أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ابراهيم السراجي - الوطن الذي نريد .. لا وطن تعلمناه















المزيد.....

الوطن الذي نريد .. لا وطن تعلمناه


ابراهيم السراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 14:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


( أحبك يا وطني من كل قلبي , يا يمن )
هذه الجملة التي تشي بحبٍ وطني لستُ أنا صاحبها إذ أعترف أنني أعاني الكثير من الأمراض النفسية وأعاني من الالتباس ما يحول بيني وبين القدرة على كتابة تلك الجملة أو ما يشبهها .

تلك الجملة قرأتها مكتوبة على إحدى اللوحات الإعلانية الضخمة في شارع ( خولان ) بصنعاء موقعة تحت اسم ( أمانة العاصمة ) والمفارقة أن اللوحة الإعلانية التي عبرت بها أمانة العاصمة عن حبها لليمن من كل قلبها تقوم على عمود ضخم يغرق في بحر من ( المجاري ) الطافحة كعادة صنعاء ولكن ذلك دفعني لأقول أنه من الواجب على
( أمانة العاصمة ) أن تعالج مشكلة المجاري وتصلح الشارع الذي يبدو في حالته أنه مقطع ( بلوتوث ) لشارع في الصومال , أنا متأكد أن اللوحة قد كلفت أمانة العاصمة العشرات من الألوف كانت كفيلة بمعالجة الشارع وحل مشكلة المجاري في ذلك المكان الذي قامت عليه اللوحة أي أنه يجب على أمانة العاصمة أن تعبر عن حبها للوطن بطريقة مثلى وهي القيام بوظائفها , والحقيقة إلى الآن وأنا أفكر أي قلبٍ هو المقصود في الجملة الواردة أعلاه والذي يحب الوطن ؟!

الحقيقة أنني أعاني نفسياً من الفوارق الهائلة بين ما تلقيته في حياتي وبينما أعايشه , هي إذن ذاتها عاهة الأطفال الذي تعلموا في مدارسهم كيف يكون حب الوطن وهل هو ذاته الوطن الذي تعلم فيه أطفال صعدة هذا الحب هو الذي يقصفهم بطريقة عشوائية ويشردهم من منازلهم .؟!
كلما هممت في الكتابة للوطن أو عنه لا أعرف في الحقيقة نهاية الأمر هل سأخرج بمقال يصلح للنشر أو قصيدة حزينة أنشرها في منتدى أدبي أم أنها ستكون ورقة قابلة ( للتغليف ) ليستول بها فقير على أبواب المساجد وفي الشوارع العامة , نحن نعرف الوطن بنفس الكيفية التي يظن ( المتسول ) أن أي ورقة مغلفة هي دليل دامغ على استحقاقه للصدقة .

لقد تعودنا في طفولتنا أن السبيل الأنجع للتعبير عن حبنا لمدرستنا هو عن طريق زف المديح والشكر ( لمدير المدرسة ) حتى لو كان قد غادرها بعد فضيحة أخلاقية مع إحدى المدرسات أو أن نمدح في أستاذنا الذي تم فصله في وقت لاحق لثبوت تحرشه بالقاصرات من طالباته , ويجري الحال نفسه كلما اقترب موعد الأعياد الوطنية أن تكتظ كلماتنا بالحديث عن ( الرئيس ) ولم يكن بالمستغرب لو قام أحد الطلاب في الإذاعة المدرسية ليقول أن الرئيس هو صاحب فكرة( عيد الفطر المبارك ) , إذن فقد كبرنا ونحن نعاني من الالتباس وعدم القدرة على التفريق بين ( الشخوص والمكان ).
كل ذلك ليس من باب المبالغة فأنا إلى الآن لم أنس أنني أثناء انتخابات الرئاسة عام 2006 دخلت في نقاش مع بعض الأصدقاء على اختلاف توجهاتنا , يومها سمعني أحد الصغار وأنا أعلن وقوفي إلى جانب المناضل فيصل بن شملان رحمه الله إذ بادرني ذلك الصغير القول : ( احمد الله لوما الرئيس ما معك تلفون " الساحر") ولكن المؤلم هو أن هذه الحالة لا تنطبق فقط على صغار تعلموا أن لا فرق بين الرئيس والوطن فالأمر يتعداهم إلى غيرهم من الراشدين إذا قال لك أحدهم أن الرئيس هو من بنى لنا المدارس وجهز المستشفيات وعندما تحاول أن تناقش بنفس المنطق قائلا: ولكن عدد المدارس يعد نسبة ضئيلة تجاه ما يحتاجه الوطن من مدارس سيرد عليك أحدهم ( لو باقي معه زلط ما عيقصر ) إذن برأيي لم يعد مبالغا فيه قولنا أننا نعاني من ( التباس هائل ) لأنهم لن يتوانوا عن قول أن الرئيس يعول ( 23 ) مليون وأنت بدورك لن تقنعهم أن الرئيس الصيني يعول مليار ونيف من البشر ولو كنت تستخدم نفس منطقهم .

حتى من يمكن اعتبارهم أنهم مثقفي السلطة في بلادنا أعتقد أنهم الوحيدون الذين إذا ظهروا في الفضائيات مدحوا في " الرئيس " فيما غيرهم من زمر السلطة في بقية بلدان العرب تجدهم يتحدثون عن النظام كمنظومة متماسكة ديكتاتورية كانت في حقيقة الأمر أو ديمقراطية لا موضوع مشخصن مبني على المصالح .أتذكر في وقت قريب أنني شاهدت برنامج مباشر على قناة الجزيرة استضافوا خلاله احد قيادات الحراك الجنوبي في لندن يومها اتصل نائب محافظ محافظة أبين ليقول لضيف البرنامج أنه لولا الرئيس لما استطاع الضيف أن يدخل مدينة عدن ,وقتها دققت في كلام الرجل فعرفت أنه يمكن استبدال كلمة الرئيس بكلمة ( الوحدة ) لتكون : لولا الوحدة لما استطعت أن تدخل مدينة عدن , ليعد هذا التباس آخر لعدم القدرة على التفريق بين الشخص والوحدة .
حتى حين نتدافع إلى ملعب المريسي بصنعاء لمشاهدة مباراة لمنتخبنا الوطني في الحالات النادرة التي يتمكن فيها من الفوز على المنافس يخرج لنا اللاعبون ليهدوا الفوز لوزير الرياضة وما فوق ونحن في حقيقة الأمر لا نريد أن ننتزع منهم الهدية ولكن نريد أن نشاركهم إياها وفاءً لحضورنا وتعويض لنا عن ( حق المواصلات ) .

هي إذن حالة عامة للالتباس وعمى الألوان لا تكمن فقط في الرئيس ولكن تكمن في تمجيد الشخوص على حساب القيمة العامة .

أنا فقط أريد أن لا تتسع الفجوة بيني وبين الوطن أريد أن أحتفل بعيد الوحدة على أنه قيمة لها عمقها وقيمتها الوطنية وليس على أنها مناسبة نحصل فيها على إجازة من أعمالنا في توقيت لا يخلو من منغصة تزامنه مع الوقت الذي ينفد كل احتياطيات الموظفين من المال إن وجد .
أريد أن أكون كأي مواطن أمريكي يخرج الصباح إلى وظيفته وهو يشعر أنه و أوباما على حد سواء يذهبان كل يوم لخدمة الوطن كل في تخصصه بغض النظر عن أن احدهم ديمقراطي والآخر جمهوري
كنت على الأقل أمني النفس أن لا يكون الرئيس أيضا قد أصابه نفس الالتباس بين الشخوص والمكان ( الوطن ) قبل أن يخرج لنا في مقابلة صحفية ليقول أن الهيئة المعنية بمكافحة الفساد مخولة فقط بملاحقة ( صغار الفاسدين ) ليظل حاجز الأشخاص جدارا يحول بيننا وبين رؤية الوطن والإحساس فيه , أريد ثقبا صغيرا أرى وأشعر ومن خلاله بالوطن .
أريد أن يكون الرئيس أكثر ديكتاتورية من ساركوزي عندما منع ابنه من الترشح لمنصب ما في باريس , أريد أن أحبه وأن أنبهه أن هناك من يسيئون إليه فهو ربما لا يعرف أن كثيرين ممن هم محسوبون عليه يتجاهلون ضآلة راتبه ليقولوا لنا أنه بنا مسجدا ضخما في العاصمة من حسابه الشخصي , وأريد أن تشرف وزارته المعنية بالأوقاف التي تكتب خطب الجمعة للخطباء المحليين أن تشرف على النقاط الرئيسية التي سيتناولها الدعاة الإسلاميون عندما يحلون ضيوفا على ( جامع الصالح ) قبل أن يخرج لنا داعية بعقاله ليحثنا على مواصلة الحرب ضد إخواننا ( المتمردون ) في صعدة وهو نهج يخالف رأي الرئيس الذي يقول أنه يميل إلى الحوار بدلا عن الحرب , وأريده أن يأمر وزير السياحة أن ينبهوا ضيوفنا السياح من أصحاب( العقالات) أن السياحة قيمة حضارية وفرصة لتبادل المنفعة والثقافة وليست فرصة لاستغلال حاجات الفقراء لإرغامهم على القبول بالزواج السياحي , وأن فارق العملات لا يعني فارقاً في كرامات البشر , لأننا نريد وطنا يشعر بنا ويحفظ لنا كرامتنا .
أعرف أن حديثاً كهذا لا ينتهي ولكني أحاول أن أجد طريقة لاتساع هذا الوطن ولا إيجاد مساحة أكبر في صدره ليتسع للجميع , أريد أن اشعر بهيبة النشيد الوطني وأنا استمع إليه وحدي , أريد أن يكون الوطن بمعناه الحقيقي لاندماج بين الأرض والمجتمع مع الذات فالوطن الذي تعلمناه وعرفناه في إحدى صورة أن تجتمع الحكومة في الوقت الذي يعيش اليمن حروبا ومشاكل اقتصادية ويقع على شفا أكثر من هاوية تجتمع فيه الحكومة لتناقش إجراء تعديل على العلم الوطني وقوانينه .



#ابراهيم_السراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائماً ما أصفق في اللامشاهد
- سيرة أحزان مدينة كاملة
- تهيؤات حلم وارد
- إمتيازات حبيب قديم
- صورةٌ للصورة
- رسائل غير مقصودة
- الزائر الأخير
- المهم أن يسقط المطر
- إمرأة تصلح لاثنين
- -إمرأة تصلح لاثنين -
- نداءات متراكمة
- تسلق
- العطرُ ذاكرةٌ إضافية
- هواجس شاعر متطرف
- بين يدي آدم
- على مستوى رجل واحد
- في الطريق ..( قصة قصيرة )
- الكيميائي
- كَالحَقِقَةِ أو أشَدُّ حُلُمَاً
- ورقة


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ابراهيم السراجي - الوطن الذي نريد .. لا وطن تعلمناه