أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - العبث الصاروخي كرسائل سياسية














المزيد.....

العبث الصاروخي كرسائل سياسية


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للعرب مقولة دارجة مفادها أن (السلاح بيد الولد يجرح)، فما بالك إذا كان هذا السلاح صاروخاً تتفاوت قوته التدميرية تبعاً لتفاوت أنواعه وأشكاله وأطواله ومسمياته التي برز منها في الأيام الأخيرة اسم (سكود) كجد مارد للطفل المشاغب (الكاتيوشا)، ليفترش، ولو نظرياً، بقامته المفزعة تلك ساحة اللعب التي مافتئت تضيق وتصغر لتنحصر في الجنوب اللبناني رغم المحاولات المستمرة لتوسيعها من قبل بعض الأطراف.
وبمناسبة ذكر الأطراف لايصعب على المتتبع تسمية الفريقين المتحاورين صاروخياً في ساحة اللعب إياها لأهداف وغايات بعيدة عن مركز هذا البركان الصاروخي المهيأ للانفجار والذي من الصعب التكهن مسبقاً في أي اتجاه ستسوق رياح السياسة غيوم الرماد التي ستنبعث منه (على غرار بركان آيسلندا). تلك الغيوم التي ستعطل بدون شك ليس حركة الطيران (المدني) وحدها وتنشط الحربي، وإنما سيكون لها تأثيرات على مجمل مصير منطقة الشرق الأوسط الحزين أبداً.
فمن جهة الطرف المقاوم والممانع المتمثل في سوريا وإيران ومخلبهما الجارح حزب الله. هذا الطرف المعرَّف من قبل خصومه بمحور الشر، لايتنكر ولا يتنصل بأي حال من دعمه الخفي والمعلن لحزب الله، سابقاً وحالياً وربما لاحقاً أيضاً، حتى يتم (التحرير) أو تزول إسرائيل من ذاتها. وهذا الدعم يتخذ أشكالاً وأحجاماً وأساليب تتبدل وتتطور بحسب الظروف والأحوال ومجريات اللعبة السياسية في المنطقة التي لاتنقطع فصولها عن التتابع. فيبدأ بالمساندة الإعلامية والسياسية ولا يتوقف عند ضخ كل أشكال السلاح الممكنة إلى ساحة اللعب العبثية تلك الضيقة أصلاً على سكانها. فحديث أمين عام حزب الله عن عشرات آلاف الصواريخ لما بعد مابعد حيفا يضعنا أمام التساؤل المقلق: أكل هذا من أجل بضعة كيلومترات مربعة تكفي جلسة واحدة لحوار جاد لحلها؟ في حين تظل مئات الكيلومترات من الجبهات الأخرى المتاخمة لإسرائيل محروسة جيداً وخالية من أي سلاح، وكأنه لاعلاقة لها بكل مايجري رغم أن أهم المناطق المحتلة وأكبرها تنعم على جانبها الآخر بالهدوء والأمن المستديمين. والخطورة لاتأتي من امتلاك حزب الله هذا النوع من الصواريخ أو ذاك، وإنما تأتي من الرغبة المتوفرة لدى داعميه الأساسيين إيران وسوريا في تمكينه من الحصول على أنواع معينة من الأسلحة التي ينظر إليها من الطرف الآخر على أنها تجاوز للخطوط الحمر وبالتالي وضع المنطقة كلها على كف عفريت. فحزب الله يبقى في النهاية ميليشيا مهما انضبط أفرادها لن يرقى إلى درجة الدولة المسؤولة التي تحكمها قوانين ومؤسسات لامجال فيها للنزوات الفردية. وقد لا يكون لدى حزب الله حالياً أيٌ من تلك الصواريخ التي أثارت إسرائيل وأمريكا حولها زوبعة لم تهدأ بعد. لكن عملية إدخالها إلى لبنان ليست بالأمر المستحيل كما قد يخيل للبعض. فهذه لاتتطلب أكثر من بضعة ساعات لتنفيذها. وقد يكون من شبه المؤكد أن حزب الله يهيء نفسه وكوادره لأسلحة من هذا النوع إن توفرت النية لدى سورية وإيران بتوفيرها له، بغض النظر عن إمكانية استعمالها أو السماح له باستعمالها. وكما يبدو فإن إيران على الأقل ماضية في جهودها لتهديد إسرائيل وإرعاب الغرب وأمريكا بسلوك من هذا النوع، كما تفعل في مناوراتها العسكرية بين الحين والاخر،على أمل أن تحقق من وراء ذلك مكاسب لها في المسألة النووية. ويبقى السؤال ماهو موقف سورية التي لايمكن لحزب الله الحصول على هذا السلاح إلا بمروره عبر أراضيها وبعلم ودراية السلطات فيها؟ وهل سترضخ سوريا للرغبة الإيرانية أم للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية؟ أم ستمسك بالعصا من وسطها فتعمل على تدريب بعض كوادر حزب الله على استعمال هذه الصواريخ دون تسليمهم الصواريخ عملياً؟ مما يبقي احتمال الخطر قائماً بدون أن يكون هناك مستمسك مادي مباشر من قبل إسرائيل وأمريكا ضد سوريا. وفي الوقت عينه وإن تطورت مجريات الأمور إلى الأسوأ يمكن لسوريا إدخال بعض قطع تلك الصواريخ وتسليمها لكوادر حزب الله التي تكون قد دربتها مسبقاً على إطلاقها. وهذا يتوقف على المكاسب من الجانب الإيراني أو التنازلات من قبل إسرائيل التي يمكن أن تُقدَّم لسورية للمضي في سياسة شد الحبل إلى أقصى حد أو الإقلاع ولو مؤقتاً عن هذه السياسة. إنها السياسة التي جربها الرئيس حافظ الأسد وكانت ناجحة في زمن الحرب الباردة. ولكن هل تصلح هذه السياسة لزمن الممانعات الإعلامية؟
وحتى يقدم لنا المستقبل جواباً على هذا التساؤل يظل السلاح بيد الأولاد العابثين جارحاً.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية
- قف... منطقة إسلامية
- وطن بالمزاد العلني
- تقرير ما قبل التوزير لقاضٍ سوريٍ شهير
- أنا أعترض
- الاسم الذي وحَّدَ روَّادَنا القوميين، وفرَّقَنَا
- جدار برلين في الشرق الأوسط
- سورية تغير سلوكها بعكازة غربية
- ماتت الخنازير... عاشت الإنفلونزا
- الشرق الأوسط وهاجس الأقليات المزمن
- قانون سوري جديد للأحوال الشخصية يثير استنكارات
- الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع
- الحكام العرب وا لمحاكم المؤجلة - 2 - من التالي..؟
- الإلهيون إذا صرخوا: انتصرنا
- قطعة الجبنة .... والثعلب ، والقسمة غير الممكنة
- الديمقراطية بحسب النموذج العربي...وصفة قديمة متجددة
- من تركيا إلى دارفور
- كذبة كبيرة اسمها مقاومة
- رفاهية الابتهاج.... وضريبة القتل


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - العبث الصاروخي كرسائل سياسية