أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!














المزيد.....

المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-313-
مايزال الساسة العراقيون يتراشقون بالتصريحات المتضاربة، حول احتمال اللقاء بين الرئيسين علاوي والمالكي، وأخذ كل فريق يحمل الآخر مسؤولية فشل اللقاء، اتصالا بفشل السياسيين أنفسهم بالوصول إلى حل للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، بمايلقي - بعدما تعطل الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان بمحاسبة السلطة التنفيذية وصرف الموازنة العامة وغيرها- ظلالا قاتمة على ملفي الأمن والخدمات، بل وصل الأمر - في إطار المناكفات بين الفرقاء السياسيين - إلى نفي أعضاء من دولة القانون علمهم باللقاء أو التحضير له !، وكأن اللقاء والحوار والتباحث بين الزعماء حرام في شرع الأحزاب الدينية أو خرافة من خرافاتها!، وأن الشعب العراقي الذي ضحى في الحقبة الصدامية وخاطر بحياته في الملحمة البنفسجية، لايستحق أن يلتقي اثنان من زعمائه لحلحلة عقدة الكراهية المستحكمة في النفوس، والتقليل من حدة الغطرسة والعنجهية!
واضح أن العقدة في السياسة العراقية هي تولي منصب القيادة!، فكل طرف أعطى وعودا لحزبه ومؤيديه وناخبيه وربما جهات اقليمية ودولية، لايستطيع التخلي عنها بسهولة، النجف وطهران على سبيل المثال تضغطان لتوحيد الصف الشيعي لاالوطني وتم لهما ذلك مؤخرا، عبر الاندماج بين دولة القانون والوطني، المالكي الذي ذاق حلاوة الحكم يراوغ باللقاء بعلاوي باعتبار أنه كان بعثيا، حتى لو حصل على أكثر من 163 كرسيا في البرلمان!، وعلاوي يسعى جاهدا إلى انتزاع الحكم من أيدي الطائفيين - حسب تقديره - لاعادة العراق إلى حاضنته العربية، ونراه في حمى الحراك السياسي يقوم بزيارات غير معلن عنها إلى هذه الدولة العربية أو تلك، وكل ذلك يجري تحت ضربات الارهاب الموجعة، واكتشاف المزيد من المقابر الجماعية وتدهور الخدمات، حتى وصل احباط العراقيين بمايجري على الساحة السياسية إلى القبول بأي حزب وتحالف، ينهض بمهمة تشكيل الحكومة!
مع ذلك فاللقاء بين الرجلين لن يكون له أثر في مجرى الأحداث التي تعصف بالعراق، فالاثنان يسعيان لتنكب "حكومة الغنيمة" ولاأحد يريد أن يبقى خارجها معارضا في البرلمان، لأن العملية السياسية انتقلت من المحاصصة الطائفية والقومية إلى حكومة الشراكة الوطنية!، كما تريد الكتل السياسية أن توهمنا به!، وكل ذلك يجري في إطار جمود سياسي بعد 75 يوما من الانتخابات البرلمانية، دون الوصول إلى حلحلة الأزمة الناشبة حول منصب رئاسة الوزراء، بعدما وضعت تفسيرات المحكمة الاتحادية الشعب والأحزاب والزعامات والاعلام، في حيص بيص خلال تفسيراتها العائمة!
الطرفان يطلبان الغنيمة وسط جمود سياسي حاول كسره قبل أيام، رئيس اقليم مسعود برزاني بقوله بأحقية علاوي بتشكيل الحكومة، ماحدا بالناطق الرسمي للحكومة الدكتور علي الدباغ إلى الرد بسرعة قياسية، بدعوة الكرد " إلى العمل كمعارضة برلمانية " ، فحلفاء الأمس لايحق لهم الانتقال إلى الصف الآخر، أو حتى الادلاء برأي يخرج العملية السياسية من عنق الزجاجة.
ويبقى أكبر دليل على الفشل وعدم النضج السياسي وتحمل المسؤولية الوطنية والتأريخية، هو طرق باب المرجعية واستغلال اسمها ودورها في العملية السياسية، وفهمنا أن المرجعية مشتقة من الفعل رجع يرجع ورجوع الناس إلى المرجع لاستفتائه في أمور دنياهم وآخرتهم، باعتباره الزعيم الروحي القادر على استنباط أحكام الشريعة وإصدار الفتاوى وليس توجيه السياسيين، مايدل على الخراب الشامل وعدم الفصل بين الزمني والروحي، ليس في السياسة حسب بل في كل مناحي الحياة العراقية، وكانت الأحزاب الدينية الطفيلية تعايشت مع المرجعية الدينية، تمسحت بأذيالها منذ 2003 حتى اليوم، سعيا وراء السلطة والمال والنفوذ، وقام زعماء كتل سياسية وأحزاب وشخصيات، بزيارة المرجع السيستاني في النجف، في كل مرة يتم فيها استعصاء العملية السياسية، واليوم دخلت القائمة العراقية على خط المرجعية بوفد كبير من أعضائها، مايعطي دليلا واضحا على الفشل في إدارة العملية السياسية وتعثر مبدأ التداول السلمي للسلطة، ويفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التدهور في الملف الأمني، وتدخل دول الجوار، بعدما أصبح دور الراعي الأمريكي ثانويا في معادلة العراق الصعبة، التي لاتساويها إلا مرارة نتائج غزوه لأفغانستان.
مع تعطل دور البرلمان يعتبر العراق اليوم دولة بدون سلطة رقابية وتشريعية، وعلى السياسيين في هذا الظرف الخطير التخلي عن غطرستهم وعنجهيتهم والتنازل لبعضهم البعض، اللقاء والتحاور وتبادل الآراء ووضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار، وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن وتقديم الخدمات للمواطنين وحفظ سيادة العراق وكرامته.
24/5/2010
[email protected]
www.Summereon.Net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والكاتب طارق حربي في حوار عن العراق والشعر والمنفى
- أربعة (سيناريوهات) غير مقبولة!
- من وحي العيد الوطني النرويجي!
- من المحاصصة الطائفية إلى المحاصصة الانتخابية الرقمية !
- أزمة تشكيل الحكومة..إلى أين!؟
- مساهمة في ملف (الهوية الوطنية العراقية)
- مؤتمرات الارهاب وتأخر تشكيل الحكومة!
- العراق يمر بمأزق سياسي..ماالعمل!؟
- أيها الوطن
- حجرٌ ملَبَّدٌ بالغيوم
- ذباح العراقيين يقلد أوسمة!
- إتلاف الأطعمة الفاسدة في الناصرية..إلى متى..!؟
- لا لجعفر الصدر كمرشح تسوية بديلا عن المالكي!
- نتائج الانتخابات وتغليب المصلحة الوطنية العليا
- ماهذا الغموض..ماالذي يجري!؟
- تحولات في المشهد السياسي العراقي
- تأخير أم تزوير!؟
- انتصار الحبر على الدم!
- شكرا قداسة البابا!
- ماذا وراء زيارة علاوي للرياض والقاهرة!؟


المزيد.....




- أوكرانيا تُعلن تدمير مقاتلة روسية.. وتتحدث عن تكلفتها على مو ...
- من موقع سري في الحرب الباردة إلى وجهة سياحية.. اكتشف قاعدة ص ...
- تلقت لقاحي الكزاز وداء الكلب.. سيدة تروي قصة تعرضها لعضة -فأ ...
- هل انتهت الحرب الباردة حقاً؟
- خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح - مقال في الإندبندنت
- هدنة هشّة وتوتر متصاعد في السويداء ومبعوث ترامب يحذر من العن ...
- في تعليق على نشر ترامب للغواصات النووية: -الكرملين- يدعو إلى ...
- جنون السيلفي .. شاب يتعرض لصدمة كهربائية مروعة فوق قطار في ك ...
- قوات سوريا الديمقراطية تشتبكت مع قوات حكومية بحلب
- مداهمات إسرائيلية جنوب سوريا قرب الجولان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!