة كلها أسفرت عن برقعها فالشاب لم يكن يسير الهوينى بل متسارع الخطى نحوهيبة سيرها المتغّنج وهي تتوسط انياب عيون الذئاب ،وصل لضِلال قامتها المنحني عن هيبة سيرها المتغنذج لينحني هو الاخر بالقرفصاء تحت إكتناز أردافها القريبة التدلّي ليقتنص بكاميرته بضعة صور لحركات موج العجيزة الهادر و مهبط شلالات الأفخاذ ومساند جسر الأرداف وصولا لقمة إفرست الإنحدارية ! ترك العدسة ليبحلق عيانا ببوبؤ العين المجردة في لون سور الامواج الردفية المتراقص وغلافها القريب النول لو..! ثم أنزوى متواريا منتشيا وترك الناظرين بذهول وعجب من صدمة مشهد محبوك بثواني؟ من كان يجرؤ؟
كانت بعالم آخر لم تنتبه لصمت أفواه الأحداق حولها ولالوقع خطى المصّور الجسّور ولالطقطقة تسارعية زر الكاميرا ولان الظهيرة زمن الحدث لم يكن يحتاج لضوء الفلاش فقد كان سطوعها وسروره بالصور أوضح مليون مرة من قتمة الأحراش في منطقة الظل الميكروجوبية المسوّرة المحرمّة والتي ولجتها عيناه!!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبيحا رقصة تانغو
- جردل الخطيئة
- وزارة الفقراء والمساكين في العراق
- التعويضات لزكة كويتن بدل جونسن!
- إبتهاج لمانعة البهجة
- فحيح زقاق الخطيئة
- يُتمْ بمنجنيق الغضب
- عودوا للمقارعة ايها اليساريون!
- ماذا بعد عبور كأس القارات ياعراق؟
- طابوقة أوسكار القيظ!
- الوصايا العشرة للكويت الشقيق
- المراة ذات الوجه القططي
- محاذير الصراحة في العراق
- لندفع تعويضات الكويت برسوم شعبية!
- الكويت قلوبها معنا وسيوفها على أعناقنا!!
- من هم مرشحوا التسوية لرئاسة وزراء العراق ؟ج3
- شوطان الاول انتهى والثاني لم يبدأبعد
- رحلة سفر قصيرة من الداخل للجوادر لمدرب مبدئي قدير
- ماهي حظوظ المالكي برئاسة الوزراء القادمة؟ ج2
- مرؤة في طعام تقود للاعدام!


المزيد.....




- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - وميض في قتمة أحراش محرّمة