أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟














المزيد.....

ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة القبيسيات هي آخر صرعة مُستَجلبة يتحفنا بها نظام الحزب (القائد للدولة والمجتمع) البعثي المنتفض من رماد انحطاط أربعمائة سنة عصملية. العروبي حتى العظم. والإشتراكي إلى أن يشاء الله أمراً كان مقضيَّا. أما الوحدة والحرية التي طالما تشنفت آذاننا بسماع نغمتها الرتيبة فقد نسيهما (الرفاق المناضلون) في جيب سترتهم العسكرية حين استبدلوها بالمدنية ليتربعوا على كراسي الحكم الوثيرة وعلى أكتاف ملايين السوريين الذين اعتقدوا، بطيب نية طبعا، أنهم ينتقلون بذلك إلى عصر المدنية والتقدم. لذلك فقد ارتضوا أن يوقعوا وثيقة طلاق أبدية مع ماضيهم القريب الذي كانت فيه ملامح القيم والمبادئ الوطنية قد بدأت بالتشكل أثناء الحكم الفرنسي وبعيد الاستقلال. حيث كان الاعتزاز الوطني هو المفخرة التي يسعى كل سوري للحصول عليها أياً كان دينه أو طائفته أو قوميته أو لغته أو موقفه السياسي. وكان الاحترام المتبادل والوئام الوطني هو السائد بين كل شرائح المجتمع وفئاته. حيث كان من الطبيعي أن يحتل الكردي أو السرياني-الآشوري، إلى جانب أخيه في المواطنة العربي أعلى المناصب في الدولة بجدارته وكفاءته دون أن يَضطر أو يُضطر للتلبس بالعروبة زيفاً ورياءً، والتماهي مع سياسة الحاكم المطلق، كما حصل فيما بعد ومازال.
بعد سبعة وأربعين عاماً من استئثار حزب البعث بالسلطة، وأربعين عاماً من تربع عائلة الأسد على عرش سورية، تم في ظل هذه السياسة (الشعائرية) قيادة الدولة والمجتمع إلى أسفل الهاوية. لقد أضحت الظواهر الشاذة عن طبيعة المجتمع السوري هي السائدة وبرعاية وتشجيع ودعم السلطة ذاتها. والهدف، أو أقله، النتيجة كانت على الدوام تفتيت الوحدة الوطنية التي كانت قد بدأت تتجلى في أولى صورها قبل هلوسة الوحدة مع مصر (الشعائرية) هي الأخرى، وحكم عبد الناصر الذي مهد الطريق لصعود نجم ضباط العسكر المغامرين، والبدء بتفكيك عرى الوحدة الوطنية وتدمير دعائمها.
لقد بدأت (الثورة) كما يحلو للبعثيين تسميتها، بالإنقلاب العسكري عام 1963 معلنة الثورة على قيم المجتمع المرتكزة على أسس الوطنية والديمقراطية. والتي كانت قد بدأت تتبلور في تقاليد إجتماعية وسياسية لا يعيبها الانتماء العرقي أو اللغوي أو الديني. ولا يفسدها الاختلاف بالرأي أو التوجه السياسي. فجاء حزب البعث ومنظماته الرديفة كإتحادات العمال والفلاحين والطلبة والاتحاد النسائي والمنظمات المهنية والرياضية وغيرها لتختتم بطلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة، التي لم تكن سوى وسائل وأدوات بيد السلطة للتحكم بكل مفاصل المجتمع والسيطرة على حركته وتوجهاته بهدف تطويعه لإرادة المجموعة الحاكمة واستخداماتها الخاصة. وهكذا تحولت تلك الجماهير إلى مجرد جموع تُحشد للتصفيق والتهويس (الشعائري) أيضاً، لسياسة الحزب والقائد الرمز. مفرغة الوطنية من مفهومها ومختزلة الوطن بكل مافيه وماعليه بالحزب وقائده. وبذلك تكرست سياسة التفرقة والتمييز بين أبناء الوطن الواحد كتقليد متوارث، ليتعزز هذا التمييز فيما بعد بأشكال وأساليب أخرى عديدة. حتى بات لكل فرد من العائلة الحاكمة جيشه الخاص بالمعنى الحرفي والمجازي. والسوريون يعرفون جيداً قصص سرايا الدفاع والوحدات الخاصة والحرس الجمهوري وسرايا الصراع والفروع الأمنية على تعددها. لننتقل بعدها إلى رابطة خريجي الدراسات العليا وجمعية المرتضى وظاهرة دعم بعض الجماعات الأصولية أو خلق معادلات سياسية لها كالحبشية والبوطية وما شابهها. إلى ظاهرة التشيع المتمددة أفقياً وعمودياً، الدخيلة على سوريا والمجتمع السوري. ولنخلص أخيراً إلى القبيسيات التي لن تكون بالتأكيد آخر المطاف.
وهنا يجب أن لا نغفل عن الأهداف والغايات السياسية لهذه التحزبات التي تحمل غالباً طابعاً دينياً متطرفاً في المجتمع السوري الذي هو تاريخياً وبالفطرة مجتمع متدين ولكن بعقلانية وانفتاح، ولم يكن التطرف يوماً من شيمه المعروفة.
من المؤكد والمعروف للقاصي والداني أن أجهزة المخابرات السورية المتورمة بفروعها المتعددة، والتي يصرف عليها بأريحية زائدة وبدون حسيب أو رقيب، هذه الأجهزة المتحفزة والمتنبهة لكل حركة في المجتمع والتي تحصي على المواطن أنفاسه، لاتفوتها بدون أدنى شك أمور كهذه. وبخاصة إذا تحولت تلك الحالات إلى ظواهر بارزة ولافتة في المجتمع السوري، لتتمدد وتشمل قطاعات واسعة من الأجيال الشابة التي يفترض بها أن تكون القوة التي يعتمد عليها المجتمع، أي مجتمع، للنهوض والتطور وبناء المستقبل الزاهر. لا أن تتحول تلك الأجيال الشابة إلى قوى تجر المجتمع إلى الخلف لتعود به إلى ظلامية العصور الوسطى. وهذا يقودنا إلى استنتاج منطقي حول دور تلك الأجهزة الأمنية في كل ما يحصل من تشوهات بنيوية وخُلقية للمجتمع السوري. وعن الأهداف المتوارية خلف هكذا ظواهر شاذة عن طبيعة هذا المجتمع. في الوقت الذي يلاحق ويسجن أو يضطر للمنفى كل من تجرأ بالتعبير عن رأي مختلف ولو بالكلمة. وقيادات إعلان دمشق وأمثالهم من الوطنيين في سجون النظام مازالوا خير شاهد.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير
- أنا أعترض
- الاسم الذي وحَّدَ روَّادَنا القوميين، وفرَّقَنَا
- جدار برلين في الشرق الأوسط
- سورية تغير سلوكها بعكازة غربية
- ماتت الخنازير... عاشت الإنفلونزا
- الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن
- قانون سوري جديد للأحوال الشخصية يثير استنكارات
- الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع
- الحكام العرب وا لمحاكم المؤجلة - 2 - من التالي..؟
- الإلهيون إذا صرخوا: انتصرنا
- قطعة الجبنة .... والثعلب ، والقسمة غير الممكنة
- الديمقراطية بحسب النموذج العربي...وصفة قديمة متجددة
- من تركيا إلى دارفور
- كذبة كبيرة اسمها مقاومة


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟