أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - صريع فرحة نجاته














المزيد.....

صريع فرحة نجاته


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


بتلك القامة الهيفاء والوجه الككوائي البشوش أمتطى محسن دراجته الهوائية جذلا مسرورابعودته سالما من اعنف هجوم عسكري في تلك الحرب المجنونة وخاصة ان منطقة القتل المنتخبة كان اسمها الفاو يثير رعب العوائل وهي لاتدري ماحلّ بابنائها العسكريين وهم يتنقلون في جبهات الموت المستعرةمن موقع لاآخر ولكن الفاو وحدها كانت تير الرعب لكونها مقبرة بشرية لايدخلها الاالموتى الذين ينتظرون دورهم للمغادرةفلا ينجو منهاوقتها إلاالميت!
كان الناجون قليلين ومنهم محسن نفسه فقد كانت قصته في النجاه لاتلج عقول المستمعين للاهوال التي عاشها كمخابر يحمل جهازا بدائيا للاتصالات وقتها فهو نفسه لم يصدق النجاة لو رسم سكتها في مخيلته وهو يقلّب شريط ذكرياته التي عاصرت حروب 1967 و1973 فقد عاشها عسكريا في الاردن وسورياونجا ودخل حرب إيران سنوات ونجى فمقره دائما أمام القطعات القتالية أو في وسط حمومهاالناريةولكن الاقدار في احيان غفلية تنسى رواد الموت اليومي ومنهم الناجي محسن الجذل بنجاته وصل داره وأطمئن علي صغيرته الوحيدة وكانت دموع زوجته قطرات ندى اللقاءفقرر ان يذهب ليبشّر والديه بنجاته في مدينة جغرافيا حتى سيارة الإجرة ستكون بعيدة عن سرعة إيصاله لهم لشغف في نفسه ان دراجته الهوائية المتربة ستحمله مع صغيرته على بساط الريح لوالديه لتقّر اعينهم بنجاته ويفرحون بمقدمه مع حفيدتهم من إبنهم البكر
ودع زوجته وحمل صغيرته أمامه على الدراجة الهندية التي كان يعشق التنزه بها وقت الإجازات وصل الشارع العام ذو الإتجاهين ترجل عند الجزرة الوسطية ليعبر للاتجاه الاخر وصغيرته على الدراجة يتطلع حذرا من سرعة السيارات القادمة فالبلد بحالة حرب والناس فاقدة اعصابها واحبابها ومناظر التوابيت شائعة السطوع في كل شارع وحارة فإذا بسيارة مسرعة بجنون تشق عباب الحذر المحسني فتصدمه بسرعة البرق ليكون وبسرعةرد فعل برق القدر المنتظر دراميةالمشهد، درعا يقي بجسده حياة صغيرته فأنقذهاعندما أمال مقود الدراجة نحو ترمومتر الجزرة الوسطية لتسقط طفلته عليها بامان عدا الفزع الطفولي الصراخي ولكنه كان للحظات يجد جسده الجذل بنجاته من عزرائيل الفاو يطير من قوة صدمة السيارة ويرتطم رأسه بأسفلت الشارع لايستطيع حتى يهمس همسا أو تلويحا بوداع صغيرته للابد فقد صار الآن صريع فرحة نجاته ليصل خبر وفاته لوالديه ليس من شهداء الفاو كما يسمونهم بل من بغداد متوفي أثناء الخدمة جذل لم يتم جذله بأنه من الفاو نجى ولكنه من موت رخيص رصيفي لم ينجو!!
هل يصدق أنه ارتمى تحت عجلات المنون الذي كان ملاصقا له كملابسه في الفاو ليعانقه في بغداد؟رحل القدربسحنة الجذل بنجاته محسن وبسمته وترك اليتم المبكر لصغيرة كان مشهد الرحيل الدراماتيكي لوالدها يلاحقها برحلة العمر.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقهدية
- هل القادم رئيس عراقي جديد؟
- تمثال لحسين سعيد
- دَفِينْ مقبرة الغرباء
- للظلم فروع طفولية
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية
- طؤاريء لاتحتمل التاجيل
- صرخة الهضبة الوسطى
- ماهو حق المرأةالمسلمة في حج بيت الله؟
- الكاميرا البؤبؤية
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟
- حقوق الطالبات العراقيات المتفوقات في البعثات
- إرث المرأة في التشريعات الإسلامية
- ماهي صفات الأحقّ بإمامة الجماعة عند مذاهبنا؟
- ماهو حكم المراة المفقود زوجها في التشريعات الاسلامية؟
- من نوارس الغربة ،عباءة ام صباح


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - صريع فرحة نجاته