أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - قف... منطقة إسلامية














المزيد.....

قف... منطقة إسلامية


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما على المقترب من منطقة عسكرية التوقف لإبراز تصريح الدخول إن كان يملكه، أو العودة أدراجه، كذلك على الراغبين بالدخول إلى منطقة أو مجتمع إسلامي الوقوف طويلاَ قبل إبراز ذلك التصريح. مع فارق جوهري وهو أن العسكريين يحترمون التصاريح التي يمنحونها. في حين يتوجب على الوافد الغريب مراجعة كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة قبل أن يهم بالمباشرة في مغامرة غير مضمونة العواقب ولا يمكن حساب نتائجها وفق المنطق العلمي الذي يقول: المقدمات الصحيحة تقود إلى نتائج صحيحة. فالمنطق الذي اعتزلته المجتمعات الإسلامية وقطعت التعامل به منذ أمد بعيد لم يعد له وجود في مسألة التعامل مع الآخر الذي هو غريب ويبقى غريباً في كل الأحوال. فهو إما كافر أو مخرب لأخلاق الناس أو جاسوس أو عميل لمخابرات ما أو مستعمر أو مبشِّر أو ساعٍ لأهداف مشبوهة. وإن تبين أنه ليس أياً من هؤلاء وإنه مسلم بطريقة ما، ولم يعجبهم إسلامه، فهو مرتد وزنديق يُعينُ أعداءَ الإسلام على تنفيذ مؤامراتهم، ويجب أن ينال القصاص بالقتل وفق مانصت عليه الشريعة وسيرة واضعيها الأوائل. ووفق هذا المبدأ عومل الأجانب في المجتمعات الإسلامية كأهداف ثمينة لابد وأن تدفع حكوماتهم الكثير من أرصدتها المالية والسياسية لتخليصهم من أيدي خاطفيهم، كما حصل دائماً. وإن لم يحصل فالذبح أو التفجيرهو مصير الرهائن أياً كانوا. فاحتلال السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، أو الهجوم على مدرسة بيسلان عام 2004 لم تكن أولى هذه (الغزوات المظفرة). كما لن تكون محاولة المجاهد عمر فاروق وأعمال القرصنة البحرية الحالية واصطياد السفن التجارية على سواحل الصومال آخرها.
أما المسلمون في مجتمعاتهم هذه فقد ألهتهم مؤامرات التغريب والتمدن والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد والمعارضة، عن العمل الجاد. وشغلتهم محاربة هذه البدع ومروجيها من الأجانب وعملائهم عن التفرغ للعلم والبحث والاختراع وتقديم كل ما هو نافع للإنسان والإنسانية. لذا فقد تفرغ (علماؤهم وفقهاؤهم) لمهازل مثل فتوى التبرك ببول الرسول للدكتور علي جمعة، وفتوى إرضاع الكبير لـ (رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر د. عزت عطية) إلى (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي ذاته) الذي يوزع الفتاوى بحسب المطلوب منه، بالتحريم حيناً وبالقتل معظم الأحيان، وصولاً إلى أصغر متصوف في أبعد قرية في جزر أندونيسيا النائية، مروراً بملالي إيران وأمراء الذبح في إمارات الإنترنت الإسلامية إلى طالبان كل مكان، الذين دفنوا رؤوسهم في ترهات السلف (الصالح) شرحاً وتفسيراً وقياساً وتفصيلاً. واستقالت عقولهم من العمل الإبداعي إذ كفتهم تلك الألقاب الكبيرة وأغنتهم عن كل جهد علمي وهم لايستطيعون حل معادلة رياضية من الدرجة الثانية. أولئك (العلماء) تجاوزاً، منحتهم المجتمعات الإسلامية هالة من العظمة بدا آينشتاين ورفاقه أمامها حشرات زنديقة كافرة. أولئك الذين حتى الميكروفون الذي يتحدثون من خلاله لإسماع تخرّصاتهم، ما وُجِد إلا بفضل أولئك (الكفرة الزناديق). وليس لكل تلك الألقاب الفخمة فضل في اختراع أو صناعة ولو إبرة. ولا تنسب لهم ولو جملة واحدة من المجلدات التي كتبوها يكون لها صدى إيجابي مفيد للبشرية. بل العكس تماماً هو الحاصل. فالدماء التي تُسال يومياً في الشوارع الإسلامية بفضل (إخوتنا الجهاديين الأبطال) (والاستشهاديين الأشاوس) من الدرجة الأولى، والسيارات المفخخة المنفجرة أو التي تنتظر دورها للإنفجار وتلك المركونة في عقول الملايين من المسلمين الذين صدقوا دعوى أولئك (العلماء)، كل تلك ما هي إلا نتيجة طبيعية لقرون عديدة من تعاليم الحقد والكراهية والتعالي والعداء للجميع باستثناء الفرقة الناجية الوحيدة التي يحسب كل مسلم أنه منها والآخرين على ضلال وقد أمره الله بمحاربتها حتى تتوب. ومن هذا المنطلق يكاد لا يخلو بلد مسلم واحد من مشاهد الدم والقتل والتفجير اليومية. ومن تسنح له الفرصة ينقل جهاده الإسلامي هذا إلى دار الحرب الواسعة في المجتمعات الغربية المتحصنة خلف أسوار علمها وتقنيتها المتطورة ومع ذلك لم تنجُ من شظايا قنابل الجهاد الإسلامي المنتصر بإذن الله. وإن فشل عمر فاروق عبد المطلب في محاولته لتفجير طائرة ديترويت، فأمثاله كثيرون ولا بد أن ينجح أحدهم يوماً ما، بوسيلة ما، في مكان ما، ليضيف عدداً ما من الضحايا إلى قائمة الجهاد في سبيل الله بهدف إنقاص عدد الكفار ما أمكن قبل أن تحل الساعة ويحاسب الله ونبيه مسلميهم الأوفياء على تقصيرهم في أداء واجبهم الديني ليستحقوا عليه المكافأة الكبرى بنعومة وبياض أجساد حوريات الجنة المنتظرة فرسانها بفارغ الصبر.
الحياة في منطقة إسلامية تبقى محفوفة بالمخاطر حتى لو كنت لهم أخاً في الدين، فما بالك إذا كنت غريباً ومشكوكاً بنواياه؟ وفي هذه الحالة لن يشفع لك أي تصريح أو تأشيرة دخول تمنح لك من أية جهة كانت. بغض النظر فيما إذا كنت ديبلوماسياً أو صحفياً أو سائحاً أو متطوعاً لأعمال الخير أو تاجراً .. أو... أو... أو... فعلى الدوام يمكن أن تبرز لك جهة لاتعرفها لتنفذ قصاصها فيك على أمل أن تنال مكافأتها الموعودة في السماء ويحظى المنفذون بشرف المثول بين يدي الرسول لتهنئتهم على أعمالهم الجهادية قبل الانصراف إلى مساكنة حور العين على شواطئ أنهار الخمر والعسل.





#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير
- أنا أعترض
- الاسم الذي وحَّدَ روَّادَنا القوميين، وفرَّقَنَا
- جدار برلين في الشرق الأوسط
- سورية تغير سلوكها بعكازة غربية
- ماتت الخنازير... عاشت الإنفلونزا
- الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن
- قانون سوري جديد للأحوال الشخصية يثير استنكارات
- الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع
- الحكام العرب وا لمحاكم المؤجلة - 2 - من التالي..؟
- الإلهيون إذا صرخوا: انتصرنا
- قطعة الجبنة .... والثعلب ، والقسمة غير الممكنة
- الديمقراطية بحسب النموذج العربي...وصفة قديمة متجددة
- من تركيا إلى دارفور
- كذبة كبيرة اسمها مقاومة
- رفاهية الابتهاج.... وضريبة القتل
- مسيحيو الشرق الأوسط بين دالوف الأنظمة ومزاريب الإرهاب
- أطلقت عليه السلطة (لا) واحدة فأردته معتقلاً
- معاقبة أمريكا سورياً وسحر الرقم 99%


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - قف... منطقة إسلامية